السلام عليكم،،
يااااااااااااااااه
منذ أسبوع لم أنظر في ساعتي، فالوقت عندي كله كان صباحا، قضيت الأسبوع المنصرم في رحاب سيد الشهداء، في مؤتمر الحسينيين السنوي، الذي يسميه عامة الناس (مولد سيدنا الحسين).
الشوق للأحباب واختيار الصحبة والإعداد لمجالس وصالونات أرباب الفهاهة والفهامة، دفعنا لبذل الجهد للتنسيق قبيل المؤتمر، ولكن هيهات، فأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، كان المدعوون للمؤتمر هذا العام من الطبقة الأصدق، أو الأصفى، ولم تكن ساعات المكوث أيضا وفق الهوى، فبحسب قدر كل مدعو ينال شرف المكوث، كان الأمر ظاهرا حتى أجمع عليه الجميع وتلاقت عليه الآراء، هذا العام لم يدخل ساحة المؤتمر مدع أو كاذب أو منافق، وكنت ترى ذلك في صفاء الوجوه، وفي سيولة الحركة بالساحة على غير العادة، وكأن عدد الحاضرين نصف من اعتادوا الحضور، أو أقل، بحثنا عن كثير من أهل عادة التواجد، فتبين لنا غيابهم،ربما تأسينا لذلك، ولكن لعله خير لنا ولهم، وعلى الجملة، كان مؤتمر هذا العام به أمر جديد، وتغير وتبديل في مواقع أهل الخير، فرأينا من اعتادوا أن يطاف بهم يطوفون وكأنهم يستجدون أصوات ناخبيهم، ورأينا سادة في قلاعهم مطمئنين، ومساحات من القائمة أصابها المحو فلم تعد كما كانت، وحتى جغرافيا المكان، تبدلت مواقع (خدم) كثيرة، ما بين رفع وخفض، فهناك من تحولوا لمكان تضاف لهم به ميزة، وهناك من خسروا ميزة، وهناك من استبعدوا نهائيا، ومن ألأرض أرض حرمت شرف الخدمة فصارت بيوتا ومحال تجارية، وخلافه، وأمور كثيرة كانت مستقرة منذ عشرات السنين تغيرت هذا العام، ولا ندري بعد ذلك أي متبوئ تبوأنا بهذا المؤتمر، وبين الأحداث، تأخر مقدم أخ لنا يوما عن موعده، وتعجل أيضا في رحيله يوما عن موعده، ولكنه شهد، وأيضا التقيناه، بادرنا بفضل السعي فشكر الله سعيه، وعظم الله أجره، وإذ هو جليسنا، دعاه خاطره، لمن شغله من معية منزله بالمؤتمر، فملك منا نفسه، فلم نجد بدا من الانصراف، وخامره حياء من مظاهر واقع حول هيكله، فأردنا أن نقتل له هواجسه ونطهره من التفريق بين العابد والقاعد، ومن استعذب صحبة هؤلاء ومن استعذب صحبة أولئك، فما هي إلا صورة يكمل بعضها بعضا، ولكل دور يلعبه، وكل مظهر هو عنصر من عناصر اللوحة، ولعله بعدما رأى إقرارنا أطراف اللوحة وعلم أنا نعدها خلفية لازمة لجوهر بقية العناصر المعبرة والمتصدرة للوحة المؤتمر، لعله قر عينا وهنا بالا.
وغادر أخونا بالليلة الكبيرة، فنستغفر الله له، ونلتمس له عذرا نجهله، كي لا نأسف لذهابه.
أما الليلة الكريمة، فالسعيد فيها من يساق لخير أو يساق له خير، وقد ساقنا الله لمجلس أحد الزكيين، أبناء الزكيين، وما كان بيننا إلا سلام، وحديث مقتضب جدا بين مداعبات قديمة وتحري جديد أخبارنا وما إلى ذلك، ونظرات نعد بها فضلا من الله ونعمة تغشتنا.
ثم انصرفنا والحمد لله راشدين.