لمَ الخلاف؟؟؟

لمَ الخلاف؟؟؟ Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
لمَ الخلاف؟؟؟ Www.mowjeldoha.com-borders-45

لمَ الخلاف؟؟
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
لمَ الخلاف؟؟؟ Www.mowjeldoha.com-borders-45

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي رفع قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فأعظم بذلك فخرا، فقدمه جبريل رضي الله عنه فصلى بالأنبياء والمرسلين ليعلم أنه الإمام الأعظم وأنه بذلك أحرى، ثم ارتقى إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى فظهر لمستوى سمع صريف الأقلام ورأى من آيات ربه الكبرى، وتجلى له وخاطبه وثبت فؤاده وأعطاه سؤله وأعظم له بذلك أجرا، فسبحانه من إله نزه نفسه بنفسه في مقام الإنباء عن الأسرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تتوالى علينا إمداداتها تترى، وأشهد أن سيدنا محمدا ًعبده ورسوله الذي بعثه رحمة للعالمين وكنزا ً لهم وذخرا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيهم خصوصا ًوارثيه الذين أشاد الله تعالى لهم في الخافقين ذكرا.

أيها المسلمون يقول الله تعالى في كتابه العزيز: { وَ لا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلوا وَتَذهَبَ رِيحُكـُمْ } الأنفال/ ٤٦. ويقول أيضا سبحانه وتعالى: { وَإنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقْتَتَلوا فَأصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلى الأخْرَى فَقَاتِلوا التي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَت فَأصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وأقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} الحجرات/۹. إن السؤال الذي يبقى عالقا ًفي الأذهان ويتردد دائما هو: لماذا هذا الخلاف بين المسلمين مع بعضهم البعض وهم أمة واحدة ( أمة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) ؟ لماذا نرى كل فئة تحاول أن تنصر وتعلي نفسها على حساب غيرها؟! كسياسية إلغاء الغير! ومحاولة تشويهها ووضع العراقيل أمامها واتهامها علنا ًبالبدع والانحراف عن المنهج الصحيح، فإن مثل هذه الأمور لا توحّد شمل هذه الأمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى خير الأمم، وإنما تفرّق شملها. أليس من الأولى بنا من هذا الخلاف أن نكون جميعا متمسكين ومعتصمين بحبل الله المتين! لقوله تعالى : { واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً ولا تَفَرَّقُوا } آل عمران/١۰۳. لماذا نرى الأكثرية متمسكين بفهم لهم وتاركين ذلك الحبل الإلهي الذي أمرنا الله عز وجل بالتمسك به؟ وكل فئة تقول نحن المتمسكون بهذا الحبل فقط، وبرأيهم أن البقية ليسوا على الطريق المستقيم، أهذا ما يجمع شمل هذه الأمة أم يفرقها؟ ما العيب أن تسعى كل فئة بإصلاح العيب الذي تراه بأختها؟!!

لنكون جميعا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ومن هنا فإننا في الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ندعوا المسلمين جميعا ًفي مشارق الأرض ومغاربها ونقول أن لهم بأنه لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فعلينا النظر والتفكر بما صلحت به هذه الأمة في أولها والتمسك به لكي يكون به صلاحنا وعزنا ومجدنا، وكذلك ندعوهم إلى فهم هذا الدين الحنيف العظيم الذي فُضـِّلنا به عن غيرنا كما جاء به صاحبه من عند الله عز وجل، ولنترك التنازع لأنه السبب الرئيسي في فشل هذه الأمة العظيمة، فإن حمْل ونصْرة وفهم هذا الدين الحنيف أمانة في عنق كل مسلم موحِّد، وإن الطريقة الأمثل لحمْل ونصْرة وفهم هذا الدين الحنيف هي بالنظر إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، إلى أقواله وأفعاله وأحواله وشمائله وخصائصه، فعلينا أن نأخذ الأمر كله ولا نأخذ واحدة ونترك الباقي.

كيف سيكون مفهومنا لهذا الدين إذا فعلنا ذلك؟ وهذا وللأسف الذي نحن فيه. يجب علينا أن ننظر إلى معاني هذا النبي العظيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ونحاول أن نتحقق بها أو بشيء منها بالفهم الصحيح الناتج عن الإيمان الصادق، فانظر إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها عندما سُئلت عن خُلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن". ومن هنا نريد أن نقول أن أيما أمة هان عليها نبيها وقل تعظيمها له هانت على الله عز وجل، فإننا نقول لكل المسلمين إن أرادوا أن يفهموا أقوال النبي عليه الصلاة والسلام فعليهم أن يفهموا أقواله وأفعاله وأحواله وشمائله وخصائصه وعليهم أن يتشبهوا به حسا ًومعنىً قولاً وفعلاً ظاهرا ًوباطنا ً لكي تكون قلوب هذه الأمة على قلب نبيها سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهذا مما يجعل هذه الأمة لا تهون على الله عز وجل لأن قلوبها مليئة بمحبة وتعظيم الله سبحانه وتعالى ورسوله الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ومن هنا نقول لكل المسلمين أن ينظروا ويتفكروا إلى هذا الاختيار العظيم من الله عز وجل اختياره سيدنا محمد الكريم عليه الصلاة والسلام ليكون سيد الأولين والآخرين، إذا ما هذا النبي؟ وما هي الصفات العظيمة التي جمـّله الله تعالى بها حتى جعله يعلو بها عن البشرية كلها ليكون أعظم بشر وأكرم خلق الله عز وجل! فإن أردنا العلو فيجب علينا أن نتحقق باختيار الله عز وجل لهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبالصفات التي جمـّله الله تعالى بها لكي نعلو بعلوه ونرقى برقيه. فإن شبيه الشيء منجذب إليه، فإذا تشبّهنا به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم انجذبنا إليه، وهذه هي النعمة العظمى. وإننا في الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ندعوا المسلمين جميعاً إلى العودة إلى دينهم الحنيف لكي نحيا بهذا الدين لأن حياتنا به و بدونه فنحن أموات، فيجب على الأمة أن تحقق الاستجابة التي أرادها الله عز وجل بقوله: { يَا أَيـُّها الذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيُبوا للهِ وَللرَّسُولِ إِذَا دَعَاكـُمْ لِمَا يُحْيِيكـُم } الأنفال/٢٤، وأن نترك الخلاف والتباغض وعدم محبة بعضنا البعض، وأن يكون كل فرد من هذه الأمة حاملا ً هم هذه الأمة، وأن لا نكون ممن حال الله بينهم وبين قلوبهم لقوله تعالى: { وَاعْلمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلبِِهِ } الأنفال/٢٤. ولنكون جميعا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بكل أمر كأنه بين أظهرنا ومعنا لا يغيب عنا بقوله وفعله وحاله، وحتى نتحقق بهذه الآية { مُحَمَّدٌ رَسُولَ اللهِ وَالذِينَ مَعَهُ أشِدّاءُ عَلى الكـُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكـَّعا ًسُجَّدا ًيَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانا ًسِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجودِ ذلكَ مَثـَلـُهُمْ فِي التـَّوْراةِ وَمَثـَلـُهُمْ فِي الإنجيلِ كـَزَرْعٍ أخرَجَ شَطـْئَهُ فآزَرَهُ فَاسْتَغْلظَ فَاسْتَوَى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعّ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكـُفـّارَ وَعَد اللهُ الذينَ آمَنُوا و َعَمِلوا الصّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْرا ًعَظِيما ً} صدق الله العظيم الفتح/ ٢٨. أسال الله العظيم أن يردّ المسلمين إلى دينهم ردا ًجميلا ًوأن يجمعهم جميعا ًعلى كلمة التوحيد متحققين بها يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لمَ الخلاف؟؟؟ Sauds2xv0fi4

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين