هذه رسالة من شيخ لولده
الذى يرى فيه الأب والشيخ والمرشد
الشيخ أحمد الريح الشيخ عبد الباقي
الصلاة والسلام عليك ياسيدى يارسول الله
وعلى الآل والأصحاب والأحباب
أجمعين فى كل وقت وحين
ياولدى لابد أن يكون الشيخ من أولى الأمر الذين يرد إليهم ما يشكل على المسلمين من أمرهم
الذين قال فيهم الحق عز وجل
(... ولو أنهم ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ...)
سورة النساء.
وهم الذين عناهم
السيد محي الدين عبد القادر الجيلاني
قدس الله روحه ونور ضريحه بقوله:
أنا من رجال لا يخاف جليسهم *** ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
وقد سعدنا باستنباط الإرشادات التالية في مسائل متنوعة تهم المسلمين.
البيعة التي ورثناها أباً عن جد (... الدين والشريعة والمتابعة ...)
فنحن نقتفي آثار أسلافنا مع الاهتمام بالتقدم العلمي
في مجالات الطب والهندسة والمعمار والأدب والتكنولوجيا
وكل متطلبات العصر الحديث
فبنينا قواعدنا على أساس أهلنا المتين
واستعنا (ببعض) متطلبات الحاضر
حتى نساير العالم من حولنا.
وقد سلك جدنا مؤسس الطريقة الطريقة القادرية عن قناعة منه –
فهو قاضي قضاة السلطنة الزرقاء وشيخ مجلس الإمام مالك
ومفتي المدينة المنورة لمدة أثنى عشر عاماً ،
بناها على القرآن والعلم
فانتشرت طريقتهم الدينية وتوسعت وامتدت رسالة الطريقة
من الشيخ إلى إخوته وأبنائهم وتلامذته
وأفعالهم
ممزوجة بالجود والإنفاق
وقضاء الحوائج وإعانة الضعيف
والجهر بالحق
والعمل الخالص لله
ونحن على آثارهم سائرون.
أما عن الطريقة
فهى كثرة محبين وجيش مريدين وسمو مربين وحكام ليل ومستودع أسرار لم تبرز
- قال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه:
(ليس الخير في أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير في أن يكثر عملك وعلمك ، وألا تباهي الناس بعبادة الله وإذا أحسنت حمدت الله وإذا أسأت استغفرت الله)
بيت الطريق بيت دين ودعوة وإرشاد لا نميل إلى الماديات ولا إلا الإعلام ولسنا بطلاب سلطة ولكنا أهل رسالة نؤديها بالطريقة المثلى بعون من الله وفضله.
السيد
والمسيد هو المسيد _ نتعلم منه القرآن والعلم والأدب وجهاد النفس بالتوبة والشكر والصبر والرضا والإتباع والجوع والعزلة والصمت والسهر والتفكر في بديع صنع الله للازدياد علماً وحباً له. والمسيد صالح لكل زمان ومكان وإن اختصرت أعباؤه سابقاً فإنها تزيد بمرور الأيام وهو أهل لكل ما يوكل إليه.
ومثل ولدى
- يصحب شيخاً عارف المسالك *** يقيه في طريقه المهالك
يـذكــره الله إذا نســاه *** ويوصل العبد إلى مولاه
ومثل شيخى
يكون هو أخي ووالدي وعوني وسندي مربي نفسي وشافي عللها ،
يمتاز بالتواضع والعلم والحكمة والشجاعة والجود ،
تحفه المهابة ويكسوه الوقار
نرى له قوة في دين وحرصاً في لين وإيماناً في يقين
ألان لنا جانبه فأحببناه
وتواضع لنا فرفعناه
وبسط لنا وجهه فاطعناه ،
وقته القرآن وفعله الإحسان
نتعلم منه كل ما من شأنه صلاح ديننا ودنيانا وآخرتنا ،
فهو بحرنا الزاخر وكنزنا الفاخر
ومعيننا الذي لا ينضب ووعينا بين يدي
وأذكر قول الإمام مالك رضي الله عنه
(من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق
ومن جمع بينها فقد تحقق).
و قال تعالى:
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )
فيكون أصدق الناس لهجة لا تأخذه في الله لومة لائم
لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها بل يغضب لله ويرضى له
وهكذا كان اسلافنا على الدرب سائرون وعلى النهج مقتدون.
الصوفية والوطن
الصوفية فى نداء سلام دائم لبناء الثقة وتوطين السلام والديمقراطية والوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الذى انطلق من طيبة المنورة لموقعها الديني والاجتماعي واستشعاراً للمسئولية واستجابة دائمة للإتصالات أوالرجاءات لمختلف أطراف أى نزاع... وهو جهد خالص يستند (لوجه الله) على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر في أن يتحقق السلام المرجو بإذن الله تعالى من الإسلام
فالإسلام دين عمل وعبادة وأهل التصوف كانت لهم وقفات حق أمام خلفاء العهد الأموي والعباسي وما تلاهما وجاهدوا بسيوفهم وألسنتهم وأقلامهم ضد الباطل ، ولنا في أسلافنا أسوة لخدمة الإسلام والمسلمين كعمل إنساني فريد. كل ما ذكر وغيره يبين أن للمتصوفة أدوار جهادية واجتماعية وأنهم عماد المدنية وفي لب المجتمع.
وللصوفية دولة باطن وحكومة ليل
دولة الصوفية . التي دستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعمادها الشريعة والعدل والمساواة والأمن والسلام والإخاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإكرام الضيف وحفظ الجار
ولأبناء التصوف
- أقول عليكم بإحقاق البيعة (... الدين والشريعة والمتابعة ...) واجعلوا مراقبتكم لمن لا تنقطع نعمه عنكم واجعلوا خضوعكم لمن لا تخرجوا عن ملكه. وعليكم بمجالسة الكرماء ومخالطة الحكماء ومساءلة العلماء واعلموا أن خير ما في الانسان عقل يمشي به واخوان خير يرشدونه إلى الصواب وعليكم بالعلم فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة ومذكراته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب).
وأقول لكل من يتولى أى أمر من أمر الناس
أذكرهم بقوله تعالى: ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) وأذكرهم بحديث شقيق البلخي لهارون الرشيد: " إن الله أقامك مقام الصديق فيريد منك الصدق وأقامك مقام الفاروق فيريد منك أن تفرق بين الحق والباطل وأقامك مقام عثمان فيريد منك الحياد وأقامك مقام علي فيريد منك العدل والعلم ).
و للأمة كلها أقول
واذكرهم بقوله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وبقوله تعالى: ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ).
كتب الفنان قدرى
إستنبطت هذه الرسالة وألفتها من حديث لسيدى الشيخ أحمد الريح الشيخ عبد الباقي شيخ العركية فى السودان
جاء فى
مجلة طيبة – العدد السادس (ص 6و7) – رجب 1425هـ
من على موقع الطريقة