العـيـنـية - للجيــــــــــــلي

عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007

الي د . روفـــــيدا

إهداء الي الحبيب - الياســــــين المغربي

------

العينية - للجيــــــــــــلي
فؤاد به شمس المحبة طالع
وليس لنجم العزل فيه موانع
صحا الناس من سكر الغرام وما صحا
وافرق كل وهو فى الحان جامع
حمي هواه غير قهوة غيره
مدام دواما تقتنيها الأضلع
هوى و صبابات ونار محبة
وتربة صبر قد سقتها المدامع
أولع قلبي من زرود بمائه
ويا ولهى كم مات ثمة والع
ولى مطمع بين الإرجاع عهده
قديم وقد خابت هاك المطامع
أيا زمن الزند الذي بين لعلع
تقضى لنا هل أنت يا عصر راجع
لقد كان لي في ظل جاهك مرتع
هني لي بالرقمتين مراتع
أجر ذيول اللهو فى ساحة اللقا
و اجني ثمار القرب وهى ايانع
واشرب كأس الوصل راحة براحه
تصفق بالرايات منها الأصابع
تصرم ذات العمر حتى كأنني
أعيش بلا عمر وللعيش مانع
مذ أغبر خضر العيش وابيض لمنى
تسود صبحى فالدموع فواقع
وسرب من الغزلان فيهن فتية
لنا هن فى سقط الغوير روائع
غفرن بدورا مذ قلمنا عقاربا
من الشعر خانا أنهن براقع
رعى الله تلك السرب ورعى الحمى
ولا صنعت سربا و أى صنائع
صليت بنار أضرمتها ثلاثة
غرام وشوق والديار الشواسع
يخيل لى أن العذيب وماءه
منم ومن فرط الغرام الأجارع
فلا نار إلا ما فؤادى محله
وما السح إلا ما الجفون تدافع
ولا وجد إلا ما أقاسيه فى الهوى
ولا موت إلا ما إليه أسارع
فلو قيس ما قاسيته بجهنم
من الوجد كان بعض ما أنا جارع
جفونى بها نوح فطوفانها الدما
ونوحى رعد والزفير اللوامع
وجسمى به أيوب قد حل للبلا
وإن مسنى ضر فما أنا جازع
وما نار إبراهيم إلا كجمرة
من الجمرات حوتها الأضالع
نرى فى بحر الصبابة يونس
تلقمه حوت الهوى وهو خاشع
وكم فى فؤاد شعيب كآبة

تشعب إذا شطت مزارا مراتع
حكى زكريا وهن عظمى من الضنا
ويح اصطباري وهو فى الموت واقع
أيا يوسف الدنيا لفقدك فى الحشا
من الحزن يعقوب فهل أنت راجع
أتينا تجار الذل نحو عزيزكم
وأرواحنا المزجاة تلك البضائع
فإن تكُ عطفا أنت أهل لأهله
أما أن يكن دون اللقا موانع
تحكم بما تهواه فى فإننى
فقير لسلطان المحبة طائع
فكل الذى يقضيه فى رضاكم
مرامى وفوق القصد ما أنت صانع
حببتك لا لى بل لأنك أهله
ومالى فى شيء سواك مطامع
فصل وإن ترد ودع وعد اللقا
واوعد وعد وعدا فما أنا قانع
واشغلنى شغلى بها عن سواها
واذهلنى عن الهوى والجوامع
وقد فتكت روحى بقارعة الهوى
وأفنيت عن نحوى بما أنا قارع
تلذ لى الألام إذا أنت مسقمى
وإن تمنحنى فهى عندى صنائع
فقام الهوى عندى مقامى فكننته
وغيبت عن كونى فعشقى جامع
غرامى غرام لا يقاسى بغيره
ودون هيامى للمحبين مانع
فؤادى والتبريح للروح لازم
وسقمى ولالام للجسم تابع
وبصري و أشجاني وشوقي ولوعتي
لجوهر ذاتي فى الغرام طبائع
وشوقي نا والهوى فهو الهوى
وتربى والما ذلتي والمدامع
يلوم الورى نفسى لفرط جنونها
وليس باذنى للملامة سامع
ومذ أودعت أحشائي حبك إنني
لسهم قسي النائبات مواقع
ومالي إن حل البلا التفاتة
ومالي وإن جاء النعيم مراتع
ولا إن من يسلو ببعض غرائب
عن بعض بل بالكل ما أنا قانع
وشوقي ما شوقي وقيت فانه
جحيم له بين الضلوع فراقع
وبي كمد لو حملته جبالها
لدكت برضواها وهدت صوامع
يخيل لى أن السماء على الثرى
طباقا وإنى بين ذلك واقع
ولى كبد حراء من جزع بها
عليك ولم تبرد عليك مصالع
ونفسي نفس أى نفس أبيه
ترى الموت نصب العين وهى تسارع
فهمي وفهمي ذا عليك وفيك ذا
وجدى ووجدى زائد و متايع
وعزمى زعمى انه فوق كلها
تر آى ودمعى إنما هو نافع
تسامر عين لسهادها
وتسأل بل ما سال إلا المدامع
ويطرق منك الطيف جفني بغيبتى
وكم زاره طيف وما هو هاجع

عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007

يخبرني عنك الصبا وهو جاهل
فتلتذ من أخباركم والمسامع
إذا أزمر من ورق على غصن بانه
وجاوب قمرى على الأيل ساجع
فأذنى لم تسمع سوى نغمة الهوى
ومنكم فإني لا من الطير سامع
وعن أى أمن كان إن هب ضائع
لكم فيه من عطر الغرام بضائع
وإن زجر الرعد الحجازي بالصفا
وابرق من شعبي جياد لوامع
يصور لى الوهم المخيل ان ذا
ثناك وهذا من ثناياك ساطع
فاسمع عنكم كم أخرس ناطقا
وأشهدكم فى كل شيء أطالع
إذا شاهدت عينى جمال ملاحة
فما نظرى إلا بعينك واقع
وما هز من غصن فتى تحت طلعة
من البدر أبدت ما خفتها الأضالع
ولا سلسلت أعناقها بغرامها
تصافيق جهد حطهن وقائع
ولا نقطت خال الملاحة بهجة
على وجنة إلا وحرقك طالع
فأنت الذي لى فيه يظهر حسنه
به لا بنفس ما له من ينازع
وأن حس جلدي من كثيف خشونة
فلي فيه من ألطاف حسنك دارع
تخذتك وجها والأنام بطانة
فأنجمهم غابت وشمسك طالع
فديني وإسلامي وتقواي إنني
بحبك فان لإتمارك طائع
وإذا قيل قل لا قلت عير جمالها
وأن قيل إلا قلت حسنك شائع
أصلى إذا صلى الأنام وإنما
صلاتي باني لاعتزازك خاضع
اكبر فى التحريم ذاك عن سوى
و باسمك تسبيحي إذا أنا خاشع
أقوم أصلى أي أقوم على الوفا
بأنك فرد واحد الحسن جامع
وأقرأ فى قرآن حسنك آية
فذلك قرآني إذا أنا راكع
فاسجد كي أفنى وأفنى عن الفنا
واسجد أخرى والمتيم و الع
وقلبي مذ أبقاه حسنك عنده
تحياته منكم إليكم تسارع
صيامي هو الإمساك عن رؤية السوي
وفطري أنى نحو وجهك راكع
وبذلي نفسي فى هواك صبابة
زكاة جمال منك فى القلب ساطع
أرى مزج قلبي مع وجودي جنابة
فماء طهورى أنت والغير مائع
أ
يا كعبة الآمال وجهك حجتي
وعمرة نسُكى أنى فيك والع
وتجريد نفسي من مخيط ثيابها
بوصل وإحرام عن الغير قاطع
ويلتذ منى أنى أدلك مهجتي
لما منك فى دار من الحسن مانع
كان صفاة منك تدعو منك إلى العلا
فبانت بقلبي فاستبانت شواسع
فتزكى لطيب النكاح فان ذا
صفاتي وذا ذاتي فهن موانع
وإعفاء حلق الرأس ترك رئاستي
وشرط الهوى أن المتيم خاضع
إذا ترك الحجاج تقليم ظفرهم
تركت من الأفعال ما أنا صانع
وكنت كآلات وأنت الذي بها
تصرف بالمقدور ما هو واقع
وما إن صبري للعقيدة إنني
محب فنى فيمن حوته الأضلع
فها أنا فى تطواف كعبة حسنها
أدور ومعنى الدور أننى راجع
ومذ علمت نفسى طوافك سبعة
فا عداد تطوافى فى جمال سوابع
أقبل خال الحسن والحجر الذى
لنا من قديم العهد فيه ودائع
ومعناه أن النفس فيها لطيفة
بها تقبل الأوصاف والذات شائع
واستلم الركن اليماني إنه به
نفس الرحمن والنفس سالع
واختم تطواف الغرام بركعة
من المحو عما أحدثته الطبائع
ترى هل لموسى القلب فى زمزم اللقا
مراضع لا حرمت تلك المراضع
فيذهب وصفى فى صفات صفاتكم
ليسعى لمرو الذات مهى تسارع
وليس الصفا إلا الصفا ومروة
بانى على تحقيق حقى صارع
وما القصد إلا عن سواكم حقيقة
وما الحلق إلا ترك ما هو قاطع
ولا عرفات الوصل إلا جنابكم
فطوبى لمن فى حضرة القرب يانع
على علمى معناك ضدان جمعا
ويا لهفى ضدان كيف التجامع
بمرد لغات فى طريق غرامكم
عوائق من دون اللقا وقواطع
فإن حصل الإشعار فى زمزم اللقا
وساعد جذب العزم فالفوز واقع
على مشعر التحقيق عظمت فى الهوى
تبعا بحكم اصلته الشرائع
وكم من منى لى فى منى حضراتكم
ويا حسرتى أن المحسر شاسع
رميت جمار النفس فى الروح فانثنت
جهنما ماء وصاحت ضفادع
وأبدل رضوان بمالك وانبتت
بها شجرة الجرجير والغصن يانع
ففاضت على ذاتى ينابيع وصفها
وناهيك صرف الحق تلك الينابع
وطفت طوافا الافاضه بالحمى
وقمت مقاما للخليل اتابع
فمكنت من ملك الغرام وها أنا
مليك وسيفى فى الصبابة قاطع
وحققت ملك واقتدار جميع ما
تضمنه ملكى ومالى منازع
ولما قضينا النسك من حجة الهوى
وتمت لنا من حى ليلى بدائع
حثثنا مطايا العزم نحو محمد
وطفنا وداعا والدموع هوامع
وجبنا بتهنئة النفوس مفاوزا
سباسب فيها للرجال مصارع
حمى داست فى العالمين طريقة
فعزوكم قد خاب فى العز طامع
محل بحال القرب حالت رسومه
وأوج منيع دونه البرق لامع
ينكس رأس الريح عند ارتفاعه
فكم زال عنه السحب والغيث هامع
حوى تحته بهرام فى الأوج ساجدا
وكيوان من فوق السموات راكع
فكم رامح مذ رامه صار اعزلا
وفى قلبه عقرب الفقر لاذع
سريت به والليل أوجى من العمى
على باذل افديه ما هو طائع
يجوب الفلا جوب الصواعق فى الدجى
ويرحل عن مرعى الكلا وهو صائع
وإن مر بعد العسر بالماء انه
على ظما من ذاك باليسر قانع

عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007

هى النفس نعمت مركبا ومطيه
فليس لها دون المرام موانع
فيا سعد إن رمت السعادة فاغتنم
فقد جاء فى نظم البديع بدائع
مفاتيح اقفال أتتك فى
خزائن أقوالى فهل أنت سامع
كشفت عن أسرار الشريعة فانحها
فما وضعت إلا لتلك الشرائع
وها أنا ذا اخفى وأظهر تارة
لرمز الهوى ما السر عندى ذائع
وإليك أعنى وإسمعى جارتى وما
يصرح إلا جاهل أومخادع
ولكنى أتيك بالبدر أبلجا
وأخفيه أخرى كى تصان الودائع
خذ الأمر بالأيمان من فوق أوجه
ونازع إذا لفتا أتتك تنازع
فللمرء فى التنزيل أوفى أدلة
ولكن قلبى فى الحقيقة والع
وفى السنة الزهراء كل عبارة
بها من إشارات الغرام وقائع
فإن كنت فيمن ماله يد ماجد
سوى أن بتصريح التشكيل قانع
سانشى روايات إلى الحق اسندت
وأضرب مثالا بما أنا واضع
وأوضع بالمعقول سر حقيقة
لمن هو ذو قلب إلى الحق راجع

تجلى حبيبى فى مرائى جماله
ففى كل مرائى للحبيب طلائع
فلما تبدى حسنه متنوعا
تسمى أسماء فهن مطالع
وابرز منه فيه آثار وصفه
فذالكم آثار من هو صانع
فأوصافه والإسم والأثر الذى
هو الكون عين الذات والله جامع
فما ثم من شيء غيره فى الورى
وما ثم مسموع وما ثم سامع
هو العرش والكرسى والمنظر العلى
هو السدرة التى إليها المراجع
هو الأصل حقا والرسوم مع الهوا
هو الفلك الدوار وهو الطبائع
هو النور والظلمات والماء والهوا
هو العنصر النارى وهو الطبائع
هو الشمس والبدر المنير مع السما
هو الأفق وهو النجم وهو المواقع
هو المركز الحكيم والأرض والسما
هو المظلم العاتم وهو اللوامع
هو الدار وهو الحى والأثل والغضا
هو الناس والسكان وهو المرابع
هو الحكم والتأثير والأمر والقضا
هو العز والسلطان والمتواضع
هو اللفظ والمعنى وصورة كلما
يجول من المعقول أوهو واقع
هو الجنس وهو النوع والفصل إنه
هو الواجب الذاتى والمتمانع
هو العرض الطارى نعم وهو جوهر
هو المعدن الصلدى وهو الموالع
هو الحيوان الحى وهو حياته
هو الوحش والإنس وهو السواجع
هو القيس بل وليلى وهو بثينة
أجل نشرها والخيف وهو الأجارع
هو العقل وهو النفس والقلب والحشا
هو الجسم وهو الروح والمتدافع
هو الموجد للأشياء وعين وجودها
وعين ذوات الكل وهو المواتع
بدت من نجوم الخلق أنوار شمسه
فلم يبق حكم النجم والشمس طالع
حقائق ذات فى مراتب حقه
تسمى باسم الخلق والخلق واسع
وفى فيه روحى نفخت كناية
هل الروح إلا عينه يا منازع

ونزهه عن حكم الحلول فماله
سوى ولى توحيده الأمر راجع
فيا أحدى الذات فى عين كثرة
ويا موجد الأشياء ذاتك شائع
تجليت فى الأشياء حين خلقتها
فها هى ميطت عنك فيها البراقع
قطعت الورى من ذات نفسك قطعة
ولم يك موصولا ولا فصل قاطع
ولكنما أحكام رتبتك اقتضت
ألوهية للضد فيك التجامع
فأنت الورى حقا وأنت إمامنا
وإنك ما يعلو وما هو واضع
وما الخلق فى التمثال إلا كثلجة
وأنت بها الماء الذى هو نابع
فما الثلج فى تحقيقنا غير مائه
وغير أن فى حكم دعته الشرائع
ولكن بذوب الثلج يرفع حكمه
ويوضع حكم الماء والأمر واقع
تجمعت الأضداد فى واحد البها
وفيه تلاشت فهو عنهن ساطع
فكل بهاء فى ملاحة صورة
على كل قد شابه الغصن يانع
وكل أسوداد فى تصافيق طرة
وكل احمرار فى الطلائع صانع
وكل كحيل الطرف يقتل حبه
بماض كسيف الهند حال المضارع
وكل اسمرار فى القوائم كالقنا
عليه من الشعر الوسيم شرائع
وكل مليح بالملاحة قد زها
وكل جميل بالمحاسن بارع
وكل لطيف جل أو دق حسنه
وكل جليل وهو باللطف صادع
محاسن من أنشاه ذلك كله
فوحد ولا تشرك به فهو واسع
وإياك لا تلفظ بغيريه فى البها
فما ثم غير وهو فى الحسن بارع
وكل قبيح إن نسبت لحسنه
أتتك معانى الحسن فيه تسارع
ولا تحسبن الحسن ينسب وحده
إليه البها والقبح بالذات راجع
يكمل نقصان القبيح جماله
وما ثم نقصان وما ثم يانع
ويرفع مقدار الوضيع جلاله
إذا لاح فيه فهو للوضيع رافع
فلا تحتجب عنه لشيء بصورة
مخلف حجاب العين للنور لامع
وأطلق عنان الحق فى كل ما ترى
فتلك تجليات من هو صانع
لقد خلق الأرضين بالحق والسما
كذا جاء فى القرآن إن أنت سامع
وما الحق إلا الله لا شيء غيره
فشم شذاه فهو فى الخلق ضائع
وشاهده حق منك فيك فإنه
هويتك اللاتى بها أنت والع
ففى أينما حقا تولوا وجوهكم
فما ثم إلا الله هل من يطالع
فبع منك نفسا بالإله وكنهه
تكون كما إن لم تكن وهو صادع
ودع عنك أوصافا بها كنت عارفا
لنفسك فيها للإله ودائع
وشاهد بوصف الحق نفسك أنت هو
ولا تلتبس للحق ما أنت خاضع
وكن باليقين الحق للخلق حاجدا
وجمعك خله إن فرقك قاطع
ولا تحتقر بالاسم فالاسم دارس
ولا تحتقر بالعين فالعين تابع
وإياك حزما لا يهو لك أمرها
فما نالها إلا الشجاع المقارع
حنا نيل وأحذر من تأدب جاهل
فيا رب أداب لقوم قواطع
وكن ناظرا فى القلب صورة حسنه
على هيئة للنفس يظهر طابع
مفقد صح فى متن الحديث تخلقوا
بأخلاقه ما للحقيقة مانع
وهاهو سمع بل لسان أجل بدا
لنا هكذا بالنقل أخبر شارع
فعم قوانا والجوارح كونه
لسانا وسمعا ثم رجلا تسارع
وكنا شواهد للجوارح والقوى
هو الكل منا ما لقولى دافع
ويكفيك ما قد جاء فى الخلق انه
على صورة الرحمن آدم واقع
ولم لم يكن فى وجه آدم عينه
لما سجد الأملاك وهى خواضع
ولو شاهدت عين لإبليس وجهه
على آدم لم يعص وهو مطاوع
ولكن جرى المقدور فهو على عمى
عن العين إذ حالت هناك موانع
ولاتك من إبليس فى شبه سيرة
ودع قيده العقلى فالعقل رادع
وخض فى بحار الاتجار منزها
عن المزج بالأغيار إن أنت خاشع
وإياك والتنزيه فهو مقيد
وإياك والتشبيه فهو مخادع
وشبهه فى تنزيه سبحان وجهه
ونزهه فى التشبيه ما هو ضارع
وقل هو ذا بك وغير ما
عرفت وعين العلم فالحق شائع
ولاتك محجوبا برؤية حسنه
عن الذات أنت الذات أنت المجامع
فعينك شاهدها مجدا لا ضلها
فإن عليها للجمال لوامع

عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007

أنيتك التى هى القصد والمنى
بها الأمر مرموزا وحسنك بارع
ونفسك تحوى بالحقيقة كلما
أشرت بجد القول ما أنا خادع
تهنى بها واعرف حقيقتها وما
كعرفانها شيء لذاتك نافع
فحقق وكن حقا فأنت حقيقة
لحقك والمخلوق بالذات جامع
ووحده فى الأشياء فهو منزه
وخلف حجاب الكون للنور ساطع
ولا تطلبن فيها الدليل فإنه
ورا وكتاب العقل تلك الوقائع
ولكن بإيمان وحسن تتبع
إذا رقمت جاءتك الأمور توابع
وإن قيدتك النفس فاطلق عنانها
وسر معها حتى تهون الوقائع
وبرهن لها التحقيق عقلا مقيدا
بنقل به جاءت إليك شرائع
فثم أصول فى الطريق لأهلها
وهن إلى سبل النجاة ذرائع
تمسك بها تنجو و زن كل وارد
بقسطاسها عدلا فثم قواطع
ودع ما تراه مال عن خط عدلها
إلى أن تناجيك الشموس الطوالع
فذاك سبيل رده إن ترا العلا
ولا تعد عنه تعتريك قواطع
وإننى ومن الحب أهدى بهدية
بأنك لم تهدى من أحببت قانع
فدع عنك دعوى القول فى نكث الهوى
فراحلة الألفاظ فى السير طالع
وسر فى الجوى بالروح واصغ إلى الهوى
لتسمع منه سر ما أنت والع
ومن دون الإستماع مهالك
وما كل أذن فيه تلك المسامع
فستمر ولذ بالأولياء لأنهم
لهم فى كتاب الله تلك الوقائع
هم الذخر للملهوف والكنز للرجا
وفيهم ينال الصب ما هو طامع
بهم يهتدى للعين من ضل فى الهوى
بهم يجذب العشاق والربع واسع
هم القصد والمطلوب والسؤل والمنى
وانهم للصب فى الحب شائع
هم الناس فالزم إن عرفت جنابهم
ففيهم لضير العالمين منافع
وإن جهلوا فانظر بحسن عقيدة
إلى كل من تلقاه بالفقر ضارع
وحافظ مواقيت الإرادة قائما
بشرع الهوى إن أنت فى الحب شارع
وداوم على شرطين ذكر أحبة
وتسليك نفس للخلاف تسارع
ولا تهملن ذكر الأحبة لمحة
فما ميل الفتى عما يحاوله رادع
وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا
إلى شيخ حق فى الحقيقة بارع
فقم فى رضاه واتبع لمراوة
ودع كلما من قبل كنت تسارع
وكن عنده كالميت عند مغسل
يقلبه ما شاء وهو مطاوع
ولا تعترض فيما جهلت فى أمره
عليه فإن الاعتراض تنازع
وسلم له فيما تراه ولو يكن
على غيره مشروع فثم مخادع
ففى قصة الخضر كفاية
تقتل غلام والكليم يدافع
فلما أضاء الصبح عن ليل سره
وسل حساما للغياهب قاطع
أقام له الكليم العذر وانه
كذلك علم القوم فيه بدائع
و واظب شهود الحق فيك فإنه
هو الحق والأنوار سواطع
و رق مقام القلب عن نجم ربه
إلى قمر الرحمن إذ هو طالع
إلى شمس تحقيق الالوهه رافعا
إلى ذاته فى العذر إن أنت رافع
فلله خلف الاسم والوصف مظهر
وعنه عيون العالمين هواجع
وليس ترا الرحمن إلا بعينه
وذلك حكم فى الحقيقة واقع
وإياك لا تستبعد الأمر انه
قريب على من فيه للحق تابع
وهاأنا إذ انبيك عن سبل الهوى
وافصح عما قد حوته المشارع
أقص حديثا تم لى عن بدايتى
لنحو انتهائى عله لك نافع
برزت من النور الإلهى لمعة
لحكمه ترتيب اقتضتها البدائع
إلى سقف عرش الله فى أفق العلا
ومنه إلى الكونين وهى تسارع
إلى القلم الأعلى ولى منه مرة
إلى اللوح لوح الأمر والخلق واسع
إلى المنتهى السامى وقبل مكرما
نزلت الهيولى وهو للخلق جامع
هنالك تلقتنى العناصر حكمه
ومنها أحلتنى حماها الطبائع
وأنزلني المقدور فى أوج أطلس
هو الفلك العالى الذى هو تاسع
ومنه هبوطى الكواكب نازلا
على فلك كيوان ثمة سابع
فلما نزلت المشترى وهو سادس
سماء به للكون فى السعد تابع
أتيت سما بهرام من بعد هابطا
على فلك للشمس والشمس رابع
وبالكرة الزهراء أعنى سماءها
حشت مطايا السير والدار شاسع
على كاتب الأفلاك وهو عطارد
وفدت فكانت لى هناك مرابع
فبالقمر الباهى نزلت وشرعت
على الفلك النارى الأشد الشرائع
ومنه هواء الأمر فى فلك الهوا
ركائب عزم مالهن موانع
وبالكرة المائية العين إذ سرت
إضافة ركب العزم فيها البلاقع
وهذا نزول الجسم من عند ربه
وللروح تنزيل لخلق متابع
وذلك أن الروح فى المركب الذى
لها هى روح الحق فافهم أسامع
فليس لها من هبوط منزل
وليس لها فيه صعود مرافع
وذلك للروح أخلق حقيقة
وذلك تنزيل لها وقواطع
ففى المثل المفروض وجه تنوعت
سرائره حتى بدا متتابع
فيرزح فى حكم المرات إلى الورى
على الجرم والمقدار إذ ذاك طابع
فتنويعها ذاك التجلى هو الذى
تسميه روحا وهو بالنفخ واقع
وإلا فلا اسم غير الله
وليس له إلا الصفات مواضع
تنزه ربى عن حلول بقدسه
وحاشاهما بالإتحاد يواقع
وفهمى تجد الروح جسما فانها
لتصوير ذاك الجسم فى الصور تابع
فيتبعها فى صورها وارتفاعها
ويتبعه إن جر يوما طبائع
فمن سبقت لله فيه عناية
فغير مكوث فى التراب يسارع
فإن وفيت بالتزكيات رقت به
إلى المركز العالى الذى هو رافع
وإن ضعفت واستولت النفس والهوى
فكن تبعا للجسم إذ قام تابع
فتشفى به فى سحن طبع ولو رقت
به كان مسعودا وفى العز راتع
وإن نزول الجسم للخلق فى الثرى
سواء فما من بعد ذاك تنازع
ومن بعدته السابقات فإنه
له بيت بنت والثريا تراجع
تركت لها الأسباب شغلا بحبها
ووجدا بنار قد حوتها الأضالع
وأشغلنى شغلى بها عن شواغلى
وفيها فإنى للعذار مخالع
خلعت عذارى فى الهوى وزهرت فى
مكاني وإمكانى وما أنا جامع
وألقيت إنسانى فألقيت مهجتى
وجافيت نومى بل جفتنى المضاجع
وسلمت نفسى للصبابة راضيا
بحكم الهوى تحت المذلة خاضع
وفوضت أمرى فى هواها توكل
ليقطع فى حكمى ماهو قاطع
فأنزلنى من أوج عرق ذله
فلى بعد رفع الإقتدار تواضع
غنيت فأغنانى عنائى بحبها
وعندى أمان نحوها وضرائع
طرحت على أرض الهوان رئاستى
لها نعمة طرحا لقدرى رافع
لبست لباس الوجد فيها خلافة
لباس الهوى فى الحب ما أنا خالع
وقد أودعتنى تربة الذل والشقا
وجرد راجى راحل وموادع
ولى فى هواها هتكة وتبدد
على أن قلبى فى هواها مضارع
جعلت اعتقادى فى هواها وسيلتى
فيا ضعف مشفوع له الفقر شافع
وجئت إليها راغبا متولها
ولكن بها منى إليها أسارع
سكنت الفلا مستوحش عن أنيسها
ومستأنسا بالوحش هن روائع
أنوح فتشجينى حمام سواجع
وأبكى فتبكينى غمام هوامع
ولى إن عوى ذئب على فقير أليفة
زفير له فى الخافقين ضرائع
وإن غردت قمرية فوق أيكة
وجاوب قمرى على الأيك ساجع
فإنى لآفاتى وتكرير لوعتى
بتلك الفيافى والظلام أراجع
ولى بمريض الجفن سقم مبرح
ولى فى عصر القلب دمع مطاوع
تحلت من الالام حتى كأننى
مقدر مفروض وما هو واقع
فلو نقط الخطاط حرفا لهيكلى
على سطح لوحى ما رآه مطالع
فجسمى واسقامى محال وواجب
ودمى وخدى أحمر وفواقع
أسائل من لاقيت والدمع سائل
عن القلب والسكان والقلب جازع
تحارب صدى والكرى فتياننا
وسالم قلبى الحرق فهو مبائع
وقد قيدت بالنجم أهداب مقلتى
كما أطلقت عن قيدهن المدامع
واسقط قدرى فى الهوى شنعة الهوى
وعندى إن العز تلك الشنائع
فكم قر بى من كنت أرفع قدره
كأنى له من بعد ذلك واضع
وينكف أن القاه بى متطيرا
ومالى أن حدثته لى سامع
فمالى فى الأحياء إن عشت صباحا
ومالى حقا إذ أموت مشائع
ولا لى إن حدثتهم من محادث
ولا إذ وهانى الخطب فيهم مدافع
كأنى لم أكن فى الحى ارفع أهله
مكانا وقدرى فى المكانة رافع
ذللت إلى أن خلت أنى لم أزل
أذل لهم رافعها أنا خاضع
فأحسب أن الأرض تنكف أن ترى
ولى فى ثراها مذهب ومشارع

عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007

رعى الله إخوانا رعو لمودتى
فهمى لقلبى حيث كن توابع
نعم وسقى وجدا مدى الدهر مونسى
فكم لك يا وجدى على صنائع
فيا زفراتى اصعدى وتنفسى
فقد هبطت من ضيق جفنى المدامع
ويا كبدى فى الحب ذوبى صبابة
ويا كمدى دم اننى بك يانع
ويا جسدى هل فيك من رمق فما
أراك سوى بالوهم عندى طالع
ويا مهجتى الرسم منك قد اندرس
ويا طلل الأحشاء فجعك صادع
ويا جفنى المقروح قد فنى الدما
ويا قلبى المجروح هل أنت فارغ
ويا ذاتى المعدوم هل أنت بعته
ويا صبرى المهزوم هل أنت راجع
ويا خفقان القلب زدنى كآبة
ويا دار وجدى قد منين أضالع
ويا نفسى الحراء موتى تلهفا
فمالك فى ذنب المحبة شافع
ويا روحى المبعوث صبرا على البلا
ويا عقلى المسلوب هل أنت راجع
ويا مابقى فى الوهم منى وجوده
عدمتك شيئا وقعه متمانع
ويا سقمى زدنى أسى وتبددا
فليس لسقمى غير صبرى نافع
ويا عاذلى كم تعزلنى وإن أكن
إلى العزل لا أصغى فللذكر سامع
ويا قاضيا فى الحب يقضى بعدله
وتحكم بجور إننى لك طائع
جعلت وجودى ما يمن لها به
وإن وجودى مكره وخدائع
فمن مصر أرضى قد خرجت لمدين
العلى وشعيب القلب فيه ضرائع
فلاقيت نبتى عادتى وطبائع
يزودان أغنامى ومالى نابع
سقيت من الماء الغنيم غنائها
ومن رعى زهر العلم هن شوابع
وجاء على استحياء ذاتى بربها
بتوحيدها إحداهما تسارع
فلما تزوجت الحقيقة حنتها
وأمهرها منى حماة شرائع
صعدت معالى طور قلبى مناديا
ربى حتى إن بدت لى لوامع
وخفت أهلى وهى نفسى تركتها
وجئت إلى النار التى هو ساطع
فنادانى التوحيد نعليك دعهما
فما أنا ذا للروح والجسم خالع
وكلمنى التحقيق من شجرة الحشا
بأنى بالوادى المقدس راتع
وسرت بعقلى أى فشاه وحوته
إلى مجمع البحرين والعقل تابع
هناك نسيت الحوت وهو أنيتى
فسبح فى بحر الحقيقة شارع
على أثرى ارتديت حتى وجدتنى
هو الأصل إذ نفس أنا وهو طالع
فلما تعارفنا لم يكن نكرة
أردت اتباعا كى يفوز المتابع
فاخرق فى بحر الإله سفينتى
ونحر غلام الشرك إذ هو خادع
وجاء بلاد الله قرية غزة
وفيها لفلبى منجع ومخادع
أردنا ضيافات أبوا أن يضيفوهما
لمسدل فى وجه البدور طوالع
هناك جدار الشرع حصرى إقامة
لتلا ترى بالعين تلك الشوارع
وإن فهمت أحشاك ما قلت مجملا
وإلا فبالتفصيل ما أنا واضع
وإنى على تنزيه ربى لقائل
بأوصافه عنى فحق صادع
أنا الحق والتحقيق جامع لخلقه
أنا الذات والوصف الذى هو تابع
فاحوى بذاتى ما علمت حقيقة
ونورى فيها قد أضاء فلامع
ويسمع تسبيح الصوامت مسمعى
وإننى لأسرار الصدور أطالع
واعلم ما قد كان من زمن مضى
وحالا وأدرى ما أفاد مضارع
ولو خطرت فى اسود الليل نملة
على صخرة صماء إنى أطالع
أعد الثرى ملامتا في ذرة
وأحصى عديد القطر وهى هوامع
وأحكم موج البحر وسط حطيمها
عيارا ومقدارا وما هو واقع
وانظر تحقيقا بعين محققا
قصور جنان الخلد وهى قلائع
وأتقن علما بالاحاطة جملة
لأوراق اشجار هناك أيانع
وكل طباق فى الجحيم عرفتها
وأعرف أهليها ومن يك واضع
وأنواع تعذيب هناك علمتها
وأهوالها طرا وهن فضائع
وأملاكها ها عرفت ولم يكن
على بخاف ما أناله واضع
وكل عذاب ثم ذقت ولم أبل
أأخش وإنى للمقامين واضع
وكل نعيم إننى لمنعم
به وهو الى ملك وما ثم رادع
وكل عليم فى البرية أنه
كقطرة ماء فى بحارى دافع
وكل حكيم كان أوهو كائن
فمن نورى الوضاح فى الحق لامع
وكل عزير بالتخير قاهر
ببطش اقتدارى فى البرية هامع
وكل هدى فى العالمين فإنه
هداى ومالى فى الوجود منازع
أصور مهما شئت الأنام بلمحة
أقدر مهما شئت فهو مطاوع
وإننى إذا شئت الأنام بلمحة
واحيي بلفظى من حوته البلاقع
وأجمع ذرات الرسوم من الثرى
وأنش كما كانت وإنى بارع
وفى البحر لو نادى باسمى حوته
أجبت وإنى للمناجين سامع
وفى البر لو هب ريح على الثرى
أحيط وأحصى ما حوته البلاقع
وخلف معالى قاف لو يستغيث بى
مغاث فإنى ثم للضر دافع
وأقلب أعيان الجبال فلو أقل
لها ذهبا كونى فهى فواقع
وأجرى إذا شئت السفائن فى الثرى
وفى البحر لو أبغى المطى تسارع
وإن طباق العرش حاشاى ليس لى
مكان ومن فيض خلقن المواضع
وأجرى على اللوح المقادير ما أشا
وبالقلم الأعلى فكفى بارع
وسدرة أوج المنتهى لى موطئ
وغاية غايات الكمال مصارع
وكل معاش الخلق تجريه راحتى
لراحتهم جوادا ولست أصارع
وفى كل جزء من تركيب هيكلى
لو سعى والكرسى والعرش ضائع
فلا فلك إلا تحويه قدرتى
ولا ملك إلا لحكمى طائع
وأمحو لما قد كان فى اللوح مثبتا
فثبت إذا وقعت ثم وقائع
وإنى على هذا عن الكل فارغ
وليس لى همة وتنازع
ووصفى حقا فوق ما قد وضعته
وحاشاى منى حصر ولا لى قاطع
وإنى على مقدار فهمك واضح
وإلا فلى منى بعد ذاك بدائع
وثم أمورا ليس يمكن كشفها
بها قلدتنى عقدهن شرائع
قفوات بها آثار أحمد تابع
نبى له فوق المكانة رتبة
ومن عينيه للناهلين منابع
عليه سلام الله منى وإنما
سلامى على نفسى النفيسة واقع

نقلها الفقير إلى الله
من دار الكتب بالقاهرة
قدرى عبد الحميد جاد
22 _11 _84 9 1

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

السلام عليك ايها الامير ورحمة الله وبركاته
هذا رابط مباشر لكتاب النادرات العينية الذي يتضمن قصيدة الجيلي مع شرح النابلسي لها مأخوذا من مكتبة المصطفى الألكترونية .

Admin عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 24/08/2007

رابط الكتاب

http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=004590.pdf

امير تسلم يديك و بارك الله بك

قرائت هذه العينيه و كنت في 15 من عمري و كانت من اول قارئاتي و من اجمل ما قرائت و سارجع اقرئها من جديد لان مذاقها مثل العسل الذي يحرق القلب شوقا وترجق تقول هل من مزيد

و الف شكر ذو العين ع الرابط و جاري التحميل

عدد الرسائل : 3 تاريخ التسجيل : 13/07/2009

:32:
:33: