أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: التأثيرية الجمعة يونيو 27, 2008 7:14 am | |
| المدرسة التأثيرية في الفن
تاريخها ظهرت التأثيرية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر
وغطت على الساحة الفنية،
وأحدثت ضجة في عالم الفنون التشكيلية،
لم يسبق أن بلغتها حركة أو مدرسة فنية. ولم تظهر التأثيرية فجأة فمنذ زمن ديلاكروا
ظهر هناك شعور عام بين كثير من ( شباب الفنانين الفرنسيين يهدف إلى التجديد في مواضيع التصوير Subject Matter ،
وفي طريقة العمل Technique، فقد ركزوا على تصوير الحياة الحديثة، والناس العاديين،
بطريقة فيها كثير من الحرية،
مع محاولة رسم ما يرونه حقيقة،
لا رسم ما تأمرهم به عقولهم ولا رسم ما اتفق عليه من سبقهم من فنانين)
وتعد المدرسة التأثيرية في الفن البداية الحقيقية للفنون الحديثة،
فقد حررت الرؤية الفنية للطبيعة التي كانت خاضعة للمنهج الأكاديمي،
فمثلاً كان الفن الواقعي يحاول تسجيل الواقع من خلال ظاهرة طبيعية "كالضوء" تسجيلاً أميناً،
فإن التأثيرية سجلت الضوء، ولكن في اللحظة الآنية للفنان،
الذي حاول الترجمة الفورية والتلقائية لظاهرة الضوء. كما أن التأثيرية انعكاس للأساس العلمي لطبيعة الضوء الذي اكتشفه العالم اسحق نيوتن فهذا الفن "سوراه" يرسم الطبيعة بالطريقة التنقيطية للألوان الأساسية دون خلطها على اللوحة،
تطبيقاً للموجات اللون الضوئية في العلم.
قصة التسمية
كلمة الانطباعية أو التأثيرية IMPRESSIONISM كانت معروفة في الوسط الفني،
وقد استخدمها بعض النقاد ليصفوا بها( لمسات الفرشاة غير المتصلة، أو ليصفوا بها التناول التحليلي للضوء في كثير من أعمال القدامى. فقد استخدمت لوصف بعض الصور الحائطية ((Murals الرومانية وصور هالز Halz وفيلاسكوز Velasques ،وتيرنر Turner، وكونستايل Constable. غير أن هذه الكلمة لم تستخدم لترمز لهذه المدرسة الفنية المعنية إلا بعد أن استخدمها الناقد الفني لويس ليروي Lois Leroy عام 1874م. وعندما استخدمها لويس كان استخدامه من باب السخرية من هؤلاء الفنانين،
فقد كتب مقالة لاذعة النقد، لأعمال كل الفنانين،
وركز هجومه على اللوحة رقم 98 في المعرض وكانت هي لوحة مونيه Monet ( تأثير شروق الشمس) Impression ,Sun Rise"" وعلى الرغم من أن هذا الاسم بسخرية من أعمال هؤلاء الفنانين غير أنهم تقبلوه بعد زمن،
بل أصبح علماً لأشهر مدرسة فنية حديثة. ( ) ولم يكن النقد اللاذع ذاتك بمستغرب،
فقد كانت هناك حركة رفض شديدة للتقاليد الأكاديمية في مجال التشكيل،
وثورة عارمة تدعو للخروج على ما تعارف عليه الفنانون من قوانين وقواعد لا تمت ( في نظر التأثير) إلى الأمانة الفنية، والصدق الفني بصلة.
مظاهر التجديد في التأثيرية
تأثير التأثيريون بالحياة الجديدة في مظهرها،
وفي اكتشافاتها العلمية في سائر المجالات. ولعل أهم ما تأثروا به من أشياء هو نظرية الضوء، والألوان. فقد أدت دراستهم إلى رؤية أثر الألوان المتجاورة على بعضها. ولم يلحظ الفنانون السابقون للتأثيريين مثل هذه التأثيرات. ولعل أهم مظاهر التجديد عند التأثيريين هو ترك آثار الفرشاة أو لمساتها Brush Strokes واضحة على اللون وعدم مسح الألوان ودمجها،
وكانت هذه الطريقة هي التي جعلت أعمالهم تتصف بالخفة والحيوية. ومما تميز به التأثيريون أيضاً الاهتمام بالظلال،
فالمنطقة المظللة كانت عند أغلب من سبقهم من فنانين تملأ بلون داكن فقط،
أما التأثيريون فقد اهتموا بالظلال وأوضحوا انعكاسات الألوان التي تتم فيها. كما أهملوا الخطوط الخارجية للأشكال. ومن ناحية المضمون فقد خرج فنانو هذه المدرسة إلى الطبيعة لنقلها،
وبهرتهم الأضواء فلم يكتفوا بالرسم التحضيري Sketches خارج المرسم، ثم الإكمال بمساعدة الخيال داخل المرسم- كما فعل السابقون- بل خرجوا بكل معداتهم ( Paraphernalia) إلى الهواء الطلق. وإضافة إلى هذا، فقد أعجبوا بالحياة اليومية العادية لعامة الناس، فصوروا عامة الناس في الأسواق، والمنتزهات، والمقاهي، وصوروا أهل عصرهم أصدق وأدق تصوير، وبطريقة تتسم بالمرونة، والحيوية وعدم الاكتراث بالتفاصيل الدقيقة لكل ما يرسمون.
| |
|