أحـيـــانـــا حـبّــك يـا مـخـتــار ُ أحـيــانـــــــا | وأصـبـح الـحـفـل مـن ذكـراك نشـــــوانــــــا |
مـهمـا كتمتُ لظـى(1)شوق يؤرقـنـــــــــي | قــد يـفضـح الـقـلبَ دمـعُ العين أحـيانــــــــا |
يـا قـلـبُ أنت جنيـت الحــب مـن صــِغَـــــــر | وشــبَّ فـيك فـذ ُق يـا قـلب أشــجـانــــــــا |
تــدعو المدامـعَ كــي تُذري(2) سحائبهــــا | و تسـكـبَ الـدمـعَ تـهطـالا(3) وغــدرانـــــــا |
مــاذا تـجــود عيـون ٌ جـهـــدَ طــاقـتـهـــــــا | إذ قــد تـــأجـجـت الأحشـــــاء نــيـرانـــــــــا |
لـو أملك الطـرف ما أسبلتُ قطـرة مـــَا(4) | لـكــنّ دمـعــي كـمـوج الـبــحر طغيانــــــــــا |
يــهـــزنــي طَــربـــــــا ذكــــراكــــُمُ أبــــــدا | كـمــا يـهـــزُّ نســـيـمُ الـصبــح ِ أفــنانـــا(5) |
صـهـباءُ(6) حبـكِ حلّت فــاز شـــاربــهــــــا | بــالـوصــل مـنــك وبــالـجـنـات غـفرانـــــــــا |
يا ســاقي القوم صِرفا(7)من سـُلافـَتِـهَــــا | بـالـلــه أتـرِع(8) كـؤوس الحب دهقانـــا(9) |
لا تـخـجـلـــنّ لشـــــيـب حــــلّ ساحتنـــــا | فـحـبـّنـــا أزل شِـــيــبـا ً و شــــــبــانـــــــــا |
ومـن يـــكـن حبـّه من يــوم قــال بلـــــــى | لـم يخــشَ فـي الكـون لا إنسا ولا جـانــــــا |
يُبقي الهـوى نِضوَ(10) أشـلاء(11)متيَّمــَةٍ | لـكــن حـبـــّك يـــا مـخـتـــــــار أفـنـانــــــــــا |
في الفرس قد سجدوا للنار مُسعَـرة (13) | و الــروم قــد عـبــدوا صـُلبــا و أوثـــانـــــــــا |
و الـعـــربُ قــد وأدوا عــار البـنـــات و قــــد | جــاروا عـلـيـهــن تـضـلـيــلا و بُـهـتانـــــــــــا |
حـــرَّمــتَ وأدَ الـتـــي لا ذنــبَ تـعــرفــــــهُ | و لا أتــت دهــرَهـــا بـغــيــا و عـدوانــــــــــا |
رفـــعــــتَ مـن شـأنها و الكـــلُّ يمـقتـهــــا | حتـى جعـلــتَ لها مــن ذلـّها شــــانـــــــــا |
حــررت بالـــدين أعناقــا قــد انســـجـنـــت | تحــت الخُنُوع (14)وتحــت الذُّل أزمانـــــــــا |