معنى الولي على الوجهين :
الأول : من ثبت له تصرف ولاية على مصلحة دينية .
والثاني : ليس له ولاية التصرف بالفعل بل ثبتت له ولاية التصرف بالقوة .
فإن قيل كيف يكون ولياً وليس له ولاية التصرف ؟
( الجواب ) : يجوز أن يكون ولياً على معنى : أن الله تعالى قد تولى وتصرف بجميع أموره ، وهذا الولي ولي بالقوة : إن سمع فبالحق يسمع . وإن أبصر فبالحق يبصر ، وإن نطق فبالحق ينطق .
فهو في عالم المحبوبية ،
وإلى هذا أشار بقوله تعالى : كنت له سمعاً وبصراً .
وهذا الولي لا يصلح أن يكون مربياً للخلق : لأنه في قبضته تعالى مسلوب الاختيار عن نفسه ، وإذا كان مسلوب الاختيار عن نفسه ، فلا يصلح أن يكون مربياً للغير ، لأن التصرف في غيره يستدعي ولاية التصرف في نفسه . وهذا الولي مجذوب في نفسه ، مسلوب التصرف في نفسه ، فكان مسلوب التصرف في غيره . ألا ترى في عرف الشرع : أن من ثبت له الولاية على نفسه ثبتت له الولاية على غيره ومن لا فلا ، فالعاقل البالغ لما ثبتت له الولاية على نفسه ثبتت له الولاية على غيره . والطفل والصبي والمجنون لما لم تثبت له الولاية على نفسه ،
لم تثبت له الولاية على غيره .
علامة الولي ثلاثة أشياء : أن يكون هو لله ، وأن يكون فراره إلى الله ، وأن يكون شغله بالله .
قيل : علامة الولي أن يكون أبداً ناظراً إلى نفسه بعين الصغر ،
وهو أن يكون خائفاً من سقوطه عن المرتبة التي هو فيها ،
وأن لا يثق بكرامة تظهر له وأن لا يغتر بها .
كل ولي له مادة مخصوصة ، فانقسم الأولياء على ضربين :
ضرب منهم أبدال الأنبياء ، وضرب منهم أبدال الرسل .
فأبدال الأنبياء الصالحين ، وأبدال الرسل الصديقين .
في خيرات الدنيا خصائص الأولياء ،
وخصائص الأولياء أربع :
أوصاف العبودية ، ونعوت الربوبية ، والإشراف على ما كان وما يكون ، والدخول على الله في كل يوم سبعين مرة .
والخروج كذلك ، فتكسى كل مرة حللاً من الأنوار والتقريب .