عبد الكريم الجيلي، في كتابه الإنسان الكامل يقول (21) :
"اعلم أن الله خلق جميع الموجودات لعبادته،
فهم مجبولون على ذلك، مفطورون عليه من حيث الأصالة،
فما في الوجود شيء إلا وهو يعبد الله تعالى بحاله ومقاله وفعاله..
. قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أية 66 سورة الذاريات.
وقال أيضاً : في تعريف الصوفي
"هو كأرض يطأها البر والفاجر وكالسحاب يظل كل شيء وكالقطر يسقي كل شيء".
--------
من مشاركة لسيدي الوصال بمنتدي الشيخ الأكبر
مولانا محي الدين ابن العربي رحمه الله
العلم أشرف المقامات
والحب أسنى الأحوال
الحب ينسب للإنسان والله * بنسبة ليس يدري علمنا ما هي
الحب ذوق ولا تدري حقيقته * أليس ذا عجب والله والله
لوازم الحب تكسوني هويتها * ثوب النقيضين مثل الحاضر الساهي
بالحب صح وجوب الحق حيث يرى* فينا وفيه ولسنا عين أشباه
أستغفر الله مما قلت فيه وقد * أقول من جهة الشكر لله
أن الله عز وجل قال
( كنت كنزاً لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فعرفوني )
فلم يزل يحب فلم يزل ودودا
فهو يوجد دائما في حقنا فهو كل يوم في شأن
ولا معنى للوداد إلا هذا
فنحن بلسان الحال والمقال لا نزال نقول له افعل كذا افعل كذا
ولا يزال هو تعالى يفعل أترى هذا فعل مكره
ولا مكره له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
بل هذا حكم الاسم الودود منه فانه الغفور الودود ذو العرش المجيد
الذي استوي عليه بالاسم الرحمن
فانه ما رحم إلا صبابة المحب وهو رقة الشوق إلى لقاء المحبوب
وهو طلب كل محب فان محبوبه الاتصال بمحبوبه
ولذلك تسمى الحق بالاسم الجامع
فهو الجامع لنفسه بك لمحبته فيك وأنت المحبوب 0
واعلم أن الحق لا يلقي العالم إلا بصفته وصفته الوجود فأعطاه الوجود
ولو كان عنده أكمل من ذلك ما بخل به عليه
ولو كان وادخره لكان بخلا ينافي الجود وعجزا يناقض القدرة
فاخبر تعالى: ((انه الغفور الودود)) أي الثابت المحبة في غيبه
فانه عز وجل يرانا فيرى محبوبه فله الابتهاج به
والعالم كله إنسان واحد
وهو المحبوب وأشخاص العالم أعضاء ذلك الإنسان
وما وصف المحبوب بمحبة محبه وإنما جعله محبوبا لا غير وإنما قال
: (( الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ))
فهو الودود فهو المحب وهو فعال لما يريد ف
هو المحبوب فعال لما يريد بمحبوبه
والمحب سامع مطيع مهيأ لما يريد محبوبه
لأنه المحب الودود هنا هو الفعال لما يريد
----
حب الله عباده لا يتصف بالبدء ولا بالغاية من وجه
فانه لا يقبل الحوادث ولا العوارض
لكن عين محبته لعباده عين مبدأ كونهم متقدميهم ومتأخريهم
إلى ما لا نهاية له
ونسبة حب الله لهم نسبة كينونته معهم أينما كانوا
في حال عدمهم وفي حال وجودهم
فكما هو معهم في حال وجودهم هو معهم في حال عدمهم
لأنهم معلومون له وهو مشاهد لهم محب فيهم لم يزل ولا يزال
لم يتجدد عليه حكم لم يكن عليه بل يزل محبا خلقه كما لم يزل عالما بهم
فقوله (( فأحببت أن اعرف ))
تعريف لنا بما كان الأمر عليه في نفسه كل ذلك كمالا يليق بجلاله
-------
فصف الحب بما شئت من حادث وغيره
فليس الحب سوى عين المحب فما في الوجود إلا محب و محبوب
---