قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: مقابلة مع شيخ الإسلام ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:52 pm | |
| - ماذا يعني فضيلتكم بالأفعال المحرمة ..؟ - بشرب الخمر ونحو ذلك من الأحوال (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - ( ويتدخل ابن القيم ليضيف ) في حال السكر والمحو والإصطلام والفناء: قد يغيب عن هذا التمييز وفي هذه الحال قد يقول صاحبها ما يحكى عن أبي يزيد أنه قال: “سبحاني” أو “ما في الجبة إلا الله” ونحو ذلك من الكلمات التي لو صدرت عن قائلها وعقله معه لكان كافرا ولكن مع سقوط التمييز والشعور قد يرتفع عنه قلم المؤاخذة. (مدارج السالكين ) - الآن ننتقل لبحث مهم وهو كرامات الأولياء , حتى أن البعض يدعي أنه يرى مافي اللوح المحفوظ ؟ هنا قاطعنا تلميذ شيخ الإسلام ابن القيم موضحا هذه النقطة ومسميا الكرامة بالفراسة وطبعا لا شك أن النظر في اللوح المحفوظ ليس من الفراسة بل هو شيء آخر قال رحمه الله مقاطعا : - لقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما …. أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال: وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر . (مدارج السالكين)
- الله أكبر … سبحان الله … هل يتفضل فضيلتكم بذكر أخرى لشيخكم الجليل ؟ - لما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور: اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا: أفتحبس قال: نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا: الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال فقيل له: ما سبب هذه السجدة فقال: هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له: متى هذا فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه (مدارج السالكين ) - سبحان الله - وقال مرة ( أي شيخ الإسلام ) : يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له أو غيري لو أخبرتهم فقال: أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة وقلت له يوما: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال: شهرا وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته . (مدارج السالكين ) - (و توجهت لشيخ الإسلام سائلا) : لقد علق فضيلتكم على بعض كلمات الشيخ عبد القادر الجيلاني بفتوح الغيب بأنه كلام شريف يحتاج إليه كل أحد ونود أن نسألك استئناسا عن بعض عبارات الصوفية مثل ….. - ( لكنه قاطعني بأن الموضوع طويل وقد شرح الكثير من عباراتهم في مجموع فتاواه وأجاد الشرح وخاصة بما يتعلق بالشيخ عبد القادر الجيلاني , وقد اطلعت على الشرح وكأنه قدس الله روحه صوفي عريق في شروحاته ) - لم يبق في آخر اللقاء إلا أن أشكر الشيخين الجليلين , و لا أنسى لفضيلة الشيخ ابن القيم كتابه (( مدارج السالكين في منازل السائرين )) الذي كأنه عصارة تجارب المتصوفة وروح طريقهم ـ وقد تبينا في اللقاء إحترام الشيخين الجليلين للصوفية إحتراما بالغا ـ وأن في التصوف المحسن والمسيء كما في الفقه محسن ومسيء وكما في علوم العقيدة أو الحديث وغيرها من علوم الشرع الشريف كذلك ـ ورأينا كيف اعتذرا لمن تنسب إليهم أقوال كـ أنا الحق أو سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ـ كما أتحفنا الشيخ ابن القيم ببعض كرامات شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: مقابلة مع شيخ الإسلام ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:27 pm | |
| مقابلة مع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه نسأله فيها عن التصوف والصوفية , يحظرها تلميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية شاركنا ببعض آراءه . حزيران , 200812 كتبها خادم العلم - نبدأ اللقاء طالبين من شيخ الإسلام التكرم بتعريفنا ببداية أمر التصوف مشكورا ؟ - الحمد للّه.أما لفظ (الصوفية): فإنه لم يكن مشهورًا في القرون الثلاثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك، وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ؛ كالإمام أحمد ابن حنبل، وأبي سليمان الداراني، وغيرهما. وقد روى عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - هل يمكننا أن نعتبرهم أفضل من الأنبياء, أو صحابة رسول الله أو العكس هل يمكن أن نعتبر الصوفية فرقة ضالة ؟ - من جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ، ضال مبتدع، ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع. (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - لكن هناك قوم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق ولهذا ليس عندهم بعد الأنبياء أفضل من الصوفي ؟! - ( أجاب منكرا هذا الغلو وواضعا النقاط على الحروف ) هو في الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه، فكان الصديق من أهل هذه الطريق، كما يقال: صديقوا العلماء، وصديقوا الأمراء، فهو أخص من الصديق المطلق، ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم. فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين: إنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضًا، كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة اللّه ورسوله بحسب اجتهاده (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - ما رأي فضيلتكم بالمتصوفة ؟ وهل يصح وصفهم بالصديقية ؟ - وقد يكونون من أجلِّ الصديقين بحسب زمانهم، فهم من أكمل صديقي زمانهم، والصديق في العصر الأول أكمل منهم، والصديقون درجات وأنواع؛ ولهذا يوجد لك منهم صنف من الأحوال والعبادات، حققه وأحكمه وغلب عليه، وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه. (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - لكن تنازع الناس في طريقهم؛ فطائفة ذمت (الصوفية والتصوف). وقالوا: إنهم مبتدعون، خارجون عن السنة وطائفة غلت فيهم، وادعوا أنهم أفضل الخلق، وأكملهم بعد الأنبياء كما أسلفنا لكن نريد منك مزيد من التوضيح لأهمية هذه النقطة لو تكرمت . - كلا طرفي هذه الأمور ذميم. و(الصواب) أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب. ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه. (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - لكن نرى أنه قد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ؟ - ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلا؛ فإن أكثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق. مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره. كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في (طبقات الصوفية) وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد. فهذا أصل التصوف. ثم أنه بعد ذلك تشعب وتنوع، (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - لو أوضحت لنا ما تعني بالتشعب والتنوع ؟ - صارت الصوفية (ثلاثة أصناف): صوفية الحقائق وصوفية الأرزاق وصوفية الرسم. فأما (صوفية الحقائق): فهم الذين وصفناهم. وأما (صوفية الأرزاق) فهم الذين وقفت عليهم الوقوف. كالخوانك فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق , وأما ( صوفية الرسم ): فهم المقتصرون على النسبة،فهمهم في اللباس والآداب الوضعية، ونحو ذلك فهؤلاء في الصوفية بمنزلة الذي يقتصر على زي أهل العلم وأهل الجهاد ونوع مَّا من أقوالهم وأعمالهم بحيث يظن الجاهل حقيقة أمره أنه منهم وليس منهم. (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - ما رأي فضيلتكم بأقوال بعض الصوفية كقولهم ما في الجبة إلا الله أو سبحاني سبحاني ؟ - ( وهنا أسهب شيخ الإسلام لأهمية الموضوع ثم أحالنا لمزيد من الإستفاضة في هذا الموضوع لمجموع فتاواه بعد أن قال قد يقع بعض من غلب عليه الحال في نوع من الحلول أو الاتحاد؛ فإن الاتحاد فيه حق وباطل لكن لما ورد عليه ما غيب عقله أو أفناه عما سوى محبوبه ولم يكن ذلك بذنب منه : كان معذورا غير معاقب عليه ما دام غير عاقل فإن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق ؛ وإن كان مخطئا في ذلك كان داخلا في قوله : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } وقال : { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } . وهذا كما يحكى أن رجلين كان أحدهما يحب الآخر فوقع المحبوب في اليم فألقى الآخر نفسه خلفه . فقال : أنا وقعت فما الذي أوقعك ؟ فقال : غبت بك عني فظننت أنك أني . فهذه الحال تعتري كثيرا من أهل المحبة والإرادة في جانب الحق وفي غير جانبه وإن كان فيها نقص وخطأ فإنه يغيب بمحبوبه عن حبه وعن نفسه وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن عرفانه وبمشهوده عن شهوده وبموجوده عن وجوده فلا يشعر حينئذ بالتمييز ولا بوجوده ؛ فقد يقول في هذه الحال : أنا الحق أو سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ونحو ذلك وهو سكران بوجد المحبة الذي هو لذة وسرور بلا تمييز . وذلك السكران : يطوى ولا يروى إذا لم يكن سكره بسبب محظور . (مجموع فتاوى ابن تيمية ) - نعم كشطحات بعض المشايخ …. ( وهنا قاطعني مستأنفا ) - شطحات بعض المشايخ : كقول بعضهم : أنصب خيمتي على جهنم ونحو ذلك من الأقوال والأعمال المخالفة للشرع ؛ وقد يكون صاحبها غير مأثوم وإن لم يكن فيشبه هذا الباب أمر خفراء العدو ومن يعين كافرا أو ظالما بحال ويزعم أنه مغلوب عليه . ويحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غير محرم فلا جناح عليهم فيما يصدر عنهم من الأقوال والأفعال المحرمة بخلاف ما إذا كان سبب زوال العقل والغلبة أمرا محرما . (مجموع فتاوى ابن تيمية )
| |
|