يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الجمال الإلهي نوعان :
النوع الأول معنوي : وهو معاني الأسماء الحسنى والأوصاف العلا ، وهذا النوع مختص بشهود الحق إياه .
والنوع الثاني : صوري ، وهو هذا العالم المطلق المعبر عنه : بالمخلوقات وعلى تفاريعه وأنواعه ،
فهو حسن مطلق إلهي ظهر في مجال الهيئة ،
سميت تلك المجالي : بالخلق ،
وهذه التسمية أيضاً من جملة الحسن الإلهي .
فالقبيح من العالم كالمليح منه ،
باعتبار كونه مجلى من مجالي الجمال الإلهي لا باعتبار تنوع الجمال ،
فإن من الحسن أيضاً إبراز جنس القبيح على قبحه لحفظ مرتبته من الوجود ،
كما أن الحسن الإلهي إبراز جنس الحسن على وجه حسنه لحفظ مرتبته من الوجود .
واعلم أن القبح في الأشياء إنما هو للاعتبار لا لنفس ذلك الشيء ،
فلا يوجد في العالم قبح إلا بالاعتبار ،
فارتفع حكم القبح المطلق من الوجود ، فلم يبق إلا الحسن المطلق .
ألا ترى إلى قبح المعاصي إنما ظهر باعتبار النهي
، وقبح الرائحة المنتنة إنما ثبت باعتبار من لا يلائم طبعه ،
وأما هي فعند الجعل ومن يلائم طبعه من المحاسن ... فما في العالم قبيح