يقول : الذات : عبارة عن الوجود المطلق بسقوط جميع الاعتبارات والإضافات والوجوهات ،
لا على أنها خارجة عن الوجود المطلق ،
بل على أن جميع تلك الإعتبارات وما إليها من جملة الوجود المطلق ،
فهي في الوجود المطلق لا بنفسها ولا باعتبارها ،
بل هي عين ما هو عليه الموجود المطلق .
وهذا الوجود المطلق هو الذات الساذج الذي لا ظهور فيه لإسم
ولا نعت ولا نسبة ولا إضافة ولا لغير ذلك ،
فمتى ظهر فيها شيء مما ذكر ذلك المنظر إلى ما ظهر فيها لا إلى الذات الصرف ،
إذ حكم الذات في نفسها
شمول الكليات والجزئيات والنسب والإضافات بحكم بقائها ،
بل بحكم اضمحلالها تحت سلطان أحدية الذات .
فمتى اعتبر فيها وصف أو اسم أو نعت كانت بحكم المشهد لذلك المعتبر لا للذات ،
ولهذا قلنا أن الذات هي الوجود المطلق ، ولم نقل الوجود القديم ،
ولا الوجود الواجب ، لئلا يلزم من ذلك التقييد ،
وإلا فمن المعلوم أن المراد بالذات هنا إنما هي ذات واجب الوجود القديم ،
ولا يلزم من قولنا الوجود المطلق أن يكون تقييدا بالإطلاق ،
لأن مفهوم المطلق هو ما لا تقيد فيه بوجه من الوجوه .