أريد من نشر هذا المقال تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفي شاب
لم يدخل الأزهر،
أو يضع علي رأسه عمامة أو يدعي أنه من أهل الذكر.. إلخ،
إنه صحفي كبقية الصحفيين،
ولكن هذا لم يمنعه من أن يعني بقضية حاكت في نفسه،
كما حاكت في نفوس آخرين فقبلوها صاغرين،
ولكنه وطن نفسه علي أن يدرسها
ولم يثنه أنها مثبتة في البخاري وأن أعلام الأمة تقبلوها لأكثر من ألف عام،
تلك هي قضية
أن الرسول تزوج عائشة في سن السادسة
وبني بها (أي دخل بها) في سن التاسعة
بناءً علي ما جاء في البخاري
(باب تزويج النبي عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها ٣٨٩٤):
حدثني فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها
قالت:
«تزوجني النبي صلي الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين،
فقدمنا المدينة.. فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (ص)
لعلها لم توجد في غيره.
أعد نفسه لمقارعة تلك القضية،
ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ،
ولكنه أيضًا نقد سند الروايات التي روي بها أشهر الأحاديث
الذي جاء في البخاري ومسلم،
وأثبت في الحالتين ذكاءً، وأصاب نجاحًا.
من ناحية التواريخ،
عاد الصحفي الشاب إلي كتب السيرة
(الكامل ــ تاريخ دمشق ــ سير أعلام النبلاء ــ
تاريخ الطبري ــ تاريخ بغداد ــ وفيات الأعيات)،
فوجد أن البعثة النبوية استمرت ١٣ عامًا في مكة و ١٠ أعوام بالمدينة،
وكانت بدء البعثة بالتاريخ الميلادي عام ٦١٠،
وكانت الهجرة للمدينة عام ٦٢٣م أي بعد ١٣ عامًا في مكة،
وكانت وفاة النبي عام ٦٣٣م
والمفروض بهذا الخط المتفق عليه
أن الرسول (ص) تزوج (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام،
أي في عام ٦٢٠م،
وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحي،
وكانت تبلغ من العمر ٦ سنوات،
ودخل بها في نهاية العام الأول للهجرة أي في نهاية عام ٦٢٣م،
وكانت تبلغ ٩ سنوات، وذلك ما يعني حسب التقويم الميلادي،
أنها ولدت عام ٦١٤م،