أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: أبو علي الجوزجاني الخميس نوفمبر 13, 2008 11:07 pm | |
| أبو علي الجوزجاني و منهم أبو علي الجُوزْجَانِيُّ، و اسمه الحَسنُ بن علي. من كبار مشايخ خُراسان. له التصانيفُ المشهورة. تكلَّم في علوم الآفاتِ و الرِّياضاتِ و المجاهداتِ. و رُبَّما تكلَّم أيضاً في شيء من علوم المعارف و الحِكم. صَحِب محمد بنَ علي التِّرْمِذِيَّ، و محمد بنَ الفَضْل، و هو قريب السِّن منهم. 1 - سمعتُ أبا بكرٍ الرازيَّ يقول: سمعت أبا علي الجُوزْجَانِيَّ يقول: ثلاثةُ أشياء من عَقْد التوحيد: الخوف، و الرجاء، و المحبَّة. فزيادةُ الخوف من كَثْرة الذنوب لرؤية الوعيد. و زيادةُ الرجاءِ من اكتساب الخير لرؤية الوَعْد، و زيادةُ المحبَّة من كثرة الذكر لرؤية المِنَّة. فالخائفُ لا يستريح من الهَرَب، و الراحي لا يستريح من الطَّلَب، و المحبُّ لا يستريح من ذِكْر المحبوب. فالخوف نار مُنَوَّرة، و الرجاء نور منوِّر، و المحبَّة نور الأنوار . 2 - سمعتُ عبدَ الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الرازيَّ، يقول: سمعتُ أبا علي الجُوزْجاني يقول في البخل: هو ثلاثة أحرف: الباء، و هو البلاء ، و الخاء و هو الخسران، و اللام و هو اللوم. فالبخيل بلاء في نفسه، و خاسر في سعيه، و ملوم في بُخْلِه . 3 - و بهذا الأسناد، سمعت أبا علي، يقول: السَّابقون هم المقَرَّبون بالعطِيَّات، و المرتفعون في المقامات. و هم العلماء بالله من بين البَرِيَّة. عَرفوا حق معرفته، و عبدوه بأخلاص العبادة، و آووا إليه بالشوق و المحبة. و هم الذين قال الله عز وجل فيهم: (وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنَا لِمَنَ المُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ). 4 - و بهذا الأسند، سمعت أبا علي يقول: من علامات السعادة على العبد تيسيرُ الطاعة عليه، و موافقته للسُّنة في أفعاله، و صحبته لأهل الصلاح، و حسن خُلُقه مع الأخوان، و بَذْل مَعْروفه للخَلْق، و اهتمامُه للمسلمين، و مراعاتُه لأوقاته . 5 - و بهذا الأسناد، سمعت أبا علي يقول: الشَّقي مَن أظهر ما كتم الله من معاصيه . 6 - و بهذا الأسناد، سأله بعضُ أصحابه: كيف الطريقُ إلى الله؟ . فقال: الطرق إليه كثيرة؛ و أَصَحُّ الطرقِ و أعمرُها، و أبعدُها عن الشُّبَه، اتباعُ السنة قولاً و فِعلاً، و عقداً و نية. لأن الله تعالى يقول:(وَ إنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا). فسأله: كيف الطريق إلى اتباع السنة؟. فقال: مُجانَبةُ البدَع، و اتباعُ ما اجتمع عليه الصَّدرُ الأوَّلُ من علماء الإسلام، و التباعُدُ عن مجالس الكلام و أهله، و لزومُ طريق الاقتداء و الاتِّباع؛ بذلك أُمر النبي صلى الله عليه و سلم، بقوله عز و جلَّ:(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ ابْرَهِيمَ حَنِيفًا). 7 - و بهذا الأسنادِ، سمعتُ أبا عليٍّ، و سُئِل عن أبي يَزيدَ البِسْطاميَّ، و هذه الألفاظِ التي تُحكى عنه. فقال: رَحِم الله أبا يزيدَ! له حالُه، و ما نَطَق به. و لعلّه تكلَّم بها على حَدِّ الغَلَبة، أو حال سُكْر. كلامُه له، و لمن تكلَّم عليه، و ليس لمن يَحكِي عنه. فالزم أنت، يا أخي! أولاً: مجاهدةَ أبي يزيدَ، و تَقَطُّعَه و مُعامِلاتِه، و لا تَرْتَق إلى المقام الذي بُلِغ به، بعد تلك المجاهداتِ. فإن بُلغ بك إلى شيء من ذلك، فاحْكِ إذ ذاك كلامَه. فليس بعاقلٍ من ضَيَّع الأدنى من المقاماتِ، و ادَّعى الأعلى منها . 8 - و بهذا الأسنادِ، سمعتُ أبا عليٍّ، يقول: الخَلقْ كلهم في ميادين الغَفْلة يَرْكُضون، و على الظُّنون يعتمدون، و عندهم أنهم في الحقيقة يتقلَّبون، و عن المكاشَفَة ينْطِقون . طبقات الصوفية المؤلف : أبو عبد الرحمن السلمي مصدر الكتاب : موقع الوراق _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|