منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأسوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

الأسوة Empty
مُساهمةموضوع: الأسوة   الأسوة Emptyالثلاثاء يونيو 03, 2008 10:51 am

الأسوة Noormb0
الأسوة 14944_11179932707
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الأســـوة!
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وصدق الشاعر حيث قال :




قليلٌ لـِمَدْح ِالمُصطفى الخَطـُّ بالذهــــبِ

على ورق ٍمـِن خطـِّ أحسنَ مَن كـَتبِ

وإن تنهض الأشرافُ عندَ سَمـــــاعِهِ

قياما ًصفوفا ًأو جثيا ًعلى الرُّكــــــبِ

يقول الحق سبحانه وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لـَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً } الأحزاب/ ۲١.
هذه من نعم الله عز جل على هذه الأمة المحمدية، كرامة للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - بأن جعل أفضل خلـْق الله عز وجل وأحبّهم عنده وأعظمهم لديه جعله أسوة حسنة وقدوة لنا. مَن نحن حتى يجعل الله عز وجل حبيبه – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - قدوة لنا؟ أيّ عظمة هذه وأيّ رحمة أرادها الله عز وجل لنا! ومَنَّ بها علينا!
ندخل في بعض معاني هذه الآية العظيمة وهي: ":{لَقَدْ كَانَ لـَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ }أي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم{ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ }أي خصلة حسنة من حقها أن يُؤتسى بها، كالثبات في الحرب، ومُقاسات الشدائد، ومُباشرة القتال، أو في نفسه قدوة يَحْسُن التأسِّي به - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.{ لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ }أي يخاف الله عز وجل ويخاف اليوم الآخر، أو لأجل ثواب الله عز وجل ونعيم اليوم الآخر. { وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً }أي في الخوف والرجاء والشدة والرخاء، فإنّ المُتأسي بالرسول – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يكون كذلك.
إنّ مِن الطبيعة البشرية أن يكون للإنسان مَثـَل وقدوة يتمثـَّل بها ويتشبـَّه بها، وهذا في الدنيا فإنّ الإبن يتمثل بأبيه أو بأخيه الأكبر منه، فهذه في غريزته لا يستطيع أن يتخلـَّص منها، ومِن خلال قول الله تعالى: { و رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ } الزخرف/٣۲. فإنّ صاحب الدرجة العادية يتطلع إلى صاحب الدرجة العالية، ويتشبـّه به ويقلده ليحصل على تلك الدرجة، فهذا في الدنيا الفانية، فكيف في الآخرة! أو للدين أو للقرب من الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَ ِفي ذَلـِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنَافِسُونَ } المطففين/۲٦، فالمرء ينظر إلى مَن هو أعلى منه في الدين وفي القرب من الله عز وجل، فيقتدي به، ويجعله قدوته ليكون مثله. وصدق الشاعر حين قال:




فتـَشـَبَّهُوا إنْ لم تكونوا مِثـْلـهُم

إنَّ التشبـُّه بالكرامِ فــــــــــــــلاحُ

نعم إنّ الفلاح كل الفلاح في التشبه بمن هم أعلى منك في القرب من الله عز وجل، فإنّ كل الفائدة تكمن في أن تكون مقتديا ًبمن هو أعلى، فالفائدة تكون في الدين والدنيا وفي العلم والقرب من الله سبحانه وتعالى. ومن قول الله تعالى على سيدنا موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام: { هَلْ أتـَّبِعُكَ عَلى أنْ تُعَلـِّمَنِي مِمَّا عُلـِّمْتَ رُشْدا ً} الكهف/٦٦، يريد أن يجعله قدوة ليأخذ الفائدة الكبرى. والله عز وجل هو الذي خلقنا، وهو أعلم بنزعات نفوسنا وغرائزنا وميلنا إلى التشبه والتقليد، وأنه لا تسير حياتنا بدون أن يكون لنا قدوة، فإن هذا الأمر فيه صلاح الفرد والمجتمعات، والدول والحضارات، والأمم والبشرية جمعاء. كانت هذه في غريزتها، فالله عز وجل الذي خلقنا وخلق الكل، وطلب من البشرية التقرب إليه وعبادته لأن هذا أمره لنا، ولكن علـِم عجز الخليقة عن الوصول إليه ولعبادته ولمعرفته، فخلق لنا المصطفى حبيبه الأعظم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – منـّا ومِن جنسنا، فقرّبه إليه قـُربة لم ينلها مخلوق، خلقه الله عز وجل وسمّاه بأسمائه، وجعله حبيبه الأعظم، وجعل التمسك به سبب النجاة والفوز والفلاح، لقوله تعالى: { وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } النور/٥٤. فجعل الهداية كلها في طاعته- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم –، فجعله قدوة لنا وأمرنا بالإقتداء به لنكون به مثله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهذه المنة الكبرى والنعمة العظمى بأن يسَّر الله عز وجل لنا طريقاً لمعرفته وعبادته، وهي متمثلة بحبيبه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فكما أن صلاة الجماعة لا تصحّ بلا إمام في الصلاة وهكذا القرب من الله عز وجل لا بد لنا من إمام يقودنا إلى الله عز وجل، فكان هذا الإمام إمام الخلائق وأمامهم في ساحات القرب إلى الله عز وجل. ومِن هنا قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لـَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ } فهذا أمر وبيان من الله عز وجل لنا بأن الله عز و جلّ اختار لنا حبيبه قدوة حسنة، وحدد الأمر بقوله: { رَسُولِ اللهِ }، واختار هذا الأمر لتعظـِّمه لأنه رسول الله عز و جلّ، وإنّ رسول الله عز و جلّ كله حسن بحسن لأن الله عز وجل حـلاّه بكل أنواع الفضائل وكل مراتب الكمال، وجمّله بكل أوصاف الجمال وألبسه تاج الجلال. كيف لا وهو رسول الله عز و جلّ! مُرسلٌ مِن الله عز و جلّ، أقرب الخلق إلى الله عز و جلّ، وهو مبعوث من الله عز و جلّ إلى كل خلق الله عز و جلّ، فإذا كان هو قدوتنا فأي عظمة مَنَّ الله عز و جلّ بها علينا وهو قدوة الأنبياء كلهم عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وإمامهم، والكل يتمنى رضاه، فكيف بنا نحن أيتها الأمة المحمّديّة؟! ألا يجب علينا أن نقتدي به - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - القدوة الكاملة والتشبه الأكمل به لكي نكون مثله به؟!
أنظر إلى تلك البشرى التي ليس بعدها بشرى ومِنـَّة والمتمثلة بقوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبـُّونَ اللهَ فاتـَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غُفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران/ ٣١. فاتباعه والاقتداء به سبب في محبة الله عز وجل لنا ومغفرة ذنوبنا كلها، كيف لا؟ فإذا أحبّ الله عز وجل عبدا ًغفر له ذنبه وقرّبه إليه طاهراً مُطهَّراً، كيف لا وأنت مقتدٍ بخير الخلق الطاهِر المُطهَّر؟! سيّد حضرات الله سبحانه وتعالى. ففي صدق إتباعك له والتشبه به- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - تفوز وتفلح وتنجى مِن الحشر، وتجوز على الصراط، وتدخل الجنة وتكون في مراتب القرب الإلهي، كل هذا به - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فنريد أن نسأل ما معنى كلمة "قدوة أو إقتداء"؟ إذا أردتُ أنْ أقتديَ بأحدٍ، ما علي أن أفعل كي أحقق معنى كلمة قدوة واقتداء؟ أولا: إذا أردتُ أن أقتدي بأحد أقتدي به لأني أعلم أنه أفضل وأكمل وأعظم وأعلى وأرقى مني في كل شيء، وإلا لما اقتديت به وجعلته قدوتي؟! فأنا لا أقتدي بمَن هو أقلّ مِني. فقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ }فهذا خطاب إلى الأمة المحمّديّة للنظر في كينونة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – المُكمـَّلة والتي ما زالت مُكمـَّلة للاقتداء به - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فكلمة { لـَكُمْ }تعني لكل فرد مِن هذه الأمة المكرّمة بكرامة نبيها - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عليها فكلمة { لـَكُمْ }أي لي ولك ولهم وللكل، إذاً هو قدوة لي ولك ولغيرنا وللكل، إذا كان الغرب غير المسلمين يقتدون به لحل مشاكلهم الدنيوية من خلال دراسة سيرته، فكيف بنا نحن المسلمين؟! فقول الله عز و جلّ {لَقَدْ كَانَ لـَكُمْ }فإنّ خطاب الله عز و جلّ دائما ًهو خطاب حاضر يصلح لكل زمان ومكان، فهو كان وما زال وسيكون دائما إلى يوم القيامة لأنه باب القرب إلى الله عز و جلّ، لا بدّ لِمَن يريد أن يتقرب إلى الله عز و جلّ أن يدخل من هذا الباب. فلا تعني أنّ كلمة {لَقَدْ كَانَ}الآن قد انتهى لأننا أتينا بعده، لا! فهذه إشارة عظيمة على أنه حيّ بنفوسنا وعقولنا وقلوبنا وأرواحنا وكتابنا وفي سنته الشريفة وفي أقواله وأفعاله وأحواله وصفاته، وهذا يدل على أنه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - كان وما زال موجوداً حتى لو اختفى عن أعيننا، ولكن يراه الصادقون بقلوبهم وبحبهم، فكلمة "قدوة" مِن كلمة أسوة، والأسوة بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - تعني أن تتأسّى به في كل أمور حياتك. فلو أردنا أن ننظر في حياة الصدّيق رضي الله تعالى عنه لننظر كم هو متأسٍ بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - لوجدنا أنه تأسّى بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل أفعاله وأحواله، في دينه ودنياه، ولهذا ولأنه أخذ بهذا التأسّي بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - مراتب الكمال كلها استحق أن يكون أسوة لغيره من المسلمين، لأنه بهذه الأسوة كان شبيهاً بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - حسا ًومعنىً، فكان أسوته النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فأصبح أسوة لغيره بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - هذا هو الكمال.
>>>
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

الأسوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسوة   الأسوة Emptyالثلاثاء يونيو 03, 2008 10:58 am

الأسوة Noormb0
الأسوة 14944_11179932707
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الأســـوة!
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
وانظر كذلك إلى سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي بن أبي طالب وغيرهم ممن فعلاً إتـّخذوا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أسوة حسنة، كيف استحقوا أن يكونوا لغيرهم أسوة حسنة بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - لأنه لا يصلح لهذا الأمر إلا النبي وأشباه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - هذا هو حقيقة الأمر الذي علينا أن نفهمه ونتحقق به. ثم يقول الله تعالى: { لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ } أنظر بالله عليك هذا النصف الثاني من الآية يقرر مَن هو الذي يجدُّ بـِجدٍّ على أن يجعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أسوة له، أو لمن يمنُّ الله عز و جلّ والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عليه بذلك، وذلك بقوله تعالى: { لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ } مَن هم الذين يرجون الله عز و جلّ واليوم الآخر؟ هم الذين يُحسِنون ظنـّهم بالله عز وجل مصداقا ًلقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( لا يموتـَنَّ أحدكم إلا وهو مُحسِن الظنَّ بربّه ) ولقول الله تعالى في الحديث القدسيّ الشهير: ( أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، إن ظن بي خيرا ًفخير، وإن ظنّ بي شرا ًفشر، فليظن عبدي بي ما شاء ) هؤلاء هم الذين يرجون الله عز و جلّ واليوم الآخر، يعيشون بين الخوف والرجاء، هم الذين يرجون الله عز و جلّ أن يمُنَّ عليهم برضاه ومحبته، ولـِمَا أعدّه الله عز و جلّ لهم في اليوم الآخر مِن الثواب والجنـّة، وأن ينجيهم من هول ذلك اليوم الذي تشيب منه الولدان ولا نجاة منه إلا لمَن رضيَ الله تعالى عنه. ولذلك سُئِلَ أحد الصالحين : "مَن هي الدرجة الأكمل؟ الخوف مِن الله أم الرجاء؟ فقال: الرجاء أكمل، لأنّ الرجاء يكون مع الحب والفرح والسرور والرضا وحُسن الظنّ بالله عز وجل". إنّ في كلمة { لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ } معانٍ عظيمة جليلة وأذواق يمنُّ الله عز و جلّ بها على عبده لكي يحثـّه على الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - والسّير إلى الله عز وجل. فالإنسان يسير إلى الله عز و جلّ بـِجدٍّ وعزم وصدق ليحقق مرضاة الله سبحانه وتعالى، حتى يصل إلى مرتبة ودرجة أن يكون ممن يرجون الله عز و جلّ ليفهم معاني أن يتأسّى بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - وأن يكون قدوته، لأنه عندئذ يشرق قلبه على بعض معان ٍمِن حقائق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - وعظمته عند الله عز وجل، إذا ًإذا ما وصل إلى تلك المرتبة وهي { لـِمَنْ كـَانَ يَرْجُو اللهَ } يشرق قلبه على حقيقة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فإنّ أفضل مَن رجا الله عز و جلّ هو النبي المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أعلم الخلق بالله عز و جلّ ولهذا كان يرجو الله عز و جلّ على معرفته بالله عز و جلّ. أنظر إلى قول الله تعالى: { فَمَنْ كانَ يَرْجُو لـِقاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَلْ عَمَلا ًصالحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَدَا } الكهف/١١٠، فإنك إذا كنت على درجة يرجون الله عز و جلّ واليوم الآخر فهذا يعني أنك ليس في قلبك إلا ما ترجوه، وإلا لـَمَا كنت مستديما ًعلى الرجاء. فإنك إذا ضمنت رضاء الله عز و جلّ ضمنت نجاتك من عذاب الله عز و جلّ في اليوم الآخر، وفزت بنعيمه وثوابه في ذلك اليوم. فالاعتماد على صدق رجائك لله سبحانه وتعالى. ونكمل قول الله تعالى: { وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً } وهذه هي المرتبة الكبرى أن يجعلك دائم الذكر في قلبك وقالبك، وإذا نظرت إلى هذه الآية العظيمة لوجدتها أنها تجسِّد حال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فإنه تخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى، وكان أعظم مَن رجا الله عز وجل واليوم الآخر، وهو الذي كان في كل أحواله ذاكرا ًلله سبحانه وتعالى. ومَن تحقق بهذه الآية يدل على أن الله عز و جلّ دائما ًحاضرا ًفي قلبه ولذلك لسانه لا يفتر عن ذكره، فإن منشور الولاية هو ذكر الله عز وجل لأن الله عز و جلّ يقول: { وَلـَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ العنكبوت/٤٥. نعم لأنه سبحانه وتعالى أكبر مِن كل شيء، تتذوق هذا المعنى إذا كان الله عز و جلّ حاضراُ في قلبك. ولذلك أريد أن أسألك سؤالاً وأريدك أنت أن تجاوبه: كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - لا يغيب، عنا لا بليل ولا بنهار، لا حسا ًولا معنىً لا يقظة ولا مناما ً؟؟؟ فكـّر وجاوب نفسك بنفسك، ماذا يجب عليك أن تفعل حتى تكون بهذا الحال؟؟؟ فما اعتلى البخاري عن غيره من الرواة والمحدثين إلا لأنه كان مُحبّا ًللنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - بحيث حُبه جعله يتحرّى كل التحرِّي عن كلام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - وحال النبي الصادق - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فكان يتتبع حال وصدق وحُب الراوي للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - حتى يقرر أن يأخذ منه أو لا، ولهذا كان كتابه أصدق كتاب بعد كتاب الله عز وجل. هذا الرجل الذي قضى حياته بليله ونهاره بكلام النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - كيف كان حاله وحُبه مع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟!


نكمل قول الله تعالى: { وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً } فمن أحبَّ شيئا ً أكثر مِن ذكره، فاللهم إنـّا نـُشهدك إنـّا نـُحبك ونحبُّ حبيبك وأحبابك والطريق التي تؤدي إلى حُبك. فحقيقة الذكر أن يأخذك إلى المذكور، و تكون في ساحات قربه تذكره بلسانك وهو حاضر بقلبك ثم تذكره بقلبك الذكر الأعظم لأنك تشعر عندما تذكره بقلبك أن الله عز و جلّ يمنَّ عليك بمعرفته، وتشعر حقيقة مقدار قربه منك وقربك منه، ثم يغلب عليك ذكره فتشعر أن كل ذرة بك تذكر الله عز و جلّ. فكل ما ذكرت من بعض أحوال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - مع الله عز و جلّ من هذه الآية. فهؤلاء يعيشون بذكرهم لله عز و جلّ وبذكر الله عز و جلّ لهم لقوله تعالى: { فَاذْكُرُونِي أذْكُرْكُم }البقرة/ ١٥۲، الله أكبر!! مَن نحن حتى يذكرنا الله عز وجل؟!! فقد قال بعض الصالحين: "ليس العجب مِن العبد الذليل يذكر الرب الجليل، ولكنّ العجب كل العجب مِن الرب الجليل يذكر العبد الذليل". فكل هذا الكمال مِن اقتدائك بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - والتأسّي به، وجَعْله لا يغيب عنك لحظة من اللحظات، بأن تجعله إمامك في كل شيء في دينك ودنياك، هذا هو الكمال الذي ليس بعده كمال، وتكون من الذين لا يفترون عن ذكر الله عز وجل.





ذكرتـُكَ لا أنـِّي نـَسيتـُكَ لـَحـظة ً

وأيسَرُ ما في الذكرِ ذكرُ لِســـــاني

وصرتُ بلا وجد ٍأهيمُ مِن الهوى

وهام عليَّ القلـــــــــــــــــــــبُ بالخفقــــــــــــان ِ

فلمّا أراني الوَجْدُ أنك حاضـــري

شـَهـِدتـُكَ مَــــــــــــودا ًبكلِّ مكــــــــان ِ

فخاطبتُ موجودا ًبغير ِتكلــُّـــم ٍ

وشــــــــــــــــــاهدتُ موجودا ًبغير ِعـَيانــــــي

>>>
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

الأسوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسوة   الأسوة Emptyالثلاثاء يونيو 03, 2008 11:06 am

الأسوة Noormb0
الأسوة 14944_11179932707
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
الأســـوة!
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
نعم أحبة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فقد سُئِلَ سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه: "هل ترى ربك؟ فقال: أأعبد ما لا أرى؟ فقيل له: كيف؟ فقال: إن كانت لا تراه العيون بحقيقة العيان فإن القلوب تراه بحقيقة الإيمان". يا حبيبي يا رسول الله عز و جلّ - صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وسلم.


فلــولا معانيكم تراها قلوبنـــــــــــا

إذا نحن أيقاظ وفي النــــــــــــــوم إن غبـنــا

لمتنا أســى من بعدكم وصبابـــــــة

ولكن فــي المعنى معانيكم معنـــــا
اللهم حققنا بهذه الآية الشريفة العظيمة واجمعنا بحبيبك سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - كما جَمَعْتَ بين الروح والجسد، حسا ًومعنىً يا الله...
فإنّ الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا مِن كثرة تأسّيهم بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - واقتدائهم به يتبرّكون بأيّ شيء مِن أثاره مهما كان، ويبيعون حياتهم مقابل هذا الأثر، نعم هذا مِن كثرة التأسّي والاقتداء والاتباع، ومحبتهم له، ولعلمهم أنه الباب الأعظم لله عز وجل.


وحقــــــــــــك لو أفنيت قلبي صبابــــــــة

لكنت على هذا حبيبا إلى قلبـــــــي

أزيد على عذل العـــــــــذول تشوقــــــا

ووجدا على وجد وحبا على حبــــي

أبى القلب إلا أنت في كل حالــــة

حبيبا ولو دارت عليه يد الكــرب

فلا تبتليه بالبعــــــــــــاد فإنما تــــلـــــــذذ

أنفـــــــــــــــاس المحبيــــــن بــالقــــــــــرب
اللهم حققنا بمعنى التأسّي والاقتداء بحبيبك سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


الأسوة Sauds2xv0fi4
الأسوة Www.mowjeldoha.com-borders-45
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  العصبــــــــة الهاشــــــــــــمية والطريقة النورانية -
انتقل الى: