مادة ( ذ ا ت )
الذات - ذات الله - الذات الإلهية
في اللغة
ذات الشيء : نفسه .
الذات الإلهية : الله ـ عز وجل ـ .
الذات ميتافيزيقة : حقيقة الموجود ومقوماته ، يقابلها العرض .
ذاتي : منسوب إلى الذات .
في السنة المطهرة
عن ابن عباس {رضى الله عنه} عن رسول الله قال :
تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله .
في الاصطلاح الصوفي
الذات
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
يقول : ذات الله سبحانه وتعالى موصوفة بالعلم ، غير مدركة بالإحاطة ،
ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا ، وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حد ولا حلول ، وتراه العيون في العقبى ظاهراً في ملكه وقدرته .
الشيخ السراج الطوسي
يقول : الذات : هي الشيء القائم بنفسه ، والاسم والنعت والصفة معالم للذات ،
فلا يكون الاسم والنعت والصفة إلا لذي ذات ، ولا يكون ذو ذات إلا مسمى منعوتاً موصوفاً ،
وذلك أن القادر اسم من أسماء الله تعالى ، والقدرة صفة من صفات الله تعالى ،
والتقدير نعت من نعوت الله تعالى .
الإمام القشيري
يقول : الذات : هي ماهية الشيء القائم بنفسه الموجود .
الشيخ فريد الدين العطار
يقول : الذات : هي كل شيء ، وهي ظاهرة في الصفات .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : الذات : ترى ولا تعلم ، لأنها لو علمت أحيط بها .
الشيخ عبد الحق بن سبعين
يقول : الذات : هي أول وأحق علل الموجودات بالوجود والوحدانية وأولاها به ، وأقربها فيها . هي المبدأ ، الذي تنبعث عنه القوى متكثرة نحو غاياتها المختلفة ، وإليها تتصاعد متأخرة .
وهي العلة الأولى التي بها يتعلق ما سواها من سائر الموجودات تعلق المعلول بالعلة ،
وترتبط بعضها ببعض منتقلاً من رتبة دنيا إلى رتبة قصوى ارتباط معلول بعلة على حسب تواليها ،
إلى أن تتوارد بأجمعها إليها فتكون : علة العلل ، ومبدأ المبادئ الفائضة على ما دونها بخيرها ووجودها ، معطية كل واحد من الذوات بقدر ما تحتمله منها ،
ومن الوجود اللائق به .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : الذات : عبارة عن الوجود المطلق بسقوط جميع الاعتبارات والإضافات والوجوهات ، لا على أنها خارجة عن الوجود المطلق ، بل على أن جميع تلك الإعتبارات وما إليها من جملة الوجود المطلق ، فهي في الوجود المطلق لا بنفسها ولا باعتبارها ، بل هي عين ما هو عليه الموجود المطلق . وهذا الوجود المطلق هو الذات الساذج الذي لا ظهور فيه لإسم ولا نعت ولا نسبة ولا إضافة ولا لغير ذلك ، فمتى ظهر فيها شيء مما ذكر ذلك المنظر إلى ما ظهر فيها لا إلى الذات الصرف ، إذ حكم الذات في نفسها شمول الكليات والجزئيات والنسب والإضافات بحكم بقائها ، بل بحكم اضمحلالها تحت سلطان أحدية الذات . فمتى اعتبر فيها وصف أو اسم أو نعت كانت بحكم المشهد لذلك المعتبر لا للذات ،
ولهذا قلنا أن الذات هي الوجود المطلق ، ولم نقل الوجود القديم ،
ولا الوجود الواجب ، لئلا يلزم من ذلك التقييد ،
وإلا فمن المعلوم أن المراد بالذات هنا إنما هي ذات واجب الوجود القديم ، ولا يلزم من قولنا الوجود المطلق أن يكون تقييدا بالإطلاق ،
لأن مفهوم المطلق هو ما لا تقيد فيه بوجه من الوجوه .
الشيخ أبو العباس التجاني
يقول : الذات : هي غاية البعد ، ونهاية الصعوبة في الإدراك لها ، والعلم بها وليس لأحد من المحققين ، بل ولا جميع النبيين والمرسلين ما عدا القدوة العظمى أن يحيط بها علما أو يدرك لها حقيقة .
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول : الذات : هي الوجود المطلق من حيث هو مطلق عن كل اسم ووصف ونسبة .
ويقول : الذات : هو الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في تعينها لا في وجودها .
ويقول : الذات : في اصطلاح أهل الطريق ... ما لا يشعر به إلا من حيث أنه لا يشعر به ، فالعلم به هو أنه لا يعلم فلا يحاط به كل شيء . العلم به غير الجهل به إلا الذات العلم به عين الجهل به وهو أنه لا يُعْلَم .
ويقول : الذات : هي مادة العدم المطلق والمقيد والوجود المطلق والمقيد ، وهي المسماة في اصطلاح ساداتنا : بالوحدة المطلقة . لها وجه إلى العدم ووجه إلى الوجود ، فهي لا وجود ولا عدم .
فإذا اعتبرت الذات بشرط لا شيء ، فهي على تجردها الأصلي وهذه مرتبة العدم المحض المطلق ،
وهي المسماة في اصطلاح ساداتنا : بالأحدية .
ذات الله
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير
يقول : إن سألت عن ذاته الله فـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : ذات الله سبحانه وتعالى : عبارة عن نفسه التي هو بها موجود ، لأنه قائم بنفسه ،
وهو الشيء الذي استحق الأسماء والصفات بهويته ، فيتصور بكل صورة يقتضيها منه كل معنى ،
أعني اتصف بكل وصف يطلبه كل نعت واستحق لوجوده كل اسم دل على مفهوم يقتضيه الكمال .
ومن جملة الكمالات عدم الانتهاء ونفي الإدراك ، فحكم بأنها لا تدرك ،
وأنها مدركة له لاستحالة الجهل عليه ...
إن ذات الله سبحانه وتعالى غيب الأحدية التي كل العبارات واقعة عليها من وجه غير مستوفية لمعناها من وجوه كثيرة ، فهي لا تدرك بمفهوم عبارة ولا تفهم بمعلوم إشارة ،
لأن الشيء إنما يفهم بما يناسبه فيطابقه أو بما ينافيه فيضادده ،
وليس لذاته في الوجود مناسب ، ولا مطابق ، ولا مناف ، ولا مضاد .
الذات الإلهية
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : الذات الإلهية : هو الوجود المحض ، الخالي عن قيود الماهيات والمحسوسات والمعقولات ،
وليس له تعالى ماهية أصلا غير الوجود المحض .