عاشق الباسل رضي الله عنه
عدد الرسائل : 130 الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: يا مسلمون الخميس ديسمبر 18, 2008 7:45 pm | |
| | |
|
عاشق الباسل رضي الله عنه
عدد الرسائل : 130 الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: يا مسلمون الخميس ديسمبر 18, 2008 8:07 pm | |
|
الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول... وبعد... السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته... درس يا مسلمون لسيدي المبجل والفقير إلى الله تعالى سيدي الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه وأرضاه أما بعدتابع... يا مسلمون
[/size] ولذلك كن دائماً بهذين المقامين العظيمين الشريفين، تتقلب بهما حتى تـُبعث يوم القيامة بهما وتدخل الجنة التي أعدّها الله عز وجل لعباده المتقين الأخيار الذاكرين الشاكرين الأبرار. فأنت لا تكون من الشاكرين حتى تكون من الذاكرين، ولا تحقق معنى العبدية حتى تبعد عنك كل ما سوى الله سبحانه وتعالى، فأنت إن كنت بعيدا عن كل شيء مما سوى الله تعالى كنت قريبا ًجدا ًمنه، وإذا حققت هذا القرب العظيم تحقق معنى العبدية بأن تكون عبدا ًمحضا ًلله سبحانه وتعالى، وهذا لا يكون إلا بهذين المقامين: مقام الذكر ومقام الشكر، وبهذا تأنس بما عند الله تعالى وما سيرد عليك من تجليات إلهية عظيمة، فأنت عندما تكون مذكورا ًمن قبل الله سبحانه وتعالى يذكرك الله الرحمن الرحيم في نفسه أو في ملأ خير من أي ملأ، إن هذا لهو الكمال الذي ليس بعده كمال والجمال الذي ليس بعده جمال، أي خلع سيخلعها الله سبحانه وتعالى عليك بذكره إياك؟! أيها الذاكر لله سبحانه وتعالى فكر أنت واستشعر ذلك بقلبك واجعل قلبك ينقلب بذكرك لله عز وجل إلى ساحات الكرم الإلهي ودائما ًتمثل بهذه الأبيات... ذكرتك لا أنـــي نسيتك لمحــــــة
| وأيسر ما في الذكر ذكر لساني | وصرت بلا وجد أهيم من الهوى
| وهــام علي القلب بالخفقــــــان | فلما أراني الوجد أنك حاضـــري
| شهدتك موجودا بكل مكـــــــان | فخاطبت موجودا بغير تكلــــــــم
| وشاهدت موجودا بغير عيــــان | فالذكر هو باب كل عطاء إلهي، وهو مفتاح الخير كله، وهو أعظم طريق للوصول إلى كل المقامات والأحوال. فأنت تذكره عز وجل وهو يذكرك، وأنت تشكره وهو يعطيك، فأنت ما بين ذكره وعطائه عز وجل، وهنا يكمن الخير كله فكل عظمة عند هذه العظمة لا تذكر. فالله سبحانه وتعالى أعطاك أعظم المقامات في أيسر العبادات فافهم وأنهـِضْ حضرات ذكره عز وجل وبادر وأسرع قبل فوات الأوان ولا يكون لك عند أهل القرب مكان، وفكر كيف سيخرج الله عز وجل يوم القيامة بطاقة لرجل له سجلات على مد البصر سيئات ويوقن بهلاكه فيخرج له بطاقة مكتوب بها "لا إله إلا الله" كلمة ذكر فيقول هذا الرجل ماذا ستفعل هذه الورقة أمام هذه السجلات فيضعها الجبار الذي لا يـُظلم عنده أحد في كفة الميزان الثانية فترجح الكفة التي فيها تلك الورقة أتعلم لماذا لأنه لا يوجد شيء يعدل ذكر الله عز وجل ولا كلمة "لا إله إلا الله" ويدخل الجنة بتلك الورقة فأين أوراقك أنت؟ فإذا كانت ورقة نجّت صاحبها وأدخلته الجنة فكيف أنت عندما ستقدم قلبك ليس فيه إلا الله سبحانه وتعالى وذكره؟ فماذا سيكون لك؟ وكيف سيباهي بك الله عز وجل على كل الخلائق؟ تذوّق هذه المعاني التي تذيب القلب وتتراقص الروح عليها، فالله سبحانه وتعالى يحب اللسان الذاكر والقلب الشاكر والجسد الذي على البلاء صابر. فالذكر يورث المحبة والمحبة تزيد من الذكر، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: ( من أحب شيئاً أكثر من ذكره )، فأنت إن أحببت الله عز وجل أحبك الله عز وجل، وإن ذكرت الله عز وجل ذكرك الله عز وجل، وإن كنت لله سبحانه وتعالى كان الله عز وجل لك، وإن كنت مع الله عز وجل كان الله عز وجل معك، وإذا أقبلت على الله عز وجل أقبل الله عز وجل عليك، فبالذكر تنال العطاء وبالشكر تدوم النعم. فآيات كثيرة نزلت في القرآن تحث على الذكر، ووردت كلمة الذكر في عدة مواطن كثيرة في معاني كثيرة كقوله تعالى: { إنّا نّحْنُ نّزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر/۹، جاءت بمعنى القرآن، وكقوله تعالى: { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } النحل/٤٣، وقوله تعالى: { وذكِّرْ فإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ } الذاريات/٥٥، وأيضا: {فذَكِّرْ بِالقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ق/٤٥، وأيضا: { والذّاكِرينً اللهَ كَثِيراً والذّاكِِراتِ } الأحزاب/٣٥، وأيضا قوله تعالى: { وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } العنكبوت/٤٥.أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا أريد أن أطيل عليكم ولكن اعلموا أن ذكر الله سبحانه وتعالى هو الباب الأعظم للدخول على الله عز وجل، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان لا يخلو منه وقت دون أن يكون فيه ذاكرا ً. فاعلم أيها الذاكر ما دمت ذاكرا ًفأنت على الدوام مذكور من قــِبَل الحق وملائكته والأنبياء والأولياء والصالحين، وفكر بنفسك من أنت حتى تـُذكر بهذه الكيفية وبهذا العدد بمجرد ذكرك لله سبحانه وتعالى؟!! فعندما تكون دائم الذكر يجمع الله سبحانه وتعالى همّك عليه ويشغلك به ويحققك بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( اللهم لا تجعل لي هما ًولا شغلاً سواك ) نعم حتى لا يشتغل قلبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلا بالله سبحانه وتعالى. فإنه كما قال أهل الله عز وجل "الذكر منشور الولاية". واعلم أن الذكر هو أكبر سلاح يكون معك ضد الشيطان وأعوانه: { إنَّ الذينَ اتَّقواْ إذا مَسَّهُمْ طائفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فإذا هُمْ مُبْصِرُونَ } الأعراف/٢۰١، ومن هنا نعلم أن الذكر هو أكبر وسيلة تنجيك من الشيطان ومن الدنيا وفتنها، ويحققك بمعنى كلمة التوحيد بكل معانيها، لأن الذكر هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما تحوي الكلمة من معنى. فكم من حديث للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يحثنا على الذكر ويعلمنا صيغ أذكار لله سبحانه وتعالى ويعلمنا كم عليها من الأجر العظيم، كل هذا ولا تلتفت قلوبنا إلى الله سبحانه وتعالى. فعندما يقول الله تعالى { وقلَيل ٌمِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ/١٣، لما لا تكون من هذه القلة التي هي في أعظم القمم والتي هي بحضرة القرب الأعظم من الله سبحانه وتعالى؟ فالذكر هو سفينة النجاة لكل من أراد أن ينجو بنفسه ويرتقي إلى مقامات القرب من الله سبحانه وتعالى. والآن حبيبي لا أريدك أن تكون من أصحاب هذه الآية التي يقول الله سبحانه وتعالى: { ومَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيَشةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ` قالَ رَبِّي لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ` قالَ كذلكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَهَا وَكَذلكَ اليَوْمَ تُنْسَى } طه/١٢٤-١٢٦، هل هذا ما تريده لا أظن لذي لب أن يحب أن يكون حاله هكذا يوم القيامة. أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كثير مَن سيأتي يوم القيامة حاله كما وصفته هذه الآية، وهكذا سيكون حاله في الدنيا والآخرة، وانظر فإن الله عز وجل برحمته أعطاه تحذيرا ًفي الدنيا،،، المعيشة الضنكة لكي يعتبر حتى لو كان يملك كنوز الأرض كلها سيبقى في ضنك لكي يرجع إلى الله عز وجل ولكن إن لم يرجع هنا تكون الطامة بالنسبة له زيادة على المعيشة الضنكة حشره يوم القيامة أعمى ونسيانه وكل هذا لإعراضه عن ذكر الله سبحانه وتعالى، لأنه مَن يعرض عن ذكره يعرض عن الله عز وجل ومن يعرض عن الله عز وجل كيف يـُقبــِل الله عز وجل عليه؟! فإن كل الآيات التي أتتك إنما هي لتذكرك بالله سبحانه وتعالى وتجعلك تقبل عليه بالكلية بذكرك إياه، ولو نظرت إلى عكس الآية مثلا عكس الإعراض الإقبال ومن يقبل على ذكر الله عز وجل فإن له المعيشة الكاملة التي تصلح له وتساعده على البقاء بالإقبال على الله عز وجل معيشة الأنبياء والصالحين، يشعر بنفسه ملك بالله عز وجل ويأتي يوم القيامة بصيرا ًبالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم غير منسي بل العكس سيذكر الله سبحانه وتعالى الخلائق به، هذا الذي كان دائم الإقبال عليّ وعلى آياتي وعلى حبيبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتفكــّر بها وقادته إلى ذكري وإليّ، فلن يكون منسيا ًمن قــِبـَل الله عز وجل ومن كان غير منسي له كل الخير العظيم والفضل الجسيم، فكما قلنا تذكر الله عز وجل فتكون دائما مذكورا ًمن الله عز وجل، أفيذكرك الله عز وجل وأنت في الدنيا وينساك في الآخرة ؟!! لا يمكن أن يكون ذلك، فأهل الذكر في الدنيا هم أهل الذكر في الآخرة. فالصلاة التي هي مفروضة عليك هي ذكر لله سبحانه وتعالى، وكل عباداتك هي ذكر لله سبحانه وتعالى لكي تكون معه على الدوام فكن معه ولا تكن مع غيره فإن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي: ( من اشتغل بذكري عن مسألته أعطيته أفضل ما أعطي السائلين )، لك أفضل ما أعطي أي سائل سأل الله من فضله العظيم. ولا نريد أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن نكون من الذين قيض لهم شيطان فكان لهم قرين وكل هذا لأنهم أعرضوا عن ذكر الرحمن لقوله تعالى: { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } الزخرف/٣٦، فمن قيض له شيطان وكان له قرين أصبح هو شيطانا ًوقرينا ًوالعياذ بالله تعالى، ويكون بعيدا ًكل البعد عن الله سبحانه وتعالى. انهض حبيبي من الآن بذكر الله عز وجل، وكن دائم الذكر والفكر لأن الذكر يقود إلى الفكر والفكر يقود إلى الذكر، فكلما تفكرت ببديع صنع الله عز وجل قادك هذا الفكر إلى تعظيم الله عز وجل وذكره وعوّض على نفسك الأيام التي مضت وأنت بعيد عن الله عز وجل، وابقَ على هذه الحالة من الذكر حتى يأتيك اليقين. أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذاكرين الله عز وجل كثيرا ً، ومن أهل حضرته وأهل قربه، وأن يشبهنا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حسا ًومعنىً، ظاهرا ًوباطنا ً، وأن يحشرنا معه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويرزقنا مرافقته في الجنة. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون...وسلام على المرسلين...والحمد لله رب العالمين...﴿ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ﴾ | |
|
الشيخ نحمده أبو القاسم
عدد الرسائل : 8 تاريخ التسجيل : 26/08/2008
| موضوع: رد: يا مسلمون الإثنين ديسمبر 22, 2008 2:04 am | |
| اتمنى ان اعرف اكثر عن طريقتكم لأعجابى الشديد بكلام سيدنا الباسل | |
|
عاشق الباسل رضي الله عنه
عدد الرسائل : 130 الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: يا مسلمون الإثنين ديسمبر 22, 2008 2:58 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم الشيخ نحمده ابو القاسم بارك الله بك وبمرورك الكريم صدقت يا أخي من يقرأ ويتمعن بكلام أهل الله الفخام لا يملك سوى التعجب بالمعاني العظيمة التي يلفتوا قلوبنا لها فنسأل الله الكريم في عليائه أنه كما أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة وهي التربي والتزكي على يدي أعاظم أهل الله أن يديم علينا هذه النعمة وأن يزيدنا من فضله العظيم وأبشر يا أخي سألبي لك طلبك الكريم ويسعدني أن تقرأ رسالتي لك على الخاص
| |
|