الأثــــر ـ الآثـــــار
في اللغة
" أَثَرٌ : 1. علامة أو رسم متخلف من شيء ما .
2. تأثير . 3. ما خلّفه السابقون " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة ( 17 ) مرة في القرآن الكريم بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : " فانْظُرْ إلى آثارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها " .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ السرّاج الطوسي
يقول : " الأثر : علامة لباقي شيء قد زال " .
الإمام أبو حامد الغزالي
يقول : " الآثار : ما يلحق من الأعمال بعد انقضاء العمل والعامل " .
الشيخ عبد الحق بن سبعين
يقول : " الأثر : هو العالم والأكوان " .
الشريف الجرجاني
يقول : " الآثار : هي اللوازم المعللة بالشيء " .
" إضافة " :
ويضيف الشريف الجرجاني قائلاً : " الأثر : له ثلاثة معان : الأول : بمعنى النتيجة وهو الحاصل من الشيء ، والثاني : بمعنى العلامة ، والثالث : بمعنى الجزء " .
الشيخ علي الخواص
يقول : " الأثر : هو التفريد لله عز وجل في كل الأشياء ، وذلك بالإعراض عما يلحق نفوسهم من آثار الأشياء " .
" تعليق " :
علق الدكتور حسن الشرقاوي على هذا النص قائلاً : " معنى ذلك أن الأثر : هو توحيد وتفريد وطريق للمريد الصادق الذي يتجنب هوى النفس وذلك بإماتة الشهوات ، والبعد عن حظوظ النفس الدنيوية " .
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول : " الأثر : هو نفس صورة المؤثر ، من حيث الظهور ، وليس هو نفس صورة المؤثر من حيث البطون إذ الأثر يوجد ويعدم على حسب إرادة المؤثر وتوجهه ، والمؤثر حقيقة من وراء الأثر ، لا يتغير
بالإيجاد والإعدام . فالآثار هي تجلياته تعالى يشهده العارفون فيها ، وهي الحجب له تعالى عند المحجوبين " .
إضافات وإيضاحات
" مبحث صوفي " : من معاني الأثر عند الصوفية
يقول الدكتور حسن الشرقاوي :
" يقال : إن الأثر للشيء : هو ما يدل على وجوده ... وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى : " قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُروا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسولُ فَنَبَذْتُها " ، وقوله تعالى أيضاً : " قالَ هُمْ
أولاءِ عَلى أَثَري " ، أي : الذين يتبعونه وكأنهم يطئون أثره .
واستخدم أئمة الصوفية لفظ الأثر بهذا المعنى أيضاً : وهي العلامة الباقية لشيء قد زال فالصوفي عندما يسلك طريق الرياضات والمجاهدات تكون معارفه ذوقية وليست عقلية ونظرية .
ولذلك يقول الصوفية : إن من منع من النظر استأنس بالأثر ، ومن عدم الأثر تعلل بالذكر ، ومعنى ذلك أن الذي لا يستخدم منطق الجدل العقلي وأسقط التدبير مع الله تعالى في أمره ، فإنه يستأنس بالكشف
والفتح ، مشرقاً عليه من القدرة الطيبة ، والأثر الكريم في شكل إلهامات ومعارف و تجليات يشرق بها قلبه وتستأنس بها نفسه .
أما من لم يكن له أثر ، أي ليس له رابطة بشيخ مربي أو قدوة طيبة يقتدي بها ، فإن عليه أن يجاهد بالأوراد والرياضات والمجاهدات وكثرة الذكر حتى يستفتح له " .
" مسألة - 1 " : في أينية ظهور الآثار والتأثيرات في الوجود
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" لكل موجود مما سوى الحق تعالى وجه إليه سبحانه صح أن يتصف بالغنى والفقر... ومن ذلك الوجه الخفي ظهرت الآثار عن الموجودات بأسرها...ثم اختلفت أنواع التأثيرات :
فمنها : أثر يقترن به إرادة وعزم ونية .
ومنها : أثر يعطيه ذات المؤثر لا يقترن معه إرادة ...
ومنها : ما يكون أثره حسياً ونفسياً .
ومنها : آثار تكون في النفس لقيام أثر آخر موجود في النفس " .
" مسألة - 2 " : متى يعول على التأثير بالهمة ؟
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" التأثير بالهمة لا يعول عليه ، إلا أن صحبه بسم الله الذي هو بمنزلة كن منه " .
" من أقوال الصوفية " :
يقول الشيخ فارس البغدادي :
" ليس على الكون من الله أثر ، ولا على الله من الكون أثر " .
ويقول الشيخ السراج الطوسي :
" قال بعضهم : من منع من النظر استأنس بالأثر ، ومن عدم الأثر تعلل بالذكر " .
" حوار في حضرة مكاشفة " :
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" خاطبني " رسول التوفيق " بلغة موسى {عليه السلام} ... قال : لم ظهر من قبضة الأثر في العجل خوار ؟
قلت : تنبيه على أن الحياة في سلوك الآثار " .
الرجوع إلى الآثار
الشيخ أحمد بن عجيبة
يقول : " الرجوع إلى الآثار : هو النزول من عش الحضرة التي هي الإغراق في بحر الوحدة ، والغيبة عن السوى بالكلية إلى سماء الحقوق وأرض الحظوظ . فينزلون إلى سماء الحقوق أدباً مع الربوبية
وقياماً بحقوق العبودية ء وإلى أرض الحظوظ أدباً مع الحكمة وإظهاراً لوظائف العبودية " .
الأثر الإلهي
الشيخ عبد الكريم الجيلي
الأثر الإلهي : هو مظهر جمالي أو جلالي أو كمالي ، لكل اسم أو صفة من أسماء الله تعالى أو صفاته .
آثار الإنسان الكامل
الشيخ عبد الكريم الجيلي
آثار الإنسان الكامل ، هي ما تُرى بالعين : وهي أنه يحيي الموتى ، ويميت من شاء من الأحياء ، ويسمي الناس إذا شاء بأسمائهم ، وينبئ بأفعالهم ، وبما يأكلون وبما يدخرون إلى يوم القيامة .
الأثر الأول
الشيخ عبد الحميد التبريزي
الأثر الأول : هو الروح ، وهي أول صادر عن المؤثر الحقيقي تعالى .
آثار الرحمة الربانية
المؤثِّر الحقيقي
الشيخ عبد الحميد التبريزي
المؤثِّر الحقيقي : هو الله تعالى