و قال لي ــــ إن خرجت من قلبك عبد ذلك القلب غيري ــــــ النفري

وقال لي
الصدق أن لا يكذب اللسان
والصديقية أن لا يكذب القلب.

وقال لي
كذب اللسان أن يقول ما لم يقل وأن يقول ولا يفعل ،
وكذب القلب أن يعقد فلا يفعل .

وقال لي
كذب القلب استماع الكذب .
وقال لي التمني من كذب القلب.
وقال لي فعل القلب أصل لفعل البدن
فانظر ماذا تغرس وانظر الغرس ماذا يثمر.

وقال لي
يدي على القلب فإن كففت عنه يده لا تأخذ به ولا تعطى
غرست تعرفي به فأثمر أن تراني.

أوقفني وقال لي أسرع شيء عقوبة القلب.

وقال لي
القلب الذي يراني محل البلاء.

وقال لي
آيتي كل شيء وآيتي في كل شيء
فكل آيات الشيء تجري في القلب كجريان الشيء
فهي تارةً تتطلع وتارةً تحتجب تختلف لاختلاف الأشياء
وكذلك الأشياء مختلفة وآياتها مختلفة
لأن الأشياء سيارة وآياتها سيارة،
وأنت مختلف لأن الاختلاف صفتك
فيا مختلف لا تستدل بمختلف
فإنه إذا دلك جمعك معك من وجه
وإذا لم يدلك تفرقت باختلافك من كل وجه.

قال ما التعرف، قلت ما تلقيه من قلوب أوليائك.

أوقفني في الموعظة وقال لي
احذر معرفة تطالبك برد معارفي
فتقلب وجدك وأختم بها على قلبك.

وقال لي
أظهرني على لسانك كما ظهرت على قلبك
وإلا احتجبت عنك بك.

وقال لي أنا أقرب من الهم إلى القلب المهتم.

وقال لي
القوة ماسكة والقيومية مقلبة والتقليب مثبت ماح.

وقال لي
استغفرني من فعل قلبك أكفك تقلبه.
وقال لي
فعل القلب أصل لفعل البدن
فانظر ماذا تغرس وانظر الغرس ماذا يثمر.

يا عبد لكل شيء قلب وقلب القلب همه المحزون.
يا عبد القلب ينقلب قلب القلب لا ينقلب.
يا عبد القلب في يد الرب
ولسان القلب يتكلم في المقام بين يدي الرب.

يا عبد تقلب القلب في الغيبة أسلم له في الرؤية.
ا عبد طهور الجسم الماء وطهور القلب الغض عن السوى.

يا عبد نظر القلب إلى السوى حدث وطهوره التوبة .

وقال لي
لو اجتمعت القلوب بكنه بصائرها المضيئة ما بلغت حمل نعمتي.
وقال لي إن رددت القلوب إلى الذكرى فما رددتها إلي.
وقال لي أحذر لا أطلع على القلوب فأراك فيها بمعناك ذاك تعرفي،
أو أراك فيها بفعلك ذاك تقلبي.
وقال لي
القلوب لا تهجم علي ولا على من عندي.

قلب عبدي الفارغ فذاك مقام البهوت
وفي البهوت بين يدي أخر ما وقفت القلوب.

يدي أغرس فيه قلب من أشاء وأخرج منه قلب من أشاء،
فذاك هو شأني في القلوب إلا قلوبي التي بنيتها لنظري لا لخبري
وإلا قلوبي التي صنعتها لحضرتي لا لأمري
تلك هي القلوب التي تسري أجسامها في أمري.

يا عبد انتقل بقلبك عن القلوب التي لا تراني ،
إن لي قلوباً أبوابهم إلي مفتوحة وأبصارهم إلي ناظرة
تدخل إلي بلا حجاب هي بيوتي التي فيها أتكلم بحكمتي
وفيها أتعرف إلى خليقتي،
فانظر قلبك فإن كان من بيوتي فهو حرمي
فلا تسكن فيه سواي لا علمي فليس علمي من بيوتي
ولا ذكرى فليس ذكرى من بيوتي،
إنك إن أسكنت فيه ساكناً حجبتني فانظر ماذا تحجب.

يا عبد انظر ما آتيتك من علم ومعرفة
وما آتيتك من ذكر وموعظة وما آتيتك من حكمة وتبصرة
فاجعل ذلك حرساً على أبواب قلبك وحجاباً لسواي عنه.

يا عبد أنا الذي لا تحيط به العلوم فتحصره،
وأنا الذي لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه،

حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتي
بما أبديت من غرائب صنعتي
وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره
ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده.
وقال لي اردد إلى كل قلب ينصح لي في الموعظة.

وقال لي

الواقف بحضرتي يرى المعرفة أصنافاً ويرى العلم أزلاماً
لانه واقف بين يدي لا بين يدي العلوم
فهو يرى العلم قائماً بين يدي
أغرس فيه قلب من أشاء وأخرج منه قلب من أشاء،
فذاك هو شأني في القلوب إلا قلوبي التي بنيتها لنظري لا لخبري
وإلا قلوبي التي صنعتها لحضرتي لا لأمري
تلك هي القلوب التي تسري أجسامها في أمري.