موقف لا تفارق اسمي
أوقفني بين أولية إبدائه وآخرية إنشائه وقال لي إن لم ترني فلا تفارق اسمي.
وقال لي إذا وقفت بين يدي ناداك كل شيء فاحذر أن تصغي إليه بقلبك فإذا أصغيت إليه فكأنك قد أجبته.
وقال لي إذا ناداك العلم بجوامعه في صلوتك فأجبته انفصلت عني.
وقال لي إذا نظرت إلى قلبك لم يخطر به شيء.
وقال لي إن رأيتني في قلبك قويت على المصابرة.
وقال لي أحبابي الذين لا أرى لهم.
وقل لي بدنك بعد الموت في محل قلبك بعد الموت.
وقال لي إذا وقفت بين يدي فلا يقف معك سواك.
وقال لي إذا صار السوى خاطراً مذموماً سقطت الجنة والنار.
وقال لي الصدق أن لا يكذب اللسان والصديقية أن لا يكذب القلب.
وقال لي كذب اللسان أن يقول ما لم يقل وأن يقول ولا يفعل، وكذب القلب أن يعقد فلا يفعل.
وقال لي كذب القلب استماع الكذب.
وقال لي الكذب كله لغة سواي والحق الحقيقي لغتي إن شئت أنطقت بها حجراً أو بشراً.
وقال لي كلما علقك بي فهو نطقي عن لغتي.
وقال لي التمني من كذب القلب.
وقال لي الأماني غرس العدو في كل شيء.
وقال لي الرجاء في مجاورة الأماني والمجاورة اطلاع.
وقال لي لكل متجاورين صحبة.
وقال لي حقيقة الترجية أن أعلقك بي لا في معنى ولا بمعنى، ولن تناله حتى يحرق الخوف ما سواه.
وقال لي أفسدتك على كل شيء وجعلت ذلك حجاباً بينك وبينه فلا تخرق الحجاب بالتعرض له فأرسل عليك مذلته.
وقال لي لو صلحت لشيء ما أبديت لك وجهي.
وقال لي إذا أعترض لك السوى بفتنته فانظر إلى أولية إنشائه ترى ما يسقطها عنك فإن لم تر في أولية إنشائه فانظر إلى آخرية إبدائه ترى الزهد فيها ولا تراه.
وقال لي الأولى قوة الأخرى ضعف، فاستغفرني من ضعف قويت عليه يضعف.
وقال لي إذا لم ترني فلا تفارق اسمي.
موقف أنا منتهى أعزائي
أوقفني وقال لي العلم على من رآني أضر من الجهل.
وقال لي الحسنة عشرة لمن لم يرني والحسنة سيئة لمن رآني.
وقال لي إذا رأيتني كانت سلامتك في الفترة أكثر منها في العبادة، وإذا لم ترني كانت سلامتك في العمل أكثر منها في الفترة.
وقال لي إذا رأيتني قسمك عني كلما تراه سواي بعينك وقلبك.
وقال لي استغفرني من فعل قلبك أكفك تقلبه.
وقال لي فعل القلب أصل لفعل البدن فانظر ماذا تغرس وانظر الغرس ماذا يثمر.
وقال لي يدي على القلب فإن كففت عنه يده لا تأخذ به ولا تعطى غرست تعرفي به فأثمر أن تراني.
وقال لي خف حسنة تهدم حسناتك، وخف ذنباً يبني ذنوبك.
وقال لي إذا رأيتني فحصلت ما تتصرف به عني لم أغب عنك.
وقال لي البلاء بلاء من رآني لا يستطيع مداومتي ولا تستطيع مفارقته وأنا ذلك أطويه وأنشره وفي الطي موته وفي النشر حيوته.
وقال لي أنا منتهى أعزائي إذا رأوني اطمأنوا بي.
وقال لي من لم يرني فهو منتهي نفسه.
وقال لي شاور من لم يرني في دنياك وآخرتك واتبع من رآني ولا تشاوره.
وقال لي الاستشارة عن ضلال والمشورة هجوم، فمن رآني أين يهجم ومن أين لا يهجم.
وقال لي اصحب من لم يرني يحملك وتحمله، ولا تستصحب من رآني يقطع بك آمن ما كنت به.
وقال لي إذا رأيتني ورأيت من لم يرني فاسترني عنه بالحكمة فان لم تفعل وتاه أخذتك به، وإذا لم ترني ورأيت من رآني فاحفظ حدك فما تراني برؤيته.
وقال لي إذا رأيتني ورأيت من رآني فأنا بينكما أسمع وأجيب.
وقال لي والذين جاهدوا فينا الذين رأوني فلما غبت غطوا عيونهم غيرة أن يشركوا بي في الرؤية.
وقال لي الغيرة لا تصح أو تفنى القسمة والقسمة لا تفنى وأنا غائب.
وقال لي لنهديهم سبلنا لنكشفن لهم في كل شيء عن مواقع نظرنا فيه.
وقال لي إنما أمرنا لشيء إذا أردناه بالإرادة نشهده المعرفة فإذا عرف قلنا له كن فيكون إجابة.
موقف كدت لا أواخذه
أوقفني وقال لي أسرع شيء عقوبة القلب.
وقال لي كدت لا أغفر له وكدت لا أواخذه.
وقال لي إن جعلت لغيري عليك مطالبة أشركت بي فاهرب هربين هرباً من الغريم وهرباً من يدي.
وقال لي إن جعلت لك معي مطالبة فقد سويت بي.
وقال لي أنا باد لا للبدو ولا لنفية ولا لأرى ولا لأن لا أرى ولا لما ينعطف عليه لام علة باد ليس فيه إلا باد.
وقال لي أنا غيب لا عما ولا عن ولا عن ولا لم ولا لأن ولا في ولا فيما ولا بما ولا مستودعية ولا ضدية.
وقال لي أنا في كل شيء بلا اينية فيه ولا حيثية منه ولا محلية منفصلة ولا متصلة ولست فيها ولا هو في وأنا أبدو لك فأفنى منك ما تتعلق به من المعرفة وأبقى لك ما تتعلق به من العلم فأنا الواقف بينك وبينها بنوري فتجد سلطانه عليك بها أو بك.
وقال لي القلب الذي يراني محل البلاء.
وقال لي ما سلمت إلي شيئاً فأذللته لشيء.
وقال لي الغير كله طريق الغير.
وقال لي إذا رأيتني كان بلاؤك بعدد كل شيء وكان كل شيء بلاءك.
وقال لي يا من بلاؤه كل شيء صرفت البلاء عنك بالعافية والعافية داخلة في الشيئية والشيئية بلاء والبلاء والعافية إذا رأيتني عليك سواء فأيهما أصرف والصرف بلاء.
وقال لي إذا رأيتني فلا عافية إلا في نظرك إلي وهو بلاء لأن نظرك ضدية غضك والضدية بلاء.
وقال لي حجابي البلاء وحجابك البلاء، حرق حجابي حجابك فأزاله الحرق فخرجت من بلائك إلى بلائي.
وقال لي انتقب بي كما انتقبت بك تسري إلي كل عين فلا ترى عندي سواك وتسري إليك فإذا إليك فإذا سرت فلا ترى عندك سواي.
موقف لي أعزاء
أوقفني وقال لي ما صرفت عنك عن الحجاب؛ الآخرة أكثر وأعظم مما صرفته عنك من الحجاب بالدنيا.
وقال لي وعزتي إن لي أعزاء لا يأكلون في غيبتي ولا يشربون ولا ينامون ولا ينصرفون.
وقال لي من يجيرك مني إن قلت ما لا أراد به فاحذر فلا أغفره.
وقال لي فرق بين غبت عنه ليعتذر وبين من غبت عنه لينتظر.
وقال لي فارقت المنتظر وطالعت المعتذر.
وقال لي أنا وعزتي ضيف أعزائي إذا رأوني أفرشوني أسرارهم وحجبوا عني قلوبهم وأخدموني اختيارهم.
وقال لي وعزتي لي أعزاء ما لهم عيون فيكون لهم دموع، ولا لهم إقبال فيكون لهم رجوع.
وقال لي بي أعزاء ما لهم دنيا فتكون لهم أخرة.
وقال لي الآخرة أجر لصاحب دنيا بالحق.
وقال لي إن أعزاء لا يرون إلا لي وأعزاء لا يرون إلا بي لفرق ما بينهم أبعد من البعد إلى القرب.
وقال لي أدرك أعزائي بي كل شيء وكم يحصل أوليائي لي كل شيء.
وقال لي استشرني في مطالبك أقطع ما يتعلق بالمطالب منك.
موقف ما تصنع بالمسئلة
أوقفني وقال لي إن عبدتني لأجل شيء أشركت بي.
وقال لي كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.
وقال لي العبارة ستر فكيف ما ندبت إليه.
وقال لي إذا لم أسو وصفك وقلبك إلا على رؤيتي فما تصنع بالمسئلة، أتسألني أن أسفر وقد أسفرت أم تسألني أن أحتجب فإلى من تفيض.
وقال لي إذا رأيتني لم يبق لك إلا مسئلتان تسألني في غيبتي حفظك على رؤيتي وتسألني في الرؤية أن تقول للشيء كن فيكون.
وقال لي ثالثة لهما إلا من العدو.
وقال لي أبحتك قصد مسئلتي في غيبتي وحرمت عليك مسئلتي مع رؤيتي في حال رؤيتي.
وقال لي إن كنت حاسباً فاحسب الرؤية من الغيبة فأيهما غلبت حكمه في المسئلة.
وقال لي إذا لم أغب في أكلك قطعتك عن السعي له، وإذا لم أغب في نومك لم أغب في يقظتك.
وقال لي عزمك على الصمت في رؤيتي حجبة فكيف على الكلام.
وقال لي العزم لا يقع في الغيبة.
وقال لي انظر إلي في تعرفني في تعرفي إليك.
وقال لي من لا يعرف نعمتي كيف يشكرني.
وقال لي لا أبدو لعين ولا قلب إلا أفنيته.
وقال لي تراني فيما تقول، تراني في جزعك كيف تجزع، تراني في الفتنة كيف تحتوي عليك الذلة.
وقال لي اعرف حالك من المستند.
وقال لي إن كان المستند ذكرى ردك إلي.