كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

هذا كتاب سمّيته "الزهراء عليها السلام" وهو يتكلم عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه

إن التصوّف كلمة لطالما اتخذها بعض الذين يجهلون معناها وسيلة لمهاجمتها ونأكد أنهم ما فعلوا ذلك وهم مدركون لمعناها الحقيقي.

فكلمة التصوف هي :
أن يجتهد الإنسان بعبادة ربه عز وجل، ومخالفة نفسه ، لينال عز الدنيا والآخرة، فإذا عَرَفَ نفسه وقَهَرَهَا وعالجها بما يصلح لها حتى يعرفها ويأمن من شرها حتى يصفو قلبه مع ربه عند ذلك تصفو روحه، وكما قلنا أن تذكر الله عز وجل وليس في قلبك سواه، فإن كانت الخلوة الشرعية تقتضي أن لا تخلُ بامرأة أجنبية دون أن يكون معك أحد، فإن الخلوة الربانية هي أن يخلو قلبك بربك دون أن يكون فيه أحد، فإنّ الاجتهاد في ذلك هو التصوّف مع التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، كانت هناك حساسيات عند اتباع هذا العلم، فلا يقبلون مناقشة في عبارة من عبارات أهله ولا مباحثته ولا الكلام فيه، فإنّ المجدّدين في هذه الأمة لا يسعهم أن يقابلوا أمثال هذا كله إلا بالكلمة الصادقة والواضعة للأمور في مواضعها، فهذا وحده الذي يَحسـُن بالعالم وتصلح به الأمة، وإذا لم يفعل العالِم ذلك فإنه لن يكون قد أدى أمانة العلم في جيله.

إن تسعين بالمائة من الأمة الإسلامية خلال القرون المتعددة لهم علاقة بالتصوف وأهله بشكل من الأشكال، إما بالاشتغال فيه أو التلمذة على أهله أو الصلة بهم والثقة فيهم أو الانتماء لهم أو لمن تتلمذ عليهم، ولا زال التصوف وأهله إلى الآن هم الذين يصلون إلى بيئات ومناطق لا يصل إليها غيرهم. وإني لأظن أن أكثر ما وسيذهب الإنكار فيه هو الاسم التصوف، ولهؤلاء أقول على رسلكم فهذا التاريخ بيني وبينكم، إنه لم يُنكِر خلال العصور اسم التصوف أحد من الناس لأنه اصطلاح على علم، ومن فتاوى ابن تيمية خرج منها مجلدات تحت اسم التصوف والأخلاق ولم أرَ على ذلك منكرا، فأرجو التأني على قضية لا مبرر للإنكار فيها أصلا، ونحن نقول أنه ليس الصوفي معصوماً من الخطأ وإنما المعصوم هو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقديما ً قال أكبر أعلام أهل التصوف - رحمه الله تعالى: " ربما وقعت النكتة من كلام القوم في قلبي فلا أقبلها إلا بشاهدَيْ عدل من الكتاب والسنة، لأن الله عز وجل ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمن لي فيما سواهما ".
إن مفاتيح النفس البشرية إنما هي في هذه التربية وأصولها وقواعدها لأن الصوفية هم الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلمتربية النفس وتزكيتها، وتخصّصوا لذلك وتفرّغوا له، وفطنوا لما لم يفطن له غيرهم. إن الصوفية هم الذين ملكوا العلم الذي تتهذب به النفوس البشرية في علاقتها مع الله عز وجل أو فيما سوى ذلك من القدرة على التعامل مع الناس.
إن التصوف والبيئات الصوفية هي القادرة على إيجاد الإنسان في كمالاته كلها، الإنسان الذي يقوم بفرائض العبودية كلها، الإنسان الذي يقدم أعظم العطاء في باب التعامل مع الآخرين، فيقوم بذلك مجتمع كله أدب وتراحم وعطف ومودة وإيثار ولطف، وهناك أناس يطرحون سؤالاً إذا ما أعيتهم الحجج وهو: أليس في كتاب الله عز وجل والسنة الشريفة ما يغني عن هذا؟ والجواب: نعم ولكن هل كل إنسان قادر على أن يقرأ الكثير ويستوعب الكثير ويستوعب الجميع ويربط بين المواضيع؟! لا بدّ للإنسان من أساس مُوَضِّح ونقطة انطلاق سريعة المتناول، فعندما تقرأ الكتاب والسنة تجد كلاما ً كثيرا ًعن القلب والإيمان والذوق وأمراض القلوب ودواء هذه الأمراض، وتجد كلاما ً كثيرا ًعن صَمَم القلب وعماه وعن سلامته وسقمه وتقواه وفسوقه، وعن النفس البشرية عن زكاتها وعن فجورها وأمثال هذه المعاني...

يتبع بإذنه تعالى>>>

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

...فشيء عادي أن يسجل علماء المسلمين كل ما له علاقة بهذه المعاني وهذه القضايا ضمن سجل خاص وأن ينشأ نتيجة ذلك علم خاص في كل ما له علاقة في حيثيات هذه المعاني، وكان هذا العلم هو علم التصوف والسلوك، فليس المستغرب أن يوجد هذا العلم ولكن المستغرب ألا يوجد، إذ دأب علماء المسلمين أن يكتبوا في كل موضوع على حدا فيضموا الشيء إلى نظيره ومثيله ويشرحوا ويفصـِّلوا ويجيبوا على كل سؤال له علاقة في هذا الموضوع، ومن ثم وُجد العلم وتطوّر وحدث له ما يحدث لكل علم من التصدي له ممن ليس من أهله والتأليف فيه إذ ليس غريبا أن يوجد العلم الذي يسجل فيه المسلمون خلال تاريخهم ملاحظاتهم وتجاربهم الخاصة في موضوع السير من الغفلة عن الله سبحانه وتعالى إلى اليقظة، ومن الشرود إلى الالتزام، ومن مرض النفس والقلب إلى صحتها، ولكن المستغرب ألا يوجد، فإذا وُجد العلم ووُجد المختصون فيه ووُجد الآخذون له فقد قام سوقه، كيف وهو علم يحتاجه كل مسلم وإذا كان كذلك فشيء عادي أن تقوم له مدارس وأن يكثر فيه الأخذ و والرد، وأن يوجد أشياء كثيرة ترافق هذا العلم وتُعتبر من مكملاته ولوازمه. وهناك سؤال: هل كل إنسان أحاط بالكتاب والسنة وعنده قدرة أن يجمع النظير إلى النظير وأن يضع الناس في مواضعها؟ وهل الناس متساوون في الفهم وفي بُعد النظر وعمق الإدراك ؟ إن الذين ينـُفـّرون المسلم العادي عن أخذ العلوم عن كتبها وأصحابها وأهلها يطولون عليه الطريق بل يمنعونه من الوصول، فكما لا يقال للمسلم العادي تتبع الناسخ من المنسوخ من كتب التفسير مع وجود ما فيها بل يقال له إقرأ كتاب الناسخ والمنسوخ لفلان وأسباب النزول لفلان فهكذا هنا في كل علم فذلك الطريق الأقصر لتحصيل العلم والتعرّف عليه، ونقصد في علم التصوف هنا التصوف العلمي المحرّر على ضوء الكتاب والسنة والمرضيّ من قِبل العلماء الراسخين في العلم .
إن موضوع السير إلى الله عز وجل ضرورة تقتضيها ضرورات متعددة، فهذا الإنسان له ما يُسمى بالعقل وما يُسمى بالقلب وما يُسمى بالروح ولكل واحد من هذه المعاني عوالم عجيبة لا تنكشف لإنسان إلا من خلال السير إلى الله عز وجل، ومن ثم كان السير إلى الله عز وجل ضروريا ً للإنسان ليعرف الإنسان ذاته وما انطوى عليه، ومن ثم كان الإنسان الذي لا يسير إلى الله عز وجل لا يعلم شيئا كثيرا ً عن آفاق النفس وآفاق الذات وهذا سبب أول يدفع الإنسان نحو السير إلى الله عز وجل، والسير إلى الله عز وجل هو الطريق الوحيد للمعرفة الصحيحة الذوقية الشعورية لله عز وجل...

يتبع بإذنه تعالى>>>

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

...إن الإنسان يجهل الكثير عن خالقه عز وجل ما لم يسِرْ إلى الله عز وجل حتى لو كان مؤمنا ً، ففارق كبير بين الإيمان العقلي النظري وبين الإيمان الشعوري الذوقي وهذا سبب ثان ٍ يدفع الإنسان إلى السير إلى الله عز وجل، والنفس البشرية تمرض ولا تصحُّ إلا بسلوكها الطريق الصحيح إلى الله عز وجل والنفس البشرية مُطالبة بعظيم من الأخلاق ولا تنال الفلاح بدونه، وهذا لا تتحقق به بدون السير إلى الله عز وجل، وهذا سبب آخر يدفع الإنسان إلى السير إلى الله عز وجل ومن ثم كان السير إلى الله عز وجل واجبا ًعلى درجات تختلف باختلاف الاستعدادات، فلا بدّ من سير وعلى قدر الهمم تكون درجات السائرين، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } الشمس. وقال تعالى: { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } الحج/٣٧.
وقال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: ( لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من فارس ). فإذا استطاع الإنسان أن يزيد في إيمانه حتى يصبح شعوراً بصفات الله عز وجل وأفعاله، عندئذ يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان الذي عبّر عنه الرسول الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) رواه مسلم. إن مقام الإحسان هذا هو ذروة الإيمان فإذا تمكن الإيمان بالقلب أصبح إحسانا ولذلك ورد في الحديث الشريف: ( إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ) رواه الطبراني، وبالجمع بين الحديثين ندرك أن الإحسان هو عبادة الله عز وجل في حالة شعورية محددة، والعبادة بشكل عام في دين الله عز وجل توصِل إلى مقام أرقى وهو مقام التقوى، قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة/٢١...

يتبع بإذنه تعالى>>>

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

...والتقوى هي مرحلة النضج الكامل للتفاعل مع الإسلام والإيمان والإحسان، فهي علم وعمل، وهي مَلـَكـَة قلبية، وسلوك، وهي حالة ينسجم فيها العقل مع القلب مع الجوارح، وهي في النهاية هبة الله عز وجل لمن أسلم وعَمِلَ وأحسن، قال تعالى: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} محمد / ١٧. فالتقوى هبة الله عز وجل لمن اهتدى، والهداية بدايتها الإيمان بالله عز وجل، قال تعالى: { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } التغابن /١١. والطريق إليها بالمجاهدة، قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } العنكبوت/ ٦٩. إيمان بالله عز وجل يرافقه مجاهدة للنفس بالقيام بالعبادة وأعمال الإسلام توصِل إلى التقوى التي هي إيمان و اتباع، والتقوى توصِل إلى الشكر، قوله تعالى: { فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}آل عمران/١٢٣، فالشكر ذروة المقامات، وقليلٌ أهله، وهو مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) رواه البخاري. وقال تعالى: { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ / ١٣. فأن يعمل الإنسان شكرا ًلله عز وجل على منّه بأن يُسخر كل شيء أعطاه الله عز وجل إياه في الطريق الأحب إلى الله عز وجل على ضوء الكتاب والسنة أي شرع الله عز وجل دون أن يهمل أمراً لله عز وجل، تاركاً المحرمات والمكروهات، مقيماً للفرائض والواجبات والمندوبات على حالة قلبية هي حالة الشكر لله عز وجل، هذا هو ذروة السير إلى الله عز وجل...

يتبع بإذنه تعالى>>>

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

¨ معنى التصوف:
كما جاء في كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم لإبن عطاء رضي الله عنه حد التصوف وموضوعه .

¨ أماحده : فقال الجنيد رضي الله تعالى عنه:هو أن ُيميتك الحق عز وجل عنك ويحييك به. وقال أيضا أن تكون مع الله عز وجل بلا علاقة، وقيل الدخول في كل خــُـلــُـق سَنِي والخروج من كل خــُـلــُـق دنيّ. وقيل هو أن لا تملك شيئاً ولا يملكك شيء، وقيل هو أخلاق كريمة ظهرت في زمن كريم مع قوم كرام، وقيل هو استرسال النفس مع الله عز وجل على ما يريد، وقيل التصوف مبني على ثلاثة خصال:
-التمسك بالفقر والافتقار
- والتحقق بالبذل والإيثار
- وترك التدبير والاختيار

وقيل الأخذ بالحقائق والإياس مما في أيدي الخلائق، وقيل ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع، وقيل الإناخة على باب الحبيب وإن طـُرد، وقيل صفوة القرب بعد كدرة البعد، وقيل الجلوس مع الله عز وجل بلا هم، وقيل هو العصمة عن رؤية الكون، وقيل الصوفي كالأرض يُطرح عليه كل قبيح ولا يخرج منه إلا كل مليح، وقالوا من أقبح القبيح صوفي شحيح، وقال الشبلي - رضي الله عنه -: الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق عز وجل لقوله تعالى: { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} طه/٤١، فلا تصوف إلا بفقه إذ لا تعرف أحكام الله عز وجل الظاهرة إلا منه، ولا فقه إلا بتصوف إذ لا عمل إلا بصدق وتوجه، ولا هما ً إلا بإيمان إذ لا يصح واحد منهما بدونه، فلزم الجميع لتلازمهما في الحُكم كتلازم الأرواح للأجساد، إذ لا وجود لها إلا فيها كما لا كمال لها أي الأشباح إلابها ومنها قول مالك - رحمه الله تعالى- "مَن تصوّف ولم يتفقه فقد تزندق، ومَن تفقه ولم يتصوّف فقد تفسّق، ومَن جمع بينهما فقد تحقق" قلت تزندق الأول لأنه فائل بالجبرالموجب لنفي الحكمة والأحكام، وتفسُّق الثاني الخلو عن صدق التوجه الحاجز عن معصية الله عز وجل عن الإخلاص المشروط في الأعمال، وتحقـّق الثالث لقيامه بالحقيقة في عين تمسكه بالحق. فاعرف ذلك إذ لا وجود لها إلا فيها كما لاكمال له إلا به فافهم ....

يتبع بإذنه تعالى>>>

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Noormb0

كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه 14944_11179932707

كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه 96676003od9

¨ وأما موضوعه: هو النفوس والقلوب والأرواح لأنه يبحث في تصفيتها وتهذيبها لأنه "مَن عَرَفَ نفسه فقد عَرَفَ ربَّه".

¨ واسمه علم التصوف: اختــُـلِفَ في اشتقاقه على أقوال كثيرة ومرجعها إلى خمسة:×
أوّلها أنه من الصوفة لأنه مع الله عز وجل كالصوفة المطروحة، لا تدبير له.

وقيل إنه من الصفاء وصحح هذا القول أبو الفتح السبتي - رحمه الله تعالى -:

تخالف الناس في الصوفي واختلفـــــــــوا	جهلا وظنــــــــــــوه مشتقــــــا من الصـــوفي
ولست أمنــــــــــح هــــذا الاســـــم إلا فتـى	صافٍ فصوفي حتى سمي صوفي

وقيل إنه منقول من صفة المسجد النبوي الذي كان منزلا لأهل الصفـّة، لأن الصوفي تابع لهم فيما أثبت الله عز وجل لهم من الوصف حيث قال:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف/ ٢٨، وهو الأصل الذي يرجع إليه كل قول فيه قاله الشيخ زر وق رحمه الله تعالى.
¨ وأما استمداده: فهو مستمد من الكتاب والسنة وإلهامات الصالحين وفتوحات العارفين.
¨ وأما حكم الشارع فيه: إنه فرض عين إذ لا يخلُ أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وحيث كان فرض عين يجب السفر إلى مَن يُؤخذ عنه إذا عُرف بالتربية واشتهر الدواء على يديه وإن خالف والديه حسبما نص عليه غير واحد كالبالي والسنوسي وغيرهما. قال السنوسي: "النفس إذا غلبت كالعدو إذا فجا، تجب مجاهدتها والاستعانة عليها وإن خالف والديه كما في العدو إذا برز" قاله في شرح الجز يري...

يتبع بإذنه تعالى>>>
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

¨ وأما تصور مسائله: فهي معرفة اصطلاحاته والكلمات التي تتداول بين القوم كالإخلاص والصدق والتوكل والزهد والورع والرضا والتسليم والمحبة والفناء والبقاء والصفات والقدرة والحكمة والروحانية والبشرية، وكمعرفة حقيقة الحال ثم التحقيق في مسائل هذا العلم، إنها القضايا التي يبحث عنها السالك في حال سيره ليعمل بمقتضاه يكون الإخلاص شرطا ً في العمل، وكون الزهد ركنا في الطريق وكون الخلوة والصمت مطلوبان، وأمثال هذه القضايا فهي مسائل هذا الفن.

¨ وأما فائدته: تهذيب القلوب، ومعرفة علام الغيوب، أو تقول سخاوة النفوس وسلامة الصدور وحُسن الخُلق مع كل مخلوق. واعلم أن هذا العلم الذي ذكرناه ليس هو اللقلقة باللسان وإنما هو أذواق ووجد، ولا يؤخذ من الأوراق وإنما من أهل الأذواق، وليس يُنال بالقيل والقال وإنما ينال بخدمة الرجال وصحبة أهل الكمال، والله ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح.

¨ وأما فضيلته: فقد تقدم أن موضوعه الذات العلية وهي أفضل على الإطلاق، إذ هو دال بأوله على خشية الله تعالى وبوسطه على معاملته وبآخره على معرفته والانقطاع إليه، ولذلك قال الجنيد البغدادي رضي الله تعالى عنه - إمام الطائفتين- : " لو نعلم أن تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه "، وقد قال الشيخ الصقلي - رضي الله تعالى عنه - في كتابه المسمى بـ ( أنوار القلوب في العلم الموهوب) قال: " وكل مَن صدق بهذا العلم فهو من الخاصّة، وكل من فهمه من خاصّة الخاصّة، وكل من عَبَرَعنه فهو النجم الذي لا يُدرَك، وما من علم إلا وقد يُستغنى عنه في وقت إلا علم التصوف فلا يستغني عنه أحد في وقت من الأوقات".

¨ وأما نسبته من العلوم: فهو كلي لها وشرط فيها، إذ لا علم ولا عمل إلا بصدق التوجه إلى الله تعالى، فالإخلاص شرط في الجميع، هذا باعتبار الصحة الشرعية والجزاء والثواب، وأما باعتبار الوجود الخارجي فالعلوم توجد في الخارج بدونه لكنها ناقصة، ولذلك قال السيوطي: "نسبة التصوف من العلوم كعلم البيان مع النحو يعني هو كمال فيها ومُحسن لها" وقال الشيخ زر وق: "نسبة التصوف من الدين نسبة الروح من الجسد لأنه مقام الإحسان الذي فسره الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لجبريل عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراه ) الحديث، إذ لا معنى له سوى ذلك، إذ مداره على مراقبة بعد مشاهدة أو مشاهدة بعد مراقبة وإلا لمَ نقيم له وجود ولم يظهر له موجود؟ ولعله أراد بالمراقبة بعد المشاهدة الرجوع للبقاء بشهود الأثر بالله" انتهى كلام ابن عطاء السكندري في كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ص 5 إلى 10...

يتبع بإذنه تعالى>>>

كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

...وفي كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف لتاج الإسلام أبو بكر محمد الكلاباذي :-
(...ثم إن من هؤلاء القوم من كان لباسهم لبس الصوف لأنهم لم يلبسوا لحظوظ ملامسه وحُسنٍ منظره وإنما لبسوا لستر العورة، ومن ثم كان الصوف لبس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وزيّ الأولياء رضي الله عنهم، وقال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أنه مرّ بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العباءة يأمّون البيت العتيق . وقال الحسن البصري - رضي الله عنه - كان عيسى عليه السلام يلبس الشعر ويأكل من الشجر ويبيت حيث أمسى . وقال أبو موسى أيضا - رضي الله عنه- كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يلبس الصوف ويركب الحمار، وقال الحسن البصري رضي الله عنه أدركت سبعين بدريّاً ما كان لباسهم إلا الصوف، ومنهم من نسبهم إلى الصفة والصف الأول فإنه عبر عن أسرارهم وبواطنهم وذلك أن من ترك الدنيا وزهد فيها وأعرض عنها صفى الله تعالى سره ونوّر قلبه، قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- : ( إذا دخل النور في القلب انشرح وانفسخ، قيل وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله فأخبر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- من تجافى عن دار الغرور نور الله قلبه وقال حارثة حين سأله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه- ما حقيقة إيمانك ؟ قال عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون وإلى أهل النار يتعادون فأ ُخبرَ أنْ لما عزف عن الدنيا نوّر الله قلبه فكان ما غاب منه بمنزلة ما يشاهده وقال النبي - صلى لله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- : ( من أراد أن ينظر إلى عبد نور الله قلبه فلينظر إلى حارثة ) فأ ُخبر أنه مُنور القلب... )

يتبع بإذنه تعالى>>>
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

وأيضا من أوصاف أهل الصفّة قال الله تعالى: { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} التوبة/١٠٨، والتطهر بالظواهر عن الأنجاس، بالبواطن عن الأهجاس وما يتحرك في الضمير من الخواطر، ثم لصفاء أسرارهم تصدق فراستهم، قال أبو أمامة الباهلي - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) وقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أيضا ( إن الحق لينطق على لسان عمر ). وقال - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، ثم وصفهم وقال: لا يرقون ولا يسترقون ولايكوون ولا يكترثون وعلى ربهم يتوكلون )، فلصفاء أسرارهم وشرح صدورهم وضياء قلوبهم صحّت معارفهم بالله تعالى، فلم يرجعوا إلى الأسباب ثقة بالله عز وجل وتوكلا ً عليه ورضاء بقضائه.

وقال أبو علي الروذباري وسئل عن الصوفي فقال: "مَن لَبِسَ الصوف على الصفاء، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج المصطفى" - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وسئل سهل ابن عبد الله التستري مَن الصوفي؟ فقال: "الذي صفا من الكدر، وامتلأ قلبه من الفكر، وانقطع إلى الله عن البشر، واستوى عنده الذهب والمدر".

وسئل أبو الحسن النوري ما التصوف؟ فقال: " مَن ترك كل حظ للنفس".

وسئل الجنيد عن التصوف فقال: " تصفية القلب عن مرافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بالعلوم الحقيقية، وإعمال ما هو أولى على الأبدية، والنصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة، و اتباع الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم".

في الشريعة أقول أنا الفقير إلى الله سبحانه وتعالى،،، من الصوفي؟ هو موافقة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في الشريعة في كل أحواله وأفعاله وصفاته وأخلاقه وفي كل حركة في حياته، وأنت ترى أخي الكريم أننا قد أوسعنا في شرح معنى كلمة الصوفية ليجد القارئ معناها في كل الأبواب التي يطرقها، ونكتفي بهذا بعدما نقول... اعلموا رحمكم الله تعالى أن المسلمين بعد رسول الله- صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لم يتـَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية سوى صحابة الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إذ لا أفضيلة فوقها، فقيل لهم الصحابة، ولما أدرك أهل العصر الثاني سمي من صحب الصحابة بالتابعين، ورأوا ذلك أشرف تسمية، ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم عناية شديدة بأمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- بالزُّهاد والعبّاد، ثم ظهرت البدع وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادّعوا أن فيهم زهّاد فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله تعالى الحافظون قلوبهم من طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المئتين من الهجرة من كتاب الرسالة القشيرية ص ٢٥.

يتبع بإذنه تعالى>>>
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

تابع كتاب الزهراء...

وهناك للشيخ عبد الله البابلي رضي الله عنه في كتابه "من حقق الأصول نال الوصول" شهادات من الأئمة عن التصوف وأهله.
• الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى :- وقد مرّ في بحث الشريعة والحقيقة أن أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى كان يعطي الطريق أي الشريعة والحقيقة، وأنه كان فارس هذا الميدان كما ذكر العلامة ابن عابدين في حاشيته أي أنه كان من أهل التصوف أصحاب الباع الطويل في هذا الميدان.
• الأمام مالك ابن أنس رضي الله تعالى عنه :- يقول الإمام - رحمه الله تعالى - : "من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق".
• الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه :- قال الإمام الشافعي: صحبت الصوفية فاستفدت منهم ومن قولهم، ومما استفاد منهم لنرَ أن كل كلمة تريد مجلدا ً ضخما ً ليشرح عنها قال: قولهم الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وأيضا نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وأيضا العدم عصمة. وقال أيضا سيدنا الشافعي: حُبب إليّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعـِشرة الخلق بالتلطف، والإقتداء بأهل التصوف. فإذا قال الشافعي ذلك فما نقول نحن؟ فما بقي من كلام لنا، إذ هم أهل الفقه والشرع والفكر والإيمان فالإقتداء بهم أصبح واجبا ً.
• الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله تعالى عنه :- كان قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله- رحمه الله تعالى-: يا ولدي عليك بالحديث، وإياك ومجالسة الذين سموا أنفسهم بالصوفية فإنه ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه. فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي الشهير وعرف أحوال القوم أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاءالقوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة. ونقل العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إبراهيم ابن عبد الله القلانسي - رحمه الله تعالى- أن الإمام أحمد ابن حنبل - رحمه الله تعالى - قال عن الصوفية: لا أعلم أقواما أفضل منهم، قيل له إنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله. فإذا كان رأي الأئمة الأربعة عن التصوف وهم ممن نأخذ فقه ديننا منهم أو ليس واجباً أن نكون حريصين على اتباعهم؟!

وإليك أخي الكريم نبذة عن بعض أهل التصوف من العلماء وشهاداتهم عن التصوف وأقوالهم فيه، وهم ممّن وَصَلَنَا الدين على أيديهم، فأنت أخي الكريم عندما تسمع عن هؤلاء العلماء لا يسعك إلا أن تقول أن الحق معهم يدور حيث داروا.
١) السيد إبراهيم ابن أدهم رضي الله تعالى عنه :-
السيد إبراهيم ابن أدهم الحازم الأحزم، وكان شرع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- منهاجه واختياره عليه الصلاة والسلام، قال: إنّ التصوف هو التكرّم والتنسّم والتلطــّــف. أصله من أولاد ملوك بلخ، خرج يتصيّد فهتف به هاتف "ما لهذا خـُلقت يا إبراهيم ولا به أمِرْت وسمع صوتاً يقول: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ } المؤمنون/ ١١٥، اتق الله عز وجل، وعليك بالزاد ليوم الميعاد"، ثم دخل مكة وصحب الفضيل ابن عياض وسفيان الثوري رضي الله تعالى عنهم، وكان لا يأكل إلا من عمل يده كالحصاد وحراسة البساتين، ومر به جندي وهو يأكل عنبا فاستطعمه فأبى فعلاه بالسوط فطأطأ رأسه وقال: اضرب رأسا طالما عصى الله، فأعجز الرجل منه. ونام ليلة عن وِرْدِه فتكدر فنودي في سره كن عبداً لنا تسترح فإن أقمناك فقم وإن أنمناك فنم. قال الغزالي رضي الله تعالى عنه كان ابن ادهم والثوري يطويان ثلاث أيام ويأكلان في اليوم الرابع، وقال: ليس ذلك خارجا عن العادة وإنما يمكن الوصول إليه بالمجاهدة. ولما قدم سفيان الثوري رضي الله تعالى عنه الرملة أرسل إليه إبراهيم ابن أدهم أن تعال فحدثنا فجائهم فقيل له أتبعث له بمثل هذا قال أردت أن أنظر تواضعه. ومر سيدنا إبراهيم ابن أدهم براعي غنم فقال له: هل من شربة من ماء أو لبن؟ فقال: أيها أحب إليك قال الماء؟ فضرب الراعي بعصاه حجراً فانبجس منه الماء فشرب فبقي متعجباً فقال الراعي: لا تعجب إن العبد إذا أطاع الله أطاعه كل شيء.؟ ومن فوائده إن الرجل الحر الكريم من تخرج نفسه من الدنيا قبل أن يخرج منها. وقال: لو علم الملوك ما نحن فيه من النعم والسرور ولذة العيش وقلة التعب لجالدونا عليه بالسيوف. وقال: طلبوا الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم. وقال: مَن قال لأخيه أعطني من مالك فقال له كم تريد؟ فما قام بحق الأخوة، ومَن دعاه أخوه إلى حاجة فقال إلى أين؟ فما قام بحق الصحبة. وقال: أيضا قيل في بعض الكتب الإلهية من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه. وقال: رأيت ملكا نزل من السماء فسألته لما نزلت. فقال: لأكتب أسماء المحبين كمالك ابن دينار وثابت البناني والسختياني، قال: هل أنا معهم قال: لا، قلت له: أكتب تحتهم محب المحبين، قال، الساعة أمرت أن أكتبك أولهم. وقيل له إنا ندعوا الله فلا نـُجاب والله سبحانه وتعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر /٦٠، فقال: لأن قلوبكم ماتت في عشرة أشياء:
١) عرفتم الله عز وجل فلم تؤدّوا حقه.
٢) وقرأتم كتابه ولم تعملوا به.
٣) وزعمتم حب الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وتركتم سنته.
٤) وادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.
٥) وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.
٦) وقلتم نخاف من النار ووهبتم أنفسكم لها.
٧) وقلتم الموت حق ولم تستعدوا له.
٨) و اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم.
٩) وأكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها.
١٠) ونعيتم موتاكم ولم تعتبروا فأنى يستجاب لكم.
أسند عن جماعة من التابعين وتابع التابعين أحاديث متعددة، وروى عن يزيد الرقاشي ويحيى ابن سعيد الأنصاري ومالك ابن دينار وعنه أبو إسحاق الفزاري وشقيق البلخي وبقية قال الذهبي ووثـّقه النسائي والدارقطني وقال من التقريب صدوق خرج له البخاري في الأدب والترمذي. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
٢) أويس القرني ص ٢١٠ :-
هو أويس ابن عامر القرني، وقيل ابن عمر والقرني المراد من بني قرن خير التابعين وسيد العبّاد وعـَلـَم الأصفياء والأولياء من الزهاد، روى عن عمر وعلي رضي الله تعالى عنهما، سكن الكوفة ونعته كما أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعاً إنه أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع. فيشفع الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر. وفيه أيضا في "حلية الأولياء": ( يا عمر يا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما )، وفيه أيضا في "حلية الأولياء" أنهما طلباه عشرة سنين حتى وجداه فسلما عليه وقالا له: مَن الرجل؟ قال: راعي إبل وأجير قوم. قالا: لسنا نسألك عن الرعاية ولا الإجارة، ما اسمك؟ قال: عبد الله. قالا: قد علمنا أن أهل السماء والأرض كلهم عبيد لله، ما اسمك الذي سمّتك أمك؟ قال: يا هذان ما تريدان إلي؟ قالا: وصف لنا محمد صلى الله عليه وسلم أويسا القرني، فقد عرفنا الصهوبة والشهولة ، وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا ، فإن كان بك فأنت هو . فأوضح منكبه فإذا اللمعة، فابتدراه يقبلانه، قالا: نشهد أنك أويس القرني، فاستغفر لنا يغفر الله لك، قال: ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم، ولكنه من في البر والبحر، في المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، يا هذان ! قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما ؟ قال علي رضي الله عنه: أما هذا فعمر أمير المؤمنين، وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فاستوى أويس قائما وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، وأنت يا ابن أبي طالب، فجزاكما الله من هذه الأمة خيرا، قال: وأنت جزاك الله من نفسك خيرا، فقال له عمر: مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي، وفضل كسوة من ثيابي، هذا المكان ميعاد بيني وبينك، قال: يا أمير المؤمنين ! لا ميعاد بيني وبينك، لا أراك بعد اليوم تعرفني، ما أصنع بالنفقة ؟ ما أصنع بالكسوة ؟ أما ترى أن نعلي مخصوفتان متى تراني أبليهما ؟ أما تراني أني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم، متى تراني آكلها ؟ يا أمير المؤمنين ! إن بين يدي ويدك عقبة كئودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فأخف يرحمك الله. فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض، ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت أن أم عمر لم تلده، يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها، ألا من يأخذها بما فيها ؟
وأتاه هرم ابن حيان فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت لآنس بك. فقال: ما كنت أعرف أحداً يعرف ربه فيأنس بغيره. وقال له رجل: أوصني. قال: توسد بالموت إذا نمت واجعله نُصب عينيك إذا قمت. وقال: عليك بذكر الموت، فإن استطعت أن لا يفارقك طرفة عين فافعل.
وقد أخرج أحمد بسند معتبر عن سيد البشر (خير التابعين أويس القرني ) وفي صحيح مسلم ونحوه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع بإذنه تعالى>>>

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كتاب (الزهراء)_عن التصوف وأهله ومنبعه وأصله والعلماء وشهاداتهم فيه Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

تابع كتاب الزهراء...

٣) أيوب السختياني رضي الله تعالى عنه ص ٢٢٨ :-
أيوب السختياني أعني ابن كيسان فتى الفتيان، وسيد العباد والزهاد والرهبان، كان فقيهاً محجاجاً، وناسكاً حجاجاً من الخلق آيساً وبالله تعالى آنساً، وكان جهبذ العلماء وسيد الفقهاء الفخماء. جاء أبو قلابة رضي الله تعالى عنه إلى الحسن البصري رضي الله تعالى عنه يستودعه كتبه فقال: أودعها سبط الفتيان أيوب. وذُكر عند أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فقال: شاهدت منه مقاماً عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لا أذكر ذلك المقام إلا اقشعر جلدي. وقيل لأيوب لم أقللت الحديث عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال: كنت إذا قمت من مجلسه قال: هذا سيد الفتيان فتركته، وكان إذا ذكر الحديث بكى حتى يرحمه من حضر، وحج أربعين حجة.
ومن كراماته أنه كان بطريق مكة فعطش الناس وخافوا فقال لرفقته: أتكتمون عليّ؟ قالوا: نعم فدعا وحوَّل ردائه فنبع الماء فوراً فسقوا ورووا الدواب، ثم مرّ بيده على الموضع فكان كما كان، ذكره الذهبي في السير دون أن يعلق على الخبر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
٤) بشر بن منصور رضي الله عنه ص ٢٤٤ :-
بشر بن منصور السليمي العابد الزاهد، صوفي لو رآه أبو القاسم القشيري لأقسم بحياته، ولوأدركه الجنيد لأنس به في خلواته، وكان من الذين إذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة. ورُئيت رابعة العدوية رضي الله عنها في النوم فقيل لها: ما فعل ضيغم؟ قالت: يزور الله متى يشاء. قيل لها: ما فعل ببشر؟ قالت: بخ بخ أُعْطِيَ فوق ما يُؤمل. أسند الحديث عن سفيان وغيره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
٥) ثابت بن أسلم رضي الله تعالى عنه ص ٢٤٤ :-
الإمام الرباني أبو محمد البناني قال: إن التصوف هو محافظة الحرمة ومداومة الخدمة. قال في الإحياء: كان من أولياء الله. وقال أنس رضي الله تعالى عنه: إن للخير مفاتيح وإن ثابت من مفاتيحه، وأوصى له بمثل نصيب ابنه فلم يقبله. وما رُئِيَ الحسن رضي الله تعالى عنه أنه أوسع لأحد قط إلا لثابت. وكان أعْبَد أهل زمانه، يصوم الدهر كله، ويقوم الليل أجمع، ولا يمر بمسجد إلا دخله وصلى فيه ركعتين. ومن كلامه: أن أهل ذكر الله ليجلسون إلى الذكر وعليهم من الآثام أمثال الجبال فيقومون لا شيء عليهم منها، وقال: طوبى لِمَن ذكر الله ساعة الموت، ما أكثر عبد ذكره إلا رُئِيَ في عمله، وقال: نية المؤمن أبلغ من عمله إنه ينوي أن يقوم الليل ويصوم النهار ويُخرج من ماله فلا تتابعه نفسه عليه، فنيته أبلغ منه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
٦) الحسن البصري رضي الله تعالى عنه ص ٢٥٤ :-
الحسن البصري رضي الله تعالى عنه، حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، كان لفضول الدنيا وزينتها تاركاً، إذ قال: إن التصوف هو التنقية من الدرن والتوقية من الدخن والتوفية من البدن للتبقية في العدن. كان أبوه من سبي حسان، فهو مولى للأنصار ثم صار من رؤوس العباد الأخيار، صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة، كان أكثر مشيه حافياً ومع ذلك له هيبة عظيمة، قال الغزالي رضي الله تعالى عنه: كان الحسن أشبه الناس بكلام الأنبياء عليهم السلام وأقربهم هدياً من الصحابة، اتفق العلماء في حقه على ذلك. وقال الحافظ: كان يُستثنى من كل غاية فيـُقال فلان أزهد الناس إلا الحسن وأفقه الناس إلا الحسن وأفصحهم إلا الحسن. وقال أدركت سبعين بدرياً ما كان لباسهم إلا الصوف لو رأيتموهم قلتم مجانين ولو رأوا خياركم قالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم قالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب. وقال: من انقطع إلى الله في مسجد للذكر والصلاة أقام الله له الدنيا خادمة. وقال: لو كنت ممن رضي بقتل الحسين وعُرضت عليّ الجنة ما قبلتها حياء من المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وقال: عجبا لابن آدم يغسل الخراء بيده مرة أو مرتين ثم يتكبر، يعارض جبار السموات والأرض. وقال: لا يغرّنك قول من يقول ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم، وقال الغزالي: هذه إشارة إلى أن مجرد ذلك من غير موافقة في بعض الأعمال أو كلها لا ينفع. وقال: هانوا على الله فعصوه ولو عزّوا عليه لعصمهم. وقال: لو نادى منادٍ بالمسجد ليخرج أفسق الناس وأقلهم حياء من الله ما سبقني إلى الخروج أحد. وقال: يُستعان على دفع الوسوسة بالذكر والقرآن، وعلى النفس بالصوم والصلاة والمجاهدة والرياضة. وقال: إذا أذنب عبد ثم تاب لم يزدد قرباً من الله وهكذا كلما أذنب لأنه دائم السير بذنبه وبغيره حتى يصل للآخرة. وقال: ذم الرجل نفسه مدح لها. وقال: ليس الصاحب من تحتاج إلى مداراته. وقال: عبد بنو إسرائيل الأوثان بعد عبادتهم الرحمن بحبهم الدنيا. وقال: لو عَلـِم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا. وقال: مَن لـَبِس الصوف تواضعاً زاده الله نوراً في قلبه وبصره، ومَن لـَبـسه إظهاراً للزهد وتكبراً كـُوِّر في جهنم مع الشياطين. وقال: ما كل الناس يصلح للبس الصوف لأنه يطلب صفاء ومراقبة. ورأى بعض الأولياء ليلة موته أبواب السماء مفتحة وكأن مناديا ينادي ألا إن الحسن البصري قدم على ربه وهو عنه راض ٍ.
أخذ الطريق عن سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه، وقد كانت أمه مولى لأُم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وربما كانت ترسل أمه في بعض الحاجات فيبكي ولدها فتعلله بثديها فيدر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
٨) الحسين بن علي بن أبي طالب ضي الله تعالى عنه ص ٤٢ :-
سبط المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وريحانته- الذي قال فيه: ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط ) رواه الحاكم عن يعلي العامري وصححه. وجلس يوماً في المسجد واختبأ وقال لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه أدع لي لكاع فأتى بحسين رضي الله تعالى عنه يشتد حتى وقع في حجره ثم أدخل يده في لحيته فجعل المصطفى- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يفتح فم الحسين رضي الله تعالى عنه ويدخل فاه بفيه ويقول ( اللهم إني أحبه فأحبه ). وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما جالساً في ظل الكعبة إذ رأى الحسين رضي الله تعالى عنه مقبلاً فقال أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. ومن كلامه ألزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل في شفاعتنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
² حماد بن سلمة رضي الله تعالى عنه ص ٢٦٦ :-
المشهور بالإمامة المعروف بالاستقامة كان بيسير الأقوات مقتنعا . قال إن التصوف هو بذل الروح طوال المدة وتبديل الروح بالشدة . وكان عظيم المجاهدة جدا ولم يُرَ ضاحكا قط . قال إبن حيان كان ابن حيان من مجابي الدعوة ومن كلامه : لو قيل لي أنك تموت غدا ما قدرت أن أزيد من أعمالي شيئا . أسند الحديث عن خلق لا يحصون من التابعين بل قيل وعن أنس وخرّج له الجماعة أجمعون . وروى النووي بإسناده رضي الله تعالى عنه عن أبي عبد الله التميمي عن أبيه رأيت حماد بن سلًَمة في النوم فقلت ما فعل الله بك قال خيرا قلت وماذا قال قيل لي طالما كدرت نفسك فاليوم أطيل راحتك وراحة المتعوبين من أجلي بخ بخ ماذا أعددت لهم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² داود بن نصير الطائي رضي الله تعالى عنه ص ٢٧٢ :-
داود بن نصير الطائي أبو سليمان الفقيه البصير الراوي العابد الطاوي أبصر معتبرا وسبق مبتدرا وتشمّر منتصبا وأنتظر مرتقبا أضناه الفرق وأنهاه القلق قال أن التصوف هو : تشمر للاستباق وتضمر للحاق . وقد أثنى عليه كثير من الأعيان كان رفيع المقدار كثير المريدين والأنصار فسيح الأركان واضح المنهاج بحر علمه متراكم الأمواج أخذ الحديث عن عبد الملك بن عمير وعروة بن هشام والأعمش وعنه ابن علية وإسحاق السلولي وأبو نعيم ومصعب بن المقدام وجماعة قال الذهبي رحمه الله كان إماما فقيها ذا فنون عديدة ثم تعبد وآثر الوحدة والخلوة وأقبل على شأنه وساد أهل زمانه وقال غيره كان يحضر مجلس أبي حنيفة رضي الله عنه قال أبو حنيفة يوما في مجلسه أما الأداة فقد أحكمناها فقال له داود رحمه الله فما بقي قال العمل العمل بما علمناه فأعتزله وتزهد وتعبد وأنقطع لذلك حتى صار في المجاهدة فحلا من الفحول هجر الوطن ووقف المواقف التي تهول وثبت حيث الأقدام تزل والأحلام تجول وأتاه بعض بعض رفقائه في الدرس فقال يا أبا سليمان حفوتنا فقال ليس مجلسكم هذا من مجالس الآخرة في شيء أستغفر الله أستغفر الله ثم قام وتركه وقيل إنما سبب توبته أن إمرأة جاءت إلى أبي حنيفة رحمه الله تسأله عن مسألة فأجابها فـُأعجبت بجوابه فقالت هذا العلم فأين العمل فأثر كلامها في قلب داود رضي الله عنه فاعتزل وتعبد وصار عظيم الشأن علما وعملا وزهدا وورعا وكان يقول ما نعول إلا على حسن الظن بالله لإستيلاء التفريط على الأبدان وقال إنما بغية الأكياس قلق لا زوال عنه وعيش لا موت فيه وقال له أبو يوسف صاحب أبو حنيفة رضي الله عنه ما رأيت أحدا رضي من الله مثل ما رضيت فقال من رضي بالدنيا عوضا عن الآخرة فقد رضي بأقل من ذلك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
² الربيع بن خيثم رضي الله تعالى عنه ص ٢٨٠:-
المخبت، الورع، المتثبت، القنع، الحافظ لسره، الضابط لجهره، المعترف بذنبه، المفتقر إلى ربه، قال أن التصوف هو (مشارفة السرائر ومصادقة الظواهر ) قال له إبن مسعود رضي الله تعالى عنهما لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لأحبك وأنتهى الزهد إلى ثمانية منهم الربيع وقال له ابن الكواء دلني على من هو خير منك فقال من كان نطقه تذكرا وصمته تفكرا وسيره تدبرا فهو خير مني وسُرق له فرس اُعطي له فيه عشرين ألفا فقيل له أدعو عليه فقال اللهم إن كان غنيا فأغفر له وإن كان فقيرا فأغنه وكان إذا وجد بالناس غفلة خرج إلى المقابر وقال كنا وكنتم، ويحيي الليل كله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
² سلام ابن أبي مطيع رضي الله تعالى عنه ص ٢٩٧ :-
سلام ابن أبي مطيع الشاكر الرفيع والشاهد السميع شكر فارتفع وسهر فاستمع قال إن التصوف هو ( إرتفاع لإزدياد واستماع في استشهاد ) قال ابن حنبل رضي الله تعالى عنه كان ابن سّلام إذا قام يصلي كأن شيء ملقاة لا يتحرك، ومن كلامه رضي الله تعالى عنه كن لنعمة الله عليك في دينك أشكر لنعمته عليك في دنياك . أسند الحديث عن مالك ابن دينار وسمع من قتادة وغيره رضي الله تعالى عنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² سعيد ابن جبير الكوفي الأسدي رضي الله تعالى عنه ص ٣٥٢ :-
الإمام المشهور الذي أشتهر بزهده وورعه وشهد له بذلك الجمهور الفقيه البكاء العالم الدّعّاء والنحيب له من كل سهم من الفضائل نصيب قال عنه الزمخشري : كان يسمى جهبذ العلماء ومات وما على وجه الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه وكان إذا طلع الفجر لا يتكلم بغير الذكر حتى تطلع الشمس . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

تابع كتاب الزهراء...

² سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه ص ٣٥٣:-
سيد الحفاظ أمير المؤمنين في الحديث عالم الأمة في القديم والحديث الإمام الرضي والورع الزاهد العلم حليفه والزهد أليفه والصبر قرينه والتوكل مسلكه والتفويض مطلبه قال إن التصوف هو ( براعة في المعارف وبلاغة في المخاوف ). قال الذهبي - رحمه الله- وغيره: كان سيد أهل زمانه لم يُرَ مثل نفسه قال يحيى القطان: سفيان فوق مالك في كل شيء ومن كلامه: لا يتعلم أحد العلم حتى يتعلم الأدب ولو مكث عشرين سنة . وقال العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا جره الطبيب إليه فكيف يداوي غيره . وترك الجلوس للعلم فعوتب فقال: لو أنهم يريدون وجه الله لأتيتهم في بيوتهم لكن يريدون المباهاة. وقال: عليك بالرضا عن الله إذا منعك ما طلبت فإن منعه عطاء. قال لرجل يخدم الولاة: إبعد عنهم قال: ما أصنع بعيالي؟ قال: ألا تسمعون هذا يقول أنه إذا عصي الله رزق الله عياله وإذا أطاعه ضيعهم . وقال: ما رأينا الزهد في شيء أقل منه في الرياسة لأن الرجل يزهد في المال ويسلمه إذا نوزع، وإذا نوزع في الرياسة لا يسلمها . وقال: إذا رأيت أخاك حريصا على أن تقدمه فأخره . وقال: التوكل هدوء الضميرعند هجوم التقدير وقال: من عرف الله تحقق في التوكل وتشوّق إلى التنقل . وقال: من رأى لنفسه على أخيه علما وعملا حبط أجر علمه وعمله . ولما خرج المنصور للحج بعث أمامه من يقول إذا وجدتم أو رأيتم الثوري فأصلبوه فجاء الخبروهو نائم في حجر الفضيل ابن عياض وعند ابن عينية - رضي الله - عنهما فقالوا إتق الله ولا تشمت بنا الأعداء وأختفى فأستوى قاعدا ً وقال برئت من هذه الكعبة إذ هو دخلها، فمات قبل دخوله مكة. قال ابن فهر: غسلته أنا ويحيى بن سعيد يوم مات فوجد مكتوبا َ على جسده:

فسيكفيكهم الله . وروى النووي بإسناده عن قبيصة قال: رأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك فقال:

نظرت إلى ربي كفاحا ً فقال لــي	هنيئا رضائي عنك يابن سعيــــــد
لقد كنت قواما َ إذا ما أظلم الدجى	بعبرة مشتــــــــاق وقــــلب عميـد
فدونك فاختر أي قصــــــر اردته	وزرني فإني عنك غير بعــــــــيد

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

² سفيان بن عينية الكوفي رضي الله تعالى عنه ص ٣٠٩ :-
سفيان بن عينية الكوفي ثم المكي الهلالي، كان عالما ناقدا وزاهدا عابدا، حفظ القرآن وهو ابن أربع سنين، وكتب الحديث وهو بن سبع سنين، ثم برع حتى صار أوحد زمانه علما وزهدا وورعا. قال الزمخشري في الربيع: كان يحضر مجلسه مئة ألف نفس وكان يقول: أنا لكم مثل أبي قبيص إصعدوا علي وأطلعوا على التابعين. كان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل. وقال طلب ما لا بد منه ليس من حب الدنيا. وقال العلم إن لم يفعل يضر. وقال الجهاد عشرة أجزاء جهاد العدو جزء وجهاد النفس تسعة أجزاء، وقال الزهد الصبر وإرتقاب الموت، وقال إنما أهل العلم الذين يعملون به. وقال لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله . وقال خلقت النار رحمة يخوف الله بها عباده لينتهوا . وقال العمل الصالح هو الذي لا تـُحب أن يحمدك عليه إلا الله. وقال عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة, وقال الراضي عن الله لا يتمنى سوى المنزلة التي هو فيها, وقال كنت أُفكر في معنى حديث ( يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء الخ ) فلم أقف عليه حتى رأيت كأن قائلا يقول الغني إذا نابه شيء إلتجأ إلى ماله وجاهه، والفقير إذا نابه شيء لا يلتجىء إلا إلى الله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² شقيق بن إبراهيم البلخي ص ٣٢٠ :-
الزاهد العابد، العلي الشأن، العجيب البرهان،من أكابر السادة وأعاظم مشايخ الطريق القادة، كان يقول بطرح المكاسب والمطالب والتوجه في الأسباب والمذاهب. قال إن التصوف هو ( الركون والسكون ونحول الأعضاء والغصون والتخلي عن القرى والحصون ) ومن فوائده: عملت بالقرآن عشرين سنة حتى ميزت أعمال الدنيا من أعمال الآخرة ووجدتها في حرفين فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى .وقال الفقراء إذا طمعوا بالأغنياء إتخذوهم أربابا من دون الله، وقال إذا صار الفقير يخاف من الغنى كما نخاف من الفقر فقد تم. زهده، وقال ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف بل في معرفة الله والرضا عنه, وقال إن أردت أن تكون في راحة فكل ما أحببت وألبس ما وجدت وأرضَ قضاء الله . أسند الحديث وأخذ الفقه عن أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وغيره وأخذ عنه حاتم الأصم وأيوب ابن الحسن الزاهد. قال الذهبي رحمه الله سافر مرة وفي صحبته ثلاث مئة نفر من الزهاد والعباد وكان المأمون بخرسان في أول مرة فتوسل إليه المأمون حتى أجتمع به. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
² شيبان الراعي رضي الله تعالى عنه ص ٣٢٥ :-
كان من رؤوس الزهاد، وأكابر العارفين الأمجاد، وكان في المجاهدة فائقا، وفي التوكل على ربه مبالغا واثقا، قال في الإحياء أي الغزالي: كان الشافعي رضي الله تعالى عنه يجلس بين يديه كما يقعد الصبي في المكتب ويساله كيف يفعل في كذا وكذا، فيقال له مثلك يسأل هذا البدوي فيقول إنه وفق لما علمنا. وقال في الفتوحات إنه لما ساله ابن حنبل والشافعي عن زكاة الغنم قال عن مذهبنا أو عن مذهبكم إن كان على مذهبنا فالكل لله لا نملك شيئا وإن كان على مذهبكم ففي كل أربعين شاة شاة وعمن نسي صلاة من الخمس عنها ما يلزمه, فقال هذا قلب غافل عن الله فيؤدب بإعادة الصلاة الخمس حتى لا يغفل عن مولاه بعدها أنتهى ونازع بعض الحفاظ في إجتماع الشافعي رضي الله تعالى عنه فهام على وجهه سنة، ثم رجع فقيل له لم هربت قال من الحساب الدقيق، وله أحوال ساميات وكرامات ظاهرات منها أنه أجنب ولم يجد ماء عنده فجاءت سحابة فأظلته فأغتسل منها, وكان هو وسفيان - رضي الله - عنهما مارّين بطريق مكة فعرض لهم سبع فقال سفيان أما ترى هذا السبع؟ فقال: سيبان لا تخف، وأخذ بأذن الأسد فعركه فبصبص وأنصرف، فقال: سفيان ما هذه الشهرة؟ فقال لولا خوف الشهرة لوضعت زادي على ظهره إلى مكة, وقال حقيقة المحبة أرق بلا رقاد وجسم بلا فؤاد وتهتك في العباد وتشرد بالبلاد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² صفوان بن سليم رضي الله تعالى عنه ص ٣٣٠ :-
المشهور بالتوكل والتسليم في الدنيا الدنية، زاهدا وعن الشهرة نائيا متباعدا، يتهجد في الشتاء فوق السطح، وفي الصيف في قعر البيت لئلا يأخذه النوم، وناهيك يقول أحمد بن حنبل - رضي الله تعالى عنه- في حقه: من خيار عباد الله يستنزل بذكره المطر مكث ثلاثين عاما لا يضع جنبه على الأرض. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

² صالح المري رضي الله تعالى عنه ص ٣٢٩ :-
صالح بن بشر المرّي البصري، المعروف بالتزهد، المشهور بالتجرد، العارف العابد، حليف المساجد، سلك الطريقة وتكلم في علم الحقيقة، قال: إن التصوف هو ( تحرك الأخيار وتفرُد الأسرار). وكان إذا رأى مقبرة يمكث يومين لا يأكل ولا يشرب ولا ينام وكان يسمع كلام الموتى يخاطبهم ويعظونه ويقولون له قد وجدنا كذا حقا وكذا حقا. وقال قيل لي إن أردت أن يستجاب لك فقل اللهم إني أسألك بإسمك المخزون المكنون المبارك الطاهر المطهر المقدس فما دعوت إلا أُجبت وروى عنه الترمذي . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
² طاووس بن كيسان رضي الله تعالى عنه في الكوكب الدرية الجزء الثاني ص ٣٣٥ :-
طاوس بن كيسان، المتفقه اليقظان، الإمام أبو عبد الله الحميري اليماني التابعي الكبير، كان من فضلاء الصالحين،والعلماء العابدين وعظ وتكلم على المنابر، وحضر مجلسه الأعيان والأكابر أصله من فرس، وأمه حميرية، وكان يسكن مدينة الجند ويتردد إلى صنعاء، أدرك خمسين صحابيا، صلى الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة، وحج أربعين حجة، قال: الغزالي - رضي الله تعالى عنه- كان عظيم الورع جدا ففعل ابن له على لسانه إلى عمربن عبد العزيز فأعطاه ثلاثمائة دينار فباع طاووس ضيعة له فبعث بها إلى عمر هذا مع أن السلطان مثل عمر، قال الغزالي - رحمه الله- فهذه هي الدرجة العليا في الورع. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² عبد الله بن زيد الجرمي رضي الله تعالى عنه ص ٣٤٧ :-
أبو قلابة اللبيب الناصح، الخطيب الفاصح، قال: إن التصوف هو ( النصح في الإشفاق والفسح في الأخلاق ) وقال ما من شيء أطيب من الروح ما أنتزع من شيء إلا أنتن. وقال له عمر بن عبد العزيز:عظني، فقال له: من عهد أدم عليه السلام إلى الأن لم يبق خليفة سواك، قال: زدني، قال: إن كان الله معك فما تخاف وإن لم يكن معك فإلى من تلتجيء، فقال: حسبي حسبي. أسند الحديث عن أنس وغيره من الصحابة وأخذ عنه خلائق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه ص ٣٥٠ :-
عبد الله المروزي، فخر المجاهدين وقدوة الزاهدين، السخي الجواد، أليف القرآن والحج والجهاد، قال إن التصوف هو ( إعتداد لا إزدياد وإستعداد وارتياد ). وقد أجمعوا على جلالته وتقدمه في كل شيء، وأنه ممن تستنزل الرحمة بذكره، وترجى المغفرة بحبه، قال سفيان جهدت جهدي على أن أكون في الستة ثلاثة أيام على ما كان عليه ابن المبارك فلم أقدر، وسمع سفيان رجلا يقول ابن المبارك عالم المشرق فقال له قل عالم المشرق والمغرب وما بينهما. وقال العراء ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين، وقال ابن معين وهو أيضا أعلم من سفيان الثوري - رضي الله تعالى عنه- وقال ابن عياش ما على وجه الأرض مثله ما خلق الله خصلة من الخير إلا وجعلها فيه، وهو من أتباع التابعين، كان أبوه تركيا مملوكا لرجل من همذان، وجمع الفقه والأدب والزهد والنحو واللغة والشعر والفصاحة والصيام والقيام وقلة الكلام فيما لا يعنيه وكتب الحديث عن مئة وألف شيخ . قال الذهبي كان يتجر وينفق على الفقراء في العام مئة ألف درهم , وقال أبو أسامة ابن المبارك في أصحاب الحديث كأمير المؤمنين في الناس , وقال رب عمل صغير تجعله النية كبيرا وعكسه , ومن كلامه إذا قرأتم من القرآن ما تقيمون به صلاكم فأشتغلوا بالعلم فأنه يطلع على معاني القرآن , وقال علامة من عرف نفسه أن تكون عنده أذل من الكلب , وقال خرج أهل الدنيا منها قبل أن يتذوقوا أطيب ما فيها المعرفة بالله , وقال أحب الصالحين ولست منهم وأكره الطالحين وأنا شر منهم وقال من ختم نهاره بذكر الله كتب نهاره كله ذاكرا وكان شديد التحري لذلك وقال أربع كمات أنتخبت من أربع ألاف حديث : لا تثق بإمرآة , ولا تمل معدتك ما لا تطيق , ولا تغتر بمال , ولا تعلم من العلم إلا ما تعمل به , وقال التواضع التكبر على الأغنياء ثقة بالله سبحانه وتعالى، وقال الرحمة تنزل عند ذكر الصالحين. وقال كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
² عبد الله بن عبد العزيز العمري رضي الله تعالى عنه ص ٣٥٥ :-
كان من أعبد الناس وأعلاهم همة وأوفرهم حشمة، يعامله أهل الدولة بالإعتقاد والتكريم ويقابلونه بالتبجيل والتفخيم، ومع ذلك هجر الربع العامر وسكن المقابر . وكان يقول ما رأيت أوعظ من قبر ولا أسلم للدين من الوحدة , قال من ترك الأمر بالمعروف خوف من مخلوق نزعت منه هيبة الإسلام , وقال له رجل عظني فأخذ حصاة من الأرض وقال له زنة هذه من الورع يدخل قلبك خير لك من علوم أهل الأرض فقال زدني فقال كما تحب أن يكون الله لك غدا فكن له اليوم , أسند الحديث عن أبي طوالة وغيره وأدرك جمعا من التابعين . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

² الفضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه ص ٣٩٥ :-
هو الخرساني شيخ الحرم، كان من الخوف نحيفا وللطواف أليفا، قال إن التصوف هو ( المبادرة في السفر والمسامرة في الحضر ). وكان إماما ربانيا صمدانيا قانتا زاهدا عابدا عظيم الشأن شديد الخوف دائم الفكر وكان أولا يقطع الطريق فعشق جارية فبينما هو يرتقي الجدار إليها سمع هاتفا يقول ألم يآن للذين أمنوا أن خشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق الحديد أية ١٦، فتاب وهام على وجهه , قال ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك , وقال إني لأعصي فأعرف ذلك في سوء خلق خادمي وحماري . وقال أوحى لله إلى بعض أنبيائه إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني , وقال من أعطي فهم القرآن أُعطي علم الأولين والآخرين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

[center]

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

تابع كتاب الزهراء...

² كعب الأحبار رضي لله تعالى عنه ص ٤٠٨ :-

أبو إسحاق الحميري، البحر الزاخر المشهر بالعلم والزهد، كان على رأسه علم وهو صاحب الكتب والأسفار والكاشف عن المكتوب والأسرار والمشير على المشاهد والأثار المحدث بما في الكتب القديمة والأخيار قال إن التصوف هو ( مفارقة الأشرار ومصادقة الأخيار ومتابعة الآثار والأخبار). كان يهوديا فأسلم وقدم المدينة ثو خرج إلى الشام فسكن حمص , قال ابن عباس - رضي الله- تعالى عنه له ما منعك أن تسلم إلا إلى زمان عمر - رضي الله- تعالى عنه قال كتب لي أبي كتابا من التوراة وختمه وعهد إلي ألا أفتحه فلما رأيت الإسلام ظهر قلت لعله غيب عني علما ففتحته فإذا فيه صفة المصطفى - صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم- وأمته فأسلمت , ومن فوائده العظيمة المقدار: أنيروا بيوتكم بذكر الله كما تنيروا به قلوبكم , وقال ما أستقر لعبد ثناءه في الأرض إلا بعد إستقراره في السماء , وقال أوحى الله على موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام تعلم الخير وعلمه فإني منور لمعلم العلم ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشون لمكانهم أخرجه عنه أحمد في الزهد , وقال لأن أبكي من خشية الله وتسيل دموعي على وجهي أحب إلي من أتصدق بوزن جبل ذهب . وقال مؤمن عالم أشد على الشيطان من ألف عابد , أسند كعب عن عمر وصهيب وعائشة - رضي الله تعالى عنهم- , وقال له عمر - رضي الله تعالى عنه- خوفنا يا كعب فقال يا أمير المؤمنين لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لأزدريت عملك مما ترى فأطرق عمر - رضي الله تعالى عنه- مليا ثم أفاق فقال زدنا يا كعب فقال لو فتح من جهنم قدر منحر ثور في المشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه حتى يسيل من حرها فأطرق عمر مليا ثم قال زدنا فقال إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جانبا على ركبتيه ويقول يارب نفسي نفسي لا أسألك اليوم غيرها، ومات في حمص سنة أثنتين وثلاثين في خلافة أمير المؤمنين - رضي الله تعالى عنه- . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

² مالك بن دينار رضي الله تعالى عنه ص ٤١٣ :-

مالك بن دينار الإمام المكثار العارف النظار، صوفي قدره كبير وعلم ليس له نظير، قدوة في معرفة التصوف، قال إن التصوف هو ( تذلل وإفتخار وتملق وإفتقار ). قال إبن الجوزي في كتاب التوابين إنه كان أولا شرطيا، وإنه سئل عن سبب توبته فقال اشتريت جارية فوقعت مني أحسن موقع وولدت مني بنتا فشغفت بها فلما دبت على الأرض ازدادت من قلبي حبا وألفتني وألفتها وكنت إذا وضعت المسكر بين يدي جاءت إلي وجاذبتني عليه وهرقته على ثوبي فلما تم لها سنتان ماتت فحزنت عليها كثيرا فلما كانت ليلة النصف من شعبان وكانت ليلة جمعة بت ثملا من الخمر ولم أصل فيها عشاء اللأخرة رأيت في منامي أن القيامة قامت ونفخ في الصور وحشٍر الخلائق وأنا معهم فسمعت صوتا فألتفت فإذا أنا بتنين عظيم أسود وأزرق فتح فاه مسرعا نحوي فمررت بين يديه مسرعا هاربا مرعوبا فمررت بطريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد علي السلام وقلت أجرني من هذا التنين أجارك الله فبكى وقال أنا ضعيف وهذا أقوى مني مر وأسرع لعل الله أن يقيض لك ما ينجيك منه فوليت هاربا على وجهي فصعدت على شرف القيامة فأشرفت على طبقات النيران فكدت أهوى فيها من فزعي فصاح صائح إرجع لست من أهلها فاطمأننت لقوله فرجعت ورجع التنين في طلبي فأتيت الشيخ وقلت سألتك أن تجيرني من هذا التنين فلم تفعل فبكى فقال أنا ضعيف ولكن سر إلى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين فإن كان لك فيه وديعة تنصرك فنظرت إلى جبل مستدير من فضة فيه طاقات مخرقة وستور معلقة على كل طاقة مصرعان من ذهب أحمر على كل مصرع ستر من حرير فلما نظرت إليه هرولت والتنين من ورائي حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة إرفعوا الستور وأفتحوا المصارع وبكت وقالت أبي والله، ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم، حتى صارت عندي ومدت يدها الشمال فأشرفوا علي أطفالا كالأقمار وقرب التنين مني فحرت في أمري فصاح بعض الأطفال ويحكم أشرفوا كلكم فقد قرب من عدوه فأشرفوا فوجا بعد فوج فإذا أنا بإبنتي التي ماتت فنظرت إلي إلى يدي اليمين فتعلقت بها ومرت يدها اليمين إلى التنين فولى هاربا ثم أجلستني وقعدت في حجري وضربت بيدها اليمنى إلى لحيتي وقالت ياأبت ألم يآن للذين أمنوا أن خشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق الحديد أية ١٦، فبكيت وقلت وأنتم تعرفون القرآن قالت نحن أعرف به منكم فقلت أخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني قالت ذلك عملك السيء قويته فأراد إغراقك في الجحيم قلت فالشيخ قالت ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم تكن له طاقة بعملك السيء فقلت يا بنية ما تفعلون في هذا الجبل فقالت أطفال المسلمون أُسكنوا فيه إلى قيام الساعة ننتظركم تقدمون علينا نشفع لكم . قال مالك رحمه الله فانتبهت مرعوبا فكسرت ألآت المخالفة وعقدت مع الله توبة نصوحا فتاب علي سبحانه , ودخل لص داره فما وجد شيئا يسرقه فجاء ليخرج ومالك ينظره فقال له سلام عليك أعلم أن شيئا من الدنيا لم يحصل لك فترغب في شيء من الآخرة قال نعم قال توضأ وصل، ففعل إلى الصبح فخرج به مالك إلى المسجد فقال أصحابه من هذا قال هذا جاء ليسرقنا فسرقناه . وقال ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله , وقال سئل موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام ربه يارب أين أطلبك قال تجدني عند المنكسرة قلوبهم , وقال علامة محبة الله مداومة ذكره لأن من أحب شيئا أكثر من ذكره , ورؤي في النوم بعد موته فقيل له بماذا قدمت على الله فقال قدمت بذنوب كثيرة محاها حسن الظن بالله سبحانه وتعالى . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

² الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه ص ٤٢٠ :-

الإمام المشهور صدر الصدور، أكمل العقلاء أعقل الفضلاء، ورث حديث الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ونشر في أمته الأحكام والأصول فتحقق بالتقوى، قال إن التصوف هو ( تحقق في التقوى وتخلق بالبلوى ). أخذ العلم عن سبعمائة شيخ فأكثر وما أفتى حتى شهد له سبعون إماما أنه أهل لذلك وكتب بيده مئة ألف حديث وجلس للتدريس وهو ابن سبعة عشر سنة وصارت حلقته أكثر من حلقة مشايخه، في حياتهم وإذا جلس للفقه جلس كيف كان، وإذا أراد الجلوس للحديث أغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا وتعمم وقعد على منصته بخضوع وخشوع ووقار ويبخر المجلس من أوله إلى آخره بعود أدبا مع المصطفى- صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم- حتى بلغ من تعظيمه له أنه لدغته عقرب وهو يحدث ستة عشر مرة فصار يصغر ويتلوى حتى تم المجلس وتفرق الناس قال صبرت إجلالا للمصطفى - صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم- وناهيك يقول الإمام أحمد - رضي الله تعالى عنه- فيه إذا رأيت الرجل يكرهه فأعلم أنه مبتدع وألف الموطأ في أربعين سنة فأكثر الناس من عمل الموطآت فقيل له شغلت نفسك بعمله وقد أشركك الناس فيه فقال لتعلمن ما أريد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى أو في رواية أخرى ما كان لله يبقى وماكان لغيره يندثر فكأنما ألقيت تلك الموطآت في الآبار وكان يرى المصطفى - صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم- كل ليلة في النوم وكان مهابا جدا إذا أجاب في مسئلة لا يمكن أن يقال له من أين. قال أشهب بن عبد العزيز رأيت أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه بين يدي مالك - رضي الله تعالى عنه- كالصبي بين يدي أمه قال الذهبي - رضي الله تعالى عنه- وهذا يدل على حسن أبي حنيفة -رضي الله تعالى عنه- وتواضعه مع كونه أسّن من مالك بثلاثة عشرة سنة ولما ألف الموطأ إتهم نفسه في الإخلاص فيه فألقاه في الماء وقال إذا أبتل لا حاجة لي به فلم يبتل منه شيء , وقال العلم ليس بكثرة الرواية بل نور يضعه الله في القلب يفرق به بين الحق والباطل , وقال إذا علمت علما ظهر عليك أثره وسمته وسكينته ووقاره وحلمه لحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ). وقال أدركت أناسا وهم يتعلمون العلم حتى يصل أحدهم إلى الأربعين فينقطع للعبادة ويطوي الفراش ويقوم الليل كله وذكر القشيري أنه قيل له ما فعل بك بعد موتك قال غفر لي بكلمة كان يقولها عثمان - رضي الله تعالى عنه- عند رؤية الجنازة سبحان الحي الذي لا يموت. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

² محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رضي الله تعالى عنه ص ٣٤٩ :-

محمد بن مسلم شهاب الزري، العالم السري والراوي الروّي، كان ذا غرد سبا ومجد سما وعهد ووفا، قال إن التصوف هو ( دراية وصدق وسخاوة وخلق ). قال ابن دينار - رضي الله تعالى عنه- كان إذا حدث بالترغيب والترهيب قلت لا يحسن غيرهذا وكان إذا حدث في الكتاب والسنة كان بحرا. من كلامه: ما عبد الله بأفضل من العلم , وقال الزاهد من لم يمنع الحلال شكره ولم يغلب الحرام صبره , أسند الحديث عن جمع من الصحابة ومات سنة أربع وعشرين ومئة عن إثنين وسبعون سنة . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

² محمد بن سيرين رضي الله تعالى عنه ص ٤٢٦ :-

محمد بن سيرين العقل الرصين، والورع المتين، كان ذا زهادة وأمانة وحيطة وصيانة، كان بالليل بكاء نائحا، وبالنهار بساما سائحا ،يصوم يوم ويفطريوم، قال: إن التصوف هو ( التذلل والإطعام والطول والإنعام ). كان إماما في العلوم الشرعية والتعبير والزهد والورع، أدرك ثلاثين صحابيا وما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى، وكان إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته، وقال إذا أتقى الله العبد في اليقظة لم يضره ما رؤي له في المنام , قال لا تكرم أخاك بما يشق عليك. قال العجلي -رحمه الله تعالى - ما رأيت رجلا أفقه في روعه ولا أروع في فقه من،ه مات بالبصرة سنة عشر ومئة عن إثنين وثمانين سنة - رضي الله تعالى عنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود صلى الله عليه وسلم

تابع كتاب الزهراء...

² ميمون بن مهران رضي الله تعالى عنه ص ٤٦٣ :-

ميمون بن مهران الحكيم اليقظان، المكرم بالمعرفة والعرفان عالم أهل الجزيرة، كان حميد السيرة وسديد السريرة، قال أن التصوف هو ( اعتقاد السريرة واحتمال الجريرة ) وهو كاتب عمر بن عبد العزيز - رضي الله تعالى عنه- قال كراهة الرجل المعصية أثقل في ميزانه من كثرة الطاعة مع ميله للمعاصي , وقيل له إن قوما يقولون نقعد في بيوتنا ويرزقنا الله فقال هؤلاء حمقى هذا لا يصح إلا لمن له يقين كيقين إبراهيم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام .....

هؤلاء بعض من أئمة التصوف وهم من أركان هذا العلم الذين لا غبار عليهم وهناك الكثيرين من جهابذة هذا العلم لم نذكرهم خوف الإطالة إذا كيف يقول بعض الجهلة بهذا الدين بأنه ليس هناك وجود لهذا العلم ( علم التصوف ) وأنه مبتدع لو أنه فهم هذا العلم على حقيقته لوجده أنه أساس كل شيء ولا يصلح شيء بدونه إذ شرطه الإخلاص، والإخلاص يجب أن يكون في كل شيء، إن كانوا يريدون وجه الله ومصلحة هذه الأمة، فإننا نرى هذه الأيام ما تعيشه الأمة الإسلامية من الفراغ الروحي والماديات وأصبح الدين الإسلامي يدرّس في الجامعات كأنه علم عادي ليس الهدف من ورائه منفعة الأمة وإنما المنفعة الشخصية، وما كل ذلك إلا لبعدنا عن الفهم الصحيح لهذا الدين الحنيف، فعلم التصوف الحق هو الذي يأخذ النفس البشرية إلى الفهم الصحيح لآيات الله سبحانه وتعالى وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم- على منهاج الخلفاء الراشدين والأئمة المهتدين والتابعين وتابع التابعين. وطبعا ما زلت أقول أن ما أعنيه هو التصوف الحق الذي كان عليه أئمة هذا العلم المبني على كتاب الله عز وجل والسنة الشريفة فلا يأتي قائل ويقول إن هناك بعض فرق التصوف من يقول أشياء ليس من هذا الدين وهم موجودون الآن وهم كثر فنقول دعونا نفهم ما يقولون ونفهم الفهم الذي فهموه ثم نرى إن كان من هذا الدين أو لا، فإن كان من هذا الدين وأن فهمهم صحيح نكون قد إستفدنا من هذا الفهم ونثبته، وإن كان ليس من هذا الدين نرده ثم نفهم أن هذا خطأ ونبعدهم عنه وبهذا نكون قد صححنا مسارهم إلى الصراط المستقيم . فأنت ايها الباحث في هذا العلم عندما تقرأعن الأئمة في هذا العلم وترى ما هم وانهم هم الذين نهضوا بهذا الدين، أليس من الأولى ان نقتدي بهم لإنهم هم قدوتنا، فإننا إذا تكلمنا عن هذا العلم أنه ليس من الدين فإننا نخرج كل هؤلاء العلماء من الملة بحكم اهوائنا فمن نحن حتى نحكم على ما حكم عليه علمائنا الأوائل . فإننا نقول أنه ما ترك الأوائل مقولة لقائل , فإن الكل في هذا الوقت يقول إننا نسير طريق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وإنه هو إسوتنا وقدوتنا وفقا للآية الشريفة لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنا لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا . ولكن نقول من الذي يطبق مفهوم هذه اللآية الشريفة في حقيقتها كما يريد الله والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فإن هذه الآية قد بينت الطريق إلى الفلاح الذي يؤدي إلى مرضات الله والرسول وهو الإقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم- الإقتداء الفعلي بالمفهوم الصحيح ظاهرا وباطنا في كل قول وصفة وفعل للنبي فإن هذا يؤدي بنا إلى مرضات الله سبحانه وتعالى والنجاة يوم الحساب وذلك بذكر الله سبحانه وتعالى ذكر التنزيه والخشية منه إذا فالإقتدء والذكر هو الموصل إلى ذلك أي مرضات الله والتخلق بأخلاق النبي - صلى الله عيه وعلى آله وصحبه وسلم- وأهل التصوف هم الذين يجاهدون لتحقيق الآية الشريفة والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا . فهم يجاهدون أنفسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم للوصول إلى مرضات الله سبحانه وتعالى، فبمجاهدتهم في الله أستحقوا هبة الله وهي الهداية إلى السبيل الصحيح، فهم يقرأون الآية من كتاب الله بعمق وتدبر وفهم صحيح، ويجاهدون أنفسهم في تطبيقها وكذلك حديث النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وهم الذين يسعون لأن يكونوا دائما مذكورين من قبل الله وذلك بمداومة ذكره بخشوع وتدبر وفقا للآية

اذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون . ويشكرون الله سبحانه وتعالى على أن وفقهم لذكره. فأي عظمة تتجلى في هذه الآية، أي قيمة يأخذها هذا الإنسان الذي يذكر الله بذكر الله إياه، لذلك نقول أن أهل التصوف الحق يرون أن الذكر هو شفاء للنفوس وفتق حجاب العقول ونور للقلوب وإنطلاق للأرواح حتى تصل إلى العبودية لله عز وجل. فهم بمجاهدة أنفسهم وذكرهم لله يحصلون على الخشية من الله ومحبة الله، وذلك لأنهم إرتقوا إلى مقام الإحسان الذي أخبر عنه الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في الحديث المروي عن البخاري - رضي الله تعالى عنه- وهو أن ( تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فهم يسعون ليحققوا معنى كلمة أن تعبد الله على الوجه الذي يريده الله وذلك بتصفية النفس البشرية عن كل ما يبعدها عن الله فكل مخلوق عند الله لا شيء إن لم يكن بالله فهم بالذكر والمجاهدة الصحيحة وفقا للآية ولذكر الله أكبر من كل شيء، فهم يسعون إلى أعلي الأمور لكي يعتلوا بها، فكثير من المسلمين يريدون ان يكونوا ممن يرجون الله واليوم الآخر ولكن لا يعلمون كيف ذلك، ولكن أهل التصوف الحق علموا كيف ويجتهدوا في تعليم المسلمين ذلك وإنقاذ هذه الأمة من مضلات الفتن والأهواء الغارقين فيها . فيأتي بعض الذين ما فهموا معنى التصوف فيحتج على هذه الطائفة برجل أو إثنين من المارقين في التصوف وينسب كل كلامهم الغير معقول إلى التصوف ويبدأ بمهاجمتها والإنكار عليها وحتى وصلت معهم الأمور إلى إخراج هذه الطائفة من الدين، بأي حق وأو دليل أخرجوا أهل التصوف من الدين والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يقول ( من كفر مسلما فقد كفر ). فكيف يكفرونهم وهم يتلون آيات الله والسنة الشريفة، ويأتون ويقولون أنتم تعظمون الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أكثر من اللازم وتظهرون محبة له عظيمة جدا وينكرون على أهل التصوف في ذلك , نقول لهم على رسلكم إقرأوا وأفهموا قبل أن تحكموا على هذه الطائفة المؤمنة بأحكامكم الجائرة , كم من آية في كتاب الله سبحانه وتعالى يأمرنا فيها أن نحب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وأهل البيت الكريم وأصحابه، كم من حديث كذلك ألم تقرأوا كتاب الله وحديث - النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ألم يقل الله سبحانه وتعالى قل إن كنتم تحبون فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ، أيكون هناك إتباع بلا محبة كيف يكون ذلك فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- عندما قال في الحديث الشريف ( حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ماذا قال أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأنا كذلك يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث إسمع ماذا قال أبو بكر وفكر في قوله قال وقوفي بين يديك والنظر بين عينيك وإنفاق مالي عليك ) ،هذا الكلام ماذا يعني ألا يعني أنه حب لدرجة التفاني برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وعندما يقول النبي - عليه الصلاة والسلام- ( إنه ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة وصيام ولكن بشيء وقر في قلبه ). ما هو هذا الشيء الذي وقر في قلب أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه- أليس هو المحبة الصادقة العظيمة للنبي - عليه الصلاة والسلام . وأنظر يا أخي إلى قول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه- عندما رأى سيدنا الحسن أوالحسين قال: وهل أنبت الشعر برؤسنا إلا انتم يا آل البيت. أي محبة عظيمة كذلك دعت سيدنا عمر - رضي الله تعالى عنه- إلى الزواج من بنت سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه- إلا تقريب الصلة بالنبي - عليه الصلاة والسلام- أي محبة عظيمة كانت الصحابة - رضوان الله تعالى عنهم- في قلوبهم للنبي - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . والحديث المشهور المروي في أغلب كتب الحديث عن النبي - عليه الصلاة والسلام- ( عندما قال لعمر رضي الله تعالى عنه كم تحبني يا عمر فقال - رضي الله تعالى عنه - أحبك يا رسول الله أكثر من كل شيء إلا من نفسي )، وهذه ليست بالقليلة يعني أكثر من ماله وولده وزوجته والدنيا كلها أنظر إلا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - أراد لعمر - رضي الله تعالى عنه- كمال الشيء ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ( لا يكمل إيمانك يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك، فقال سيدنا عمر - رضي الله تعالى عنه- فاروق هذه الأمة، والله يا رسول لأنت الآن أحب إلي من نفسي التي بين جنبي فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- الآن الآن يا عمر قد كمل إيمانك )، فانظر إلى تعليم النبي - عليه الصلاة والسلام- للصحابة - رضوان الله تعالى عليهم- عن إكتمال الإيمان في القلوب عن طريق محبة النبي الأعظم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , وكما يروى في السيرة عن أصحاب العباءة عندما وضع النبي - عليه الصلاة والسلام - عباته على سيدنا علي وسيدتنا فاطمة وأسيادنا الحسن والحسين وقال: ( اللهم إن هؤلاء اهل بيتي اللهم أحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم ) وفي رواية أخرى ( لا يجتمع بغضهما في قلب مؤمن ولا حبهما فيقلب منافق ) . والآية الشريفة تقول قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. إذا كان هذا مراد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فكيف يجب أن نكون مع مراد النبي - عليه الصلاة والسلام - . فأهل هذه الطائفة هم الذين تذوقوا محبة النبي وفهموا المعاني من هذه المحبة، وأدركوا أن بمحبة النبي يكون الإتباع الصادق الذي أمر به الله سبحانه وتعالى قل أن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ، فالقاريء في كتاب الله من سورة الأحزاب آية رقم (٥) عندما اقرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ، كيف يكون النبي أولى عندي من نفسي إلا إذا كانت عندي محبة عظيمة ليس لها حدود للنبي حتى أجعل ولائي لله ورسوله، وخص الله المؤمنين بهذه الآية لأن المؤمنين يكون إدراكهم بقدرالنبي أعظم وأكبر. وبعد كل هذا لا يسعني أن أقول إلى من يوجه إلى أهل هذه الطائفة تهمة محبة النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - أن تذوق معاني محبة النبي أولا ثم إنكر عليهم كيفما تشاء لأن محبوا النبي خالجت قلوبهم معاني عظيمة بقدر النبي عند الله عز وجل فأحبوه لحب الله إياه وعظموه لتعظيم الله إياه، ولأنه أمر من الله أن نحبه ونعظمه لأنه أحب الخلق عند الله وأعظمهم عنده . ولذلك نقول لمن يريد ان يفهم عن التصوف وأهله أن يرجع إلى كتب التصوف الحق ألأصلية التي تشرح أهل التصوف ، وترى أنهم أكثر الناس من المسلمين هم الذين تمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه الكريم - عليه أفضل ألصلاة وأتم التسليم - وهم الذين كانوا أشبه الناس بالصحابة والتابعين وتابع التابعين، وهم الذي رفضوا أن ينغمسوا في شهوات هذه الدنيا الفانية ووهبوا أنفسهم لله سبحانه وتعالى، وأقاموا أنفسهم للقيام بأمر هذا الدين الحنيف فهم الطائفة التي ترى فيهم معاني إنقيادهم للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ونور أهل البيت وصفات الصحابة وأخلاق التابعين، فمن منا لا يريد أن يكون مثل هؤلاء أو من الجاهل الذي يأتي ويتكلم على هؤلاء إن كان مثلهم أو أعلى منهم، فليتكلم عليهم إن رآهم على غير الكتاب والسنة، ولكن إن كان أدنى منهم ولا يوازيهم منزلة فكيف يحكم الأدنى على الأعلى مالكم كيف تحكمون ,أفنجعل المسلمين كالمجرمين .

أسأل الله لي وللمسلمين والمسلمات أجمعين أن يجعلنا ممن يحبهم ويرضى عنهم ويجمعنا مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ويسكننا الفردوس الأعلى، آمين.

وصلى لله وبارك على النبي المبارك سيدنا محمد نور الهدى وعلى آله وصحبه وسلم .

تم بعون الله عز وجل

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله سبب هداية للمسلمين إلى طريق الحق والصواب، وأقدمه هدية لكل مسلم ومسلمة، لكي يميز بين الحق والباطل ويتعرف على تلك الطائفة، ويرى من صفائهم وكمال إيمانهم.

جمعه وألفه الفقير إلى الله

الشيخ باسل صالح محمد جرار

شيخ الطريقة الباسلية المحمدية

(طريقة تصحيح المسار للطرق الصوفية وردها إلى المسار الصحيح على الكتاب والسنة ) وتصحيح المسلمين في طريقهم إلى الله سبحانه وتعالى

عدد الرسائل : 4 تاريخ التسجيل : 15/12/2008

بارك الله فيك كتاب جداجداجدا رائع اللهب جمرة الأيمان في قلبي

زائر

واللة ياسيدى كلما قرات هذا الدرس يقشعر جسمى وتنتابنى حالات متباينة من الياس والامل والحزن والفرح حتى اكاد اجن واسال هل لنا

نصيب من هذا الفيض رغم الحياة الصعبة التى نحياها

واللة ياسيدى كلما قرات هذا الدرس يقشعر جسمى وتنتابنى حالات متباينة من الياس والامل والحزن والفرح حتى اكاد اجن واسال هل لنا

نصيب من هذا الفيض رغم الحياة الصعبة التى نحياها

» كتاب قطرة من بحر شيخنا الجزولي في الصلاة على ابي البتولي الزهراء
» قدرى جاد كتاب تعرف على التصوف _للإقتباس
» كتاب : التصوف ـ ماسينيون - مصطفي عبد الرازق
» صور شخصية من احتفالية صاري مولد عم عطية بالخضراوية
» كتاب جلال الدين الرومي و التصوف ـــ عرض: أحمد الحسين*