مودي
عدد الرسائل : 39 العمر : 124 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: أحوال السابقين الي ربهم و صفات المحبين - سيدي سلامة الراضي الإثنين يونيو 09, 2008 11:44 pm | |
| من كلمات
سيدي ســـــــــــلامة الـراضـي
وأما السالكون إلى ربهم فانهم تجردوا عن حظوظهم الدنيوية ولذائذهم الشهوانية وهاموا فى محبة مولاهم وأعرضوا عما سواه فمهما تجلى لهم من الأسرار والأنوار والبركات وشاهدوا ملكوت الأرض والسموات وتمكنوا من فعل خوارق العادات لم يرضوا دون مولاهم حتى قال قائلهم :
ومهما ترى كـل المراتب تجتلى عليـــك فحل عنها فعن مــثلها حلنا وقل ليس لى فى غير ذاتك مطلب فلا صورة تجلى ولا طرفة تجنى
فتتوارد عليهم الأنوار الروحانية اما دفعة واحدة فتأخذهم عن حسهم ويكونوا غرقى بحار الاسرار والأنوار فعاشوا والهين بحب محبوبهم متهتكين فى عشقهم وقد خلعوا العذار فى حبه وحنوا وأنوا اشتياقا إلى قربه لا يسمعون إلا عنه ولا يتحركون ولا يسكنون إلا به فيهيمون به منه إليه . ويبكون منه عليه :
تشاغل كل محبوب بشغل وشغلى فى محبته وفيه
وقال بعضهم :
حنين قلوب العارفين إلى الذكر وتذكارهم عند المناجاة بــــالسر أديرت كئوؤس للغرام عليهمو فأغفوا عن الدنيا كاغفاء ذى سكر نــفوسهم جـــوالة بمعــسكر به أهـــل ود الله كالأنــــــجم الزهر فلا عيش إلا مع أناس قلوبهم تحن إلى التقوى وتـرتاح فى الذكر
وكلما نظر أحدهم إلى الدنيا نظرة ود وبخل بروحه فى هوى محبوبه نادته هواتف الحق بلسان الحال قائلة :
أيهما الخاطب معنى حسننا مهرنا غــال لمن يخطبنا جسد مضنى وروح فى العنا وعيون لا تذوق الوسنا وفــواد ليس فيــــه غــيرنا فإذا ما شـئـت أد الـــثمنا وأخلع النعلين إن جئت إلى ذلك الوادى فــفيه قدسـنا وعن الكونين كن منخلعا فالفنا يــدنى إلى ذال الـفنـا
تراهم قد ذلوا لمحبوبهم وعفروا بالتراب جباههم والصقوا بالأرض خدودهم . حتى قال بعضهم : لا يصلح للمحبة إلآ قوم كنسوا بأرواحهم المزابل ورأو نفوسهم أعدى أعدائهم فاتخذوها عدوا وجاهدوا فى الله حق جهاده فانتصروا " وما النصر إلا من عند الله "
فلما فتشوا نفوسهم و عرفوا عيوبهم سعوا في تصفيتها و اجتهدوا في تخليتها فلما طهرت من أقذارها وانحلت من عقالها وانتشلت من أوحالها تسابقوا إلى تحليتها بمحاسن صفاتها فبعد أن كانت إمارة يالسوء أصبحت راضية مرضية ودخلت فى عباد الله المخلصين وكانت " فى مقعد صدق عند مليك مقتدر "
وقربها حبيبها ودعاها إلى حضرة قدسه وأجلسها على كراسى العز فوق بساط الكرامة فى حضرة التدانى بين أهل المعانى وخلع عليها الحبيب خلعةالقبول والتقريب فعاشت فى جوارة ممتلئة بانواره ومنعمة بأسرارة0
فهذه أحوال السابقين وصفات المحبين فإن كنت منهم فقد سعدت سعادة الابد وحظيت بالأسرار والمدد وإن لم تكن فعليك بالتشبه بهم إن التشبه بالكرام فلاح وإلا فابك لى نفسك وبعدك وحرمانك
وأما من فاجاته الأنوار على التدريج فإنه يشرب كئووس الأنوار ويحتسى شراب الأسرار فتطهر بذلك نفسه ويحفظ عليه حسه فيكون باطنه مغمورا بالأنوار الالهية وظاهره محفوظا بالتكاليف الشرعية فروحه فى حظيرة الحق وجسمه كسائر الخلق قد كتم سره وملك أمره وأعطى كل ذى حق حقه ووفى كل شىء قسطه لا يخرج عن الشرع قيد شبر ولا يغتر بما شاهد من سر السر .
| |
|