منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو انمار




ذكر
عدد الرسائل : 8
الموقع : العراق
تاريخ التسجيل : 30/05/2009

مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية   مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Emptyالأحد يونيو 14, 2009 6:42 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



مصطلح الطريقة في اللغة والاصطلاح وفي التاريخ الإسلامي (1)





مقدمـــــــــة

ﭐلحمد لله وﭐلصلاة وﭐلسلام الأتمان الأكملان على حبيبه ومصطفاه ﭐلوصف وﭐلوحي وﭐلرسالةِ وﭐلحكمة وعلى وآله وصحبه وسلم تسليماً .

في هذه المرحلة من تاريخنا الإسلامي المعاصر التي يمكن ان توصف بأنها مرحلة حرجة من حياة الأمة ، نجد أنفسنا ملزمين بأن نوضح معالم الطريق الذي يقود إلى حالة التوازن في الأمة لتنال عزتها في الدنيا وكرامتها في الآخرة ، ونجد أنفسنا ملزمين بذكر مكامن القوة الروحية في ديننا الإسلامي العظيم ، والتي بامكانها ان تدفع المسلمين إلى أعلى مراقي الرفعة والرقي ، تلك القوة الباطنة التي ما ان تجد المنفذ المناسب حتى تملأ النفس بأنفاسها العطرة ، جاعلة من المادة - في نظر المرء – مجرد وسيلة يجب تطويعها لغرض الصلاح النفسي والإصلاح الاجتماعي . فالجيل المعاصر ، المنبهر بحضارة الآخر وتقدمه ، المنغمس في الموجة المادية التي صارت مسيطرة على اغلب نواحي الحياة ، ينبغي عليه فيها ان يفهم ويفقه في جوهر الرسالة المحمدية ، حقيقة روحية عظمى ، قادرة على الربط المتوازن بين الجانب الروحي لدينه والجانب الحضاري الذي يعاصره .

لقد كانت سنة (1) سيدنا محمد (صلى الله تعالى عليه وسلم) في وقتها تجسيداً مثالياً ومتكاملاً لإمكانية تحقيق الانسجام مع كل ما في الكون من أشياء , وإمكانية التفاعل بالقول والفعل مع الآخر , ذلك الانسجام الذي يسير بالإنسان قدما نحو تحقيق إنسانيته الكاملة وأهليته للخلافة على الأرض.

فالطريقة التي تحمل كل المعاني الإسلامية الجامعة لخير الإنسان في الدنيا والآخرة وعلى كافة المستويات الروحية والاجتماعية ، وتاريخها وحقائقها هي الغاية من رسالتنا هذه ، داعين المولى جل وعلا ان يحقق الغاية المرجوه منها ، والله والي التوفيق .



مصطلح الطريقة في اللغة والاصطلاح

لم يختلف المعنى الاصطلاحي للفظ ( الطريقة ) عند الصوفية عن معناه في اللغة ، فالطريقة في اللغة هي الأسلوب او المسلك الذي يوصل إلى المقصود بسهولة ويسر(2) ، وهي عند الشيخ محمد الكسنزان (قدس الله سره) : المنهج او الأسلوب الذي يستنبطه شيخ الطريقة من الكتاب والسنة المطهرة لتطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا كاملا بظاهرها وجوهرها ، فمعنى الطريقة في الاصطلاح الصوفي اخص من معناه اللغوي.



مصطلح الطريقة في التاريخ الإسلامي

متى ظهرت الطريقة في الإسلام ؟ ولماذا ظهرت ؟ سؤال تقليدي يتبادر إلى أذهان كثير من الناس . ومن ناحية أخرى فإن البعض الآخر يتساءل : لو كانت الطريقة صحيحة ، فلماذا لم يأمر بها رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) ؟ ولماذا لم يصرح بها وبمناهجها وأساليبها التي تنوعت وتعددت بحسب المشارب والمسالك ؟

الحقيقة ان هناك لبسا شائعا عند الناس حول هذه المسألة ، فهناك فرق كبير بين ظهور مصطلح الطريقة كلفظ دال عليها ، وبين وجود الطريقة كحقيقة شرعية إسلامية رافقت ظهور الإسلام من بواكيره الأولى إلى انتقال حضرة الرسول الأعظم (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، وتوريثه علومه وأنواره لخلفائه ونوابه من بعده .

صحيح ان لفظ الطريقة لم يشتهر في عصر الظهور المحمدي ، ولكن هذا لا يعني ان جوهرها وحقيقتها لم يكن موجودا . فلفظ الطريقة لا يختلف عن كثير من الألفاظ الإسلامية التي كانت موجودة بحقيقتها دون اللفظ الاصطلاحي الدال عليها ، ففي زمن الرسالة كان بعض الصحابة الكرام يتعاهدون قراءة القرآن الكريم وتجويده وترتيله آناء الليل وأطراف النهار وقد صار شغلهم الشاغل ، ولكنهم لم يشتهروا بلفظ ( القراء ) وقتها ، وكذلك كان هناك من يجتهد ويستنبط الأحكام الشرعية في بعض المسائل الفرعية ، ولكنهم لم يتسموا وقتها بالفقهاء ، ولم يطلق على ما اختصوا به وتفردوا في فهمه مصطلح ( علم الفقه ) الا في القرن الهجري الثاني ، فماذا يعني ذلك ؟

ذلك يعني ان جوهر العلوم الإسلامية كلها وبضمنها ( علم الطريقة ) كان موجودا في عصر الرسالة الأول ، ولكنها غير مشهورة بالتسميات التي تعارف عليها أصحاب كل علم فيما بعد ، فما ينبغي ان يوضع في الحسبان أن إطلاق اسم معين على حالةٍ كالطريقة ، ليس كإطلاق اسم معين على مولود
جديد ، بل يمر ذلك الإطلاق بتطورات تبعاً لتطور ذلك المفهوم . وغني عن الذكر أن تخصص كل جماعة من العلماء بعلم من علوم الشريعة الإسلامية لا يعني البتة تركهم لبقية العلوم ، فكان كل منهم يقرأ القرآن ويحفظ الحديث النبوي الشريف ، ويتعلم أحكام الفقه ، ويجاهد نفسه في سبيل الحضور مع الله والتحقق بمقام الإحسان . وكذلك تمسك الجميع ببقية العلوم الإسلامية التي انتشرت آنذاك على قدر استطاعة كل منهم (3).

لعل قائل يقول : لنفرض ان ذلك صحيح ، وان جوهر العلوم الإسلامية كان موجودا في العصر الأول ، ولم تتفرع وتظهر معالمها الا بعد الحاجة لها في القرن الثاني ، فهل ان الطريقة كانت من ضمن تلك العلوم ؟

في صدد الإجابة على هذا السؤال تناول العديد من الصوفية نصا للحافظ محمد صديق الغماري يقول فيه بأن أول من أسس الطريقة هو الوحي السماوي من جملة ما أسس من الدين المحمدي ، وذلك لأنها – كما يرى – مقام الإحسان ( ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك ) وهذا المقام هو ثالث أركان الدين بعد الإسلام والإيمان التي بينها حضرة الرسول الأعظم (صلى الله تعالى عليه وسلم) في حديث جبريل والذي قال فيه ] هذا جبريل u أتاكم يعلمكم دينكم [ (4)، مؤكدا على ان من أخل بهذا المقام ( الإحسان ) الذي هو الطريقة فانه لم يبلغ مراتب الكمال لتركه ركن من أركان الدين ، فغاية ما تدعو اليه الطريقة وتشير اليه هو مقام الإحسان بعد رسوخ الإسلام والإيمان (5) .

وهذا النص ، وان كان يؤيد ما نذهب اليه من ان جوهر الطريقة نابع من جوهر الرسالة الإسلامية ، الا انه في رأينا لا يعطي الأبعاد الحقيقية لمصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية ، لأنه يقصر مفهوم الطريقة في الإسلام على ركن واحد من أركان الدين وهو ركن ( الإحسان ) والحقيقة ان مفهوم الطريقة متعلق باركان الدين الثلاثة ( الإسلام الإيمان الإحسان ) تعلق اللازم بالملزوم ، فهي ليست تطبيقا لمقام الإحسان فقط كما يتصور البعض ، وانما هي تطبيق لمقام الإسلام أولا ، ثم الإيمان ، وأخيرا الإحسان ، اذ لا إحسان بلا إسلام وإيمان . فالطريقة هي التطبيق الامثل والأكمل لأركان الدين الثلاثة بلا فصل او تجزئة . فاذا كان الوحي السماوي قد نزل بها كما ورد في حديث جبريل وهو ما نعتقد به ، فأنه نزل بمقاماتها الثلاث مجتمعه .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - المقصود بالسنة كل ما صدر عن رسول الله < من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية ، وهذا يعني كل ما ينسب إليه < ، أما بالنسبة للمتبع لرسول الله < فيما صدر عنه فيسمى سلوكه طريقة عند الصوفية .

(2) - أنظر : المعجم العربي الأساسي – جماعة من كبار اللغويين العرب بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – جامعة الدول العربية – لاروس – 1989- ص 792 .

(3) - انظر : الطريقة العلية القادرية الكسنـزانية - الشيخ محمد الكسنـزان - صنعاء - ص 78-79 .

(4) - جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه – دار إحياء التراث العربي – بيروت – ج1 ص 39 .

(5) - المحدث محمد صديق الغماري – الانتصار لطريق الصوفية – ص 6 .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :

كتاب مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية - سلسلة إصدارات الطريقة العلية القادرية الكسنزانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.u-iraq.org/vb
ابو انمار




ذكر
عدد الرسائل : 8
الموقع : العراق
تاريخ التسجيل : 30/05/2009

مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية   مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 3:12 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

تعدد الطرائق

لما كانت الطريقة هي التطبيق العملي لأركان الدين الثلاثة : الإسلام والإيمان والإحسان ، ولما كان لكل مسلم أسلوبه الخاص في تطبيق تلك الأحكام من الناحية الروحية ، فهذا يعني ان لكل مسلم طريقة خاصة به تربطه بالله تعالى ، وتوصله اليه سبحانه ، ولهذا قيل : ( الطرائق بعدد أنفاس الخلائق ) (1) ومعناه ان سلوك كل فرد إنما يكون بحسب استعداده وقابليته كما يشعر به ، أي ان كل مخلوق له أسلوبه الخاص في الارتباط مع الله تعالى ، وهذا الارتباط يصفه الشيخ محمد الكسنـزان (قدس الله سره) بعلاقة الإيمان حيث يقول : ما هي الطرق إلى الله ؟

انها قطعا ليست طرقا مادية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .. انها طرقٌ روحية ، وهي حالات الإيمان التي تربط العبد بربه ، فلا يربط العبد بالله تعالى شيء الا الإيمان والعمل الصالح ، فمن كان مؤمنا حقا عاملا للصالحات ، كان له طريقٌ يقربه إلى الله تعالى ، ومن كان ضالا عاملا للمنكرات كان له طريق آخر يبعده عن الله تعالى . ولما كان الإيمان والعمل نسبيين في العباد ، ويختلفان من شخص لآخر ، كان لكل عبد طريقة خاصة به تربطه مع الله تعالى .

يتبين من كلام الشيخ محمد الكسنـزان (قدس الله سره) ان الطريقة هي الإيمان والعمل الصالح ، ومن خلال نسبية الإيمان والعمل الصالح يتحدد قرب العبد من ربه او بعده عنه . فهل يتنافى هذا الفهم أو هذا الاعتقاد لمصطلح ( الطريقة ) مع شيء مما جاءت به الشريعة الإسلامية ؟ ام ان التعمق في الأمر يكشف ان الطريقة جوهر الشريعة والشريعة منبع الطريقة ؟

عن عوف بن مالك t قال : كنا عند رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) تسعة فقال : ] ألا تبايعون رسول الله [ ، وكنا حديث عهد ببيعة ، فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : ] ألا تبايعون رسول الله ؟[

فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : ] ألا تبايعون رسول الله ؟[ .

قال : فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟

قال : ] على ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وان لا تسألوا من الناس [ فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط احدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه (2) .

مرت سنوات وافتقر العديد من هؤلاء ولكنهم لم ينسوا عهدهم الذي بايعوا عليه ، فقد كانوا لا يسألون الناس شيئا ابدا حتى ان احدهم لو سقط سوطه على الأرض وهو على ظهر ناقته أو جواده فلا يسأل أحدا ان يناوله اياه ، بل ينـزل من دابته ليلتقط السوط بنفسه ، وبالطبع يمكننا ان نتصور ان واحدا من هؤلاء النفر الذين بايعوا رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) تلك البيعة لم يطلب ولو قدح ماء من أي شخص (3) .

أين الطريقة هنا ؟ وما علاقة الحديث بمفهوم الطريقة الشامل ؟

قلنا : الطريقة هي التطبيق الكامل لأركان الدين ، وقد اشترط رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) على هؤلاء النفر ان يعاهدوه على جانبين أساسيين :

الأول : الجانب العبادي والاعتقاد ، متمثل بشرط العبادة والتوحيد والصلاة .

والثاني : الجانب العملي المتجسد الطاعة في كل شيء وخصوصا عدم سؤال الناس أي شيء ، أي لا يطلب احدهم من احد أي شيء مهما كان بسيطا .

هذا هو عهدهم مع الله تعالى على يد رسوله (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، وهذا هو طريقهم الذي رسمه لهم حضرة الرسول (صلى الله تعالى عليه وسلم) وعلى أساس تطبيقه تتحقق مراتبهم ومنازلهم ] وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [ . الطريقة مع هؤلاء عبادة واعتقاد وعمل في اطار الطاعة لله ورسوله وأولي الأمر منهم .

ولو تعمقنا قليلا في فهم الشرط الأخير من شروط هذه المعاهدة لرأينا فيه وسيلة عجيبة لرفع مرتبه هؤلاء النفر في أركان الدين الثلاثة (الإسلام الإيمان الإحسان) ..كيف ؟

في الحالة الاعتيادية كم يحتاج الإنسان ان يسأل الناس مساعدتهم في صغير الأمور وكبيرها ؟

تكاد تكون كثيرة وكثيرة جدا .. هنا وكلما احتاج احد أولئك النفر ان يسأل أحدا شيئا او يطلب منه شيء حضر إلى عقله وقلبه عهده مع رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، فيمنعه ذلك الحضور من ذلك السؤال ، ويعمله بنفسه ، وهذا الحضور لرسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، هو حضور مع الله تعالى ، وهذه الطاعة لرسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) ، هي طاعة لله تعالى : ] مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [ ، وهذه التربية على عدم الاعتماد على الناس في صغير الأمور وكبيرها تربي العبد على التوكل على الله تعالى وعلى اللجوء إليه قلبيا في كل لمحة ونفس ، فبهذا العهد الخاص وهذه البيعة الخاصة وهذه الطريقة ، رسم رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) لهؤلاء النفر من الصحابة منهجا ومسلكا يحققهم باركان الدين الثلاثة : الإسلام الإيمان الإحسان .

الإسلام : حين يعبدون الله لا يشركون به شيئا ويؤدون فرائضه في أوقاتها .

الإيمان : تمسكهم بما عاهدوا عليه الله ورسوله .

الإحسان : الحضور الدائم مع الله تعالى من خلال تذكرهم لله في كل حاجة يحتاجون سؤال الناس فيها .

وهذا هو معنى الطريقة بالنسبة لهؤلاء النفر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- المنقذ من الضلال لأبي حامد الغزالي – تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود – دار الكتب الحديثة - ص 195 – 196 .

(2)- رواه الإمام مسلم - باب الزكاة – ج2 ص 721 .

(3)- النور الخالد محمد < مفخرة الإنسانية - محمد فتح الله كولن – دار النيل – القاهرة - ج1 ص 408 .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : كتاب مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية - سلسلة إصدارات الطريقة العلية القادرية الكسنزانية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.u-iraq.org/vb
ابو انمار




ذكر
عدد الرسائل : 8
الموقع : العراق
تاريخ التسجيل : 30/05/2009

مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية   مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية Emptyالسبت يونيو 20, 2009 3:18 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

تعدد الطرائق

ولنأخذ مثالاً آخر :

روي الإمام البخاري في صحيحة والترمذي أن حكيم حزام t قال : سألت رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال : ] يا حكيم : ان هذا المال خضر حلو ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى [ .

قال حكيم فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا (1) .

فكان ابو بكر يدعو حكيما ‏ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن ‏ ‏عمر ‏ ‏دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل
فقال : يا معشر المسلمين اني اعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفئ فيأبى ان يأخذه ، فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) حتى توفي رحمه الله (2) .

للتربية الروحية طرقا متعددة ، وتتبين لنا مصداقية ذلك هنا ، فحالة حكيم تختلف جملة وتفصيلا عن حالة النفر من الصحابة في الحديث السابق ، فقد كان حكيما على ما يبدو محبا للمال ، متعطشا له ، نفسه متعلقة به ، ولا شك ان رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) عرف بنوره الرباني هذا الأمر ، فحدثه على ما في نفسه ، وكاشفه بموطن علته ، فنـزل رَوح كلامه (صلى الله تعالى عليه وسلم) كالدواء الشافي على العلة الخفية في نفس حكيم ، فلم يستطع الا الاستجابة للطب النبوي ، فكانت ردة فعله شفاءه من ذلك الطمع المغروس في النفوس ، حتى انه عفت نفسه عن حقه المقسوم له ، اذ لم يعد يريد من الدنيا شيئا الا من كسبه وجهده .

والذي نراه ان في موعظة رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) سرا ربانيا وقوة روحية ، فإذا أراد ان يعالج بها من يراه أهلا لها ، فان أثر بركتها ونورانيتها تبقى حاضرة في القلب والنفس ، تعطي ذلك الصحابي من الهمة والقوة والعزيمة على الاستمرار على الطاعة مما لا تفعله الآف المواعظ المجردة عن تلك القوة الروحية والبركة المحمدية. فالطريقة التي أخذها الصحابي الجليل حكيم بن حزام من رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) كانت سببا في عفته وورعه واستقامته ، وكانت سببا ايضا في حضور أمر رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) في داخله إلى مماتهt .

ان ما حصل مع حكيم ليس مجرد موعظة أثرت في نفسه وحملته على فعل ما فعل ، فكم يسمع من يريد الموعظة وعظ الواعظين فلا يتعظ ، ولا يطبق ..

ولأن كان رسول الله < وصف لحكيم ما وصف لمعرفته ان في ذلك شفاء لنفسه وسلامة لقلبه ، فانه قد وصف أمرا آخر لرجل جاء يسأله قائلا : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ ، فاخبرني بشيء أتشبث به . فقال له رسول الله < : ] لا يزال لسانك رطبا بذكر الله [ (3) ، فلماذا لم يأمره بكثرة صلاة او أي أمر آخر ؟ لأن الذكر الكثير هو ما يناسب حال هذا العبد ، ويكفي ان نشير هنا إلى حديث رسول الله < الذي يقول فيه : ] كل ميسر لما خلق له [ لندرك ان المرشد الروحي يساعد الإنسان على ما خلق له ، فيرشده إلى الطريق الأقصر الذي يقربه من ربه عز وجل .

ان هذه الأحاديث النبوية الشريفة فيها دلالة واضحة على تعددية الطرق إلى الله تعالى وتأكيد لمقوله ( الطرائق بعدد أنفاس الخلائق ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- رزأ الرجل ماله : أصاب منه شيئا مهما ، المنجد في اللغة والأعلام – منشورات دار المشرق– بيروت – ط29- ص257.

(2)- صحيح البخاري – كتاب فرض الخمس – تحقيق الدكتور مصطفى ديب البغا - دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت – ط3 – 1987 – ج3 - ص 1145 .

(3)- الترمذي – كتاب الدعوات – دار احياء التراث العربي – بيروت – ج5 - ص 458

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : كتاب مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية - سلسلة إصدارات الطريقة العلية القادرية الكسنزانية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.u-iraq.org/vb
 
مصطلح الطريقة في الشريعة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  واحة الكسنزان-
انتقل الى: