بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الأمام جعفر الصادق من عرف ليلة القدر فقد عرف سر جدتي فاطمه , وليلة القدر تطلق على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فاطمة الزهراء بشكلين مختلفين, إذ القدر يكون تارة من الكفؤ ومن التقدير وليس من المقادير وهي ليلة سابقة على التنزيل بل القرآن ينزل فيها , وتلك ليلة يشار بها الى محمد صلى الله عليه وآله وسلم , فانه لابد من حقيقة جامعة علمها الحق فعلم نفسه فكانت قدره من حيث ان علم نفسه كان بها وهي قدره في الباطن لجامعيتها وكذلك هي قدره في الظاهر في انصباغها بنور الوجود , ومن الناس من قرأ انا انزلناه مميزا الهاء عن باقي الكلمة, يشير الى الحقيقة الغيبية انها هي التي تنزلت ليس غيرها, ومن نزل فيه شئ فهو قد وسعه, فتلك ليلة سابقة على التنزيل, كان فيها الانباء مرتسما ارتساما ذاتيا وآدم بين الماء والطين, وتارة يكون القدر مأخوذا من المقادير, التي خطها العقل في النفس في مقامها اللوحي, إذ النفس الكلية إذا صارت محلا لنقش القلم سميت لوحا, وهو كل أيضا وتتنزل الى النفس أيضا فتكون كليات, فالنفس في وجهها اللوحي هي ليلة المقادير ما من شئ الا وقد نقش فيها, فهي قد بينت ما في الجامع وافتتحته فهي ام أبيها كما ان الفاتحة أم الكتاب, ففيها ظهرت الاركان ألاربع, وهي الشجرة الطيبة المذكورة في القرآن, التي عرفنا في ليلة عرس زهرائي ان سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه متضمن فيها, ولو بسطتها لكانت فاطمة الزهراء التي في الجزيرة صورة من صورها.