منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالأربعاء أكتوبر 07, 2009 7:39 pm



" إن من يهب الأشياء جمالها شيءٌ خفيٌ لا تراه العيون " ... أنطون دو سانت أكزوبري

سلامٌ عليك أيتها الشمس الذهبية من بيداء الأحدية على الروح الأولى ....

ألا فانهمري يا هطول السماء بالماء المقدسة على أرض الهباء المفرط الطهر .....

هذا الأمير الهابط من ملكوت الكوكب الخالى ... والقلب السليم ..

المصبوغ بصبغة الله التي خلق الناس عليها ...

إنتظرت كثيراً كائناً ما كان يخرج علينا من بين طيات يوم كألست ..

يقول أنست وجلست على بساط الرحموت والرهبوت ..

ها أنا ذا أروي عليكم تفاصيل طرقات وشرفات الملكوت ....

أحج إليكم .. أحن إليكم .. أكتب لكم عن الكمال الغائب ..

من بين طيات الطرائف والعجائب ...

ها هو أمير دو سانت أكزوبري ..

بعد أن كان رسماً بدائياً بالقلم الرصاص في أحد مطاعم نيويورك ..

الآن هو الأمير الصغير الشهير .. يجوب أنحاء المعمورة يطرق القلوب .. ويثلج الصدور ..

كائن بحجم كوكب يسكنه ...

هذا الآتي من عالم الصغار .. بالبكر من الأفكار .... إلى الكبار ..
ربما يكون هذا الصغير .. الفطرة الأولى للإنسان الأول كما أراده الله أن يكون ..
ربما يكون أنطون دو سانت أكزوبري ( كاتب القصة الفرنسي ).. في طهره الأول ..
أو ربما يكون ما يحب أن يكون ..

غير أن المتعة التي تسببها القراءة في تراتيل قصة " الأمير الصغير " .. أعرفها فقد سبق لي تذوق طعمها ...
وهنا أشتم رائحتها .. فهي المتعة التي ألفتها عندما أقابل واحداً من العارفين ..
لا يعنيك فيها علماً أو معلومة .. بقدر هذا الإحساس الذي تشعر به وقت اللقاء .. أو بعده ...

كوردة بديعة الشكل والرائحة تبقى رائحتها وشذاها حتى وإن رحلت عن المكان ..

مثل أن تسمع صوت فيروز .. أو موسيقى كورساكوف ...

كذلك هذا الصغير الذي يقابل الخوف والطمع والغرور والمكر والسلطة والعلم ..
فكذا يقابل المحبة والتأمل ومعرفة حقيقة الأشياء ..

هذا الذي يسكن النجوم .... يعرف أن نجمته التي يسكنها أو " كوكبه " كما أحب مترجم الرواية أن يترجم ..
يعرف هذا الأمير أن عليه أن يهتم بهذا الكوكب الذي يملكه ويعتني به ..
يعرف أنه وكما به زهرة به براكين ...

وعليه أن يلطف من كل شيء فيه ويجعله جميلاً ..
حتى البراكين الثائرة أو البركان الخامد فعليه أن ينظفها حتى إن ثارت تكون ثورتها نظيفة ..

المفردات في هذا الكوكب قليلة غير أن الإشتغال بها يقضي على ساعات اليوم قضاءاً تاماً
وبخاصة زهرته المغرورة أو بالأحرى المتباهية ...

هذه هي قصة الأمير الصغير .. ذهبي الشعر .. جميل الملاح والتقاسيم .. صغير الجسد ..
الذي هبط على كاتب الرواية ( وبالمناسبة هي رواية كتبت للأطفال )

وهو يصلح من طائرته التي تعطلت في الصحراء ..

وهنا لا يعنينا أن هذه القصة الأكثر مبيعاً في العالم ( 80 مليون نسخة ) ..
أو أنها مصنفة من بين أفضل ما كتب في القرن العشرين .. أو أنها ترجمت إلى 160 لغة ..
أو أنها تحولت إلى مسرح وكارتون وغيره ......

وبالأمانة أيضا لا يعنينا سرد القصة أو تحليلها ..
فالدراما فيها محدودة للغاية
فهي مجرد ثمان لوحات بلغة المسرح .. معظمها يعتمد على الحوار بين الأمير الصغير وآخرين ..

بل كل ما يعنينا هو أن نقدم لحضراتكم بعضاً من الجواهر واللآلي والدرر التي وجدتها بين أصابعي
عند قراءة هذا القصيرة الصغيرة من بين القصص ..

إنظر إلى هذا الأمير الصغير تراه قد استيقظ يوما
يراقب عن قرب نمو هذا البرعم الوحيد الفريد في أرض كوكبه رآه وقد ظهر للعين ..
وهذا عجيبٌ في كوكبه الصحراوي الصغير .. ففرح به أيما فرح ..
كيف لا وهو يرى الزهر يتفتح في حنايا قلبه وأمام عينه ..

صحيح أنه رأى أعشاباً كثيرة تنمو غير أنه عرف بفطرته أنها ضارة وعليه أن يقتلعها حتى لا تفسد كوكبه ...

وكما لاحظ الزهرة وهي تكبر أمام عينيه رآه تزهو يوماً بعد يوم ..
وتتمايل فخراً وتتباهى شرفاً .. كيف لا ! .. ومنها العطر والمنظر البهج ...
ها هي تستقبل قطرات الندى تبلل وجنتيها فتزداد حسناً على حسنها تكسوها حلل الجمال ..
ترقبه من بعيد وكأنها لا تبالي به ...

فهو وإن كان أميراً كما وصفه " أنطون " .. فهي أيضاً أميرة متوجة على عرش الجمال ....
كيف لا ؟!
وهي روح الكوكب وشذى الشجن والشجى لقلب الأمير الصغير .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالأربعاء أكتوبر 07, 2009 7:59 pm



يدور بينهما حوار ..

يصغي الأمير إلى الزهرة وإن كان قد ندم على هذا فيما بعد ...

يقول الأمير للزهرة : ما أجملك !

الزهرة بزهو : صدقت فإني ولدت عند ولادة الشمس .

تطلب الزهرة من الأمير أن يحميها من لفحة الهواء ...

تقول الزهرة للأمير : أنا لا أخشى النمور ولا الأسود ..

إنما أخشى مجاري الهواء .. فدثرني بهذا الناقوس الزجاجي ..

فهو فضلاً عن حمايتي لا يمنعك من رؤيتي ..!!!

يفعل الأمير لها ما طلبت غير أنه موجوعٌ منها فهي تتزايد في الزهو والتابهي ..

يقول : من الخطأ أن نصغي للأزهار .. يكفينا منها الرائحة !!

ثم يستطرد بعد فترة : ما كان علي أن أحكم على كلامها وزهوها وغرورها .. إنها كانت تعطرني وتضيء لي ...... يبدو أني لم أحسن محبتها .

ويقرر الأمير الصغير أن يغادر الكوكب .. فعليه أن ينفتح على العالم ..

ربما عليه أن تقلهُ سماءً أخرى .. أو أن يخطو على أرض أخرى ..

أو أن يصعد فوق جبل ..

فالمرء يرى العالم بوضوحٍ أكبر من فوق جبل ..

تُرى إن أراد أن يودع زهرته .. كيف يكون المشهد !!!

الأمير للزهرة : الوداع .. تنظر الزهرة إليه ولا تجبه ....!!!

كرر قائلاً : الوداع ..

أجابته : قد كنت في سلوكي غبية .. فاجتهد يا أميري أن تكون سعيداً .. تعجب الأمير فلم تبد يوما شيئاً من الرقة واللطف والسكينة ..

ثم تستطرد قائلة : أي والله إني أحبك ..

وإن كان خفي عليك حبي فالذنب ذنبي ..

فإن أردت الذهاب فلتسرع في الذهاب .. واجتهد أن تكون سعيداً ...

فذهب الأمير مسرعاً خشية أن يراها تبكي ..

ذهب وهو يردد : إنها زهرة على جانب عظيم من الكبرياء .

وهذا المشهد قد حدث لكاتب القصة ( أنطون دو سانت أكزوبري )

فقد كان طياراً وقرر أن يشارك في الحرب الدائرة حينها ....

وحين وداع زوجته كان هذا المشهد :

فبعد أن حصل سان اكزوبري على الإذن للسماح له بالطيران لملاقاة رفاقه الاعزاء في فصيلة 2/33.

حدد موعد الرحلة في اول أغسطس 1943 فطار فرحاً .

وصرح الى كونسويللو( زوجته ) : "لا ارغب في الموت من دون شك ولكن اذا لزم الامر، ارضى مثلا بالنوم "...

ورضيت كونسويللو بهذا القدر.

وكانت تعرف منذ البداية انه " خلق ليموت"، فرحل اخيرا، كانت الوداعات مؤلمة جدا، وقد وصفتها كونسويللو في مذكراتها: بيتي، انه هنا،

فيك "

تمتم لها انطوان قبل ان يغادر : "اما نبع مائي فهو في عينيك.

وحين تغتميهما، سأكون قد رجعت عجوزا بلحية بيضاء، وربما مترنحا في مشيتي، ولكن سوف تجدينني جميلا مثل شجرة تلقت الثلج فوقها،

ثلج زمن الحروب، اغمضي عينيك، يا صنوبرتي، وسوف اذهب".

وهكذا فدو سانت أكزوبري وأميره الصغير يعزفان على نفس الوتر .. ويشدوان من طبقة صوتٍ واحدة ...

كان أكزوبري قد رسم في صغره حية تبتلع فيلاً ...

وسأل الكبار عن رسمه فأجبوه : إنها قبعة ..

عرف حينها وهو صغير أن الكبار لا يفهمون إلا لغة الأرقام ..

وأن حقيقة الأشياء لا يفهمها غير الصغار ..

فإن رأيت بيتاً على نوافذه الرياحين وعلى سطحه الحمائم ..

لم يصل إليهم جمال البيت ..

فإن أردت الإيضاح قلت : رأيت بيتاً قيمته مليون دولار ..

صاحوا : " ما أجمل هذا البيت .. " ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالأربعاء أكتوبر 07, 2009 8:14 pm



أترككم مع الحكمة التي تنساب من أفواه الصغار :

· إن الخراف تأكل صغار الشجر ..

وبهذا تكون قد أكلت ما يمكن أن يكون عملاقاً من الأشجار ....

لولا الخراف لملأت الأشجار هذا الكوكب الصغير .

إلآ أنهم يأكلون الأزهار أيضاً ......

حتى الأزهار ذات الأشواك .. يأكلونها .

· الشمس تغرب في اليوم الواحد مئات المرات .......

· أعرف رجلا : ما شمَّ يوماً زهرة .. ولا نظر لأى نجمة ..

ولا أحب أحداً .. هذا ليس برجل بل هو كالفطر !!!!!!

· إن البراكين إذا نظفت ونزعت أوساخها وتطهرت ..

كان اشتعالها لطيفاً .. فالبراكين أشبه بنار الموقد ..

إذا اتسخت مداخنها وصعب مرور الهواء فيها ..

أدت إلى كوارث .. عند ثورتها .

· العالم في نظر الملوك في غاية البساطة :

فالناس جميعاً رعية في نظر الملوك .

· الأمير للملك : على من تملك يا مولاي ؟! ....

الملك : على كل شيء ..

الأمير : كل شيء ! ..

الملك : نعم كل شيء ..

الأمير : وهل تطيعك النجوم ؟! ..

الملك : كيف لا .. إنها تلبي أوامري في الحال ..

أنا لا أطيق عصيانها واختلال النظام فيها ..

الأمير : وددت لو شاهدت غروب الشمس ..

تكرم يا مولاي ومرها بالغروب ..

الملك : لو أمرت قائداً من قوادي أن يطير من زهرة إلى زهرة كالفراشات .. أو أن يتحول إلى طائر بحر ..

ولم يذغن لأمري ترى من يكون المخطئ منا ؟ هو أم أنا ؟ ..

الأمير : أنت يا مولاي ...

الملك : أصبت ..

فليس من الحكمة أن يطلب من المرء ما هو فوق طاقته ..

إن أول أركان السلطة العقل

· إنَّ ذوي الصلف والإدعاء يعدون سائر الناس من المعجبين بهم .

· يآاااه كَم أنا غَنيٌ، فَقد مَلكتُكِ أيَتُها الزَهرة ...

· إننا لا نرى جيداً إلا بالقلب فالجَوهر لا تَراهُ العَين...!
سَتُصبِحُ مَسؤلاً عما ألفته وألفك .....

· إن كُل شَخص سَيدفَعُ ثَمن حماقتِهِ وسَفاهته

كُل شَخص مسؤلاً عَن أعماله ....

· إن ما يُزين الصَحراء كَونها تخبئ بِئراَ ما في بَاطِنها ...!

· لِكُلٍ مِنا جَمالاً يُميزهُ... جمال لا نراه بأعيُنِنا إنما نُحِسُها بأرواحِنا

· إننا نُجازِف بالوقوع بالأسى حتى البُكاء

إن سَمحنا لأنفسنا بِتذوق كأساً مُراً.

· إننا نَحُكم على أنفُسنا أن نَعيش ما نَرغب..

أي أننا نَحكُم على أنفسنا بالعيشَ سُعداء أم أشقياء.

· إن كَوكَبي بعيد جداً ليس باستطاعتي أن أحمل جَسدي

وأنقله من هنا إلى هناك ، أنه ثَقيلٌ جدا.... لا تحزن ...!

فما الجسم إلا قشرة بالية .. وهل تسبب القشرة البالية حُزناً ...

· إن توه الزَمن،وجنون القَدر أوحشَ وأقوى مِن أن نواجِهه ...

· إن من يهب الأشياء جمالها شيٌ خفي لا تراه العيون .......

سواء أكانت هذه الأشياء : صحاري أم بيوتاً أم نجوماً ......

· ليست العيون هي التي ترى بل هي القلوب ..

فإذا طلبت شيئاً فاطلبه بقلبك ..

· لا شأن لما يرى .. فكل الشأن لما لا يُرى ..

فإنك إن أحببت زهرة في نجمة ..

فإنك تجد في النظر إلى السماء لذة وسروراً ..

وحسبت أن كل النجوم قد أزهرت جميعها ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالأربعاء أكتوبر 07, 2009 8:23 pm



وعلينا حتى يستمتع القاريء بهذه القصة البديعة

أن نسرد مقتطفاً من مشهد أحببناه منها :

بعد أن قطع الأمير الصغير شوطاً طويلاً عبر الرمال والصخور والثلوج

اكتشف في نهاية المطاف طريقاً، وجميع الطرق تؤدي إلى الناس .

توجّه الأمير الصغير بالتحية إلى حديقة مزهرة بالورود

وجدها في نهاية الطرق.

- أهلاً، أجابت الوردة.

ونظر الأمير الصغير إليها. جميعها تشبه كثيراً وردته

ولذلك فقد سألها باستغراب:

- مَنْ أنتن؟

- نحن ورود.

-آه.. وتنهّد الأمير الصغير بحسرة.

لقد شعر بتعاسة بالغة..

حدثته وردته بأنها الوحيدة من نوعها في هذا الكون

وها هو يجد منها خمسة آلاف جميعها متشابهة وتشبه وردته

ومجتمعة في حديقة واحدة..

وناجى نفسه: "ستصاب بخيبة أمل وردتي إذا رأت هذه الورود..

ستنتابها نوبة سعال شديد، وستتصنّع الموت

كي تهرب من الخزي والسخرية منها.

وسأكون مجبراً على أن أمارس دوري في مداواتها،

وإلا سأشعر أنا أيضاً بالذل، لأنها سوف تدع نفسها تموت حقاً..."

ثم حدّث نفسه أيضاً: "لقد ظننت نفسي غنياً بامتلاكي وردة وحيدة،

ولكن في الحقيقة، لا أملك إلا وردة عادية..

وهي لن تجعل مني أميراً عظيماً..

" وسقط الأمير الصغير على العشب وهو ينخرط في البكاء.

وفي تلك الأثناء ظهر الثعلب وبادر الأمير الصغير بالتحية

- مرحباً

- أهلاً.. أجاب الأمير الصغير بأدب

وهو يدير رأسه باحثاً عن مصدر الصوت..

- أنا هنا، تحت شجرة التفاح.. أجابه الصوت

- من أنت؟ أنت جميل للغاية!..

- أنا ثعلب

- تعال العب معي، أنا حزين جداً..

- لا أستطيع أن ألعب معك، أنا لم آلَفْكَ بعد

- أه.. عفوا..

وبعد تفكير قصير، سأل الأمير الصغير:

- ماذا يعني "آلَفَ"؟

وتجاهل الثعلب سؤال الأمير الصغير وهو يقول له:

- أنت لست من هنا، عما تبحث؟

- إني أبحث عن الرجال.. ماذا يعني "آلَفَ"؟..

- الرجال!.. إن لهم بنادق يصطادون بها، وهذا مزعجٌ كثيراً..

إنهم يخطفون أيضاً الدجاج.. وهو عملهم الوحيد..

هل تبحث عن الدجاج؟

- كلا.. إني أبحث عن أصدقاء، ماذا يعني "آلَفَ"؟

- لقد أصبح هذا الأمر منسياً. إنه يعني "خلق روابط".

- خلق روابط؟

بالتأكيد، إنك لا تعني بالنسبة لي حتى الآن إلا طفلاً صغيراً

يشبه مائة ألف من الأطفال الصغار. ولست بحاجة إليك

كما أنك لست بحاجة إلي أيضاً. لست بالنسبة إليك إلا ثعلباً

ُشبه مائة ألف من الثعالب.

ولكن إذا ما آلفتني فسيحتاج واحدُنا إلى الآخر.

ستصبح بالنسبة إليَّ الأوحد في العالم

وسأصبح بالنسبة إليك الأوحد في العالم..

- لقد بدأت أستوعب ما تقول. هناك وردة.. أعتقد أنها آلفتني!..

- هذا ممكن.. إننا نرى على الأرض الكثير من الأشياء..

- آه! ليس على الأرض..

وظهرت على الثعلب سيماء الاستغراب:

- على كوكب آخر؟

- نعم

- هل يوجد صيّادون على ذلك الكوكب؟

- لا

- هذا ممتع! وهل يوجد دجاج؟!

- لا

- لا يوجد شيءٌ كامل أبداً (قال الثعلب مبدياً أسفه)

لكنّه عاد إلى فكرته الأولى :

- إن حياتي مملة. إني اصطاد الدجاج

والرجال يصطادونني. جميع الدجاج متشابه

وجميع الرجال متشابهون.

ولذلك فإني أشعر بالملل قليلاً.

ولكن إذا ما آلفتني، ستصبح حياتي مشرقة..

سأميّز صوت خطواتك من بين كل الخطوات.

إن الخطوات الأحرى تجعلني أعود لأختبئ في جُحْرٍ تحت الأرض.

إن خطواتك ستصبح بالنسبة لي كالموسيقى.

أترى هناك حقل القمح؟..

إني لا آكل الخبز، والقمح بالنسبة لي عديم الفائدة.

إن حقول القمح لا تذكرني بشيءٍ مطلقاً، وهذا أمر محزن!..

ولكن لديك شعرٌ أشقر ذهبي، وسيكون ذلك رائعاً عندما آلَفَكَ!

فالقمح المذهَّب سيجعلني أتذكرك، وسأحب صوت الريح في القمح...

- من فضلك آلفني..

- يجب التحلي بالصبر. عليك أولاً أن تجلس بعيداً عني قليلاً..

هكذا في العشب.. وسأنظر إليك من طرف عيني وأنت صامت..

وفي كل يوم يمكنك الجلوس والاقتراب شيئاً فشيئاً مني..

وهكذا فقد آلَفَ الأمير الصغير الثعلب

ولما اقتربت ساعة الرحيل قال الثعلب:

- آه.. أنا أبكي

- إنها غلطتك، لم أودّ أن تصاب بسوء، ولكن أنت من أراد أن آلَفَهُ

- بالتأكيد

- وبهذا لن تستفيد شيئاً!..

- إني أستفيد، بسبب لون القمح.. اذهب وشاهد الورود.

ستفهم أن وردتك هي الوحيدة في العالم.

حينئذٍ سترجع إليّ لتودّعني وسأحضر لك هدية متمثّلة في سر كبير..

وحمل الأمير الصغير نفسه وذهب ليرى الورود:

- أنتنَّ لا تشبهن أبداً وردتي، أنتنَّ لم تصبحن شيئاً بعد..

لم يألفكنَّ أحد بعد، ولم تألفنَ أحداً.

أنتنَّ بالنسبة لي

كما كان الثعلب: ثعلباً يشبه مائة ألف من الثعالب الأخرى.

ولكني اتخذت منه صديقاً، وهو الآن الأوحد في العالم....

واعترى الورود الارتباك والضيق.

وتابع الأمير الصغير حديثه إليها: أنتنَّ جميلات لكن فارغات.

إننا لا نضحي بالحياة من أجلكن..

إن أي عابر سبيل يظن أن وردتي تشبهكنَّ بالتأكيد.

ولكنها الوحيدة التي الأكثر أهمية منكنَّ جميعاً بالنسبة لي...

ذلك أنها من أسقيها وارويها...

ذلك أنها من أضعها تحت الناقوس وأحميها بحاجز واقٍ من الهواء..

ذلك أن لأجلها أقتل ديدان الفراشات..

ذلك أنها من أُنصت لشكواها أو تبجُّحها أو دموعها في بعض الأحيان..

ذلك لأنها وردتي.

وقفل الأمير الصغير عائداً إلى الثعلب ليقول له:

-وداعاً..

- وداعاً. إليك السر الذي وعدتك به

إنه بسيط جداً إننا لا نرى جيداً إلا بالقلب، فالجوهر لا تراه العين.

- "الجوهر لا تراه العين".

أعاد الأمير الصغير الجملة لترسخ في ذاكرته.

- إن الوقت الذي كرّسته لوردتك هو ما يجعلها هامة جداً.

- "إن الوقت الذي كرّسته لوردتي...

" كرر الأمير الصغير..

واستطرد الثعلب:

- إن الرجال قد نسوا هذه الحقيقة، وعليك ألا تنساها.

ستصبح مسؤولاً إلى الأبد عما تأتلفه..

أنت مسؤولٌ عن وردتك..

- أنا مسؤول عن وردتي..

وبقي الأمير الصغير فترة من الزمن

يردّد ذلك السر الكبير الذي باح له به الثعلب

لكي يجعله ثابتاً في ذهنه إلى الأبد .

==================

الدرويش

==================



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: رسومات الأمير الصغير   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالخميس أكتوبر 08, 2009 9:23 am

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . C13n510

أنطون دو سانت أكزوبري في طائرته

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . C13n310

أنطون دو سانت أكزوبري


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Lp_cov10

غلاف القصة
الرسوم : للمؤلف
والترجمة : ليوسف غصوب

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince1

حية عاصرة تبتلع حيواناً


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince2

لوحة يقول الكبار أنها قبعة

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince3

نفس اللوحة السابقة بعد الإيضاح
حية تبتلع فيلاً


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince4
الأمير الصغير

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince5

لوحة 1 لخروف اعترض عليه الأمير الصغير قائلاً أين قرون الكبش

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince6
لوحة 2 اعترض عليه الأمير الصغير قائلاً هذا واهن ضعيف


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince7

لوحة 3 لخروف على عجالة من دو سان أكزوبري بعد أن نفذ صبره

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince8

صندوق لوضع الخراف داخله


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince10
الكوكب الصغير للأمير الصغير شوهد بمنظارٍ كبير ذات مرة على يد أحد الأتراك


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince11

المكتشف التركي بزيه التركي يحاول شرح موقع الكوكب الصغير وذلك للإعتراف به لكن الأوربيين لم يصدقوه


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince13

نفس المكتشف ولكن بزي أوروبي يشرح للمجتمعين من أنحاء العالم
عن الكوكب الصغير فيصدقوه هذه المرة


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince14
الأمير : كي تصل الأفيال إلى كوكبي يجب أن تضعها فوق بعضها !!


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince12


يجب التخلص من بذور الأشجار الضخمة قبل نموها حتى لا تقضي على الكوكب


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince15


على الأطفال الإحتراس من الشجر الإستوائي

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince17


ما أجمل الشمس وهي تغرب إني أحب الغروب



الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince18


يكفي المرء كي سعد أن يعرف أن له هناك في السماء في مكانٍ ما زهرة يملكها


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince19

ما أجملك يا زهرتي البديعة


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince20

أرويها وأسقيها .. إني مغرمٌ بها


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince22


أخشى عليها حتى من نسيم الريح


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince25

الملك يجلس على عرش كوكبه وحيدا بسيطا ومهيبا


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince26


وهذا كوكب آخر يسكنه رجل مغرور مزهوٌ بنفسه


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince27

وهذا كوكب ثالث يسكنه سكير


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince29

وكوكبٌ فيه من يقوم بإضاءة المصابيح وإطفائها


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince30

وهذا كوكب الجغرافي المهتم بالمدن والصحاري والجبال وغيرها ...



الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince31

الشمس تشرق جنبات الكون

تدخل عليه بلداً بلداً

كدخول جيوش راقصي الباليه على خشبة المسرح

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince33

الأمير الصغير قابل زهرة واحدة بعد أن عبر الصحراء


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince36

الأمير الصغير يقابل الثعلب


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince41

الأمير الصغير على بئر الماء


الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Prince42

الأمير الصغير يجلس على حائط بجوار البئر


























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محبة وسلام
قلب المودة



عدد الرسائل : 69
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في الأمير الصغير   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالجمعة أكتوبر 09, 2009 5:51 am

منذ خمس أعوام
كتبت هذه القراءة
لم يلتفت لها الكبار
وكنت يومها أحلم بدولة الأطفال
ظننتها في أرض أو سماء
لأجدها في القلوب الطاهرة
وشكرا يا علي لإحياء ذاكرتي

2004



ما أن تنهي الصفحة الأخيرة من الأمير الصغير , للعارف انطوان دو سانت إكزوبيري , حتى تسمع في داخلك نحيب .
أميرك الصغير يبكي لدرجة أنه يبكيك .
ولا تدري هل دموعه شوقاً لكوكب غادره , وزهرة فارقها طوعاً واختياراً ,
أم توقاً للسعة من حية حكيمة تعجل في إيابك وعودتك لما تركت .
أميره الصغير يذكرك بأميرك وما كنت نسيته ,
لكنها الحياة بصخبها وطغيان عالم الكبار ألجمه .
فصرت تخجل منه وتداريه , كأنه غدى وصمة عار , وعقدة لطفولة لم تشبع أو تأخذ حقها كاملة .
الأمير الصغير كرمز للفطرة فينا , الفطرة النقية التلقائية التي غطتها كل هذه الحجب
حتى صار من المتعذر علينا تلمسها في أعماقنا , أو الاهتداء إليها .

قبل أن يلتقيه .. كان يبدي ميلاً منذ الصغر للتصوير والرسم
وكان رسمه المفضل ثعباناً ابتلع فيلاً, تأثراً بكتاب ” الغابة العذراء ” , وبرسم فيه يصور ثعباناً يلتف حول وحش .
إن أحداً من عالم الكبار لم يكن ليفهم عليه أو يرى في الرسم أكثر من قبعة , وإذا رسم الباطن ,كان مجرد فيل , لا أكثر .
كان الرسم انعكاساً لداخله الصافي الذي يرى حقائق الأشياء بعين البصيرة – العين الثالثة – التي تضمر مع إهمال استعمالها بتقادم العمر.
ومن الرسم يتحول وقد كبر إلى عالم الطيران , والطيران أيضاً ينطوي على التحليق والنظر من عل إلى الأشياء
إلا أنه شتان بين بصر وبصيرة
فالطائرة هنا رمز للعالم المادي , وربما – العملي – الذي ينتقل إليه مع تقدم العمر مكرهاً .
وتتعطل طائرته في الصحراء بعيداً عن الأهل , ومن قلب العزلة , يطل الأمير الصغير في رؤيا ساحرة

أمير.. طفل .. ملحاح .. لا يكف لحظة عن الدهشة والأسئلة .
لكأن الوحدة شرط لازم للالتقاء بهذه الفطرة , أو بالطفل القابع فينا ينتظر نافذة يطل منها من عالمه الخاص البسيط إلى عالمنا المركب التعددي .

وتبدأ الحكاية :
ينتقل الأمير الصغير من كوكبه , من عالمه الفردي الداخلي .. عالمه المثالي .. ذي البراكين الثلاث .. كرمز – كما أرى – لقوى نفسه
التي تعتبر سبباً لاستمراره ونمائه , أما الخامد فأرى أنه يرمز لقواه غير المفعلة , ولأناه التي إن انطلقت وجب أن تلقى دروباً نظيفة لتعبر عن ذاتها بشكل صحيح لأنها من الذات العليا .
يغادر زهرته التي لم يستطع أن يفهم عليها , ولا أن يتحمل حيلها الساذجة للمحافظة عليه , يغادرها رغم حبه لها .
تلك الزهرة ذات الأشواك الأربعة التي لا أحد يعلم من أين أتت بذرتها الغريبة
زهرة منظمة , مزهوة بجمالها , منسجمة مع أشواكها , التي تظنها قادرة على قهر أعتى النمور .
وتراني أسأل .. هل هي الخير الذي ما أن تجسد أصبح ملازماً للشر ؟!
أم هي الجمال لا يظهر إلا مع القبح ؟!
أم أنه الملاك فينا مقترناً بإبليس ؟!
أم أنني اهذي وأسرف في الخيال فليست الزهرة كل ذاك ؟!
فما هي إلا القرين أو الآخر , أكان صاحباً أو حبيباً أو زوجاً , بمحاسنه ومساوئه .
والتي تدور القصة دورتها لتوصل إلينا فكرة تقبله بكل ما فيه, حين فقط نقدر أن نحبه .
وإذ يقرر الرحيل , تبدي كبرياء تمنعها من سكب الدموع حزناً على فراقه.
فلا هو فهم عليها وكان يؤثر لو تمتع بها ولم يصغ إليها ..
ولا هي قدرت أن تعبر عن حبها فأوقعته بالشك والتردد .
ويرحل مع سرب من الطيور رف فوق كوكبه مسافراً .
ينتقل من كوكبه الذي لصغره , لا يحمل اسماً بل رقماً .
وأظنكم معي بأن العدد أبسط من الحرف , والرقم أبسط من الكلمة , فهل أراد الكاتب أن يصل فعلاً إلى ذلك .. ؟؟؟
أم أنه كما يقول ليفهم الكبار عليه .. لأنهم لا يفهمون إلا لغة العدد والرقم .
ينتقل من كوكب لآخر ..
وكل كوكب يجسد طبائع الإنسان بصورة مستقلة , حيث الإنسان أسير الطبع , كحب السلطة .. والنزعة نحو التملك .. والغرور وحب الشهرةوالمجد .. والغرق في الهم أو الهروب منه
ثم عبودية أداء الواجب بدون أي شعور تجاه العمل الذي يقوم به .
وكل منها يحتاج لصفحات لرصده ودراسة أبعاده , ومع ذلك يبدو عالماً صغيراً كعالمه
ينتقل بحثاً عن خروف فتي يعمر طويلا ولا يحتاج لكثير من العشب , يناسب كوكبه الصغير .
يخلصه من النباتات الضارة والبوبابات التي تنمو بشكل مخيف ومؤذ .
هذه البوبابات التي تبتدئ بذوراً في بطن الكوكب , فإذا تركت بعد نموها قليلاً وتمايز نبتتها الطالحة عن النباتات الصالحة
شكلت خطراً قد يودي بالكوكب إلى التهلكة , ولا يخفى الإشارة هنا إلى دور التربية في تهذيب ما نحمله من خصال سيئة في مورثاتنا
أي دور المكتسب في صقل الموروث وتثقيفه .
وأتساءل من جديد : هل الخروف عند الكاتب إذاً هو التربية التي تهذبنا لكنها تقضي أيضاً وللأسف .. على طهارتنا وعذريتنا الأولى ؟؟
هل هو العلم والمعرفة ؟ .. أم هو المحك والتجربة ؟.
ذلك أن الخروف يأكل الزهور أيضاً بأشواكها , كما يأكل البوبابات .
وها أنا أخمن , ولعلي أحتاج إلى أن أتعمق أكثر لأعرف رموز القصة كاملة , إنما هي قراءة للقصة عقب تأثر بالغ بها .
يصل الأمير الصغير إلى كوكب الأرض وتبدأ الحكاية ..
فالأرض , في نظر الأمير , مجرد تكرار وتعداد للكواكب التي مر عليها .. أي كوكب التجمع .
فمن كل كوكب مر عليه , يجد هنا أعداداً لا تحصى .. تحب السلطة .. أو المجد .. أو العبودية .. أو العلم. أو التملك ..

أول كائن يلتقيه كان الحية في صحراء خالية , ومنها يأخذ الحكمة الأولى .
ثم وهو ينتقل من الصحراء للأماكن المأهولة يشاهد وروداً تشابه وردته التي غادرها فيمتلئ حزناً لظنه أن لا مثيل لها.
إلا أن ما يعزيه تلك المشاعر التي يكنها لوردته دون ورود العالم , وهذا ما يسميه له الثعلب – بالتدجين –
لقد كان الثعلب معلمه الثاني على هذا الكوكب الغريب , إذ يدعوه ليكون صديقه أي ليدجنه , ويشرح له كيف لا يدرك البشر أهمية التدجين
فيعيشون أغراباً رغم أنهم متجاورون , لا يعرفون الصداقة لأن الصداقة تحتاج لوقت , لطقوس , بينما هم في سرعة تقصيهم عن متعة محبة أي شيء
ويا لروعة الطقوس .. يتحدث عنها الثعلب بحكمة وشاعرية .. تجعلنا نعيد النظر في تمردنا عليها والتنكر لها
حكمة عجيبة لا تأتيه من بشر بل من ثعلب حزين , ربطته به صداقة .

هذه الصداقة التي تجعله يتحمل ألم الفراق , ويودعه هامساً له بما نسيه الناس :

- الرؤية الحقيقية هي رؤيا القلب .

- الوقت الذي تبذله لتدجين شيء , يجعل منه شيئاً مهماً وخطيراً .

- أنت مسؤول عما دجنته .. فالتدجين إذاً مسؤولية .
وكانت المسؤولية تحمل الحزن , وأسى الفراق .

عالم البشر , لم ير به إلا كبارا , لا يدركون عبث كل ما يصنعون , وحدهم الأطفال بحبهم لدمية وحزنهم لكسرها يعيشون حقيقة المحبة .
الصحراء وصمتها , وإشعاع رملها , موحياً بوجود بئر في مكان ما منها , يجمع بينهما . وإذ يبلغ بهما العطش مداه , يهتديان لبئر جاهز بدلوه وحبله وبكرته ,ويكون لطعم مائه مذاقاً عذباً لم يعرفاه قبلاً , لارتباطه بموسيقا البكرة والحبل وتعب سحبه .
ههنا تبدو إشارة إلى أننا نحن من يعطي الأشياء قيمتها وجماليتها , فتبدو مميزة ولو شابهت غيرها لأننا وهبناها من روحنا وإحساسنا .
وهكذا ندرك السعادة في تأملنا لأبسط الأشياء حين تقترن بداخلنا بمعنى ما لطيف ,أي بعلاقة ضمنية طيبة مع هذه الأشياء .
أخيراً يغادر الأمير الصغير كوكب الأرض بطريقة تخالف قدومه .
يعقد اتفاقاً مع الحية الحكيمة أن تلسعه لسعة قاضية فينتقل إلى كوكبه ويلحق جسده الشفاف به في اليوم الثاني .

لم يمت الأمير وإن بدى لكم كذلك , بل انتقل وقد اختبر الحياة الحقيقية .
عاد لزهرته وقد أدرك كيف يتآلف معها بأشواكها الأربع ..
عاد , بعد أن عرف أن المحبة الحقيقية تكون في تقبل فكرة الفراق , وتقبل الحزن والألم الذي يصحبه .
عاد وقد أقام صحبة مع إنسان من كوكب الأرض , فلا تخلو الأرض من الناس رغم كثرة البشر .
أجل ..عاد لخصوصية عالمه , لكوكبه الصغير ,وهو يحمل معه التجربة , من العالم الخارجي ,عالم الأرض , عالم المادة والروح ,المادية والمثالية .

الأمير الصغير استطاع أن يعلمنا ما عجزت عنه أكبر العقول

أراد أن يقول أشياء كثيرة , فاقرأوه .. ثم أعيدوا قراءته لمرات ,وستجدون أن هناك أفكاراً لم تعطوها حقها من الاهتمام ,

كما حدث معي

لأنني سأعاود القراءة , وربما كتبت يوماً رؤية أخرى للأمير الصغير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7397
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .   الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت . Emptyالثلاثاء أكتوبر 13, 2009 5:41 am

<a title="View الأمير الصغير_ انطوان دو سانت إكزوبيري on Scribd" href="http://www.scribd.com/doc/20971435/الأمير-الصغير-انطوان-دو-سانت-إكزوبيري" style="margin: 12px auto 6px auto; font-family: Helvetica,Arial,Sans-serif; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; font-size: 14px; line-height: normal; font-size-adjust: none; font-stretch: normal; -x-system-font: none; display: block; text-decoration: underline;">الأمير الصغير_ انطوان دو سانت إكزوبيري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
 
الأمير الصغير .. أنطون دو سانت أكزوبري .. من أجمل ما قرأت .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ألبوم الأمير الصغير ..إهداء لثناء درويش والدرويش
» قرأت ليالى بيشاور؟
» دير سانت كاترين.. ملتقى الأديان
» زيارة سيدى صالح الشاذلى.. مصر المحروسة ..باب الشعرية
» ذكرى معركة بدر ..كتاب صغير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة منتديـــــات أهل المودة ::  مدونات صوفية ::  مدونات المودة ::  مدونة الدرويش-
انتقل الى: