أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رسالة من سيدي سلامة الراضي الي أحباب الإسكندرية 1341 سنة هـ الخميس يونيو 05, 2008 8:33 am | |
| رســـالة سنية أرسلها سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه أثناء زيارته لأحباب مدينة الإسكندرية سنة 1341 هجرية ولدي محمد أفندي سلامة : أحمد الله وأصلي وأسلم علي رسول الله وصحبه ومن ولاه السلام عليكم وعلي جميع الإخوان والأحباب وبعد ـــ فإن إخواننا في الإسكندرية يقرؤنكم السلام وهم والحمد لله في ازدياد عدد وقوة مدد متجملين بالمحبة والصفاء والقبول وقد انتشرت طريقتنا والحمد لله في الإسكندرية من أقصاها إلي أقصاها وأقبل الخلق علي الله تعالي إقبالا تاما بعزم وقوة وهمة ومحبة وتوافدوا علي الطريق جماعات وفرادى وللطريق في الإسكندرية شأن عظيم وجلال ووقار ولا يخلو مجلس من مجالسها من العلماء والصالحين والمحبين والأغنياء والفقراء والأكابر والأصاغر والرجال والصبيان ولم تجد إلا إقبالا ومحبة وإكراما واعتقادا لا سيما من ساداتنا العلماء وأهل العلم والمتنورين اللهم إلا بعض أهل الطريق الذين تضخموا بالبدع والضلالات وتحريف الذكر والخروج عن الجماعة ، وقد أظهر الله الطريق بحاله وقوته وفضله ومننه وبركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره هؤلاء الضالون المضلون ، وقد انسلخ كثير من تلامذتهم منهم وأخذوا الطريق علينا وتاب الله عليهم من الالتصاق بهؤلاء المتشيخين كذبا وزورا وبهتانا وجهلا ، وفي خمسة أيام صار الإخوان يعدون بالمئات وواحد منهم كألف وظهرت عليهم صبغة الطريق والذي ينتسب للطريق كانوا فيها من عشرين سنة وظهرت عليهم الحلاوة والطلاوة والأدب والتهذيب والمحبة والصفاء لا ينقطعون عنا بل يلازموننا ليلا ونهارا ولهم همة علية وحالة مرضية لا يملون ولا يسأمون ولا يتخلفون عن أي زاوية مهما بعدت المسافة فالحمد لله والشكر له علي ما أسدى من نعمه ولعل هذا يكون دليلا علي أن الله قد قبلني ومن كثر سواد قوم فهو منهم ولنا البشرى بالانتساب إليهم والحمد لله ولا أدري في أي يوم أقوم من الإسكندرية وأن انظر إلي حال الإخوان ومحبتهم وجدناها لا يكتفون بشهور ونحن وهم بيد الله وهو سبحانه يفعل ما يشاء وكذلك لا أدري أي بلد نذهب إليها بعد الإسكندرية ونحن علي ما يفتح الله ــ وقد أقمنا الزاوية في جامع محرم بك ــ وفي جامع نبي الله دانيال ــ وفي جامع سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه ــ وفي الزاوية التي بناها الإخوان في جهة راغب باشا ــ وفي جامع عبد الله المغاوري ـــ وفي جامع سلطان ـــ وفي جامع الحاج جبر في جهة يقال لها بوالينو في محرم بك ــ وفي جامع اللبان في راغب باشا وسنقيمها في سيدي ياقوت العرشي رضي الله عنه ولقد سررت لقيامكم بالنيابة عنا في حضرة أستاذنا الحنفي رضي الله عنه وأستمنح الله لكم فتحا وقبولا وهذا هو الذي أتوسمه فيكم زادكم الله نورا وقبولا : ولا تسل عن سروري من مبادرة الإخوان لتلبية وصيتي لهم بأن يهتموا بزاوية الحنفي وسيدنا الحسين ، ولقد علمت الآن أنهم من أهل الهمة والعزم في طريق الله والرسوخ في المحبة زادهم الله همة وعزما ونفحنا وإياهم بنفحة خير أنه حليم كريم ويزداد سروري بتوالي حضورهم في زاوية الحنفي وسيدي سليم وسيدنا الحسين إلي أن أتشرف بالحضور عندكم وهذا هو عشمي فيهم لأني أعهد فيهم أنهم رجال وما توفيقي إلا بالله وأوصيك يا ولدي بالإخوان خيرا وكن لينا سهلا محبا وفيا توقر الكبير وترحم الصغير فالراحمون يرحمهم الرحمن وسر علي سير أضعفهم فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى وقل للإخوان أني راض عنهم وأنهم في قلبي وأن رضاي في رضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفقنا الله وإياهم أن يكونوا إخوانا في الله تعالي متحابين متوادين متزاورين وأن يحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه وأن يتعاملوا بالفضل ،، ولا تنسوا الفضل بينكم ، وأن يطرحوا كل شقاق وأن لا يتحاسدوا ولا يتباغضوا ولا يتنافسوا ولا يتدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه المؤمنون علي أنفسهم وأموالهم ، فتخلقوا بأخلاق المسلمين والمؤمنين لعل الله أن يرفعكم فوق ذلك ويمن عليكم بتنوير القلوب ويرضي عنكم ويقربكم إليه ، وما اجتمعنا لنعصم بل اجتمعنا لنرحم ، والعصمة لا تكون إلا لنبي فمن وقع في هفوة فليتبادر بالتوبة منها والرجوع إلي الله إن الله يحب التوابين ــ وتوبوا إلي الله جميعا ــ واجعلوا وجهتكم لله يكن عملكم خالصا له ، و كما أن الله لا يحب العمل المشترك فهو كذلك لا يقبل القلب المشترك واليسير من الرياء شرك فتباعدوا عن الرياء جهد الطاقة واعملوا لله بصدق وإخلاص ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ــ ألا لله الدين الخالص ) الإخلاص سر من سر ي استودعته قلب من أحببت من عبادي ولا سلطان لإبليس علي المخلصين فأخلصوا لله في العمل يرضي عليكم ، وينور قلوبكم وإياكم وأهل الشهوات فاحذروهم وادعوا لهم بخير ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) ولا تخالطون الذين يدعون النسبة إلي الطريق في هذه الأيام يفسدون عليكم قلوبكم فإن صحبتم سم قاتل وهم ذئاب قد تستروا بالثياب يجتهدون في حل رابطتكم بأستاذكم ويعكرون عليكم صفائكم ، ولو لم يفعلوا شيئاً من ذلك لكان الجلوس معهم قسوة وظلمة وما أبصرنا تلميذاً أكثر من المحافظة مع الفقراء الذين ظهروا في هذا الزمن إلا وقد انفصمت عري قلبه وانحلت رابطته بأستاذه وإذا وقع جفاء بين أخوين فأصلحوا بين أخويكم بلطف ولين ورقة وشفقة فإن وجدتم أحدهما له نفس فلا تظهروا نفوسكم عليه ، بل تواضعوا له حنى يتعلم التواضع منكم بالفعل ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) كونوا رجلاً واحداً كونوا قلباً واحداً لينوا للخلق ، عاملوهم بالرأفة والشفقة فمن أعطي الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ومن حرم الرفق حرم خير الدنيا والآخرة ، ــ وإذا تحملتم الإهانة في الله زادكم الله عزاً ونصركم وحبب القلوب فيكم ، فوطنوا نفوسكم علي تحمل الأذى فمن لم يكن له نصيب من ذلك فما ذاق من الطريق شيئاً وهو واقف مع نفسه مقطوع ، عن فضل ربه وتحمل الأذى من أفضل أخلاق المؤمن فمن تحمل الأذى عن طيب نفس وصدر رحب ظهرت عليه نفحة الطريق وإن قل ذكره وقلت عبادته ـــ ومن ضاق صدره عن تحمل الأذى فقد انقطع مع نفسه ولو عبد الله عبادة الثقلين والخير كله في احتمال الأذى وهو العلامة الكبرى لأهل الطريق وإياكم والدعاوى فإنها تسلب النور الذي يفاض عليكم ، وكل من ادعى يمتحن ولولا الامتحان لكثر الصادقون سيدي : أوص المقدمين بأن يعلموا الإخوان بقدر الاستطاعة بسياسة ورفق ما هو ضروري لهم في الدين من حيث العقيدة وما تصح به صلاتهم وعبادتهم وأن يحثوهم علي فضائل الأعمال ومحاسن الأخلاق وأن لا يهملوا أمرهم وأن يرتبوا عدداً من الإخوان ويجعلوا لكم منهم خمسة أو سبعة أو عشرة يسأل عنهم ويدعوهم للزاوية وأن يبدي سبب عدم حضور من تخلف حتى يكون عند الإخوان علم بسبب تخلف أخيهم فإن كان مريضاً ذهبوا لعيادته أو محتاجاً إلي معاونة أعانوه أو محتاجاً إلي توجه الإخوان له بفاتحة أو دعوة صالحة دعوا له أو قرأوا الفاتحة حتى لا ينقطع أخوهم بسبب مهم وهم لا يعلمون وربما كان مريضاً ولا يعوده أحد وهو من الجفاء فمن أخلاقهم إن وجدوا جاهلاً علموه أو منقطعاً وصلوه أو فقيراً واسوه أو مذنباً بعد الاستغفار قبلوه أو غافلاً ذكروه أو متكبراً هذبوه فلا تقصروا عن الإخوان وتطلبوا منهم أن يوصلوكم بل إن قطعوكم واصلوهم ما عودوني أحبابي مقاطعة بل عودوني إذا قاطعتهم وصلوا ولا تيأسوا من أخيكم إذا دعوتموه فلم يحضر وانتظروا له وصلة بعد القطيعة فإن للقلوب إقبالاً فإذا أدبرت فخذوها بالرفق والله يتولانا وإياكم برعايته وعنايته ونسأله لنا ولكم الفتح والنور والقبول والبركة والنفحات بمنه وكرمه آمين | |
|
فقير الاسكندريه
عدد الرسائل : 76 تاريخ التسجيل : 08/01/2008
| موضوع: رد: رسالة من سيدي سلامة الراضي الي أحباب الإسكندرية 1341 سنة هـ الجمعة يونيو 06, 2008 10:47 pm | |
| - أمير جاد كتب:
رســـالة سنية أرسلها سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه أثناء زيارته لأحباب مدينة الإسكندرية سنة 1341 هجرية فإن إخواننا في الإسكندرية يقرؤنكم السلام وهم والحمد لله في ازدياد عدد وقوة مدد متجملين بالمحبة والصفاء والقبول
وما اجتمعنا لنعصم بل اجتمعنا لنرحم ، والعصمة لا تكون إلا لنبي فمن وقع في هفوة فليتبادر بالتوبة منها والرجوع إلي الله إن الله يحب التوابين ــ وتوبوا إلي الله جميعا ما عودوني أحبابي مقاطعة بل عودوني إذا قاطعتهم وصلوا ولا تيأسوا من أخيكم إذا دعوتموه فلم يحضر وانتظروا له وصلة بعد القطيعة فإن للقلوب إقبالاً فإذا أدبرت فخذوها بالرفق والله يتولانا وإياكم برعايته وعنايته ونسأله لنا ولكم الفتح والنور والقبول والبركة والنفحات بمنه وكرمه آمين | |
|