أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: الشعراني يكتب عن الشاذلي الإثنين يونيو 30, 2008 6:29 am | |
| ذكر مشايخه وسنده في الطريقة
ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقاته
صحب نجم الدين الأصفهاني وابن بشيش وغيرهما
وذكر سيدي أحمد بن عطا الله في لطائف المنن قال
: وطريقه رضي الله عنه نسب إلى الشيخ عبد السلام بن بشيش
والشيخ عبد السلام بن بشيش ينسب إلى الشيخ عبد الرحمن المدني
ثم واحداً عن واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.
قال سيدي الإمام الشعراني في كتابه الطبقات
أنه رضي الله عنه سئل ذات مرة: من شيخك؟
. فقال كنت أنتسب إلى الشيخ عبد السلام بن بشيش
وأنا الآن لا أنتسب إلى أحد. بل أعوم في عشرة أبحر
: محمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح الأكبر.
ذكر سياحته إلى شاذلة
قال الشيخ الصالح أبو الحسن علي الأبريقي المعروف بالحطاب: قلت يوماً لسيدي أبي محمد عبد الله الحبيبي،
أخبرني عن بعض ما رأيت في سيدي أبي الحسن،
قال: رأيت منه أشياء كثيرة وسأحدثكم ببعض ذلك
أقمت معه في جبل الزعفران أربعين يوما
أفطر على العشب وورق الدقلة حتى تقرَّحت أشداقي. فقال لي: يا عبد الله كأنك اشتهيت الطعام. فقلت له: يا سيدي نظري إليك يغنيني عنه. فقال: غدا إن شاء الله وتلقانا في الطريق كرامة. فهبطنا إلى شاذلة فلما صرنا في وطأ الأرض
قال لي: يا عبد الله إذا خرجت عن الطريق فلا تتبعني. قال: فأصابه حال عظيم وخرج عن الطريق حتى بعد عني
فرأيت طيوراً أربعة نزلت من السماء فصاروا على رأسه صفا
ثم جاء إليه كل واحد منهم ورأيت معهم طيورا على قدر الفراريج وهم يحفون به من الأرض إلى عنان السماء ويطوفون حوله ثم غابوا عني
ثم رجع إلي وقال: يا عبد الله هل رأيت شيئاً؟
قلت: نعم وأخبرته بما رأيت. فقال لي: أما الطيور الأربعة فهم ملائكة السماء الرابعة أتوا إلينا ليسألوا عن علم فأجبتهم وأما الطيور الصغار فهم أرواح الأولياء أتوا ليتبركوا بقدومنا. قال: ثم بعد ذلك رجعنا إلى الجبل بعد وصولنا إلى شاذلة وأقمنا به زمنا طويلا.
وأنبع الله عينا تجري بالماء العذب وله هناك مغارة كان يسكنها
ثم قال الشيخ رضي الله عنه: قيل لي: يا علي أهبط إلى الناس ينتفعوا بك؟
فقلت: يا رب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخالطتهم. فقيل له: أنزل فقد أصحبناك السلامة ورفعنا عنك الملامة. فقلت: يا رب تكلني إلى الناس آكل من دريهماتهم. فقيل لي: أنفق يا علي وأنا الملئ إن شئت من الجيب وإن شئت من الغيب. قال: فرحل إلى تونس وسكن بمسجد البلاط داراً تفتح على القبلة
وصحبه جماعة من الفضلاء فيهم الشيخ أبو الحسن علي بن مخلوف الثقلي
وأبو عبد الله الصابوني وأبو محمد عبد العزيز الزيتوني
وخديمه أبو العزايم ماضي ابن سلطان أبو عبد الله البجائي الخياط
وأبو عبد الله الخارجي الخيَّاط وكل هؤلاء ملحوظون بمدده رضي الله عنهم.
وأقام بها مدة إلى أن اجتمع إليه خلق كثير فسمع به الفقيه أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس فأصابه منه حسد
فقال للسلطان وهو الأمير أبو زكريا: إن هاهنا رجلا من أهل شاذلة يدعي الشرف وقد اجتمع إليه خلق كثير ويدَّعى أنه الفاطمي ويشوش عليك في بلادك. فجلبه السلطان وأمر بحضور جماعة من الفقهاء وابن البراء
وجلس السلطان خلف حجاب يسمع سؤالهم للشيخ
وجواب الشيخ لهم فسألوه أولا عن نسبه فأجابهم
ثم تباحثوا معه في العلوم فوجدوه بحراً لا ساحل له
فقال لهم السلطان: هذا رجل من أكابر الأولياء فدعوه. فقال ابن البراء والله لئن تركته ليدخلنَّ عليك أهلَ تونس ويُخرجنَّك من بين أظهرهم فخاف السلطان ولم يأذن للشيخ في الخروج
فلما انتظره أصحابه ولم يخرج عليهم دخل عليه أحدهم
وقال: والله لولا أني أتأدَّب مع الشرع لخرجتُ من هاهنا ومن هاهنا
وأشار بيده فمهما أشار إلى جهة انشق الحائط. ثم قال له: ائتني بإبريقي وسجادتي. وقال لهم: مانصلِّي المغرب إلا معكم إن شاء الله فأتاه بذلك فتوضأ وصلى.
قال رضي الله عنه: فهممت بالدعاء على السلطان فقيل لي: إن الله لا يرضى لك أن تدعو بالجزع من مخلوق
فألهمت أن أقول: يا من وسع كرسيُّهُ السموات والأرض
ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. أسألك الإيمان بحفظك إيمانا يسكن به قلبي
من همِّ الرزق وخوف الخلق
وأقرب من بقدرتك قربا تمحق به عني كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك
فلم يحتج لجبريل رسولك ولا لسؤاله منك
وحجبته بذلك عن نار عدوه
وكيف لا يحجب عن مضرَّة الأعداء من غيَّبْتَه عن منفعة الأحياء
كلا إني أسألك أن تعينني بقربك مني
حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس بقرب شيء ولا يبعده عني
إنك على كل شيء قدير.
ففي تلك الساعة امتحن اللهُ السلطانَ ببلاء عظيم
وخرج الشيخ إلى أصحابه بغاية المسرة والتعظيم
فأقام أياما بعد ذلك ثم توَّجه إلى المشرق،
فندم السلطان على فعله وعاتب ابن البراء لأجله
واستسمح الشيخ فسامحه ووعده بالرجوع إلى تونس بعد أن يحج.
وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في طبقاته: بلغنا أن الشيخ الكامل أبا الحسن الشاذلي لما فنى اختياره مع الله
مكث نحو ستة أشهر لا يتجرأ أن يسأل الله في حصول شيء
ثم نودي في سره اسألنا عبودية لا ترجيح فيها للعطاء عن المنع. قال فرجوت الله وسألته امتثالا لا تحجيرا عليه
فإنه يخلق ما يشاء ويختار وليس معه اختيار." اهـ.
حفيد المهاجر - الغريب) | |
|