عذل العواذل فى هواك وشنعوا... قصيدة لسيدى سلامة الراضى

عذل العواذل فى هواك وشنعوا
وتطاولوا فى لومهم وتوسعوا
وتقولوا زورا وقالوا قد سلا
والله قد كذبوا وضلوا وادعوا
وهواك مامر السلو بخاطرى
إن السلو لردة بل أشنع
أوما رأوا دمعى وسهدى والجوى
هل كل هذا فى الهوى تصنع
لكنهم لما عموا لم يبصروا
واستحسنوا التشنيع فى وأجمعوا
والحال يشهد أننى بك مغرم
وشريف علمك بعد هذا أرفع
لما رأونى لاأصدق عذلهم
ظنوا الوشاية فى المحبة تنفع
زعموا بأنك لاتميل لعلشق
وبكا العيون على هواك مضيع
فأجبتهم مالحب صنعة مغرم
بل نظرة من حبهم فتولعوا
قالوا وكيف تحب من سكن العلا
وعن التنزل عندنا يترفع
تقضى زمانك باكيا متذللا
وتظن إدراك المحال وتطمع
كم من فتى أضناه حسن جماله
وقضى ولم يجد البكاء وينفع
هيهات تطمع فى نوال وصاله
هل أنت عند البدر يوما ترفع
ماكل من يأتى حماه يحبه
لكن يقرب من يشاء ويمنع
ولربما هجر الألوف ببابه
وأحب غرا فى الإساءة يرتع
فاربأبنفسك واصغ واسمع نصحنا
إن اللبيب لكل نصح يسمع
تعجبت منهم ضاحكا مستغربا
إذ أغرقوا فى لومهم وتسرعوا
هل كنت أرضى أن أعيش معذبا
من بعده فى كل آن أفزع
أرضى بحكم معذبى مستسلما
لقضائه والقثلب فيه مروع
وأرى شقائى فى هواه سعادتى
والنفس من كأس البلى تتجرع
لكن محبوبى أشار بطرفه
فغدا فؤادى فى الهوى يتقطع
أتلوم من فى الأسر يأتى معذبا
حيران يدهش فى الجمال ويصرع
يمسى ويصبح تائها متولها
نمت عليه لدى العواذل أدمع
كلفتنى أمرا محالا ظالما
وظننت أنى بالسفاسف أخدع