وجدي يونس
عدد الرسائل : 114 تاريخ التسجيل : 25/05/2008
| موضوع: محمد عبلة يحتفي بالنيل والشجر الجمعة يناير 23, 2009 11:35 pm | |
| ت جربة تشكيلية جديدة ومتميزة يطرحها الفنان محمد عبلة في معرضه المقام حالياً بقاعة «الزمالك» بالقاهرة والذي يستمر حتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. اختار عبلة «الونس بالنيل والشجر» عنواناً لهذه التجربة والتي تعد تنويعاً جديدياً لولعه بالنيل والذي تبدى على نحو لافت في عدد من معارضه السابقة.
يضم المعرض عشرين عملاً تصويرياً بخامة الزيت تتسم بطابع خاص في التأمل حيث تكاد اللوحة تكون تلخيصاً لجذرية الحياة والعناصر والأشياء، يتخفى فيها احساس الفنان بالوجع والزهد رغم تفاؤله اللوني ويبرز الايقاع عالياً مخفوقاً بنفس صوفي داخل بعض الأعمال، وهو مايؤكد عليه عبلة حين يقول: «أصبح الونس بالناس بمثابة شكل آخر من أشكال العزلة، ربما تكون من نوع خاص، لكنها أكثر وجعاً وأكثر ألماً، وأكثر تأثيراً، في عالم تتهاوى داخله قيم الحب والجمال والأخلاق.. يكون الاحساس هامشياً، وتصبح العقلانية في معاملات الناس بديلة عن المشاعر، كيف نبدع وكيف نتأمل، وكيف نحاسب أنفسنا ان لم نتملك كل المشاعر اللازمة لفعل ذلك؟ كيف نفكر وننام ونأكل ونحرك خطواتنا تجاه مايناسبها ان لم نعايش أوقاتنا بصدق، أحلامنا بصدق، أشياءنا المقربة بصدق؟ الانسان هو الوجع الآخر الذي نحسه ولانملك تغييره أو السيطرة عليه، لذلك أصبح الونس به مزعجاً، أما الشجر والنيل فشيء آخر.. أحتاجه كثيراً، وأعيشه دائماً».
ربما يكون هذا حقيقياً، لكن اللوحات رغم وحدة الموضوع التي تجمعها بمعرض واحد، ووحدة الجو النفسي التي نقرأها داخل كل عمل، وبرغم التفاؤل اللوني، لم تحجب احساس المتلقي بوجع الفنان ومعاناته، وربما تشاؤمه غير المسبوق داخل الأعمال في شكلها المتجاور أو المنفصل أحياناً.
في احدى لوحاته يأخذنا الفنان الى عالم جديد تجتمع فيه النزعة الصوفية وتأثر الفنان بها ومهارته في الايقاع اللوني المبسط الى جانب عدد من الاعتبارات الهامة مثل: انفعال اللون البارد بالساخن، انفعال المسافة بالزمن، الابعاد المنظورة والمتلاشية، وأخيراً رؤيته التشكيلية التي تجمع كل ذلك بمنطق من الدراسة والفهم لآليات العمل وامكانية استدعاء حس المتلقي بشكل تلقائي وليس وعيه المجرد في الدخول معه الى عالمه دون أن تكون لديه الرغبة الموازية للخروج منه أبداً. انه عالم يأخذك الى شيئين متناقضين هما الواقع المرئي بما يحمله من جماليات خاصة، والخيال الحسي اللامحدود في مهامه. بما يشمله النقيضين من عوامل وابعاد هامة وضرورية في تكوين رؤية المتلقي البصرية وقدرته الحسية على استيعاب الموقف الابداعي لدى الفنان.
من هنا يمكن القول ان الأعمال جاءت لتؤكد لنا حالة ابداعية خاصة ومنفردة تعتمد على بساطة الفنان في الايقاع وتهميشه لتعقيدات التقنية اللونية، وتركيزه على الفكرة التي اختزلت داخل حسه الصوفي، وبالتالي جاء اختصار العنصر (اللوني ـ الحركي ـ البشري أو الحيواني أو النباتي) ناجحاً في ابقائه كمدخل منطقي لمخاطبة الذات أولاً من خلال العمل، ثم مخاطبة ذات الآخر «المتلقي» من خلال أدواته البصرية والفكرية في آن واحد، ربما يكون الاختبار صعباً لكنه يحتاج أن نجتازه بمهارة تعادل مهارة الفنان في طرحه.. انها اذن عشرون وجعاً ابداعياً ـ دون شك ـ هي رصيد الفنان من الخبرة والثقافة والمواقف، ورصيد المتلقي من الاستيعاب والاندماج | |
|
تبنا الي الله
عدد الرسائل : 47 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: رد: محمد عبلة يحتفي بالنيل والشجر السبت يناير 24, 2009 3:24 am | |
| | |
|