قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: الرهبنة المصرية الأحد مايو 31, 2009 12:06 pm | |
| رغم -: أن كثيرين سبقوه وعاشوا حياة البتولية ولكن في بيوت بعيدة عن القري وليس في الصحراء ولقد ذاع صيت القديس أنطونيوس وملأ البلاد المصرية فذهب إليه الكثيرون من النساك وهرع إليه المؤمنون لنوال البركة وسرعان ما شيدت الأديرة في الصحراء الشرقية والغربية وبلاد الصعيد وبرزت أسماء قديسين ومنهم القديس مقار مكاريوس والقديس باخوم باخوميوس الذي كان له الفضل في وضع قوانين الرهبنة الصارمة والدقيقة والقديس شنودة رئيس المتوحدين واستطاع هؤلاء القديسين أن يحملوا رسالة المسيح له المجد في أحرج الأوقات ويتركوا لنا كل الصفات الفاضلة من محبة وصبر وتواضع وطاعة وكل الأخلاق السامية وما تعتز به الروح المسيحية. ولم يضع القديس أنطونيوس قوانين لمن يرغب الترهب بل كان كل راهب حر في أن ينتهج لنفسه الخطة التي تناسبه علي النحو الذي يحبه. وكان أول دير أنشأه هذا القديس سنة 305 ميلادية وتبعه القديس باخوم الذي أنشأ أول شركة ديرية سنة 318 ميلادية ثم القديس مقار تلميذ الأنبا انطونيوس ما بين عامي 340 و360 ميلادية علي نظام تجمع المتوحدين. أما القديس باخوم فقد وضع قوانين للرهبنة وجعل العفة والطاعة والفقر الاختياري شعارًا للراهب.. ونظم للرهبان عيشة مشتركة بدلاً من عزلة كل راهب علي حده ولهذا لقب من الكنيسة بـ أب الشركة وحول البراري إلي أماكن عامرة بالأديرة التي وضع تصميم مبانيها بنفسه وعمل لها النظم التي تضمن حسن الإدارة فازدهرت هذه الأديرة ونمت. وفي الحقيقة أن القديس باخوم قد كسب كثيرًا من أيام خدمته في الجندية مثل حبه للنظام وحسن الترتيب فقد كان جنديا مصريا باسلا من جنود المملكة الرومانية واعتنق المسيحية في أواخر القرن الثالث الميلادي لما لمسه في أهلها من عطفهم علي الغرباء والمساكين ومقابلة الإساءة بالإحسان والحقد بالتسامح والصفح فتأثر جدًا بتلك الفضائل ولم يكتف باعتناق المسيحية بل شملته واحتوته العناية الربانية فترك العسكرية وتجند للسيد المسيح ومعه جيش لا لمحاربة الأعداء الظاهرين بل لمقاومة الأعداء الخفيين والجهاد في خلاص النفوس. وقد سارت الرهبنة علي النظم والقوانين التي وضعها القديس باخوميوس وانخرط كثيرون في سلك الرهبنة وانعزلوا في الأديرة للتفرغ للعبادة والكتابة والتأليف والعلوم والأشغال اليدوية. بعد أن تأسست الكنيسة في الإسكندرية عاصمة مصر في العصر الروماني ظهر بين اليهود المنتصرين ثم المصريين المسيحيين نظام التبتل والعبادة المنفردة خارج المدن وخصوصًا حول بحيرة مريوط جنوب الإسكندرية كاستجابة عملية لوصايا السيد المسيح النسكية. لكن الرهبنة المصرية بوصفها المنظم ومبادئها الروحية ونظمها الإدارية تبدأ بالقديس انطونيوس والقديس باخوميوس باخوم من بعده. لذلك تعتبر مصر مهد الرهبنة المسيحية في العالم وعن مصر أخذت جميع الدول النظام الرهباني المصري كمؤسسة شعبية وكنسية في وقت واحد.. كان لها التأثير المباشر والعميق علي الحياة المسيحية في العالم كله سواء من الناحية الروحية لفهم الإنجيل أو من الناحية العملية في تطبيق الإنجيل علي الحياة اليومية. الأديرة العربية والغربيةجاء القديس هيلاريون وتتلمذ علي يد الأنبا أنطونيوس وعاد إلي بلاده وأنشأ أديرته الأولي في غزة ثم كل فلسطين. - جاء القديس أوكين وتتلمذ علي يد القديس أنطونيوس ثم عاد ومعه سبعون راهبًا مصريا من أولاد أنطونيوس وبنوا أديرة الموصل وبشروا بين الآشوريين وكانوا أعمدة نورانية في الشرق البعيد جاء القديس أفرآم معلم الكنيسة السريانية وتعلم رهبانيته الأولي في أسقيط مصر وادي النطرون وعاش فترة مع القديس بيشوي أحد أولاد الأنبا مقار مكاريوس ثم عاد إلي بلاده مملوءًا بالمحبة المسيحية جاء القديس باسيليوس الكبير هو باكورة آباء كبادوكيه العظام وشرب الرهبنة من أقباط مصر وعاد إلي قيصرية الجديدة سنة 358 ميلادية وبدأ حياته التوحدية بتنظيم الرهبنة ووضع قوانينها. فقد انتشرت فضائل وتعاليم رهبان مصر في إيطاليا وفرنسا وألمانيا حيث بنيت الأديرة الأولي هناك علي نظام الرهبنة المصرية. ومن أشهر قديسي الغرب.. يوحنا كاسيان الفرنسي الأصل الذي عاش فترة في برية تانيس جنوب بحيرة المنزلة ثم برية ديوكليس جنوب بحيرة البرلس ونتريا جنوب بحيرة مريوط ثم وادي النطرون ويعود إلي فرنسا ويؤسس ديرين في مرسيليا علي نفس طريقة رهبان برية شيهت وذلك سنة 415 ميلادية. :: - -: جاء القديس جيروم 34- 40 ميلادية ومعه الأرملة «باولا» واحدة من ثريات إيطاليا وعاشا معا وتتملذا لمدة طويلة علي أيدي رهبان مصر وتقابلا مع القديس مقار الكبير ورحلا إلي أورشليم حيث كتب جيروم كتابًا عن تاريخ الرهبان. : وقد جاء كذلك روفينوس ومعه ميلانيا الإسبانية سنة 371 ميلادية وتتملذا علي أيدي أكابر الآباء مقار واسيذوروس وبامو وسجل أعمال الآباء وأقوالهم وتراجم حياتهم ثم ترجم الثراث القبلي من اللغة اليونانية إلي اللغة اللاتينية فكان لذلك تأثير كبير في نشر ثقافة الرهبان المصريين في كل بلاد الغرب. القديس العظيم أغسطينوس 354- 430 ميلادية أمير المتصوفين في العالم أسقف هيبو وأحد عظماء آباء الكنيسة الذين نشروا فكر المسيحية في الشرق والغرب علي مدي التاريخ وحتي يومنا هذا. وقد تأثر جدًا بكتاب «حياة القديس أنطونيوس» وبعدها اعتزل العالم وأسس أول دير له في تاجوستا بشمال أفريقيا وبعدها أمسكوه وجعلوه أسقفًا علي هيبو. ومنذ ذلك الوقت وروح الرهبنة المغموسة بالتصوف العميق واضحة في كل مؤلفاته وأعماله ومبادئه التي صارت نبعًا عذبًا للتأمل والحب للكنيسة في جميع أنحاء العالم حتي اليوم وجيه رمزي_ نقله الفنان قدرى عن جريدة القاهرة | |
|