مُعجزات الرسول الأعظم
كان الرسول عظيماً في رسالته وعظيماً في جهاده وعظيماً في معجزاته التي بهرت عقول الفصحاء وأعجزت فطاحل العرب عن مجابهة القرآن
الكريم والإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
ما أعظم الرسول وما أعظم خلقه وأخلاقه . وما جاءت معجزاته إلا لتكون مماثلة لعظمة رسالته وعظمة خلقه الذي قال الله تبارك وتعالى في
حقه : ] وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [( ).
أيُّ عظيم يبلغ عظمة الرسول , عظمة من وصفه الله في كتابه العزيز وصَنَعَهُ لنفسه وقرنَ اسمه باسمه فهو نبي الإسراء والمعراج وقائد الغرّ
المحجلين والإمام الاتقى وعلةِ الوجود الأعلى .
وإذا كان لابد من ذكر بعضٍ من معجزاته لتبصير من غفل عن حقيقته فنختار منها ما يأتي :
• قال ابن اسحق : أُصيبت يوم أحد عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته , قال ابن اسحق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول
الله ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما .
• ذكر الزبير قال أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه رسول الله عُرجونَ نخلة فصار في يده سيفاً وكان يسمى العُرجون .• وعن عاصم بن أبي النجود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم قال : كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط فمرَّ بي رسول الله وقال
لي : ] يا غلام هل من
لبن [ , فقلت : نعم ولكني مؤتمن قال : ] فهل من شاة حائل لم يَنْزُ عليها
الفحل ؟[ قال فأتيته بشاةٍ حائل فمسحَ ضرعها فنزل اللبن فحلبَهُ في إناء وشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع : ] أُقلُصْ [ فقلَص .
• قال ابن اسحق كان من حديث الأسود الراعي انه أتى رسول الله وهو محاصر لبعض حصون خيبر ومعه غنم له كان فيها أجيراً لرجلٍ من
اليهود فقال يا رسول الله أعرض عليَّ الإسلام فعرضهُ عليه فاسلم فلما اسلم قال يا رسول الله أني كنت أجيراً لصاحب هذه الغنم فكيف اصنع بها قال
رسول الله : ] اضرب في وجوهها فأنها سترجع إلى ربها [ , فأخذ الأسود حَفنةً من الحصى فرمى بها في وجوهها وقال : ارجعي إلى صاحبك
فو الله لا أصحبك أبداً فخرجت الغنم مجتمعةً كأن سائقاً يسوقها حتى دخلت الحصن .
• وقال ابن اسحق حدثني عاصم بن عمر بن قُتادة قال : كان فينا رجلٌ غريب لا يدري من هو يقال له قُزمان وكان رسول الله إذا ذُكِرَ له
يقول : ] إنه لَمِن أهل
النار [ , فلما كان يوم أحد قاتل مع المسلمين قتالاً شديداً فَقَتَلَ وحده ثمانيةً أو سبعةً من المشركين وكان ذا بأس فأثخنتهُ الجراح فاَحُتمِلَ إلى دار بني
ظفر ثم أثنى عليه نفر من الصحابة عند رسول الله وذكروه بخير فقال رسول الله : ] إنه لمن أهل
النار [ فأخذ الصحابة يعجبون من ذلك حتى كاد يساورهم ريبٌ في ذلك فذهب جماعة من المسلمين إلى قُزمان يقولون له لقد والله أبليتَ اليوم يا
قُزمان فأبشر فقال بماذا أبشر ؟ فو الله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت قال : فلما اشتدت عليه جراحاته أخذ سهماً من كنانتهِ فَقتلَ
به نفسه فعاد الصحابة إلى رسول الله يقولون نشهد انك لرسول الله ذكروا له أمر قزمان فقال : ] إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر [ .