منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف محمود الحسيني نسبا

الشريف محمود الحسيني نسبا


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات Empty
مُساهمةموضوع: الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات   الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات Emptyالخميس يونيو 05, 2008 8:55 am

الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة

الحمد لله رب العلمين وصلى الله على سيدنا محمد وسلم وبعد، ليعلم أن الأشاعرة لخصوا عقيدة الرسول والصحابة.. أغلب أهل السنة والجماعة هم أشاعرة، يعني يتبعون طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري في نصرة هذا المذهب.
وأهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره". وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: "أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفيه قوله: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية: "وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة". والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم". قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن.

الماتريدية والأشعرية شأنهم نصرة الحق

واعلموا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم: (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
إخوة الايمان لقد كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة واحدة لم يكن بينهم خلاف في العقيدة.
ثم ظهرت في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرقة الخوارج ثم ظهرت فيما بعد القدرية وهم المعتزلة وظهرت المرجئة، وفي أيام المأمون العباسي ظهر النجارية وغيرها من الفرق الضالة. ولا زال علماء الإسلام يردون على أهل البدع ليحذرهم الناس، ومن هؤلاء العلماء أبو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري الذي ولد بعد النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وتوفي قبل منتصف القرن الرابع الهجري فقام هذا الإمام بتفنيد شبه أهل الزيغ فلم يسرف في التعطيل ولم يغل في التشبيه وألهمه الله نصرة السنة بحجج المنقول والمعقول، فأثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ونفى عنه ما لا يليق بجلال الله تعالى. فهو رحمه الله لم يبدع رأيًا ولا مذهبًا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك، السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريًا، فمن هنا جاءت تسمية الأشاعرة نسبة لهذا الامام.
وفي زمن هذا الامام أيضًا قام بنصرة أهل الحق الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي نسبة إلى ماتريد وهي محلة بسمرقند فيما وراء النهر، فصار له أتباع يدافعون عن عقيدة أهل السنة ويكشفون انحراف المبتدعة من المعتزلة وغيرهم، وعرف المنتسبون إليه باسم الماتريدية.
فصنف أتباع الماتريدي والأشعري من بعدهما المئات من المجلدات في الرد على المخالفين للإسلام بالحجج الدامغة الكثيرة والمناظرات العديدة، ورفعوا لواء مذهب الأشعري في الخافقين (المشرق والمغرب). وأبرزهم في نشره ثلاثة: الأستاذ أبو بكر بن فورك، وأبو اسحق الإسفراييني والقاضي الامام أبو بكر الباقلاني، فالأولان نشراه في المشرق والقاضي نشره في المشرق والمغرب، فما جاءت المائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية لم يشذ عنهما سوى نزر من المعتزلة وشرذمة من المشبهة وطائفة من الخوارج، فلا تجد عالمًا محققا أو فقيهًا مدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي.
وعقيدة الأشاعرة والماتريدية واحدة وهي الإيمان بأن الله عز وجل واحد لا شريك له موجود لا يشبه الموجودات لا يحويه المكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء، لا يحل في شىء ولا ينحل منه شىء، منزه عن الجلوس والجهة والجوارح والأعضاء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. ومن هؤلاء السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي توفي في سنة 589 هــ وكان من الذين حملوا لواء الدين بصدق وهمة وكان رجلاً مجاهدًا تقيًا صالحًا علم الناس التوحيد مقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وعاملاً بقوله كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فأحسن التوجيه والتعليم متوكلاً على ربه عز وجل فأعزه الله ونصره.
عباد الله لقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرًا، عالمًا من علماء أهل السنة يحفظ كتاب التنبيه وكتاب الحماسة في الفقه الشافعي وكان حافظًا للقرءان الكريم وكان زاهدًا يقوم الليل يصلي لله عز وجل ولم يكن منشغلاً بالشهوات والأموال وكان قد بنى المدارس لتعليم الناس علم التوحيد لتعليمهم تنزيه الله تعالى عن مشابهة الخلق في ذاته وصفاته وأفعاله فإن ذلك هو أهم أمور الدين ولا يستهين بذلك إلا ذو قلب معكوس وفهم منحوس، ولقد كان في أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي عالم جليل يقال له محمد بن هبة المكي ألف عقيدة باسم صلاح الدين فأهداها إليه وفيها هذا الكلام الذي نحن نقرره أن الله تعالى سمعه ليس بجارحة وبصره ليس بجارحة وأن كلامه الذاتي ليس بحرف وصوتٍ، بل في هذا الكتاب تشبيه هؤلاء الذين يعتقدون أن الله متكلم بحرف وصوت، كما نحن نتكلم.
وكان سيدنا صلاح الدين قرر تدريس هذه العقيدة في المدارس حتى للصبيان، ليس للكبار فقط، بل قرّر أيضًا أن تقرأ على المآذن بعد صلاة الصبح لينتفع الناس بها.
ومن الأشاعرة أيضًا السلطان محمدًا الفاتح الذي كان ينزه الله تبارك وتعالى عن المكان والجهة والكيفية والكمية والحد ويعتقد جواز زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بآثارهم والتوسل إلى الله بذواتهم الفاضلة شأنه في ذلك شأن الكثيرين من الملوك والأمراء كالسلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أمر بتدريس العقيدة الأشعرية للأطفال في المدارس ليحصنهم من الزيغ والضلال وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلطان حين قال ”لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش“ رواه أحمد والحاكم. وفتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح وما امتداح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لفاتح القسطنطينية ولجيشه إلا بشرى عظيمة للأشاعرة الذي كان الفاتح منهم ويعتقد معتقدهم ويناضل عنه فالنبي مدح جيش الأشاعرة وأميره والنبي عليه الصلاة والسلام لا يمدح كافرًا أبدًا.

ثم حَدَثَ بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيَّضَ الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أَتَم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهما أهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون.

فيجب الاعتناء بمعرفة عقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبين أصل العقيدة التي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر. فيا طلاب الحق لا يُهَوِّلَنَّكُم قدح المشبهة المجسمة في هذا العلم بقولهم إنه علم الكلام المذموم لدى السلف، ولم يدروا أن علم الكلام المذموم هو ما ألفه المعتزلة على اختلاف فرقهم والمشبهة على اختلاف فرقهم من كرَّامِيَّةٍ وغيرها فإنهم قد افترقوا إلى عدة فرق بيّنها من ألفوا في بيان الفرق كالإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي.

نبذة عن الأشعري.

الله أنعم على المؤمنين واختار لهم ملة إبراهيم وسماها إسلاما ، واصطفى من النبيين محمدا صلى الله عليه وسلم وجعله لهم ختاما ، وأكمل دينه وأتمه إتماما ، ونصب له من العلماء من يدافع عنه توفيقا منه وإلهاما ، ومنح أهل التحقيق في توحيده بصائر وأحلاما ، فكان أبو الحسن الأشعري رحمه الله من الذين ألهمهم الله نصرة السنة بالبراهين العقلية والأدلة النقلية ، والأشعرية هم العدل الوسط بين المعتزلة والحشوية ، لم يبتعدوا عن النقل كما فعل المعتزلة 1 ، ولا عن العقل كعادة الحشوية 2 ، بل ورثوا الخير من تقدمهم ، وهجروا باطل كل فرقة، وحافظوا على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وملأوا الأرض علما .
اسمه وكنيته ومولده :
قال الإمام أبو بكر البيهقي : " هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر اسحق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى ابن أمير البصرة بلال بن أبي بردة بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري اليماني البصري ، ولد سنة 260 للهجرة ، وقيل سنة سبعين ، وتوفي سنة 224 ببغداد جده أبو موسى ممن يؤخذ عنهم الفتيا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أحسن الناس صوتا في قراءة القرءان ، وينسب إلى الجُماهر بن الأشعر ، والأشعر من أولاد سبأ الذين كانوا باليمن ، هاجر أبو موسى الأشعري مع أخويه في بضع وخمسين من قومه إلى أرض الحبشة وأقاموا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حتى قدموا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر . رزق من الأولاد والأحفاد مع الدراية والرواية والرعاية ما يكثر نشره ، وأساميهم في التواريخ مثبتة ، إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه " .

ثناء العلماء عليه :

ذكر الإمام القشيري أن أصحاب الحديث اتفقوا أن أبا الحسن علي بن اسمعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهبهم تكلم في الأصول على طريقة أهل السنة ، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والمبتدعين والخارجين سيفا مسلولا ، تفقه الأشعري على أبي إسحق المروزي وزكريا بن يحيى الساجي.
قال الأستاذ الإمام الإسفراييني الفقيه الأصولي : " كنت في جنب الشيخ الباهلي كقطرة في البحر ، وسمعت الشيخ أبا الحسن الباهلي يقول : كنت أنا في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر ".
وقال البيهقي : " إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله لم يحدث في دين الله حَدَثا ، ولم يأت فيه ببدعة ، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة وشرح وتبيين ، وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول خلاف ما زعم أهل الأهواء فكان في بيانه تقوية لنصرة أهل السنة والجماعة من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة ، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين ، وأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث كالبخاري ومسلم إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين .
وقال تاج الدين السبكي : لو أردنا استيعاب مناقب الشيخ الأشعري لضاقت بنا الأوراق ، وكلّت الأقلام ، ومن أراد معرفة قدره ، وأن يمتلىء قلبه من حبه فعليه بكتاب " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الاشعري " الذي صنفه الحافظ ابن عساكر الدمشقي فهو من أجلّ الكتب ، وأعظمها فائدة وأحسنها ، قال ابن أبي الحجاج الأندلسي في فهرسته : لو لم يكن للحافظ ابن عساكر من المنّة على الأشعري إلا هذا الكتاب لكفى به .
وكان مشايخنا يأمرون الطلبة بالنظر فيه ، وقد زعم بعض الناس أن الشيخ الأشعري كان مالكيا وليس ذلك بصحيح ، إنما كان شافعيا تفقه على أبي إسحق المروزي ، نص على ذلك الأستاذ أبو بكر بن فورك في " طبقات المتكلمين " والأستاذ أبو إسحق الاسفراييني فيما نقله عنه الشيخ أبو محمد الجويني في " شرح الرسالة " أما شيخ الأشاعرة من المالكية فهو الإمام القاضي أبو بكر الباقلاني .
مجانبته لأهل البدع وصحة اعتقاده :
نظر الإمام أبو الحسن الأشعري في كتب المعتزلة والجهمية فوجد أنهم عطلوا وأبطلوا وقالوا والعياذ بالله : " لا علم لله ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة ولا بقاء ولا إرادة " ، وقالت الحشوية والمجسمة والعياذ بالله :" إن لله علما كالعلوم ، وقدرة كالقدر وسمعا كالأسماع وبصرا كالأبصار" فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال: " إن لله سبحانه علما لا كالعلوم ، وقدرة لا كالقدر ، وسمعا لا كالأسماع ، وبصرا لا كالأبصار " .
أما جهم بن صفوان 1 فقال : " العبد لا يقدر على إحداث شىء ولا على كسب شىء " .
وقالت المعتزلة والعياذ بالله : " هو ( أي العبد ) قادر على الكسب والإحداث معا " .
فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال : " العبد لا يقدر على الإحداث ويقدر على الكسب " ونفى قدرة الإحداث وأثبت قدرة الكسب .
وقالت الحشوية المشبهة والعياذ بالله : " إن الله سبحانه يُرى مكيفا محدودا كسائر المرئيات " ، وقالت المعتزلة والجهمية والنجارية والعياذ بالله :
" إنه سبحانه لا يرى بحال من الأحوال " ، فسلك رضي الله عنه طريقا بينهما فقال : " يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف ، وهو غير محدود ولا مُكَيَّف " .
وقالت النجارية والعياذ بالله : " إن الله بكل مكان من غير حلول ولا جهة" ، وقالت الحشوية والمجسمة والعياذ بالله : " إنه سبحانه حالٌّ في العرش ، وإن العرش مكان له وهو جالس عليه " ، فسلك رضي الله عنهما طريقا بينهما فقال : " كان ولا مكان ، فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه " .
وقالت المرجئة والعياذ بالله : " من أخلص لله سبحانه مرة في إيمانه لا يكفر بارتداد ولا كفر ولا يكتب عليه كبيرة قط " ، وقالت المعتزلة : " إن صاحب الكبيرة مع إيمانه وطاعاته مائة سنة لا يخرج من النار قط " .
فسلك رضي الله عنه طريقا بينهما فقال : " المؤمن الموحد الفاسق هو في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة ، وإن شاء عاقبه بفسقه ثم أدخله الجنة " .
اجتهاده في العبادة وزهده فيها :
كان الشيخ أبو الحسن الأشعري عجيبا في الذكاء وقوة الفهم وتبحره في العلم ، وكان قريبا من عشرين سنة يصلي صلاة الصبح بوضوء العتمة، وكان لا يحكي عن اجتهاده شيئا إلى أحد ، كان كثير الحياء في أمور الدنيا ونشيطا في أمور الآخرة ، وكان يأكل من غلَّة ضيعة جدّه بلال بن أبي بردة على عقبه ، وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر درهما لكل شهر درهم وقليل .

مصنفاته :

ذكر الإمام الأشعري رحمه الله في كتابه " العمد " أسماء أكثر كتبه . فمنها " الإبانة " و " الفصول " في الرد على الملحدين الخارجين عن الملة كالفلاسفة 1 والطبائعيين 2 الدهريين وأهل التشبيه ، والقائلين بأزلية الدهر ، ورد على البراهمة 3 و اليهود و المجوس 4 وهو كتاب يشتمل على اثنتي عشر كتابا ، وكتاب " إيضاح البرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان " وكتاب " اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع " و " اللمع الكبير " وكتاب " التفصيل في الرد على الإفك والتضليل " وكتاب" النقض على الجبّائي " والجبائي هذا رأس متكلمي المعتزلة وكتاب " مقالات المسلمين " و " جمل المقالات " و " الجوابات في الصفات " و " القامع لكتاب الخالدي " و " الدافع للمهذب " و " المختصر في التوحيد والقدر " و " كتاب الطبريين " و " الفنون " و " جواب المصريين " و " المسائل على أهل التثنية " و " تفسير القرءان " و " زيادات النوادر " و " جوابات أهل فارس " و " الجوهر " و " الاحتياج " و " الأخبار " و " الإيمان " و" أفعال النبي " و " دلائل النبوة " و " كشف الأسرار " و " والموجز " و" الاحتجاج " و " إثبات القياس " وغيرها كثير ، فقد كان الأشعري رحمه الله مكثرا في التصنيف ويقال إن تصانيفه بلغت أكثر من ثلاثمائة كتاب .
وكتاب " الإبانة " وهو من تأليف أبي الحسن ، لكن أكثر نسخه سقيمة وكل النسخ التي تنقل منها المجسمة القدماء منهم والمحدثون غير صحيحة لأنها لم تكن مقابلة بيد ثقة على نسخة قابلها ثقة وهكذا إلى أصل المؤلف الذي كتبه بخطه أو كتبه ثقة بإملاء المؤلف فقابله على المؤلف . وابن عساكر لم يسرد الإبانة كلها وإنما ذكر بعضا ليس فيه ما هو صريح في التجسيم والتشبيه ، بل يوجد في النسخ المطبوعة من الإبانة ما لا يخفى على جميع المسلمين أنه مفترى ولا يُصدّق على المبتدىء من طلاب العلم . وفي هذه النسخ السقيمة مما أدخلته الحشوية من الجمل التي لا يقول بها أدنى مسلم فكيف بالإمام الأشعري ؟!!! ومما يدل على تبرئة الأشعري من ذلك ما نقله عنه الشيخ ابن فورك رحمه الله فقد جمع كلامه في مؤلَّف وفيه من الكلام ما يدل على أن ما في الإبانة من التجسيم هو مفترى على أبي الحسن رحمه الله . ثم إن الإبانة ليست مؤلف أبي الحسن الوحيد ، وليست ءاخر مؤلفاته على الإطلاق بل مذهب الإمام من الأئمة ما أطبق عليه أصحابه الثقات على نسبته إليه ، ومسألة تنزيه الله عن التحيز في العرش والسماء وغيرهما من الأماكن مما عرف أنه طريق الأشعري بالتواتر على القطع والجزم فلا وجه للمرائي في ذلك .
مشاهير أصحابه :
إن فضل المقتدي يدل على فضل المقتدى به . فمن أصحابه الذين أخذوا عنه ومن أدركه ممن قال بقوله أو أخذ العلم عنه :
• " محمد بن مجاهد الطائي " المتكلم صاحب أبي الحسن الأشعري ، وهو من أهل البصرة . سكن بغداد ، وله عدة مؤلفات في الأصول ، كان حسن السيرة والتدين .
• " أبو الحسن الباهلي البصري " كان تلميذ الشيخ الأشعري ، وكان من شدة ورعه يدرس تلاميذه من وراء حجاب وكذلك جاريته كانت تخدمه من وراء حجاب .
• " أبو الحسين بندار بن الحسين الشيرازي " الصوفي خادم أبي الحسن ، من أهل شيراز ، سكن أرجان وكان عالما بالأصول ، له اللسان المشهور في علم الحقيقة .
• " أبو محمد الطبري " المعروف بالعراقي ، أهل جرجان يعرفونه بالمنجنيقي . كان والي قضاء جرجان وكان فصيح اللسان يناظر على مذهب الشافعي في الفقه ، وعلى مذهب الأشعري في الكلام .
• " أبو بكر القفَّال الشاشي " إمام عصره ببلاد ما وراء النهر للشافعيين ، وأعلمهم بالأصول ، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث .
• " أبو سهل الصعلوكي النيسابوري " وهو أديب لغوي نحوي شاعر متكلم مفسر .
• " أبو زيد المروزي " وهو أحد أئمة المسلمين ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرا وأزهدهم في الدنيا .
• " أبو عبد الله بن خفيف الشيرازي " وكان شيخا بعلوم الظاهر متمسكا بالشريعة .
• " أبو بكر الجرجاني الإسماعيلي " وكان بارا بوالديه لحقته بركة دعائهما .
• " أبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن اسحق الطبري " وكان من أعيان أصحاب أبي الحسن ، خرج إلى الشام ونشر بها مذهبه .
• أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري ، و أبو عبد الله الأصبهاني المعروف بالشافعي ، وأبو محمد القريشي الزهري ، وأبو بكر البخاري المعروف بالأودني ، وأبو منصور النيسابوري ، وأبو الحسن بن سمعون البغدادي ، وأبو عبد الرحمن الشروطي ، وأبو علي الفقيه السرخسي .



عدل سابقا من قبل الشريف محمود الحسيني نسبا في الخميس يونيو 05, 2008 8:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشريف محمود الحسيني نسبا

الشريف محمود الحسيني نسبا


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات   الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات Emptyالخميس يونيو 05, 2008 8:56 am

قال الإمام أبو نصر القشيري :


فهو على التحقيق مني بري شيئان من يعذلني فيهما
ثم اعتقادي مذهب الأشعري حب أبي بكر إمام الهدى




1
2
فهو على التحقيق مني بري شيئان من يعذلني iiفيهمـا
ثم اعتقادي مذهب الأشعري حب أبي بكر إمام الهدى


وقال بعض أهل الشام :


قد وفقوا للصواب الأشعرية قوم
عن سنة أو كتاب لم يخرجوا في اعتقاد



1
2
قد وفقوا للصـواب الأشعريـة iiقـوم
عن سنة أو كتاب لم يخرجوا في اعتقاد


قال الإمام الجزري الإسكندراني :


كثرة المقالات البدع خذ ما بدا لك أو فدع
دينا حنيفا شرع إن النبي المصطفى
وبه البرية قد نفع الله أيد شيخنا
شيخ الديانة والورع الأشعري إمامنا




1
2
3
4
كثرة المقالات البدع خذ ما بدا لك أو فدع
دينا حنيفا شـرع إن النبـي iiالمصطفـى
وبه البريـة قـد نفـع الله أيـد شيخنـا
شيخ الديانة والـورع الأشعـري إمامنـا


وقال بعضهم في مدحه :


كُفَّ اللسان عن البدع قل للمخالف يا لُكع
واللعن للعلماء دع وذَر التعصب جانبا
عدو أصحاب البدع واعلم بأن الأشعري
سنن الرسول وما شرع فهو المجيد الذب عن
جمع الديانة والورع حبر تقي عالم
ما غاب نجم أو طلع فعليه رحمة ربه




1
2
3
4
5
6
كُفَّ اللسان عن البدع قل للمخالف يـا iiلُكـع
واللعن للعلمـاء دع وذَر التعصـب iiجانبـا
عدو أصحاب البدع واعلم بـأن iiالأشعـري
سنن الرسول وما شرع فهو المجيد الذب عن
جمع الديانـة والـورع حبـر تقـي iiعالـم
ما غاب نجم أو طلـع فعليـه رحمـة ربـه


وبعد فإن ما ذكره علماء أهل الحق من معاصري الإمام الأشعري ومن جاء بعدهم في مدح طريقته وصحة اعتقاده ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة الجماعة وأن ما يدعيه المجسمة والمشبهة ونفاة التوسل بشأنه ما هو إلا محض افتراء يرمون من وراءه إلى نشر عقائدهم الفاسدة وهي التشبيه والتجسيم . ومن رام مزيد الاطلاع على سيرة إمامنا أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه فنحيله إلى حيث أحال الإمام تاج الدين السبكي في " طبقات الشافعية " المستزيدين من أخبار الأشعري ، ونعني بذلك كتاب " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري " للإمام ابن عساكر الدمشقي . هذا ، وبالله التوفيق . .
________________________________________
1 المعتزلة : هم القدرية الذين يقولون " لا قدر " ويعتقدون أن الله تعالى خالق الخير دون الشر وأن العبد خالق لأعماله وأن المعصية تقع من العبد رغما عن إرادة الله .
2 الحشوية : وهم القائلون بالجهة والمكان لله حيث من عقائدهم التشبيه والتجسيم .
1 جهم بن صفوان هو رأس الجهمية وإليه نسبوا ، وهم ينفون الكسب عن العبد فيجعلونه كالريشة في مهب الريح .
1 الفلاسفة : مثل أرسطو وأفلاطون والفارابي ونحوهم ، وهم القائلون بقدم العالم وأزليته ، والإمام الغزالي رد مستفيضا عليه .
2 الطبائعيون : وهم القائلون بأن الطبيعة – على زعمهم – هي الخالق .
3 البراهمة : وهم طائفة يكثر وجودها في الهند ، هم من منكري النبوة .
4 المجوس : عبدة النار ، وهم القائلون بخالقين ، فيزعمون أن النور خالق الخير وأن الظلمة تخلق الشر وهم فرق : منهم المانوية والديصانية والمزدكية .

ملخص لهذا الموضوع:
• الأشاعرة هم أئمة أهل السنة
• منهم البيهقي النووي وابن حجر العسقلاني وصلاح الدين الأيوبي
• أبو الحسن الأشعري كان إمام أهل السنة
• الأشاعرة، لخصوا عقيدة الرسول والصحابة
• أغلب أهل السنة والجماعة هم أشاعرة يعني يتبعون طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري في نصرة هذا المذهب.
والحمد لله أوَّلا وءاخرًا، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين، وءاله الطاهرين، وصحابته الطيبين.


الآيات المحكمات والآيات المتشابهات

الحمد لله الذي رفع أهل العلم درجات وأنزل الكتاب منه ءايات محكمات واُخَرُ متشابهات وخفض أهل الزيغ والجهل والضلالات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي ميزه الله بختم الرسالات، وعلى ءاله وأصحابه الذين نصروا بأفعالهم وأقوالهم الصريحة شواهد الدين والواضحات. أما بعد،
فإن معتقد أهل الحق من السلف والخلف هو تنـزيه الله عن مشابهة خلقه المأخوذ من الآية المحكمة ليس كمثله شىء فمهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك كما قال الإمام ذو النون المصري رضي الله عنه، وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وءامنت بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
إن المعتقد الحق ليس مبنياً على ما تذهب إليه الأوهام والظنون، كما حصل لأناس أهملوا العقل واتبعوا الوهم فشذوا عن معتقد أهل الحق، فعمدوا إلى الآيات والأحاديث المتشابهة فحملوها على ظواهرها فوقعوا في التجسيم والتشبيه ونسبوا إلى الخالق تعالى الجلوس والاستقرار على العرش والجهة والمكان والحركة ونحو ذلك من صفات المخلوقات الحادثات، تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً. تمسكوا بتعليم الناس حمل الآيات المتشابهة والأحاديث المتشابهة على ظواهرهها ليفتنوهم عن دينهم، وبدأوا بتوزيع المنشورات والكتيبات التي فيها عن هذه الآيات، فيقولون "هذا باب في الوجه" و "باب في اليد" و "باب في الإصبع" و "باب في العين" و "باب في المشي" و "باب في المجيء" ونحو ذلك، ثم يقولون "هذه هي صفات الله تعالى على ظاهرها لا يجوز تأويلها ومن أوّلها فهو ضال"، لذلك يجب أن نبين أن منهج السلف والخلف هو التنـزيه مع اعتقاد أن هذه المتشابهات لا تحمل على ظواهرها.
في بيان معنى الآيات المتشابهة والآيات المحكمة
لفهم الموضوع كما ينبغي يجب معرفة أن القرءان توجد فيه ءايات محكمات وءايات متشابهات قال الله تعالى هو الذى أَنزلَ عليكَ الكتابَ منه ءاياتٌ محكماتٌ هنَّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذّكر إلا أولوا الألباب [سورة ءال عمران/ءاية 7 هو الذي أنزل عليك يا محمد الكتاب أي القرءان منه من الكتاب ءايت محكمات أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه هن أم الكتاب أصل الكتاب الذي يرجع إليه، فتحمل المتشابهات عليها وترد إليها وأُخَرُ وءايات أخر متشابهات متشابهات، محتملات.
فأما الذين في قلوبهم زيغ ميل عن الحق وهو أهل البدع فيتبعون ما تشابه فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب إليه المبتدع مما لا يطابق المحكم ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق، وفسر بعض العلماء فأما الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه باليهود الذين كانوا يأخذون فواتح السور كـ: الم-كهيعص وغيرهما فيستعملونها في حساب الجمل على زعمهم حتى يعلموا متى زوال هذه الأمة المحمدية، وحساب الجمل على: "أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ".ابتغاء الفتنة طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلوهم معناه الإيقاع في الأمر المحظور لأن المشبهة غرضهم في جدالهم أن يوقعوا الناس باعتقادهم الباطل.
وقد حصل في زمن عمر رضي الله عنه أن رجلاً يقال له صبيغ بن عِسْل كان يسأل عن المتشابه على وجه يخشى منه الفتنة، فضربه عمر ثم نفاه وأمر أن لا يختلط الناس به. أخرج مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: تلى رسول الله هو الذي أنزل عليك الكتاب إلى وما يذّكر إلا أولوا الألباب قالت قال رسول الله «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّاهم الله فاحذروهم».
قال الإمام النووي رحمه الله: "وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فأما من سأل عما أشكل عليه وجوابه واجب وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغ بن عِسْل. حين كان يتبع المتشابه.
و ما يعلم تأويله إلا الله وأما المتشابه الذي أريد بقوله تعالى: وما يعلم تأويله إلى الله على قراءة الوقف على لفظ الجلالة، فهو كوجبة القيامة وخروج الدجال على التحديد، وليس من قبيل ءاية الاستواء.
وأما السور التي تبدأ بـ الم ونحو ذلك فلا تدخل تحت الآية وما يعلم تأويله إلا الله بعض العلماء يقولون هذه أوائل أسماء إلهية. وبعضهم يقولون أنها أسماء هذه السور التي صدّرت بهذه الحروف، وبعضهم يقولون إنها أقسام أقسم الله بها. يقولون ءامنا به كل من عند ربنا أي كل من المحكم والمتشابه وما يذّكر أي يتعظ بالمحكم والمتشابه إلا أولوا الألباب أي ذوو العقول السليمة الناظرون في وجوه التأويلات والاحتمالات، الحاملون ذلك على ما اقتضاه لسان العرب في الحقيقة والمجاز مع النظر فيما يجوز وما يستحيل.
فيتبين مما سبق أن ءايات القرءان نوعان
1. الآيات المحكمة: هي ما لا يحتمل من التأويل بحسب وضع اللغة إلا وجهاً واحداً أو ما عرف بوضوح المعنى المراد منه كقوله تعالى ليس كمثله شىء [سورة الشورى وقوله: ولم يكن له كفواً أحد [سورة الإخلاص وقوله تعالى هل تعلم له سميًا [سورة مريم سمياً أي مِثلا.
2. الآيات المتشابهة: المتشابه هو ما لم تتضح دلالته، أو يحتمل أوجهاً عديدة من حيث اللغة واحتيج إلى النظر لحمله على الوجه المطابق كقوله تعالى : الرحمن على العرش استوى [سورة طه وقوله تعالى إليه يصعدُ الكَلِمُ الطيبُ والعملُ الصالح [سورة فاطر أي أن العمل الصالح يصعد إلى محل كرامته وهو السماء وهذا منطبق ومنسجم مع الآية الكريمة المحكمة ليس كمثله شىء فتفسير الآيات المتشابهة بجب أن يرد إلى الآيات المحكمة. هذا من المتشابه الذي يجوز للعلماء أن يعلموه كآية الرحمن على العرش استوى.
فالاستواء هنا بمعنى الاستيلاء والقهر كما نص كثير من العلماء. وقد ورد عنه «اعملوا بمحكمه وءامنوا بمتشابهه» ضعيف ضعفاً خفيفاً.
وهاكم بعض كتب التفسير التي تشهد بصحة ما ذكرنا.
1- ففي تفسير الجامع لأحكام القرءان للقرطبي ج4 ص 13-14 ما نصه: قوله تعالى: فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله متبعو المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلباً للتشكيك في القرءان وإضلال العوام أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابهة كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وإصبع، تعالى الله عن ذلك.
ثم قال القرطبي بتكفير هؤلاء إذ لا فرق بينهم وبين عبّاد الأصنام والصور.
ثم قال في تفسير وما يعلم تأويله إلا الله ما نصه: يقال إن جماعة من اليهود منهم حيي بن أخطب دخلوا على رسول الله وقالوا: بلغنا أنه نزل عليك ألم فإن كنت صادقاً في مقالتك فإن ملك أمتك يكون إحدى وسبعين سنة لأن الألف في حساب الجمل واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فنـزل وما يعلم تأويله إلا الله.
ثم قال في تفسير الراسخون في العلم: فقد روى ابن عباس أن الراسخون معطوف على اسم الله عز وجل وأنهم داخلون في علم المتشابه وأنهم مع علمهم به يقولون ءامنا به وقاله الربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم، واحتج قائلوا هذه المقالة أيضاً بأن الله سبحانه مدحهم بالرسوخ في العلم فكيف يمدحهم وهم جهال! وقد قال ابن عباس "أنا ممن يعلم تأويله" حكاه عنه إمام الحرمين أبو المعالي.
قال القرطبي: ورجح ابن فورك أن الراسخين يعلمون التأويل وأطنب في ذلك. وفي قوله عليه السلام لابن عباس «اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» ما بيّن ذلك أي علمه معاني كتابك، والوقف على هذا يكون عند قوله والراسخون في العلم قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر وهو الصحيح أن تسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب وأي شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلا ما يعلم الجميع. لكن المتشابه يتنوع، فمنه لا يُعلم البتة كأمر الروح والساعة مما استأثر الله بغيبه وهذا لا يتعاطى علمه أحد لا ابن عباس ولا غيره.
فمن قال من العلماء الحذاق بأن الراسخين لا يعلمون علم المتشابه فإنما أراد هذا النوع، وأما ما يمكن حمله على وجوه في اللغة ومناح في كلام العرب فيتأول ويُعلم تأويله المستقيم ويُزال ما فيه مما عسى أن يتعلق من تأويل غير مستقيم كقوله في عيسى وروحٌ منه إلى غير ذلك فلا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قُدّر له. اهـ.

________________________________________
قال العارف بالله السيد محمد عثمان الميرغني (توفي سنة 1268)عن الله:

"ولا يوصف بالصغر ولا بالكبر (أي حجماً) ولا بالحلول في الأمكنة ولا بالاتحاد ولا بالاتصال ولا بالانفعال".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأشاعرة والماتريدية أئمة أهل السنة ويليه الآيات المحكمات والآيات المتشابهات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العصمة النبوية والآيات المتشابهة
» فرقه الأشاعرة: نشأتها و أصولها الفكرية
» السنة التسبيح
» التقريب بين السنة والشيعة
» فقه السنة_سيد سابق_كتاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: المنتدى الصوفى العام-
انتقل الى: