قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: لويس ما سينيون في «آلام الحلاج» الأحد يونيو 29, 2008 5:09 am | |
| دمشق - مكتب الرياض محمد احمد طيارةالكتاب: آلام الحلاج جريدة الرياض المؤلف: لويس ماسينيون الناشر: دار قدمس للنشر 2004 يعتبر عنوان المجلد الأول الصادر مؤخراً عن دار قدمس للنشر بدمشق «آلام الحلاج» من اهم الاعمال الاستشراقية في ميادين التصوف واكثر من مادة ادبية لمتصوف اراد لدعوته الصوفية ان تكون علنية وليست سرية وناضل من اجلها حتى حكم عليه بالاعدام. ويعتبر كاتب الكتاب «لويس ماسينيون المتوفى عام 1962» أن الحلاج أصبح في الأسطورة الإسلامية، عند الشعراء العرب والفرس والترك والهندوس والماليزيين، أنموذجاً ل«العاشق الكامل» لله بعد أن حكم عليه بالصلب لسكرته في صيحة الحال: «أنا الحق». وكان الحلاج في تاريخ الخلافة العباسية في بغداد شخصية تاريخية بحق، وضحية قضية سياسية كبيرة أثارتها دعوته العامة. فقد استفزت هذه القضية كل القوى الإسلامية في زمانه:الإمامية والسنية والفقهاء والمتصوفة، بينما تزامن صراعها المأسوي مع انحلال الخلافة العالمية وانفراط وحدة العرب. ويجهد ماسينيون في بحثه في الكشف عن أصالة هذا المتصوف، الذي رفض «نظام السرية» الفطن الذي خضع له اتباع الصوفية الآخرون. وكذلك الكشف عن أصالة هذا المبشر الجوال الذي يعظ مذكراً بساعة الندم وبالحلول الصوفي لسلطان الله في القلوب، لا بالثورة الاجتماعية كما كان يفعل الدعاة الآخرون في عصره. ويقول ماسينيون ان ماشجعه على هذه الدراسة التي شرعت بها في القاهرة عام 1907 على هامش دراستي للعربية اطلاعي على اقوال حلاجية مؤثرة. ويتضمن القسم الاول من الكتاب مراحل حياة الحلاج، وانعكاساتها الاجتماعية على شكل سلسلة لوحات، بدءاً من محاولاته الأولى في الزهد الفردي ثم الروايات الرسمية لقضيته وصولاً إلى المشهد الجلي لاستشهاده... عاش الحلاج في حقبة ازدهار الإسلام الفريدة، حيث تربع المجتمع العربي في بغداد على مصب الثقافات. وقد أصبحت هذه المدينة حاضرة العالم الثقافية في القرن العاشر الميلادي، وظهر في شوارع بغداد يدعو إلى الله على أنه العشق الوحيد والحقيقة الوحيدة في نهاية القرن التاسع الميلادي. وكان للفكر العربي أساتذته الكلاسيكيون الحقيقيون من النظام وابن الرواندي إلى الباقلاني في علم الكلام ومن الجاحظ إلى التوحيدي وابن سينا في الفلسفة، ومن أبي النواس وابن الرومي إلى المتنبي والمعري في الشعر، ومن الخليل إلى ابن جني في اللغة، وكان الرازي بين الأطباء والبطاني بين الرياضيين. وكان الحلاج بين هؤلاء وواحداً من أوائل علماء الكلام المتصوفة، أكثر عمقاً من الأنطاكي والمحاسبي وأكثر صلابة وحزماً من الغزالي، قد أدرك، أي الحلاج، القيمة التي لاتقدر بثمن لنهج يعرض أسلوب حياة تتماثل فيه الأفعال الخارجية مع النيات الباطنية، لم يعتمد نهجه على فهم قواعد العربية وحسب، بل على استخدام المنطق كما صنفه ونسقه اليونانيون. لقد استطاع أن يلجأ اليه كأنه زهد عقلي، فيعريه من الصور الحسية والصيغ المبتدعة، ممهداً الطريق السلبي نحو الاتحاد الصوفي، لكن من دون أن يسجن رضا قلبه المطلق باستجداء المنة الإلهية في إطار براهين القياس الضيق، كما فعل كثير من المتأخرين الذين جاؤوا بعده؟؟
عدل سابقا من قبل الفنان قدرى في الأحد يونيو 29, 2008 5:13 am عدل 1 مرات | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: لويس ما سينيون في «آلام الحلاج» الأحد يونيو 29, 2008 5:10 am | |
| ولد الحجاج نحو عام 244 هجري في الطور احدى اقضية «البيضاء» في الجنوب الفارسي وكانت مركزا مبكرا للتعريب ومخيما منيعا لجند البصرة، وفي عام 253 هجري خرج مع والده «حلاج» القطن كما هي الروايات ليجولا عبر مراكز النسيج في «الاهواز» من «تستر» إلى ان استقر بهم الترحال الى قلب البلاد العربية في «واسط» حيث كان الحارثيون على نهر المبارك وفي هذه المدينة الاسلامية الكبيرة تعرب الحلاج طفلا حتى اعماقه في مدرسة «قرآن كريم» وانسلخ من جذوره الايرانية الاولى وانخرط في جماعة «الموالي» من «المستعربين» المسلمين.. وفي عام (260) هجري أكمل تعليمه في سن السادسة عشرة: قواعد اللغة وتلاوة وشروح على القرآن. بعدها رحل الى «تستر»، ليقوم على خدمة الشيخ المتصوف «سهل التستري» الذي توفي العام 896م حيث تتلمذ الحجاج على يديه، وفي عام 262 هجري غادر «سهل» فجأة الى البصرة،، ليكرس نفسه للتصوف ويلبس «الخرقة». في عام 264 هجري تزوج الحلاج في البصرة من ابنة يعقوب الأكتع البصري الصوفي. وكان الاكتع نديم عمرو مكي ثم وقع بينهما وحشة بسبب غيرة عمرو الروحية، وقد زار الحلاج الجنيد في «الشنيزية» ببغداد مهموم البال، واتبع نصيحته بالصبر والعودة الى البصرة والعيش مع حماه فيه. ولم تكن البصرة، وقد انطوى الحلاج فيها تحت نفوذ مدرسة بشار في الشعر، المركز القديم للأدب العربي وحسب، بل اهتزت هذه المدينة تحت وطأة أزمة اجتماعية ذات لون شيعي، هي ثورة الزنج العاملين في مناجم «النطرون». وعاش الحلاج حسب الروايات في ظل خال والده «الكرنبائي» وكان هذا المحيط شيعيا زيديا تتسرب منه دعاية غنوصية من الفرقة الغرابية وهي فرقة ابن جمهور العمي استاذ الكرخيين والشلمغانيين.. في عام 270 هجري تلاشت انتفاضة الزنج، ويعيد الوصي موفق النظام الى البصرة، وتعمل آلة الضرائب القاسية من جديد، فاضطر الحلاج الى الرحيل الى مكة، ليس لأداء مناسك الحج، بل في عمرة يقضيها في فناء الكعبة وفقاً لنصيحة الشافعي. ونذر صياما اثني عشر شهرا، وفي عام 271 هجري عاد الحلاج من الحج الى بغداد ثم البصرة، بعد ان التقى بأمراء من الخراسانيين والاتراك من الشيبانية وحدد موقفه الشخصي فيما يتعلق بالالهام على نحو قاطع في مواجهة بقية المتصوفة وكسب هناك أتباعاً من أمثال الهاشمي أبي بكر الربعي صهر الشاهد الاهوازي الثري «ابن جانبخش» وحليف بني هاشم من زينبية وسليمانية البصرة.. وبين عامي 274- 279 هجري قام الحلاج برحلته الكبرى الاولى وحيدا مبشرا في المراكز الايرانية المستعربة وبين الفشل والنجاح عاد عام 280 الى الاهواز ليستانف وعظه وتناقلت الناس عنه كرامات يصنعها على الولاء واتهم بالشعوذة وفي العام 281 وبعد ان اصبح مشهورا قام بحجته الثانية الى مكة عبر البصرة بصحبة أربعمئة من أتباعه لابساً المرقع، وفي عام 283 عاد الى بغداد واقام عاما ثما غادرها الى الهند برحلة تبشيرية هدفها المعلن «هداية الكفار» انتهت في عام 289 هجري بردود فعل سلبية من حكام بغداد آنذاك الذين تخوفوا من رحلته التبشيرية والتي اعتبروها غطاء لتحركات اخرى ضدهم، وبقي الاعيان يشوهون صورته عند الخليفة المعتضد، وفي عام 290 غادر في حجة ثالثة الى مكة ثم اتجه الى القدس بعد وداع مكة الى الابد، وبين عامي (299 - 301ه) ازدادت ملاحقة الشرطة والحلاجي السابق دباس البصري، بدافع من الكراهية التي أضمرها حامد، عدو الحلاج والمزارع الكبير في واسط. في عام 301ه. دخل الحلاج بغداد مع تزامن قيام حركة على المسرح السياسي، نقلت السلطة الى وزير جديد هو ابن عيسى القنائي. وأجهض ابن عيسى قضية الحلاج، وبقي الحلاج قرابة تسع سنين أسير القصر. تحت نيران أصدقائه وأعدائه المتصالبة. وزج في السجن خوفا من افكاره ثم نقل من سجن الى سجن، الى أن أعلن الوزير حامد أنه مرر إعدام الحلاج الى صاحب الشرطة عبدالصمد، بعد أن شدد من قسوة الحكم بوحشية. وفي المساء اتعظ الحلاج في زنزانته من استشهاده.
| |
|