جماعة أنصار السنة فوجئت بهذا الهجوم المباغت عليها من الطريقة العزمية، وعقدت اجتماعا طارئا لمناقشة هذا الهجوم وبحث كيفية الرد عليه.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا خرجت الطرق الصوفية عن منهجها التسامحي الآن واتهمت بالتكفير والإقصاء؟ والسؤال الثاني: هل بالفعل أفتى الشيخ عبد الرازق عفيفي أو أي من "أنصار السنة" بتكفير الحاكم طوال تاريخها الممتد لنحو أكثر من 83 عاما؟
الراصد للصوفية وأنصار السنة والتيار السلفي عامة يلاحظ أن الصراع الفكري بينها قائم منذ سنوات طويلة، ويظهر حينا ويختفي أحيانا، ولكن مع تسارع وتيرة الزمن وظهور الفضائيات السلفية وشبكة الإنترنت ظهر الصراع أكثر، وأصبح كل فريق يحارب الآخر بطريقته، فلم تعد جماعة أنصار السنة تكتفي بمحاضراتها للمنتمين إليها في ساحات مساجدها، بل امتد نشاطها الاجتماعي في الأعمال الخيرية من جهة، وفكرها داخل المنازل من جهة أخرى، وأضحى كلا الفريقين: "أنصار السنة" و"الطرق الصوفية" يتصارعان من أجل البقاء واستقطاب كل فريق لأكبر عدد من شرائح المجتمع.
وفي تفسيره لأسباب التوجس الصوفي، خاصة الطريقة العزمية من التمدد السلفي يقول عبد الحليم العزمي المتحدث باسم الطريقة العزمية لـ"الإسلاميون.نت": إن التيار السلفي في مصر أصبحت له إمكانيات كبيرة مثل الفضائيات السلفية التي دخلت جميع البيوت، ومن خلال هذه الفضائيات والإنترنت استطاع ذلك التيار استقطاب قاعدة عريضة من المجتمع المصري جعلته يتمنهج بأفكارها مما يهدد الوجود الصوفي، ولهذا فإن الصوفية أصبحت في خطر".
ويضيف العزمي: إن "معالم التدين في مصر قد تغيرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ جراء الأفكار التي تنشرها القوى السلفية مثل جمعية أنصار السنة وغيرها في ربوع المجتمع المصري".
وحول اتهام الطرق الصوفية لأنصار السنة بالتكفير يرى عبدالحليم العزمي "أن الجماعة هي التي بدأت هذا الاتهام لنا منذ نشأتها أي منذ 83 عاما ونحن صامتون جيلا وراء جيل، ولكن مع تصاعد المد السلفي لم يعد السكوت مرضيا لنا، خاصة أن أنصار السنة تشوه صورة التصوف وتربطه بالسياسة، وتزعم أن التصوف هو بوابة التشيع، علما أن عدد المتصوفة في العالم يزيد عن 600 مليون صوفي، بينما المتشيعون لا يتعدون 300 مليون".
وبحسب العزمي، فإن السلفيين يقومون بتكفير الصوفية من خلال المنابر الفضائية التي يطلون على الجمهور من خلالها، ويعتبر أنه بـ"ضبط تنظيم التكفير والجهاد مؤخرا، فأفكار هذا التنظيم هي نفس أفكار السلفيين الذين يعملون بحريتهم ولا راد لطموحاتهم".
ويشير عبدالحليم العزمي إلى مصدر الخطورة الذي يواجه الطرق الصوفية قائلا: "لقد أصبحنا لدى كثير من الناس خارجين على الإسلام؛ بسبب أفكار السلفيين المنتشرة داخل البيوت من خلال فضائياتهم".
ولا يبدو أن تلك الحملة من السجال المتصاعد والمناكفات ستتوقف؛ فالمتحدث الرسمي باسم الطريقة العزمية يصر على أن ردودهم على ما يعتبرونه هجومات سلفية لن تتوقف، وأنهم "سيفندون أفكارهم شيخا شيخا منذ تأسيس الجماعة ووصولا إلى أبو إسحاق الحويني وغيره من شيوخ الفضائيات".
وحول مزاعم تكفير الشيخ عبدالرازق عفيفي للحاكم يقول عبدالحليم العزمي: "هذه ليست مزاعم، بل حقيقة مؤكدة ذكرها أيمن الظواهري في كتابه "التبرئة"، فلماذا لا يردون عليه؟ نحن لم نأت بشيء من تأليفنا", ويؤكد أن مواقفهم تأتي في سياق الدفاع عن النفس، وأنهم حاولوا من قبل فتح قنوات حوار مع أنصار السنة، وقاموا بثلاث محاولات في هذا السياق منذ عام 1998 لكن أنصار السنة لم تستجب لهذه الرغبة، حسبما يقول العزمي.