وقال ( اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة ) والله قد طهره وصفاه .
مع أنه أهدى إليه مائة بدنة فى هذه الحجة المقبولة المرضية ،
وأهدى هو لأصحابه مالا يسمح بمثله إلارسول قد أغناه مولاه .
وكان ينام مع أزواجه فى فراش واحد مع مواظبته على الصلوات الليلية
وكان يرى عائشة الحبشة فى المسجد يلعبون وهو يشاهده ويرضاه .
وكانت عائشة متكئة على منكبيه حتى اكتفت برؤية الألعاب الحبشية ،
وكانت مجالسه مع أصحابه مجالس ترغيب وترهيب وتذكير بالله .
أو بما آتاه الله من الحكمة والموعظة الحسنة والآيات القرآنية
أو تعليم ما ينفع فى الدين والرغبة فى أخراه .
وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشية لما كشف له من أسرار الربوبية ،
يبكى ولجوفه غليان كالقدر لم يدركه فى ذلك مخلوق سواه :
وبكى ودموعه تسيل من غير صوت لخشية ربه ولما ناله من المراتب القربية ،
وقد آتاه الله من الشدة مالم يعطه لأحد سواه
. فقد صارع ركانة وأبا الأسود وغيرهما فقهرهم وهم أشداء الجاهلية ،
وكانت تحمل إليه الأموال فيفرقها ويعجز كسرى وقيصر عن عطاه .