في تأويل قوله تعالى : [ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ] ( 1) .
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
« هم العلماء ، ولهم علامات ثلاث يعرفون بها :
الدوام لمجالسته لهم ، وإقباله عليهم ، وقبوله منهم ، ومحبته لهم ، والأخذ عنهم في الحق والباطل .
والثاني : لا يكلفوه حاجة إلا أسرع بها .
والثالث : يرى عليه بذل المجهود في النفس والمال » .
في اصطلاح الكسنـزان
نقول : إن المراد بأولي الأمر في قوله تعالى : [أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ] ( 2) ،
هم المشار إليهم في قوله : [ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ]( 3) .
فكل راع من مستوى مسؤوليته هو والٍ مفترض الطاعة على اتباعه أو رعيته
ضمن حدود تلك المسؤولية فقط ، فالحاكم أو الرئيس السياسي هو وال الأمر
في السياسة والقانون وهو مطاع ضمن هذه الأمور ، والوالدان وليا أمر
بالنسبة لأبنائهم ضمن حدود ما رسمه الشرع من برهما وطاعتهما ،
والمسؤول في العمل هو والٍ تجب طاعته ضمن حدود العمل وهكذا حتى أن الإمام في الصلاة
والٍ أوجب الشرع اتباعه في القراءة والحركات .
وقد اشترط القانون الإلهي إن لا تقترن طاعة أولي الأمر بمعصية لله أو
رسوله فـلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، من هذا يتضح أن لكل أمر من أوامر الحياة المادية والٍ لذلك الأمر ،
وكذلك هناك ولاة أمر للجانب الروحي في الحياة هم مشايخ الطريقة
( قدس الله أسرارهم ) حيث يفترض على المريدين طاعتهم الطاعة الكاملة ظاهراً
وباطناً لكي يساعدوهم روحياً على التقرب من الله تعالى .
....................................................................
(1) النساء59
(2) النساء95
المصدر // موسوعة الكسنزان للسيد الشيخ محمد الكسنزان (قدس الله سره العزيز )