مخاطبة 4
يا عبد أفقدتك الوجد بي حجبتك عن العلم بي، وإن حجبتك عن العلم بي علقتك بعلم من المعلومات سواي
وإن علقتك بعلم من المعلومات سواي أوجدتك بك، وإن أوجدتك بك عاد وجدك بك حاجباً عن المعلومات .
فلا لك علم بمعلوم وأنت بك واجد ولا لك علم بي وأنت بالمعلومات متعلق.
يا عبد لو جمعت النطقية في حرف وجمعت الصمتية على هم وتعلق بي ذلك الحرف
وأقبل علي ذلك الهم ما بلغا كنه حمدي فيما أنعمت ولا حملا رؤية قربي فيما أحطت.
يا عبد أنا الذي لا تحيط به العلوم فتحصره، وأنا الذي لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه
حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتي بما أبديت من غرائب صنعتي
وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده.
يا عبد آية معرفتي أن تزهد في كل معرفة فلا تبالي بعد معرفتي بمعرفة سواي.
يا عبد لا تخرج في غيبتي عن ذكرى فيغلبك كل شيء ولا أنصرك.
يا عبد اعتبر محبتي في نصري لك.
يا عبد اطلب نصري لك في تقلب قلبك.
يا عبد لئن أقمت في رؤيتي لتقولن للماء أقبل وأدبر.
يا عبد من الماء كل شيء حي فلئن تصرفت فيه فلتتصرفن فيما فيه.
يا عبد أعززتك فما أقدر قدرك على شيء، صنعت لك كل شيء فكيف أرضاك لشيء.
يا عبد إذا رأيتني تساوى الخوف والأمن.
يا عبد لو أردت الكون فقلبته على أسراره ما استوى فيه ضدان.
يا عبد أثبتت رؤيتي قلبك ومحت الكون فالثبت يحكم في المحو.
يا عبد إذا رأيتني فكل شيء أنا مبديه فكيف تسأل ما أنا مبديه عما أنا مبديه أهل أطلع علي فيما أنا مبديه.
يا عبد إذا رأيتني فكيف تقول لما بدا أين سره أو تقول لما خفي أين جهره.
يا عبد أنا أولى بك مما أبدى وأنت أولى بي مما أخفى.
يا عبد أنا ربك الذي تعلم وأنت عبدي الذي تعلم فأسجد علمانيتك بك لعلمانيتك بي.
يا عبد إذا رأيتني فالعلم ماء من مائك فأجره أين شئت لتثبت به ما شئت.
يا عبد إذا لم ترني فاسمع لعلمك بي وأطعه، إنما علمك بي دليلك فإذا رأيتني فقف أنت في مقامك وخل علمك ليقوم من وراء مقامك.
*