موقف السكينة
أوقفني في السكينة وقال لي هي الوجد بي أثبت ما أثبت ومحا ما محا.
وقال لي أثبت ما أثبت من أمري فأوجب أمري ما أوجب من حكمي فخرج حكمي بما جرى من علمي فغلب علمي فأشهدتك أنه غلب فتلك سكينتي فشهدت فتلك بيتي.
وقال لي السكينة أن تدخل إلي من الباب الذي جاءك منه تعرفي.
وقال لي فتحت لكل عارف محق بابا إلي فلا أغلقه دونه فمنه يدخل ومنه يخرج وهو سكينته التي لا تفارقه.
وقال لي أصحاب الأبواب من أصحاب المعارف هم الذين يدخلونها بعلم منها ويخرجون منها بعلم مني.
وقال لي السكينة أن تدعو إلي فإذا دعوت إلي ألزمتك كلمة التقوى فإذا ألزمتك كنت أحق بها فإذا كنت أحق بها كنت أهلها فإذا كنت أهلها كنت مني أنا أهل التقوى وأنا أهل المغفرة.
وقال لي فتحت لك باباً إلي فلا أحجبك عه وهو نظرك إلى ما منه خلقت فأشهدك إشهادي في نظرك فهو بابك الذي لا يغلق دونك وهو سكينتك التي لا ترفع عنك.
وقال لي إذا دخلت إلي فرأيتني فآية رؤيتي أن ترجع بعلم ما دخلت فيه أو بتمكين فيما دخلت فيه.
وقال لي إذا قصدت إلى الباب فاطرح السوى من ورائك فإذا بلغت إليه فألق السكينة من ورائه وادخل إلي لا بعلم فتجهل ولا بجهل فتخرج.
وقال لي في كل علم شاهد سكينة وحقيقتها في الوقوف بالله.
وقال لي الصبر من السكينة والحلم من الصبر والرفق من الحلم.
وقال لي إذا قصدت إلي لقيك العلم فألقه إلى الحرف فهو فيه ألقيته جاءتك المعرفة
فألقها إلى العلم فهي فإذا ألقيتها جاءك الذكر فألقه إلى المعرفة فهو فيها
فإذا ألقيتها جاءك الحمد فألقه إلى الذكر فهو فيه فإذا ألقيته جاءك الحرف كله
فألقه إلى الأسماء فهو فيها فإذا ألقيته جاءتك الأسماء
فألقها إلى الاسم فهي فإذا ألقيتها جاءك الاسم فألقه إلى الذات
فهو لها فإذا ألقيتها جاءك الإلقاء فألقه إلى الرؤية فهو من حكمها.
موقف بين يديه
أوقفني بين يديه وقال لي أجعل الحرف وراءك وإلا ما تفلح أخذك إليه.
وقال لي الحرف حجاب وكلية الحرف حجاب وفرعية الحرف حجاب.
وقال لي لا يعرفني الحرف ولا ما في الحرف ولا ما من الحرف ولا ما يدل عليه الحرف.
وقال لي المعنى الذي يخبر به الحرف حرف والطريق الذي يهدي إليه حرف.
وقال لي العلم حرف لا يعربه إلا العمل والعمل حرف لا يعربه إلا الإخلاص
والإخلاص حرف لا يعربه إلا الصبر والصبر حرف لا يعربه إلا التسليم.
وقال لي المعرفة حرف جاء لمعنى فإن أعربته بالمعنى الذي جاء له نطقت به.
وقال لي السوى كله حرف والحرف كله سوى.
وقال لي ما عرفني من عرف قربي بالحدود ولا عرفني من عرف بعدي بالحدود.
وقال لي ما شيء أقرب إلي من شيء بالحدية ولا شيء أبعد مني من شيء بالحدية.
وقال لي الشك في الحرف فإذا عرض لك فقل من جاء بك.
وقال لي الكيف من الحرف.
وقال لي إذا كلمتك بعبارة لم تأت منك الحكومة
لأن العبارة ترددك منك إليك بما عبرت وعما عبرت.
وقال لي أوائل الحكومات أن تعرف بلا عبارة.
وقال لي إذا تعرفت بلا عبارة لم ترجع إليك وإذا لم ترجع إليك جاءتك الحكومات.
وقال لي العبارة حرف ولا حكم لحرف.
وقال لي تعرفي إليك بعبارة توطئة لتعرفي إليك بلا عبارة.
وقال لي إذا تعرفت إليك بلا عبارة خاطبك الحجر والمدر.
وقال لي أوصافي التي تحملها العبارة أوصافك بمعنى وأوصافي التي لا تحملها العبارة
لا هي أوصافك ولا من أوصافك.
وقال لي إن سكنت إلي العبارة نمت وإن نمت مت فلا بحيوة ظفرت ولا على عبارة حصلت.
وقال لي الأفكار في الحرف والخواطر في الأفكار وذكرى الخالص من وراء الحرف والأفكار واسمي ومن وراء الذكر.
وقال لي اخرج من العلم الذي ضده الجهل ولا تخرج من الجهل الذي ضده العلم تجدني.
وقال لي اخرج من المعرفة التي ضدها النكرة تعرف فتستقر فيما تعرف فتثبت فيما تستقر فتشهد فيما تثبت فتتمكن فيما تشهد.
وقال لي العلم الذي ضده الجهل علم الحرف والجهل الذي ضده العلم جهل الحرف فاخرج من الحرف تعلم علماً لا ضد له وهو الرباني وتجهل جهلاً لا ضد له وهو اليقين الحقيقي.
وقال لي إذا علمت علماً لا ضد له وجهلت جهلاً لا ضد له فلست من الأرض ولا من في السماء.
وقال لي إذا لم تكن من الأرض لم أستعملك بأعمال أهل الأرض وإذا لم تكن من أهل السماء لم أستعملك بأعمال أهل السماء.
وقال لي أعمال أهل الأرض الحرص والغفلة فالحرص تعبدهم لنفوسهم والغفلة سكونهم إلى نفوسهم.
وقال لي أعمال أهل السماء الذكر والتعظيم فالذكر تعبدهم لربهم
والتعظيم سكونهم إلى ربهم.
وقال لي العبادة حجاب دان أنا من ورائه محتجب بوصف العزة،
والتعظيم حجاب أدنى أنا من ورائه محتجب بوصف الغنى.
وقال لي إذا جزت الحرف وقفت في الرؤية.
وقال لي لن تقف في الرؤية حتى ترى حجابي رؤية ورؤيتي حجاباً.
وقال لي من علوم الرؤية أن تشهد صمت الكل ومن علوم الحجاب أن تشهد نطق الكل.
وقال لي من علوم صمت الكل أن تشهد عجز الكل ومن علوم نطق الكل أن تشهد تعرض الكل.
وقال لي من علوم القرب أن تعلم احتجابي بوصف تعرفه.
وقال لي إن جئتني بعلم أي علم جئتك بكل المطالبة
وإن جئتني بمعرفة أي معرفة جئتك بكل الحجة.
وقال لي إذاجئتني فألق العبارة وراء ظهرك وألق المعنى وراء العبارة
وألق الوجد وراء المعنى.
وقال لي إن لقيتني وبيني وبينك مما بدا فلست مني ولا أنا منك.
وقال لي إن لقيتني وبيني وبينك شيء مما بدا لقيتك وبيني وبينك شيء مما بدا
فأنا أحق بما بدا.
وقال لي أنا الذي لا أحب أن ألقاك بما بدا
وإن كنت أستحقه عليك فلا تلقني به فليس حسنة منك.
وقال لي إذا جئتني فألق ظهرك وألق ما وراء ظهرك وألق ما قدامك
وألق ما عن يمينك وألق ما عن شمالك.
وقال لي إلقاء الذكر أن لا تذكرني من أحل السوى وإلقاء العلم أن لا تعمل به من أجل السوى.
وقال لي لن تلقي في موتك إلا ما لقيته حيوتك.
وقال لي اعرض نفسك على لقائي في كل يوم مرة أو مرتين
وألق ما بدا كله والقني وحدك كذا أعلمك كيف تتأهب للقاء الحق.
وقال لي اعرض نفسك علي في كل يوم مرة أحفظ نهارك،
واعرض نفسك علي كل ليلة أحفظ ليلك.
وقال لي احفظ نهارك أحفظ ليلك، احفظ قلبك أحفظ همك، واحفظ علمك أحفظ عزمك.
وقال لي اعرض نفسك علي في أدبار الصلوات.
وقال لي أتدري كيف تلقاي وحدك أن ترى هدايتي لك بفضلي لا أن ترى عملك وأن ترى عفوي لا أن ترى علمك.
وقال لي اعلم واجتهد واعمل واجتهد واجتهد واجتهد فإذا فرغت فألقه في الماء آخذه بيدي وأثمره ببركتي وأزيد في كرمي.
وقال لي أحسن إلى كل أحد تنبه روحه على التعلق بي،
واحلم عن كل أحد تنبه عقله على استفتاح أمري ونهي.
وقال لي تواضع لي تزهد فيما زهدت فيه.
وقال لي إذا رأيت القاسية قلوبهم فصف لهم رحمتي فإن أجابوك وإلا فاذكر عظيم سطوتي.
وقال لي إن اعترفوا لك فقد أجابوك، وإن أنكروا ما تقول فقد جحدوك.
وقال لي إنما اسمك مكتوب على وجه ما به تسكن.
وقال لي إنما انظر إلى ما به تستقل.
وقال لي إن خرجت من معناك خرجت من اسمك، وإن خرجت من اسمك وقعت في اسمي.
وقال لي السوى كله محبوس في معناه ومعناه محبوس في اسمه
فإذا خرجت من اسمك ومعناك لم تكن لمن حبس في اسمه ومعناه سبيل عليك.
وقال لي إذا وقعت في الاسم ظهرت عليك علامة الإنكار فتعرض كل شيء لفتنتك وتراىء كل خاطر لقلبك.
وقال لي الآن من تعرض بك فقد تعرض بي.
وقال لي انظر ما به تسكن فإنه مضاجعك في قبرك.
وقال لي من قام في مقام معرفتي فخرج منه وعرف الوجد بي فخرج منه مستقراً بخروجه أوقدت له ناراً مفردة.
وقال لي أنا العظيم الذي لا يحمل عظمته ما سواه، وأنا الكريم الذي لا يحمل كرمه ما سواه.
وقال لي غلبت أنوار ذكرى على الذاكرين فأبصروا قدسي فكشف لهم قدسي عن عظمتي فعرفوا حقي فأسفرت لهم عظمتي عن عياني فخشعوا لعزي فأخبرهم عزي بقربي وبعدي فاستيقنوا قربي فأجهلهم بي قربي فرسخوا في معرفتي.
وقال لي أنا المهيمن فلا تخفي علي خافية، وأنا العليم فكل خافية عندي بادية.
وقال لي أنا الحكيم فكل بادية جارية، وأنا المحيط فكل جارية آتية.