كحرزٍ مقدّسٍ
أودعتُ حلمي
في ثنايا الكلماتِ الشفافةِ المبهمة
ثم خبأته تحتَ وسادتي
تعويذةً سحرية
ألوذُ بها كلَّ حين
وسبعَ مرّاتٍ أهمسُ حروفَه المباركة :
م .. ح .. بّ .. ة
قبل أن يثقلَ الكرى أجفاني *
حلمي الطفلُ
لا يعرفُ مقياسَ الزمنِ وتواترَ السنين
يكبرُ الجميعُ
ووحدَه يبقى لاهياً
في أزقّة الدهشةِ البكرِ
يخترعُ عالماً من الجمالِ
يحيا به
وإن عاتبته يوماً
صمّ الأذنَ عن عتبي
ومضى لعناقِ المستحيل *
يوماً
باغتُّه يرسم بالطبشورِ على الحيطانِ
مرافئَ لمراكب قادمة .. من بعيد
يا لجمالِ ما رسم
يا لروعتِه *
وككل ليلة
أرقبه بعيٍن نصفِ مغمضة
ينسلّ من وصايتي
ومن أسرِ حبي
هائماً كطيف
ضاحكاً لأخوةٍ له
هناك
عند تخوم الغيم
ثناء درويش