في اللغة :
" سَعَدَ اليوم : يَمُن .
سَعَدَ الله فلاناً : وَفَّقَهُ .
فلسفياً : حال تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانية كماً وكيفاً .
شَخْصٌ سَعيدٌ : يُحِسُّ بالرِّضا والفرح ، عكسه شقيّ " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم مرتين ، منها قوله تعالى : " يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقيٌّ وَسَعيدٌ " .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
يقول : " السعادة : هي أن تكون واسع القلب بالإيمان ، وإن ترزق الغنى في القلب ، والعصمة في الطاعة ، والتوفيق في الزهد ، ومن ألهم الأدب فيما بينه وبين الله
تعالى طهر قلبه ويرزق السعادة ، وليس شيء أضيق من حفظ الأدب " .
السيد محمود ابو الفيض المنوفي
يقول : " السعادة : هي منتهى بلوغ الأرب والوصول إلى الحق ، الوصول الذي لا رجعة بعده " .
يقول الشيخ الفضيل بن عياض :
" خمسة من السعادة : اليقين في القلب ، والورع في الدين ، والزهد في الدنيا ، والحياء ، والعلم " .
يقول الإمام فخر الدين الرازي :
" منشأ جميع السعادات يوم القيامة : إشراق الروح بأنوار معرفة الله " .
يقول الإمام فخر الدين الرازي :
" السعادات ثلاثة :
أولها : السعادات الروحانية .
وثانيها : السعادات البدنية ، وهي المرتبة الوسطى .
وثالثها : السعادات الخارجية ، وهي المال والجاه " .
يقول الشيخ شقيق البلخي :
" علامة السعادة خمسة أشياء : لين القلب ، وكثرة البكاء ، والزهد في الدنيا ، وقصر الأمل ، وكثرة الحياء " .
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" علامة السعادة ثلاثة أشياء :
التقوى في القلب .
والعصمة في الجوارح .
والتوفيق في الزهد " .
ويقول الشيخ أبو عثمان الحيري النيسابوري :
" علامة السعادة : أن تطيع الله ، وتخاف أن تكون مردوداً " .
ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قال بعضهم : علامة السعادة ثلاث : صدق الحديث ، والأنس بالله ، وأداء الأمانة " .
يقول الشيخ محمد مهدي الرواس الرفاعي :
" من علامات سعادة المريد ثلاث خصال :
الرضا عن الله تعالى .
والرضا عن شيخه الدال له على الله تعالى .
وطرح الإهمال إذا خلا مع الله تعالى " .
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" ثلاث من السعادة : ضعف يمنعه عن المعاصي ، وضعف لا يقدر فيه على الدعوى ويمنع النفس مهناها ، وإنتظار ملك الموت " .
المراتب التي تعطي السعادة للإنسان
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" إن المراتب أربع التي تعطي السعادة للإنسان هي : الإيمان والولاية والنبوة والرسالة " .
يقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" الشقاوة والسعادة موزعة بين النفس الناطقة والنفس الحيوانية ، والجوارح كل واحد منهم شقاوته وسعادته بحسب مرتبته واستعداده .
فمنهم : من يحس ولا يحمل ، ومنهم : من يحمل ولا يحس ، ومنهم : من لا يحمل ولا يحس ، ولكن يتخيل " .
السبيل الموصل إلى السعادة الأبدية
يقول الشيخ عبيدة بن أنبوجة التيشيتي :
" السبيل الموصل إلى السعادة الأبدية ... هو المربي الأصلي سيد الوجود ، وواسطته الشيخ " .
مقارنة : في الفرق بين السعادة واللذات
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" ليست السعادة هي اللذات ، بل اللذات تابعة للسعادة ، وإنما السعادة اللقاء ، وليس اللقاء حقيقة المعرفة ...
بل أن تتلاقى في حقيقة الصفة ، ومن اتصف فهو الذي عرف " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " أهل السعادة : هم الذين لهم قدم صدق عند ربهم ، أي : سابق عناية بأن يخلق إرادتهم طاعة الله وعبادته صوراً متجسدة وأعمالهم " .
الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : " سين السعادة ... كناية عن الحقيقة المحمدية الظاهرة في كل حقيقة كونية ، ولولاها ما سعد من سعد وشقي من شقي " .
الدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني
يقول : " طريق السعادة عند الغزالي : هو العلم والعمل به ... وسعادة كل شيء في رأيه هي لذته وراحته " .
الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : " السعادة الأخروية :
هي التي نعني بها : بقاء بلا فناء ، ولذة بلا عناء ، وسرور بلا حزن ، وغنى بلا فقر ، وكمال بلا نقصان ، وعز بلا ذل 0
وبالجملة :
كل ما يتصور أن يكون مطلوب طالب ، ومرغوب راغب ، وذلك أبد الآباد ، على وجه لا تنقصه تصرم الأحقاب ، والآجال " .
ويقول : " السعادة الأخروية :
هي بقاء لا فناء له ، وسرور لا غم فيه ، وعلم لا جهل معه ، وغنى لا فقر معه يخالطه ، ولن يتوصل إليه إلا بالله ، ولا يكمل إلا به " .
الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : " السعادة الحقيقية : هي الأخروية ، وما عداها سميت سعادة ، إما مجازاً أو غلطاً كالسعادة الدنيوية التي لا تعين على الآخرة .
وإما صدقاً ، ولكن الإسم على الأخروية أصدق ، وذلك كل ما يوصل إلى السعادة الأخروية ، ويعين عليه ،
فإن الموصل إلى الخير والسعادة قد يسمى : خيراً وسعادة " .
الشيخ أبو عبد الله الجزولي
يقول : " سعد الله ، أي :
الذي أسعد الله به خلقه ، فكل سعيد في الوجود سواء كان سابقاً على ظهور شخصه أو لاحقاً له ، فإنما سعادته بواسطته على حسب استمداده منه " .
الشيخ عبد الغني النابلسي
السعد المحض : هو روح الله تعالى الذي هو أول مخلوق .
الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي
يقول : " منازل السعود : هي مراتب السعد الناشئ من حضرة التقريب الإلي والفيض العلي الكلي " .
الإمام الشافعي ( رحمه الله )
يقول : " السعيد : هو من يملك شيئاً من المعرفة ولو كان قليلاً ... ومن أخذت منه المعرفة فهو حزين " .
الشيخ يحيى بن معاذ الرازي
يقول : " السعيد : هو من اجتمعت فيه الإرادة والمحبة " .
الشيخ إبراهيم الخواص
يقول : " السعيد : هو من فوض أمره إلى ربه " .
الشيخ الجنيد البغدادي
يقول : " السعيد : هو من رُزِق الرحمة " .
الشيخ ابن عطاء الأدمي
يقول : " السعيد : هو من لزم حده " .
الشيخ عبد الحق ابن سبعين
يقول : " السعيد : هو الذي يجعل التوبة ممتدة مع نفسه ونفسه ، ويأخذ نفسه بمنادمتها " .
ويقول : " السعيد : هو الذي علم أن أيام الحياة حلم ، والموت يقظة ، وفي الحساب تفسير أضغاثه " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " السعيد : هو من نظر الحق في الخلق ، لا من نظر قضاءه فيهم " .
الشيخ محمد العلمي القدسي
يقول : " السعيد :
هو من سعد بجدِّه ، لا من نظر إلى أبيه وجده ، وأصلح لأحواله قبل ارتحاله ، ولأقواله قبل انتقاله ، ونظر في معاده قبل معاده " .
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
" علامة السعداء ثلاثة : التمسك بسنة النبي المختار ، والصحبة مع الأولياء الأخيار ، والحياء من الملك الجبار "
يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
" السعداء على قسمين :
أهل قرب وأهل بعد .
أو تقول : أهل يمين ومقربين وهم السابقون " .
يقول الشيخ أحمد بن حجر المكي :
" أسعد الناس : من له قلب عالم ، وبدن صابر ، وقناعة بما في يده " .
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
" أهل السعادة على صنفين : صنف منهم السعيد والآخر الأسعد . فالسعيد من أهل الجنة ، والأسعد من أهل الله .
فإذا صدر من السعيد طاعة فأعطي بها أجرا واحدا من الجنة ، وإن صدر منه معصية فأعطي بها عذابا واحدا من الجحيم .
وإذا صدر من الأسعد طاعة فأعطي أجره مرتين وذلك بأن يزيد له بها درجة في الجنة ومرتبة في القربة .
وإن صدر منه معصية يضاعف له العذاب ضعفين ، ينقص في درجة من الجنة ونقص في مرتبته من القربة ..
أو عذاب من ألم مس النار وعذاب من ألم مس البعد وذل الحجاب " .
ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
" أهل السعادة على ضربين : سعيد وأسعد .
فالسعيد : من يبقى في الجنة ودرجاتها وغرفاتها إلى العليين بحسب العبادة والعبودية .
والأسعد : من يدخل الجنة ويعبر عن درجاتها وغرفاتها إلى مقامات القربة بحسب المعرفة والتقوى والمحبة " .
مقارنة : في الفرق بين أهل السعادة وأهل الشقاوة
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" أهل السعادة إذا رأوا إنساناً على معصية أنكروا عليه في الظاهر ودعوا له في الباطن ، وأهل الشقاوة ينكرون عليه تشفياً فيه ، وربما ثلموا عليه عرضه " .
من أقوال الصوفية :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" أظهر آياته في أوليائه ، وجعل السعيد من عباده من صدقهم في كراماتهم ، وأعمى أعين الأشقياء عن ذلك وصرف قلوبهم عنهم " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " دار السعداء : هي الجنة نعيم كلها ، ليس فيها شيء يغاير النعيم " .
وبالجملة :
فالسعيد مَنْ رُزِق الإيمان في مآله ، و رَجِعَ من ظلماتِ التدبير، وحصل على وصف شهود التقدير،
و تحرر عن رقِّ البشرية وعَلِمَ أن الحادثاتِ كلها لله سبحانه. فوجبت له الجنة بمقتضى الوعد .
من الموسوعة الكسنزانية
علي
_________________
وإذا غلا شيء علي تركته .. فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
إبراهيم بن أدهــــم