سري السّقطي
و منهم سَرِيُّ بنُ المُغَلَّس السَّقَطِيُّ،
كنيته أبو الحسن.
يقال إنه خالُ الجُنَيْد، و أستاذُه. صحبَ معروفاً الكَرْخِيَّ.
و هو أولُ من تكلم - ببغداد - في لسان التوحيد، و حقائق الأَحْوال. و هو إمامُ البَغْداديين، و شيخُهُم في وَقْته. و إليه ينتمي أكثر الطبقةِ الثّانية،
من المشايخ المذكورين في هذا الكتاب.
سمعتُ أبا الحسنِ بن مِقْسَمْ المقريء، ببغداد؛ يقول:
مات سَرِيٌّ السَّقَطِيُّ سنة إحدى و خمسين و مائتين.
و أسند الحديث.
1 - أخبرنا محمدُ بنُ عبد الله بنِ المطلب الشَّيْبَاني، بالكوفة؛ حدثنا العباسُ بنُ يوسفَ الشَّكليُّ؛ حدثنا سَرِيٌّ السَّقَطِيُّ؛ حدثنا محمدُ بنُ مَعْنٍ الغِفَاريُّ؛ حدثنا خالدُ بنُ سعيد؛ عن أبي زَيْنب، مولى حَازِم بنِ حَرْمَلَة؛ عَن حازم بن حرملة الغِفَاري، صاحبِ رسولِ اللهِ، صَلّى اللهُ عليه و سلم، قال:
(مَرَرْتُ يَوْمًا فَرَآنِي رَسُولُ اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ.
فَقَالَ:
يَا حَازِمُ! أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ
فَإنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ).
3 - سمعتُ جَعْفرَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر، يقولُ: سمعتُ الجُنَيْدَ، يقول: سمعتُ السَّرِيَّ، يقول
: أعْرِفُ طريقاً مختصراً، قَصْداً إلى الجَنَّة . فقلتُ: ما هو؟ .
فقال: لا تسألُ أحداً شيئاً؛ و لا تأخذُ من أحدٍ شيئاً؛ و لا يكونُ معك شيءٌ تُعْطِي منهُ أحداً .
4 - و بإسناده قال: سمعتُ السَّرِيَّ يقول: ما أرَى لِي على أحدٍ فَضْلاً . قيل: و لا عَلَى المُخَنَّثِين؟! . قال: و لاَ عَلَى المخَنَّثِين .
5 - و به قال: سمعتُ السَّرِيَّ، يقولُ:
إذا فاتني جُزْءٌ من وِرْدِي، لا يُمكنُني أن أَقْضِيَه أبداً .
6 - سمعتُ أبا بكرٍ محمدَ بنَ عبد الله بن شاذان الرازيَّ، يقول: سمعتُ أبا عُمَرَ الأنماطي، يقولُ: سمعتُ الجُنَيْدَ، يقولُ: سمعتُ السَّرِيَّ، يقول:
من أَرادَ أن يَسْلَم دِينُه، و يستريحَ قلبُه و بدنُه، و يَقِلَّ غمُّه؛ فليعتزلِ النَّاسَ، لأنَّ هذا زمانُ عُزْلَةٍ و وِحْدَةٍ .
7 - سمعتُ محمدَ بن الحسن البَغْداديَّ، يقولُ: حدثنا أحمدُ بنُ محمد بن صالح؛ حدثنا محمدُ بنُ عَبْدون؛ حدثنا عبدُ القُدُّوسِ بنِ القاسم، قال: سمعتُ السَّرِيَّ يقول:
كلُّ الدنيا فُضُول، إلا خَمْسُ خِصال: خُبْزٌ يُشْبِعُه، و ماءٌ يُرويه، و ثوب يستره، و بيتٌ يُكِنُّه، و عِلْمٌ يَسْتَعْمِلُه .
8 - و به قال: و قال السَّرِيُّ:
التَّوَكُّلُ الانْخِلاعُ من الْحَول و القُوَّة .
9 - و بإسناده قال: سمعتُ السَّرِيَّ يقولُ
: أربعٌ من أَخْلاق الأَبْدالِ: اسْتِقْصاءُ الوَرَع، و تصحيحُ الإرَادَةِ، و سلامةُ الصَّدْر للخلق، و النصيحةُ لهم .
10 - سمعتُ أبا العباس البغداديَّ، يقولُ: سمعتُ جَعْفراً الخلديَّ، يقولُ: سمعت الجُنَيْدَ، يقولُ: قال السَّرِيُّ:
اللهمَّ ما عذَّبْتَنِي بشيءٍ، فلا تُعَذِّبْنِي بِذُلِّ الحِجَابِ .
11 - سمعتُ أحمدَ بنَ محمدِ بنِ زَكَرِيَّا، يقولُ: سمعتُ عليَّ بنَ عبد الله، يقول: سمعتُ أبا الحَسنِ السِّيروَانِيَّ، يقول: سمعتُ الجُنَيْدَ، يقول
: سُئِل السَّرِيُّ عن العقل، فقال
: ما قامتْ به الحجةُ على مَأْمُورٍ و مَنْهِيِّ.
12 - سمعتُ أحمدَ بنَ عليّ بن جَعْفَرٍ، يقول: سمعتُ جعفراً الخُلْدِيَّ، يقول: سمعتُ الجُنَيْدَ، يقولُ: سمعتُ السَّرِيَّ، يقول:
أَرْبَعُ خصالٍ تَرْفَعُ العبدَ: العِلْمُ، و الأدب، و الأَمَانةُ، و العفَّةُ .
13 - سمعتُ أبا الفَضْلِ، أحمدَ بنَ محمدِ بنِ حمدون الشَّرْمَقانِيَّ، يقول: سمعتُ عليَّ بن عبد الحميد الغَضَائريَّ، يقولُ: سمعت السَّرِيَّ، يقول:
من لم يَعْرِفْ قَدْرَ النّعمةِ سُلِبَها من حيثُ لا يعلمُ .
14 - و بإسناده، قال السَّرِيُّ:
من هانَتْ عَلَيْه المصائِبُ أَحْرَزَ ثَوابَها .
15 - أخبرني أبُو العبَّاسِ، أحمدُ بنُ عَبْدِ اللهِ القِرْمِيسِينيُّ، مشافهةً و مُناوَلَةً، أنّ أباه حدَّثه، قال: حدَّثَنا عليُّ بنُ عبد الحميد الغَضَائِريُّ قال: سمعتُ السَّرِيَّ، يقول:
قَلِيلٌ في سُنَّةٍ، خَيْرٌ من كثيرٍ مع بِدْعَةٍ. كيف يَقِلُّ عَمَلٌ مع التّقْوَى؟! .
16 - و بهذا الإسناد، قال السريُّ:
الأمورُ ثلاثةٌ: اَمْرٌ بانَ لك رُشْدُه، فاتّبِعْه؛ و أَمْرٌ بانَ لَكَ غَيُّه، فاجْتَنِبْه؛ و أَمْرٌ أَشْكَلَ علَيْك، فَقِفْ عِنْدَه، و كِلْهُ إلى اللهِ عَزَّ و جَلَّ. و لْيَكُنْ اللهُ دَليلَك. و اجعلْ فَقْرَكَ إليه، تَسْتَغْنِ به عَمَّنْ سواه .
17 - و به قال السَّرِيُّ
: الأدب تَرْجُمان العقل .
18 - و به قال السَّرِيُّ:
ما أَكْثَرَ مَنْ يصفُ الصِّفَةَ، و أقلَّ من يُوافِقُ فِعْلُه صفَتَه ؟