الي لقاء حميمي
تلتقي فيه الحاء بالميم
لقاء الملك و الملكوت
لقاء الحبيب بالمحبوب
لقاء قريب أخلص فيه من فوضي عامة تحيط بنا و تقتحم حياتنا
و تبرر للصوفي القديم انسحابه و هروبه من العالم
الي الجبال و الصحاري و الخلاوي هروبا او فرارا لا يهم
المهم التخلص و الوصول للحقيقة عقلا و حسا
و الوقوف مع الجبال و الوديان و الآفاق
مع الشمس و القمر و الليل و النهار بتفاصيل حية تعيد لي طبيعتي النفسية
بعيدا عن الجدران و احلم ان تكون خلوة علي قمة جبل
او علي شاطئ بحر و افق لا نهائي يمزج الأرض و السماء في كائن واحد
و يطول اليوم جدا بالهدوء و بالتالي يطول العمر و يمتد
لإمكان لمس النفس البشرية الهادئة
و خاصة بعد أن تسيدت الميكرفونات واقعنا
و فرضت نفسها علينا و لا راجع و لا محاسب
و مطلوب منا ان نكون كما ذكرنا عمنا الياسين
بقول شيخ الطائفة الجنيد في تحديده هوية الصوفي
"الصوفي كالأرض
يطرح عليها كل قبيح
ولا يخرج منها إلا كل مليح
و قد طرح علينا كل انواع القبح و ألوانه و مازلنا علي اصرارنا
أن لا يخرج منا إلا كل مليح
و لا يمكن تجاوز الواقع او تلاشيه او التعامل معه و كأن لم يكن
و خاصة انني مرغما و بحكم تربيتي و تنشئتي سياسي مضطرا و مجبرا
و الواقع نفسه يضطرنا كلنا للخوض في الموضوع السياسي
و ما أدخلتنا فيه الوهابية
من تعقيدات و تجاوزات لكل انواع المعقول
بداية من تنقيص و تشريك و تفسيق للكل و للعالم
وحتي تفجيرات لندن
و بلير حفيد بلفور الصهيوني
هو الآن حاضن الشعب الفلسطيني
و المشرف علي اطعامه و مداواته
يسرقني يوميا الهم السياسي و العربي
حتي انه أخذني من همي الشخصي