عندما تنزل إلى سيجر طنطا ... أو الملأة ..
ساحة الدراويش المحتفلين بمولد الباب .. وفخر اللباب ..
المدون اسمه بالكتاب ( كتاب العارفين ) .... سيدي أحمد البدوي ..
فاعلم أنك تخوض بحرا من الأولياء .. وما تحسبه هيناً .. قد .. يكون عند الله عظيم ....
فإن ما بالنهر ليس بالبحر ... ورب ساحلٍ أغور من قعرٍ ... ورب بالشاطيء بقعة مباركة ...
سألت عبده الأديب .... وهو بالساحة فهيمٌ ولبيب ....
هل تعرف مكان خدمة عمك الشيخ نحمده أبو القاسم ...
أجاب مستغرباً طبعاً ... عم نحمده دا راجل موفي ...
ما من مولد إلا وله خدمه ...
قلت له في وقتٍ ما دلني عليه .. لعلي أنظر إليه ...
ثم تفرقنا ليبتلع عبده الأديب زحام العمل ورحى الخدمة من أمام عيني ..
ويمر على ذلك يومان .....
وفي صباح اليوم الثالث .. صوت عبده الأديب يناديني .... يا فلان ....
فخرجت من ستر الخيمة لأجدني أمام عبده الأديب .. ومعه أحدهم ....
لم أخذ جهداً ... لأعرف أنني أمام عمي الشيخ نحمده أبو القاسم ...
ربما لإبتسامة النور خصوصية المرور من العين إلى القلب إلى الروح ...
ربما أودعها الله الحرف والنطق ... ليترك للأخر حق ترجمة المعاني ..
ربما تكون النظرة كافية لتقرأ كتاب الرجال .... فهذه جواب يظهر من عنوانه ....
حينها أدركت لماذا يصر الدراوييش على النداء بالنظرة ( نظرة يا ست ) ...
قاطع عبده الأديب غرام عيني ..
هذا عمك نحمده أبو القاسم .. من كنت تسأل عنه ...
مرحب يا عم ازيك يا سيدي ..
يقولها لي عم نحمده أبو القاسم بكامل التواضع والمحبة ...
دون أن يثبت لنفسه تواضعاً ....
فمن أثبت لنفسه تواضعاً أثبت لنفسه رفعه .. فالتواضع نزول ..
ولا نزول إلا من إعتلاء .. وكيف تعتلي نفس المحب ...
وهو من دوحة .. من أقسم .. والذي نفس محمدٍ بيده .. صلى الله عليه وآله ومن والاه ..
فهممت أن أقبل يده .. فالود موصولٌ .. والحبل متصلٌ ...
غير أنه حرمني منها ... وقبل جبهتي ...
سألت عن حضرتك لأشرف برؤيتك ... ... أقولها على استحياء ...
خدّامين يا سيدي .. ولا تزال الابتسامة تشرق المكان ....
لتنير طريقاً يبساً في بحر المعرفة بيني وبين حضرته ...
أحب أن أسألك عن أخي محمد الطاهر الشاذلي ....
قال نعم سيأتي غداً إن شاء الله ... نتشرف بيك في الخدمة ...
ربما يمكنني أن أصفه بكل صفات الأدب والذوق والحياء ...
ثم .. لا أعرف من أين أتت سيرة ستنا العظيمة السيدة زينب ..
فإذا بشفاه الولي تصطك .. وذقنه الطيبة تهتز ..
وينادي بصوت أكاد لا اسمعه عن الست ... وكأنه يخاطب قريب ...
فانتظرت .. فرحاً به .. وبما أراه أمامي .. شيء جميل وبديع .. أن تذوب في حب الآل ...
وأي آل ...
وإذا بيده الشريفة تمتد لتصافحني ويهم بالخروج من أمامي .. وكأني في حلم جميل ..
لا أريد أن يترك جفوني ..
وكأن هذا الطائر الجميل حط من سبحات البهاء والضياء ليأخذ حبة .. فزادني محبة ....
وكأنه قطرة بردٍ قادمة من طيات فلوات الغرام ..
حديث عهدٍ بالرب .. لتنزل على أرض قلبي ..
فتنبت الخضر والنضر من آحاديت الشوق والمحبة ..
ولتكتب أسطراً جديدة في ديوان الوجد ...
دوماً أقرأه على مهل ... حتى لا تنتهي صفحاته ..
وحتى لا تطوى سجلات العاشقين أمام عيني ....
الدرويش