زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 36 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: قدسية القرآن وعظمته الإثنين يونيو 23, 2008 12:20 pm | |
| قدسية القرآن وعظمته
أن القرآن من أقدس الكتب التي انزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله
وله قدسيته وحرمته الخاصة في قلوب المؤمنين لكونه يضم بين دفتيه أعظم الشرائع السماوية
فهو الخاتم لما قبله ومهيمن عليه وقد بلغ من قدسيته أنه من استخف بالقرآن
أي بمبناه أو معناه أو بأهله الوارد في حقهم من أهل القرآن أهل الله وخاصته فقد كفر
ومن حرَّف معنى من معانيه أو حكماً من أحكامه متعمداً فهو كافر بالإجماع .
وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل حال القرآن – مُعلمهُ ومتعَلّمه – فقد ورد عن الرسول
: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] وفي رواية البيهقي أن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه .
وفي جامع الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عنه قال رسول الله يقول الله : [من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين] .
• وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس أنه قال , قال رسول الله :
[ من تعلم كتاب الله تعالى ثم اتبع ما فيه هَداهُ الله به من الظلالة ووقاه الله يوم القيامة سوء الحساب ] .
• وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال :
[ يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فأنه أن أتاك الموت
وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يَحجُ المؤمنون إلى بيت الله الحرام ] .
• واخرج ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله :
[ يُقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنة اقرأ وأصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه ] .
• وقال : [ أن القرآن ليلقي صاحبه يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني
فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك الذي اضمأتك في الهواجر واسهرت ليلك
وان كل تاجر من وراء تجارته اليوم واني من وراء كل تجارةٍ قال فيعطي الملك بيمينه
والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسي والداهُ حُلتين لا يقوم لهما الدنيا
فيقولان بم كسيتنا هذا ؟ فيقال لهما بأخذ ولدكما القرآن ] .
• وقال الإمام جعفر الصادق :
من قرأ القرآن ولم يخضع لله ولم يرق قلبه ولا يتسم حزناً ووجلاً في سره ,
فقد استهان بعظم شأن الله تعالى وخسر خسراناً مبيناً فقارئ القرآن محتاج إلى ثلاثة أشياء :
قلب خاشع وبدن فارغ وموضع خالٍ , فإذا خشع لله قلبه فرَّ منه الشيطان الرجيم ,
قال الله تعالى : [ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ]( 1).
فإذا تفرغت نفسه من الأسباب تجردَ قلبه للقراءة ولا يعترضه على أرض فيحرمه بركة نور القرآن وفوائده .
فإذا اتخذ مجلساً خالياً واعتزل عن الخلق بعد أن أتى بالخصلتين – خضوع القلب
وفراغ البدن – استأنس روحه وسره باللهووجد حلاوة مخاطبات الله عباده الصالحين .
وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصهم بفنون كراماتهم وبدائع إشاراته
فمن يشرب كأساً من هذا المشرب لا يختار على تلك الحال حالاً ,
وعلى ذلك الوقت وقتاً بل يؤثره على كل طاعة وعبادة ,
لأن فيه المفاجآت مع الرب بلا واسطة فانظر كيف تقرأ كتاب ربك ومنشور ولايتك
وكيف تجيب أوامره وتجتنب نواهيه وكيف تمتثل حدوده فأنه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ,
فرتله ترتيلاً وقف عند وعده ووعيده وتفكر في أمثاله ومواعظه ,
واحذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده .
والقرآن في رأي ابن عربي هو الإنسان الكامل والمقصود به سيدنا محمد
ونائبه لانهما القرآن بصفته يقول ابن عربي :
« فمن أراد أن يرى رسول الله ممن لم يدركه من أمته فلينظر إلى القرآن
فإذا نظر فيه فلا فرق بين النظر إليه وبين النظر إلى رسول الله
فكأن القرآن إنتشأ صورة جسدية يقال لها محمد
, والقرآن كلام الله وهو صفته , فكان محمد صفة الحق » . .................................................................
1)سورة النحل
المصدر كتاب الطريقه العليه القادريه الكسنزانيه
للسيد الشيخ محمد الكسنزان
| |
|