| الحج | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:06 am | |
| الحج
في اللغة
" الحَجٌّ : أحد أركان الإسلام الخمسة ، وهو القصد إلى البيت
الحرام للنسك والعبادة في أشهر معلومات " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (12) مرة بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى :
] [الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ في
الْحَجِّ] .
في الاصطلاح الصوفي
الإمام علي بن أبي طالب
يقول : " الحج : هو جهاد كل ضعيف " .
الشيخ الحكيم الترمذي
يقول : " الحج : هو ميل إلى موضع مأمول هناك ، رحمته ،
طالباً لمعروفه ، راجيا لغفرانه والنجاة من عقوبته ، متعوذاً بالبقعة التي شرفها على سائر البقاع " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الحج : هو البلوغ إلى مقام الوحدة الذاتية ، ودخول الحضرة الإلهية بالفناء الذاتي الكلي ".
ويقول : " الحج : هو صورة الجمع ، والإحاطة ، وحقيقة الوصول إلى جد الله وحده
( تعالى وتقدس ) ، وإلى صفات وجهه ، مثل العين واليد والنظر والبطش " .
ويقول : " الحج : معناه تكرار القصد إلى الواحد الفرد " | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:10 am | |
| الشيخ عبد الغني النابلسي
الحج : كناية عن القصد إلى الحضرة الإلهية ، والتوجه القلبي إلى التحقق
بالوجود الحق الحقيقي المتجلي بالأعيان الكونية بعد الإحرام ،
والتجرد بالفناء الأصلي عن نسبة الوجود للتقادير العدمية .
الشيخ أحمد بن علوية المستغانمي
الحج عند القوم : هو القصد إلى مقام لا يمكن المزيد عليه ، ولا يساعد التلفظ بكنهه
وحقيقته لعدم وجود الألفاظ المساعدة في التعبير على ماهيته ،
فمن أجل هذا قلَّ من يتكلم عليه كما قلَّ من يصل إليه من عامة القوم لفقد الاستطاعة ،
ولهذا كان واجباً مرة واحدة في العمر .
السيد محمود أبو الفيض المنوفي
يقول : " الحج : هو طاعة مبنية على المشقة . فأجره عند الله جامع لأجور
الطاعات ، ولا سيما أنه جامع لصنوف الطاعات المتوزعة في الصلاة
والطهارة والزكاة وصبر الصوم ومشقته " .
الباحث سعيد حوى
يقول : " الحج : تعويد للنفس على معان : من استسلام وتسليم ،
ومن بذل الجهد والمال في سبيل الله ، ومن تعاون وتعارف ، ومن قيام لله بشعائر العبودية "
| |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:15 am | |
| إضافات وإيضاحات
[ مسألة - 1 ] : في آداب الحج
يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} :
" إذا أردت الحج : فجرد قلبك لله ـ عز وجل ـ من قبل عزمك من كل شيء شاغل
وحجب كل حاجب ، وفوض أمورك كلها إلى خالقك ،
وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكونك ، وسلم لقضائه وحكمه وقدره ،
وودع الدنيا والراحة والخلق ، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين ،
ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك ، مخافة أن تصير لك أعداءً ووبالاً .
ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ، ولا لأحد إلا بعصمة الله تعالى وتوفيقه .
واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع ، وأحسن الصحبة ،
وراع أوقات فرائض الله تعالى وسنن نبيه ، وما يجب عليك من الأدب ،
والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الأوقات .
ثم اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب ، والبس كسوة الصدق والصفاء
والخضوع والخشوع ، واحرم عن كل شيء يمنعك عن ذكر الله ـ عز وجل ـ ويحجبك عن طاعته .
ولَبِّ بمعنى : إجابة صافية خالصة زاكية لله ـ عز وجل ـ في دعوتك لتمسكك بالعروة الوثقى .
وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش ، كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت .
وهرول هرولة ، فراً من هواك ، وتبرؤاً من جميع حولك وقوتك .
واخرج من غفلتك وزلاتك ببدنك بخروجك إلى منى ، ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه .
واعترف بالخطأ بالعرفان ، وجدد عهدك عند الله تعالى بوحدانيته .
وتقرب إليه ، واتقه بمزدلفة .
واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى ، بصعودك إلى الجبل .
واذبح الهوى والطمع عند الذبيحة .
وارم الشهوات والخساسة والدناءة وأفعال الذميمة عند رمي الجمرات .
واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك .
وادخل في أمان الله تعالى وكنفه وستره وكلائه من متابعة مرادك بدخول الحرم .
وزر البيت متحققاً لتعظيم صاحبه ومعرفته وجلاله وسلطانه .
واستلم الحجر رضا بقسمته ، وخضوعاً لعظمته .
وودع ما سواه بطواف الوداع .
وصف روحك وسرك للقاء الله تعالى يوم تلقاه بوقوفك على الصفا .
وكن ذا مروّة من الله بغناء أوصافك عند المروة .
واستقم على شروط حجتك ووفاء عهدك الذي عاهدت ربك وأوجبته له يوم
القيامة . | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:22 am | |
| واعلم بأن الله لم يفترض الحج ، ولم يخصه من جميع الطاعات
بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى :[وَلِلَّهِ عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبيلاً ] ،
ولا شرع نبيه في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه ،
إلا للاستعداد إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل بيان السبق من دخول
الجنة أهلها ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها ،
لأولي الألباب وأولي النهى ".
ويقول الإمام القشيري :
" إن سبيل من حج البيت أن يقوم بآداب الحج .
فإذا عقد بقلبه الإحرام ، يجب أن يفسخ كل عقد يصده عن هذا الطريق ،
وينقض كل عزم يرده عن هذا التحقيق .
وإذا طهر ، تطهر عن كل دنس من آثار الأغيار بماء الخجل ، ثم بماء الحياء ،
ثم بماء الوفاء ، ثم بماء الصفاء .
فإذا تجرد عن ثيابه ، تجرد عن كل ملبوس له من الأخلاق الذميمة .
وإذا لبى بلسانه ، وجب ألا تبقى شعرة من بدنه إلا وقد استجابت لله .
فإذا بلغ الموقف ، وقف بقلبه وسره حيث وقفه الحق بلا اختيار مقام ، ولا تعرض تخصيص .
فإذا وقف بعرفات ، عرف الحق سبحانه ، وعرف له تعالى حقه على نفسه
ويتعرف إلى الله تعالى بتبريه عن منته وحوله . والحق I يتعرف إليه بمنته وحوله .
فإذا بلغ المشعر الحرام ، يذكر مولاه بنسيان نفسه ، ولا يصح ذكره لربه مع ذكره لنفسه .
فإذا بلغ منى ، نفى عن قلبه كل طلب ومنى ، وكل شهوة وهوى .
وإذا رمى الجمار ، رمى عن قلبه ، وقذف عن سره كل علاقة في الدنيا والعقبى .
وإذا ذبح ، ذبح هواه بالكلية ، وتقرب به إلى الحق I .
فإذا دخل الحرم ، عزم على التباعد عن كل محرم على لسان الشريعة وإشارة الحقيقة .
وإذا وقع طرفه على البيت ، شهد بقلبه رب البيت .
[فإذا طاف بالبيت ، أخذ سره بالجولان في الملكوت
فإذا سعى بين الصفا والمروة ، صفى عنه كل كدورة بشرية ، وكل آفة إنسانية .
فإذا حلق ، قطع كل علاقة بقيت له .وإذا تحلل من إحرام نفسه وقصده إلى بيت ربه ،
استأنف إحراماً جديداً بقلبه ، فكما خرج من بيت نفسه إلى بيت ربه يخرج من بيت ربه إلى ربه تعالى " | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:38 am | |
| [ مسألة - 2 ] : في صحة الحج عند الصوفية
سُئِل الشيخ ذا النون المصري : متى يصح حجي ؟
فقال : " إذا ركبت مطية الإرادة ، وشمرت عن ساق العزيمة ، وأحرمت بفناء المهيمن ،
وتجردت عن ثياب الخطايا ، وترديت برداء الهدى ، واتزرت بإزار الخشية ،
فحينئذٍ يصح حجك . واتزر بإزار الفقر ، وترد برداء الفخر ، وتجرد عمن سواه ،
واحرم بفناءه ، وتعرف إليه بالإقبال عليه ، وطف بقلبك وطهره من دنس التعليق ،
واسع بين الامر والنهي على الصفوة ، ثم ارجع إلى مناك واذبح هواك ".
ويقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" لما دخلت على الشيخ الحصري ببغداد قال لي : أحاج أنت ؟
قلت : أنا مع القوم .
فقال لي : أليس فرائض الحج أربع : الإحرام والدخول فيه يكون بلفظ التلبية ؟
قلت : بلى .
قال : والتلبية إجابة ؟
قلت : بلى .
قال : والإجابة من غير دعوة سوء أدب ؟
قلت : بلى .
قال : فتحققت الدعوة حتى تجيب ؟ ثم الوقوف بعرفة ؟
قلت : بلى .
قال : فاجتهد فيه : فإنه محل المباهاة وانظر كيف تكون .
والطواف : هو محل القربة من الحق ، فانظر أن يكون قربك منه بحسن الأدب .
ثم السعي : وهو محل الفرار إليه بالتبري مما سواه " | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 5:44 am | |
| [ مسألة - 3 ] : في دلالات شعائر الحج عند الصوفية
يقول الإمام أبو حامد الغزالي :
" اعلم أن أول الحج : الفهم - أعني فهم موقع الحج في الدين - ثم الشوق إليه ،
ثم العزم عليه ، ثم قطع العلائق المانعة منه ، ثم شراء ثوب الإحرام ،
ثم شراء الزاد ، ثم اكتراء الراحلة ، ثم الخروج ثم المسير في البادية ،
ثم الإحرام من الميقات بالتلبية ، ثم دخول مكة ، ثم استتمام الأفعال كما سبق ،
وفي كل واحد من هذه الأمور تذكرة ... وعبرة ... وتنبيه ... وتعريف وإشارة ...
أما الفهم : اعلم أنه لا وصول إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالتنزه عن الشهوات …
والتجرد لله سبحانه من جميع الحركات والسكنات …
وأما الشوق : فإنما ينبعث بعد الفهم والتحقق بأن البيت بيت الله ـ عز وجل ـ
وأنه وضع على مثال حضرة الملوك فقاصده قاصد إلى الله ـ عز وجل ـ ...
فالشوق إلى لقاء الله ـ عز وجل ـ يشوقه إلى أسباب الله لا محالة .
وأما العزم ... وليعلم أنه عزم على أمر رفيع شأنه ، خطير أمره ،
وأن من طلب عظيماً خاطر بعظيم ، وليجعل عزمه خالصاً لوجه الله سبحانه .
وأما قطع العلائق ... فليتذكر أن سفر الآخرة أطول من هذا السفر ، وأن زاده التقوى .
وأما الراحلة : إذا أحضرها فليشكر الله بقلبه على تسخير الله ـ عز وجل ـ له الدواب ...
وليتذكر عنده المركب الذي يركبه إلى دار الآخرة ، وهي الجنازة التي يحمل عليها ...
فكيف يحتاط في أسباب السفر المشكوك فيه ويستظهر في زاده وراحلته
ويهمل أمر السفر المستيقن ؟
وأما شراء ثوبي الإحرام : فليتذكر عنده الكفن ولفه فيه .
وأما الخروج من البلد : فليعلم عنده أنه فارق الأهل والوطن ،
متوجهاً إلى الله ـ عز وجل ـ في سفر لا يضاهي أسفار الدنيا .
وأما دخول البادية إلى الميقات ومشاهدة تلك العقبات : فليتذكر فيها
ما بين الخروج من الدنيا بالموت إلى ميقات يوم القيامة وما بينهما من الأهوال والمطالبات . | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 6:00 am | |
| وأما رمي الجمار : فاقصد به الانقياد للأمر إظهاراً للرق والعبودية ،
وانتهاضاً لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه .
وأما ذبح الهدي : فاعلم أنه تقرب إلى الله تعالى بحكم الامتثال .
فأكمل الهدي وارج أن يعتق الله بكل جزء منه جزءاً منك من النار ،
فهكذا ورد الوعد . فكلما كان الهدي أكبر وإجزاؤه أوفر ، كان فداؤك من النار أعم .
وأما زيارة المدينة ... مثَّل في نفسك مواقع أقدام رسول الله عند تردداته فيها ،
وأنه ما من موقع قدم تطؤه إلا هو موضع أقدامه العزيزة ،
فلا تضع قدمك عليه إلا عن سكينة ووجل . وتذكر مشيه وتخطيه في سككها ،
وتصور : خشوعه ، وسكينته في المشي ، وما استودع الله سبحانه قلبه من عظيم معرفته ،
ورفعة ذكره مع ذكره تعالى حتى قرنه بذكر نفسه ، وإحباطه عمل
من هتك حرمته ولو برفع صوته فوق صوته .
وأما زيارة رسول الله : فينبغي أن تقف بين يديه كما وصفنا ...
واعلم أنه عالم بحضورك وقيامك وزيارتك وأنه يبلغه سلامك وصلاتك ،
فمثِّل صورته الكريمة في خيالك ... وأحِضر عظيم رتبته في قلبك .
ثم ائت منبر الرسول ، وتوهم صعود النبي المنبر ، ومثل في قلبك طلعته
البهية كأنها على المنبر ، وقد أحدق به المهاجرون والأنصار y ،
وهو يحثهم عل طاعة الله ـ عز وجل ـ بخطبته ، وسل الله ـ عز وجل ـ
أن لا يفرق في القيامة بينك وبينه . فهذه وظيفة القلب في أعمال الحج " .
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
يقول صاحب الشيخ الشبلي وهو صاحب الحكاية عن نفسه :
قال لي الشبلي : عقدت الحج ؟
قال : فقلت : نعم !
فقال لي : فسخت بعقدك كل عقد عقدته منذ خلقت مما يضاد ذلك العقد ؟
فقلت : لا !
فقال لي : ما عقدت .
ثم قال لي : نزعت ثيابك ؟
فقلت : نعم !
فقال لي : تجردت من كل شيء ؟
فقلت : لا ! فقال لي : ما نزعت .
ثم قال لي : تطهرت ؟
قلت : نعم ! فقال لي : زال عنك كل علة بطهرك ؟
قلت : لا !
قال : ما تطهرت .
ثم قال لي : لبيت ؟
قلت : نعم !
فقال لي : وجدت الجواب التلبية بتلبيتك مثله ؟
قلت : لا !
فقال : ما لبيت .
ثم قال لي : دخلت الحرم ؟
قلت : نعم !
قال :اعتقدت في دخولك الحرم ترك كل محرم ؟
قلت : لا !
قال : ما دخلت .
ثم قال لي : أشرفت على مكة ؟
قلت : نعم !
قال : أشرف عليك حال من الحق لإشرافك على مكة ؟
قلت : لا !
قال : ما أشرفت على مكة .
ثم قال لي : دخلت المسجد ؟
قلت : نعم !
قال : دخلت في قربة من حيث علمت ؟
قلت : لا !
قال : ما دخلت المسجد .
ثم قال لي : رأيت الكعبة ؟
فقلت : نعم !
فقال : رأيت ما قصدت له ؟
فقلت : لا ! قال : ما رأيت الكعبة .
ثم قال لي : رملت ثلاثاً ومشيت أربعاً ؟
فقلت : نعم !
فقال : هربت من الدنيا هرباً علمت أنك قد فاصلتها وانقطعت عنها ،
ووجدت بمشيتك الأربعة أمناً مما هربت منه ، فازددت لله شكراً لذلك ؟
فقلت : لا !
قال : ما رملت .
ثم قال : صافحت الحجر وقبلته ؟
قلت : نعم ! فزعق زعقة
وقال : ويحك ! إنه قد قيل : إن من صافح الحجر فقد صافح الحق سبحانه وتعالى ،
ومن صافح الحق سبحانه وتعالى فهو في محل الأمن ، أظهر عليك أثر الأمن ؟
قلت : لا !
قال : ما صافحت .
ثم قال لي : وقفت الوقفة بين يدي الله تعالى خلف المقام وصليت ركعتين ؟
فقلت : نعم !
قال : وقفت على مكانتك من ربك ، ناديت قصدك ؟
قلت : لا !
قال : فما صليت .
ثم قال لي : خرجت إلى الصفا فوقفت بها ؟
قلت : نعم .
قال : ايش عملت ؟
قلت : كبرت وذكرت الحج وسألت الله القبول .
فقال لي : كبرت بتكبير الملائكة ، ووجدت حقيقة تكبيرك في ذلك المكان ؟
قلت : لا !
قال : ما كبرت .
ثم قال لي : نزلت من الصفا ؟
قلت : نعم !
قال : زالت كل علة عنك حتى صفيت ؟
قلت : لا !
فقال لي : ما صعدت ولا نزلت .
ثم قال لي : هرولت ؟
قلت : نعم !
قال : ففررت إليه ، وبرئت من فؤادك ، ووصلت إلى وجودك ؟
قلت : لا !
قال : ما هرولت ؟
ثم قال لي : وصلت إلى المروة ؟
قلت : نعم ! | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 6:11 am | |
| قال : رأيت السكينة على المروة فأخذتها أو نزلت عليك ؟
قلت : لا !
قال : ما وصلت إلى المروة .
ثم قال لي : خرجت إلى منى ؟
قلت : نعم ! قال : تمنيت على الله غير الحال التي عصيته فيها ؟
قلت : لا !
قال : ما خرجت إلى منى .
ثم قال لي : دخلت مسجد الخيف ؟
قلت : نعم ! قال : خفت الله في دخولك وخروجك ووجدت من الخوف ما لا تجده إلا فيه ؟
قلت : لا !
قال : ما دخلت مسجد الخيف .
ثم قال لي : مضيت إلى عرفات ؟
قلت : نعم !
قال : وقفت بها ؟
قلت : نعم !
قال : عرفت الحال التي خلقت من أجلها ، والحال التي تريدها ، والحال التي تصير
إليها ؟ وعرفت المعرف لك هذه الأحوال ، ورأيت المكان الذي إليه
الإشارات فإنه هو الذي نفس الأنفاس في كل حال ؟
قلت : لا !
قال : ما وقفت بعرفات .
ثم قال لي : نفرت إلى المزدلفة ؟
قلت : نعم !
قال : رأيت المشعر الحرام ؟
قلت : نعم .
قال : ذكرت الله ذكراً أنساك ما سواه فاشتغلت به ؟
قلت : لا !
قال : ما وقفت بالمزدلفة .
ثم قال لي : دخلت منى ؟
قلت : نعم !
قال : ذبحت ؟
قلت : نعم !
قال : نفسك .
قلت : لا !
قال : ما ذبحت .
ثم قال لي : رميت ؟
قلت : نعم !
قال : رميت جهلك عنك بزيادة علم ظهر عليك ؟
قلت : لا !
قال : ما رميت .
ثم قال لي : حلقت ؟
قلت : نعم !
قال : نقصت آمالك عنك ؟
قلت : لا !
قال : ما حلقت .
[ثم قال لي : زرت ؟
قلت : نعم !
قال : كوشفت بشيء من الحقائق ، أو رأيت زيادات الكرامات عليك للزيارة ؟
فإن النبي قال : الحاج والعمار زوار الله وحق على المزور أن يكرم زواره " .
قلت : لا !
قال : ما زرت .
ثم قال لي : أحللت ؟
قلت : نعم !
قال : عزمت على الحل الحلال ؟
قلت : لا !
قال : ما حللت .
ثم قال لي : ودعت ؟
قلت : نعم !
قال : خرجت نفسك وروحك بالكلية ؟
قلت : لا !
قال : ما ودعت وعليك العود ، وانظر كيف تحج بعد هذا ، فقد عرفت ،
وإذا حججت فاجتهد أن تكون كما وصفت لك | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 6:12 am | |
| أكمل الموضوع لاحقا ان شاء الله | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: الحج الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 10:20 am | |
| ويقول الدكتور إبراهيم بسيوني :
عاد رجل من حجه ... فسأله الشيخ الجنيد : " أرحلت عن جميع ذنبك حين
رحلت عن دارك ؟
فقال : لا .
قال : فأنت لم ترحل .
ثم قال له : … وبعد كل مرحلة نزلت حيث تتلبث الليل … هل قطعت مرحلة إلى الله ؟
قال : لا .
قال الجنيد : فأنت لم تقطع الطريق مرحلة مرحلة !
ثم قال : وحين لبست ثوب الإحرام في موضعه ، هل خلعت صفات البشرية
عنك وأنت تخلع ثيابك ؟
قال : لا .
قال الجنيد : فأنت لم تحرم !
ثم قال : وحين وقفت بعرفه … هل تأملت في الله لحظة واحدة ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تقف بعرفه .
ثم قال : وحين أفضت إلى المزدلفة وقضيت مناسكك هل رفضت
جميع الأغراض الجسدية ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تفض إلى المزدلفة .
ثم قال : وحين طفت بالبيت ، هل أدركت الجمال الإلهي في بيت الطهر ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تطف بالبيت !
ثم قال : وحين سعيت بين الصفا والمروة … هل أدركت الصفا والمروة ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تسع …
ثم قال : فلما جئت إلى منى …هل ذهبت جميع المُنى عنك ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تزر منى !
ثم قال : فلما وصلت إلى المنحر ونحرت القربان هل نحرت أسباب متاع الدنيا ؟
قال : لا .
قال : فأنت لم تنحر !
ثم قال له : فلما رميت الجمار … هل رميت ما صحبك من أفكار جسدية ؟
قال : لا .
قال الجنيد : فأنت لم ترم الجمار … ولم تؤد على ذلك حجاً ".
ويقول الباحث محمد غازي عرابي :
" حج : أي توجه واكتشف . فمن الحاء : كان الانطلاق إلى بيت الله الحرام الذي
حرم سره على غير الحاجين الحقيقيين . والجيم رمز الجوار :
وهي كعبة القلب التي تفجرت فيها عين زمزم البصيرة والحقيقة .
والطواف طوافان : طواف العبد بالله ، وطواف الله بالعبد .
والشعائر جمع شعيرة ، والشين منها : مشيئةُ ، أَرادت توجيه دفة العبد إلى القبلة .
فما حج من حج إلا بعد اصطفاء ، فسبقت المشيئة الاختيار ،
فكان الحج حج الله على الحقيقة . هو أراد وبعث وأيقظ الحافز في قلب العبد ،
فحج مثاله إليه ، فطاف الله بالله مشيئة على عين الجوهر المتمثل عياناً .
والحج طهور ، لأنه بمجرد اطلاع الحاج على السر يعود طفلاً كيوم ولدته أمه ،
قد سقط ما عليه من رجس المادة والماضي ، واكتشف أن الجوهر روحاني ،
وإن تعين وبدا خيراً وشراً وقسم يميناً وشمالاً .
ولا يكفر الحاج ولا يشرك ولا يذنب ، وإن أذنب فداخل بناء الكعبة ،
ثم قدسية لمن لمس الحجر الأسود ، فنصل من ثيابه ، واتصل بالحقيقة الأبدية
التي رمزت ومثلت ، وكان من بين رموزها الحجر الذي هو أساس عالم الذر ،
وهو ذر أبيض ، أسوَّد بتحوله إلى محسوس مادي يُرى .
والحاج طفل ، لأنه فقير عاجز محتاج إلى عون ربه الذي ما يزال يقلبه
في شعائره حتى يشهده كشفاً على جبل عرفات فيعرفه ، فلا يرى كائن سواه ،
فيكبر ويكبر ... حتى ينحدر عن الجبل في صباح العيد ، وقد رأى ما لا يرى ،
وإن رئي فلا يمكن التعبير عنه . | |
|
| |
أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: الحج الأربعاء ديسمبر 10, 2008 10:10 am | |
| _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|
| |
أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: الحج الأربعاء ديسمبر 10, 2008 10:13 am | |
| _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|
| |
| الحج | |
|