السلام عليكم .
يحتوي كتاب الله المجيد القرآن الكريم نبوءات عظيمة, لا يمكن أن يأتي بها بشر إلا أن يكون نبيا رسولا , قد أطلعه الله على ما شاء الله من الغيب ....
من هذه النبوءات , ظهور يأجوج و مأجوج.
لكن شيوخنا , الذين قالوا عن رسول الله -ص- أنه رجل مسحور, لا يبالون حين يجعلون نبوءات القرآن محض خرافة.و يصرفون الناس عن البحث فيها بدعوى أنها من الغيب , أو أن الدين لا يؤخذ بالعقل .
مع أن القرآن الكريم يخبرنا أن يأجوج و مأجوج مفسدون في الأرض.
إلا أن شيوخنا, يقولون : لا.
بل هم مفسدون خلف سد بين جبلين .
و حين تسألهم: أين الجبلين و أين السد ؟.تكون قد أهنت العلم و العلماء. و الحقيقة أنهم لا يملكون جوابا .
و البعض الآخر من المفكرين أبحروا بعيدا عن جوهر القصة , فادعى بعضهم أن يأجوج و مأجوج هي حمم بركانية .
و قال آخرون , يأجوج و مأجوج موجودون في نقطة في القطب الشمالي من الأرض حيث لا تغرب الشمس .
إلى آخر التصورات التي تلهث وراء الغرابة و التعقيد , و القضية بسيطة جدا جدا .
في أحد متاحف لندن, يوجد تمثالان لرجلين .تعتقد الشعوب الغربية أن أصلها يعود لهذين الرجلين .
مكتوب في أسفل التمثالين اسمي هذين الرجلين ( ( Gog ; Magog^
كان العرب قبل بعثة النبي الأكرم محمد-صلى الله عليه و آله و سلم- عبارة عن قبائل متناحرة متقاتلة .لا تقيم لهم الأمتان الرومانية و الفارسية آنذاك أي وزن .
بعث الله خاتم النبيين , فأخرجهم مما كانوا فيه من الهوان و فرقة.و ألف الله بين قلوبهم, فصاروا كزبرة الحديد.
بعد وفاة خاتم النبيين عليه السلام, توجه المسلمون حاملين رسالة الإسلام تحت راية التوحيد.راية محمد-صلى الله عليه و آله و سلم-.
فمكنهم الله تعالى من إيصال الرسالة إلى مغرب الشمس ( المحيط الأطلسي) .عين حمئة-.
و شرقا إلى مشارف الهند.حيث يستحم الهندوس عرايا .(( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} (90) سورة الكهف.
تكونت إمبراطورية الإسلام .بين هذين الحاجزين غربا و شرقا .
لكن في الجهة المقابلة للإمبراطورية الإسلامية إن صح التعبير , أي في الجانب الآخر للبحر المتوسط (( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} (93) سورة الكهف)),هناك أقوام لا يكادون يفقهون قولا.
يتخذون عيسى بن مريم -ع س- ربا من دون الله , كأنهم لا يفقهون .
لم تنجح الفتوحات الإسلامية هناك , باستثناء إسبانيا لكنها لم تدم للمسلمين .
بقيت الدولة الإسلامية إن صح التعبير قوية صامدة في وجه هؤلاء الأقوام , إلى أن دبت الفرقة و الجهل في أوصال الأمة , و تمزقت دويلات و ممالك ضعيفة .في الوقت الذي تمردت عقول هؤلاء الأقوام الغربيين عن قيود الكنيسة , و تمكنوا من ناصية العلم , و اخترعوا من وسائل القوة ما جعلهم لا يدان لأحد بقتالهم.
فخرجوا و غزوا العالم , بما فيه العالم الإسلامي .
و هم من كل حدب ينسلون .و تقاسموا بينهم أرض المسلمين .نصيب لبريطانيا و آخر لفرنسا و آخر لإسبانيا و آخر للبرتغال و هكذا , تداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها .
و تحققت النبوءة القرآنية بشكل واضح تماما .
لكن شيوخنا لا يزالون يعيشون خارج التاريخ.
من هو ذو القرنين ؟:
ذو القرنين : من هو ؟.
أصل الكلمتين(( يأجوج و مأجوج )) من الفعل .أجج و تعني أشعل .
و هنا سترى أن أكبر من أشعل نيران الحروب في العالم هو هؤلاء المسيحيون الغربيون .
أما وجود بعض المسيحيين في العالم العربي قديما و حديثا فهم قلة قليلة جدا .
أنت تعرف أن أكبر حربين عالميتين إنما أشعلهما مسيحيو أوربا .و تعرف قطعا أن أصل الشعب الأمريكي -ما عدا الهنود السكان الأصليين)) إنما هو من أوربا .
و أكبر الفساد الذي عرفته الإنسانية جاء من هذه الأقوام .
قد يستعصي الآن على بعض الإخوة فهم نقطة محددة جدا .ألا و هي (( من هو ذو القرنين ))؟.
القرن في اللغة العربية يعني يعني هذا العضو البارز على رأس الكثير من الحيوانات .
و يعني مئة سنة.
و يعني مجازا البروز و الظهور.
و نحن كمسلمين , نؤمن أن الله تعالى وعد الأمة الإسلامية بالتمكين و الإستخلاف مرة أخرى كما مكنهم و استخلفهم من قبل .
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور.
و نءمن أيضا أن وعد الله سيتحقق في ظهور الإسلام الحنيف على الدين كله بالحجة و الحكمة و ليس بالقوة .لأن أصابع الإتهام توجهت للإسلام متهمة إياه بالظهور بالقوة في المرة الأولى .
لذا سيكون ظهوره الأكبر في المرة الثانية بالسلم و بالعلم و الحب للجميع و بالإقناع لتبرئته من التهمة الظالمة .
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة.
و هنا تنجلي الصورة , حيث نرى أن للإسلام ظهورين . أي بروزين عظيمين .اي قرنين .
كلاهما سيكون تحت راية محمد صلى الله عليه و سلم .
مما يثبت أن ذي القرنين إنما هو محمد صلى الله عليه و سلم .و أن قصة يأجوج و مأجوج هي نبوءة قرآنية , عظيمة تحدثت عن موجة الإستعمار الغربي المدمر الذي غزا العالم و عاث فيه فسادا .
----------
القضية بسيطة جدا , لكن شيوخ الأمة أشربوا في قلوبهم حب الغرائب و العجائب .
فذهب بعضهم إلى القول أن يأجوج و مأجوج هي حمم بركانية .و زعم بعضهم أن ذي القرنين هو كورش , و غيرهم قال أنه الإسكندر الأكبر .
و بعضهم يطرح عشرات الخرائط و عشرات الصور التي لا تزيد الموضوع إلا غرابة و خرافة .
أحيانا ينظر الإنسان إلى الشمس متأملا فيع في حفر أمامه في الطريق .
يأجوج و مأجوج نبوءة قرآنية تحققت بدقة فائقة تثبت يقينا صدق الإسلام العظيم .
فإلى متى نتعامى على هذه النبوءات القرآنية العظيمة و نبقى نلتمس تأويلات لا فائدة ترجى منها ؟.بل تأويلات جعلت شيوخ الأمة التقليديين لا يقوون على رفع رؤوسهم أمام أعداء الإسلام .فحين يسألونهم : اين هذا السد ؟ .ترى أعينهم تدور كالمغشي عليه من الموت.فأولى لهم .