بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي هو على كل شيء قدير .. الحكيم العليم الخبير ... الوهّاب المعطي بغير حساب .... جعل من عباده أولي النهى وأولي الألباب ..اصطفي واجتبي من شاء .. واختص من شاء بما شاء ... وله من عباده ما يشاءون عنده سبحانه ....لا راد لما شاء .
جعل من خلقه بقربى النوافل من كان سمعه وبصرة ويده ـ سبحانه تنزه ـ ليس كمثله شيء وإليه يرد كل شيء وهو السميع البصير ..
سمع قول خولة ودبيب النملة .. لا تأخذه سنة ولا غفلة .. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ..
وصلاة وسلاما علي سيد آل آدم .. قطب العالم وإمام كل من أرسل .. خير من تعبد وتنسك وتأمل .. سيد من لقب بالنبي المرسل ... .. ما دعا على أمته ولا مل ... وقال لعل منهم بالرجاء والأمل ... .. وسمع لصاحب له في الجنة من دف النعل.. وما قيل له اخلع نعليك .. لمّا رأى من آيات ربه الكبرى .
وعلى آله الأعلام الطُهّر أهل النظر .. ورثوا التقى والنقى فتكلموا بالدر والدرر ..أصحاب المشكاة والسراج .. أبواب قربة النبي الخاتم صاحب المعراج ... وسلم اللهم تسليما كثيرا وفيرا .
وبعد :
ما أن شرعنا في البحث في النبي إلياس [ عليه سلام من الله ].. حتى كان لنا من صعب البحث نصيبا مفروضا ..فالقليل القليل من فيض أهل العلم معروضا .. وذقنا _ لأول مرة ـ ما كنا منه ببعيد وما أسموه عزيز المصدر وشحيح المادة العلمية.. وبخاصة الموثوق منها والراجح والثابت برأي ..
وكنا ما أن عنّ لنا أمرا كهذا حتى نذهب سريعا لشيخنا الأكبر ( ابن عربي قدس الله سره ) .. الذي أفاض وأجاد وسرد وشرح ووفى واستوفى .. غير أنه هذه المرة ما سقانا شربة ماء .. من بحر علمه .... وكان منا في هذا الأمر العجب !!!! ... فكثيرا ما عانينا معه طول الشرح وتكرار الطرح ... وكثير التفاصيل وجميل النصح .
فإنا نعده منا ناثراً للعلم ووريثه .. وكثيرا ما لهثنا وراءه فما لحقنا بذيل قميصه ...
وكان لنا مرجعا آخرا نتركه لأمر كهذا وهو الشيخ الإمام فخر الدين واسمه الرازي في تفسيره الكبير فما ترك مسألة إلا وقال :" وفيها مسائل " .. ولمّا سألناه في أمر إلياس عليه السلام .. إلا وكأن جوابه " ما المسئول بأعلم من السائل " ...
وبالنهاية فهذا مبحث أكثر ما لاقينا فيه كلمتي [ يقال ] و [ قد يكون ] ..رغم البحث في المتون عند العدول .. وفي الفروع وفي الأصول وما أندر ما لقينا فيه لمن قال : [ وبه نقول ] .
ولمّا لم نكن من أهل الكشف .. بل نسير في هذا الأمر بالرحمة والعطف والتيسير واللطف ..
فإليكم أيها الكرام ... هذه المحاولة في البحث في أمر النبي الكريم إلياس عليه السلام ..
لمّا تواتر في المرويات عن سيد الكائنات عليه أزكى التسليم وأبهى الصلوات أن الأنبياء قد أحصاهم العدد مائة وأربعة وعشرون ألف نبي.. وتعرفون أن كل نبي ولي وما كل ولي نبي ...منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا.. وهذا العدد على الأرجح هم من بايعوا صاحب الشجرة وصاحب العترة عليه صلوات من الله عطرة .. وهمو نفس العدد الموعود من الجنود لمن سيأتي بآخر الزمان من آل محمد عليه سلام الله ..
غير أن من ورده ذكره بقرآن ربنا في التنزيل هم القليل لقول ربنا جل وعلا : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمنْهمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ " .. وقد أحصاهم البحث ستة وعشرون لو أن بالأنبياء اسماعيلين وخمسٌ وعشرون لو أنه اسماعيل واحد عليهم صلوت وتسليمات من الله رب الأرض والسموات وما بينهما ..
وهم كالآتي :
01 .. آدم [ عليه السلام ] .. 18 مرة ، بالإضافة إلى 7 مرات بلفظ
( بني آدم )
2. .. نوحٌ [ عليه السلام ] .. 43 مرة .
03 .. إدريس [ عليه السلام ] .. مرتان .
04 .. هودٌ [ عليه السلام ] .. عشر مرات .
05 .. صالح [ عليه السلام ].. 9 مرات .
06 .. إبراهيم [ عليه السلام ] .. 69 مرة .
07 .. لوط [ عليه السلام ] .. 27 مرة .
08 .. اسماعيل ( ابن إبراهيم ) .. [ عليهما السلام ] .. 11 مرة .
09 .. اسماعيل صادق الوعد [ عليه السلام ] .. مرة .
10 .. اليسع [ عليه السلام ] .. مرتان .
11 .. ذو الكفل [ عليه السلام ] .. مرتان .
12 .. إلياس [ عليه السلام ] . مرتان : (( الأنعام 85 ، الصافات 132 )) .
13 .. يونس [ عليه السلام ] .. أربع مرات .
14 .. إسحاق [ عليه السلام ] .. 17 مرة .
15 .. يعقوب [ عليه السلام ] .. 16 مرة .
16 .. يوسف [ عليه السلام ] .. 27 مرة .
17 .. شعيب [ عليه السلام ] .. 11 مرة .
18 .. موسى [ عليه السلام ] .. 136 مرة .
19 .. هارون [ عليه السلام ] .. عشرون مرة .
20 .. داود [ عليه السلام ] .. 16 مرة .
21 .. سليمان [ عليه السلام ] .. 17 مرة .
22 .. أيوب [ عليه السلام ] .. أربع مرات .
23 .. زكريا [ عليه السلام ] .. 7 مرات .
24 .. يحيى [ عليه السلام ] .. 5 مرات .
25 .. عيسى [ عليه السلام ] .. 26 مرة .
26 .. محمد [ عليه السلام ] .. أربع مرات .. ومرة باسم أحمد .