زائر
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: التصوف في سوريا السبت نوفمبر 08, 2008 2:30 pm | |
| التصوف في سوريا
"تاريخ التصوّف في سوريا" كتاب جديد من تأليف د. عبود عبد الله العسكري وهو أستاذ جامعي سوري يقوم بتدريس مادة التصوّف في كلّية الآداب، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة حلب، وهو باحث في الفلسفة الإسلامية وبخاصة الفكر الصوفي. وفي كتابه الجديد، يتناول الباحث الفكر التصوّفي في سوريا، تاريخه وأماكن انتشاره، فمن الجولان إلى رميلان، ومن الجبل إلى الساحل، تلك هي ساحة الكتاب المكانية، وقد قسمها الباحث إلى ثلاث مناطق: المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى والساحلية ثم المنطقة الشمالية الشرقية، أما من حيث الزمان، فقد حاول رصد الظاهرة الصوفية منذ بداية انتشارها في سورية وإلى نهاية القرن العشرين. ويرجح الباحث، بحسب عرض لـ"البيان" للزميل د. وانيس باندك، سبب التسمية بأنها جاءت لاحقاً وبعد فترة زمنية ليست قصيرة، لتطابق الممارسات التعبدية الزهدية الصوفية للزهّاد الأوائل الذين ظهروا في العراق وبلاد ما وراء النهر وخراسان وهم من أصول عربية. أما عن "مراحل التصوّف" فيقسمها الباحث إلى عدّة مراحل هي: المرحلة الأولى: تمتد حتى نهاية القرن الثاني الهجري، ولم يكن التصوّف فيها متميزاً بميزات تخصّه، إذ كان، كما سبق، عبارة عن التقيّد بالكتاب والسنّة واتباع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، في زهده، ولكن ابتداء من منتصف هذه المرحلة أخذ الزهد وحبّ الله يفلسف مع (الحسن البصري، 110 ه) الذي يُعدّ من أعظم الشخصيات التي ظهرت في هذه الفترة، وكان لها التأثير الكبير على التصوّف الإسلامي فيما بعد. المرحلة الثانية: تمتد منذ نهاية القرن الثاني الهجري وحتى أواخر القرن الرابع الهجري، وكان من أشهر شخصيات هذه المرحلة (الحارث المحاسبي، ت 243 ه) الذي اشتهر بمحاسبة النفس ومراعاة حقوق الله الواجبة على الإنسان، وقد أودعها في كتابه «الرعاية لحقوق الله تعالى»، ومن رجالات هذه المرحلة: (ذو النون المصري، ت 245 ه) وهو أول مَن تكلّم عن المقامات الصوفية في مصر. المرحلة الثالثة: تميّزت هذه المرحلة بغزارة التأليف الصوفيّة وانتشارها على امتداد العالم الإسلامي، مع استيعابها لكل الميول والاتجاهات الفكرية والعقائدية، وانصهار جميع هذه الأفكار في بوتقة صوفيّة إسلامية. المرحلة الرابعة: جاءت بعد القرن السابع الهجري، وتميّزت عن بقية الفترات السابقة بتدهور التصوّف وانحطاط مستواه الفكري والعقائدي. وعن تطور التصوّف من الفردي إلى الجماعي: يشير الباحث إلى أن انتقاله من اتجاه فردي شخصي إلى مرحلة ذات تنظيم جماعي، الأمر الذي أثار الحكّام من طرف والفقهاء من طرف آخر. وعن "أعلام المتصوّفة" يذكر الباحث الأهمية الخاصة لسوريا تاريخياً ودينياً واقتصادياً، فيرصد حركة أعلام التصوّف الذين رحلوا إليها وأقاموا ودُفنوا فيها، وللآخرين الذين كانت لهم في سوريا محطات هامة على مستوى التكوين المعرفي والذوقي. عن "تاريخ الطرق الصوفيّة وأعلامها وزواياها في المنطقة الجنوبية" يتحدث الباحث عن تحوّل التصوّف من ظاهرة فردية، نفسية، تعبدية، إلى ظاهرة اجتماعية، تنظيمية، وذلك في بداية العصر المملوكي، فاجتمع المتصوّفة حول شخص يرشدهم أو حول قبر صالح يتبرّكون به. عن "تاريخ الطرق الصوفيّة وأعلامها في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية" يشير الباحث إلى أن أهم المؤلفين الذين أشاروا إلى ظاهرة التصوّف، سواء كمتصوّفة أو زهّاد أم كزوايا وخانقاهات في مدينة حلب، هو مؤرّخ حلب (محمد راغب الطباخ) وذلك في ترجمة لأعلام حلب.
| |
|