javascript:emoticonp(':16:')
ان "الانفاق" أحب إلي عثمان بن عفان رضي الله عنه من الإمساك. جهز جيش العسرة. ويشتري بئر رومة. كان يمتلكها يهودي ويمنع المسلمين عنها. يقول عنه صلي الله عليه وسلم: "ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا" وكان يقول: "لولا أني خشيت أن يكون في الإسلام ثفرة أسدها بمالي ما جمعته". ردا لماذا أنت حريص علي جمع المال.
? وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. مثل بارز في الزهد والتقشف. والدعوة إليها يقول لابن الخطاب لما طلب منه الأخير النصيحة "إذا أردت أن تلقي صاحبك. فرقع قميصك واخصف نعلك. وقصر أملك وكل دون الشبع".
ونحن لا نجد بذور الحياة الروحية الإسلامية مغروسة في قلب النبي صلي الله عليه وسلم. وصحابته من الخلفاء الأربعة فحسب. وإنما نجدها أيضا في قلوب صحابته من غير الخلفاء. أهل الصفة. أبو هريرة. معاذ بن جبل. سلمان الفارسي. أبو ذر الغفاري. أبو عبيدة بن الجراح. أنس بن مالك. عبدالله بن عمر. وغيرهم.
والإنسان اليوم بحاجة إلي ما يرضي عقله ويشبع روحه ويعيد إليه ثقته بنفسه. وطمأنينته التي بدأ يفقدها في زحمة الحياة المادية. وما فيها من ألوان الصراع العقائدي المختلفة. ولهذا يحقق معني إنسانيته. والتصوف ليس هروبا من واقع الحياة. كما يقول خصومه. وإنما هو محاولة من الإنسان للتسلح بقيم روحية. تعينه علي مواجهة الحياة المادية. وتحقق له التوازن النفسي. حتي يواجه مصاعبها ومشكلاتها. وبهذا المفهوم يصبح التصوف ايجابيا لا سلبيا. مادام يربط بين حياة الإنسان ومجتمعه.
ونحن واجدون في التصوف الاسلامي كثرة من المباديء الايجابية التي تحقق تطور المجتمع إلي الأمام من بين هذه الكثرة وأولها. أنه يؤكد علي ضرورة محاسبة الإنسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفضائل. ومنها أنه يجعل نظرة الإنسان إلي الحياة معتدلة. ومن مفردات هذا الاعتدال. يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية. يأخذ منها الإنسان كفايته. التي حدها له الشرع. ولا يخضع لعبودية حب المال والجاه. ولا يستعلي بهما علي الآخرين واستمع معي إلي قوله تبارك وتعالي:
"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسي نصيبك من الدنيا. وأحسن كما أحسن الله إليك. ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين..".
أدعو الخالق الواحد في علاه. أن يعيد إلي قلب الإنسان المعاني. المعذب.. المسرة وإلي العقل الإنساني العائش المغرور. الساعي إلي الهيمنة. المستعلي علي غيره. النافي لسواه. الرشد. والحكمة. والبصيرة.
اللهم ندعوك بكل لسان أنت خلقته وأنطقته. أن تجعل. يارب الجميع. علي الأرض السلام. :16: