ق
فهو في الأول الذي هو في الأولى الذي هو قربك منه وهو في الآخر الذي هو قر به منك فهو الأول الذي هو ق ربك منه وهو في الآخر الذي هو قربه منك فهو الأول والآخر وهذا هو القرب المناسب فإ ن القرب الإلهي من جميع الخلق غير هذا وهو قوله ونحن أقرب إليه من حبل الوريد فما أريد هنا ذلك القرب وإنما أريد القرب الذي هو جزاء قرب العبد من الله وليس للعبد قرب من الله إلا بالإيمان بما جاء من عند الله بعد الإيمان بالله
جبل قاف
الشيخ أبو يزيد البسطامي
يقول : " جبل قاف أمره قريب ، بل جبل كاف ، وجبل صاد ، وجبل عين ، وهي جبال محيطة بالأرض ، حول كل أرض جبل بمنزلة حائطها . وجبل قاف بهذه الأرض أصغر الأرضيين ، وهو أيضاً أصغر الجبال ، وهو جبل من زمردة خضراء
الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
يقول : " جبل ق : هو القرب
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول : طوق بالأرض جبلاً من صخرة خضراء ، سمي بجبل قاف . وقاف اسم الملك الذي جعل الله بيده حكم ما يظهر في الأرض من الزلازل والرجفات والخسف ونحو هذا . فكل ما يحدث في الأرض هو بيد هذا الملك الكريم
الدكتور يوسف زيدان
يقول : جبل قاف هو عند الصوفية يرمز إلى الاستغناء والكبرياء
تفسير صوفي : في قوله تعالى : ق
يقول الصحابي ابن عباس رضى الله عنه
ق : هو قسم وهو اسم من أسماء الله تعالى
ويقول الشيخ محمد بن كعب القرضي
ق : هو مفتاح أسماء الله تعالى مثل القادر والقدير والقديم والقاهر ... الخ
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
ق : أقسم الله تعالى بقوته وقدرته
ويقول الشيخ ابن عطاء الأدمي :
ق : أقسم بقوة قلب حبيبه محمد ، حيث حمل الخطاب والمشاهدة ، ولم يؤثر ذلك عليه وفيه ، لعلو حاله
ويقول الإمام القشيري :
ق : مفتاح أسمائه قوي وقادر وقدير وقريب
ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى
يشير إلى أن لكل سالك من السائرين إلى الله تعالى مقاماً في القرب إذا بلغ مقامه المقدر له يشار إليه بقوله ق، أي : قف مكانك ولا تجاوز حدك . والقسم قوله
وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، أي : قف فإن هذا مكانك ، والقرآن المجيد ، فلا تجاوز عنه
ويقول : ق إشارة إلى قل هو الله أحد
ويقول الشيخ محمد بافتادة البروسوي
ق إشارة إلى مرتبة الأحدية التي هي التعين الأول ، كما في سورة الإخلاص المصدرة بكلمة : قل ، المبتدأة بحرف : ق
يقول الشيخ عبد العزيز الدباغ
ق هذا الحرف المقطع إشارة إلى خاصته تعالى في الحضرتين ، وإلى الخيرات التي تفضَّل جل وعلا عليهم بها ، وهذا هو سر الحضرتين القديمة والحادثة ، فهو اسم من أسمائه تعالى أضيف إلى أعز المخلوقات عليه تبارك وتعالى ، فهو بمنزلة قولنا في العربية : سلطان
ويقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
أشار بقوله ق إلى قيامه بين يدي الله تعالى في الصف الأول قبل كل شيء مفارقاً لكل تركيب ، منفرداً عن كل كون ، منقطعاً عن كل وصف ، ثم إلى قدومه من ذلك العالم الغيبي الروحاني إلى هذا المقام الشهادي الجسماني ، كما أشار إليه المجيء الآتي وقد جاء في حديث جابر {رضى الله عنه} وحين خلقه أي : نور نبيك يا جابر أقامه قدامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة … وكذا أقامه في مقام الحب … وفي مقام الخوف والرجاء والحياء كذلك ، ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب ، فأقام نوره في كل حجاب ألف سنة ، وهي مقامات العبودية ، وهي حجاب الكرامة ، والسعادة ، والهيبة ، والرحمة ، والرأفة ، والعلم ، والحلم ، والوقار ، والسكينة ، والصبر ، والصدق ، واليقين ، فعبد ذلك النور في كل حجاب ألف سنة ، فكل هذا العدد من طريق الإجمال اثنان وسبعون ، وإذا انضم إليه المنازل الثماني والعشرون … يصير المجموع مائة ، وإليه الإشارة بالقاف فهو مائة رحمة ومائة درجة في الجنة اختص بها الحبيب "( ) .
ويقول : قيل ق : اسم من أسماء القرآن .
وقيل : قسم أقسم الله به أي بحق القائم بالقسط .
وقيل معناه : قل يا محمد والقرآن المجيد .
وقيل : قف يا محمد على أداء الرسالة ، وعند أمرنا ونهينا ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
قوله تعالى : { ق } أقسم الله تعالى بقوته وقدرته ، وظاهرها الجبل المحيط بالدنيا ، وهو أول جبل خلقه الله تعالى ، ثم بعده جبل أبي قبيس وهو الجبل الذي فوق الصفا ، ودونه بمسيرة سنة جبل تغرب الشمس وراءه ، كما قال : { حتى تَوَارَتْ بالحجاب } [ ص : 32 ] وله وجه كوجه الإنسان ، وقلب كقلوب الملائكة في المعرفة .
قوله : { والقرآن المجيد } قال : يعني المشرف على سائر الكلام
واعلم أنهم تكلموا فى شأن هذه الفواتح الكريمة وما أريد بها فقيل أنها من العلوم المستورة والأسرار المجحوبة أى من المشتابه الذى استأثر الله بعلمه وهى سر القرآن فنحن نؤمن بظاهرها ونكل العلم فيها الى الله تعالى وفائدة ذكرها طلب الايمان بها والألف الله واللام لطيف والميم مجيد أى أنا الله اللطيف المجيد كما أن قوله تعالى { الر } أنا الله أرى و { كهيعص } أنا الله الكريم الهادى الحكيم العلمي الصادق وكذا قوله تعالى { ق } إشارة إلى أنه القادر القاهر و { ن } اشارة إلى أنه النور الناصر فهى حروف مقطعة كل منها مأخوذ من إسم من اسمائه تعالى والاكتفاء ببعض الكلمة معهود فى العربية كما قال الشاعر
قلت لها قفى فقالت ق ... أي وقفت وقيل أن هذه الحروف ذكرت فى أوائل بعض السور لتدل على أن القرآن مؤلف من الحروف
التى هى « أ ب ت ث » فجاء بعضها مقطعا وبعضها مؤلفا ليكون إيقاظا لما تحدى بالقرآن وتنبيها لهم على أنه منتظم من عين ما ينظمون منه كلامهم فلولا أنه خارج عن طوق البشر نازل من عند خلاق القوى والقدر لأتوا بمثله هذا ما جنح إليه أهل التحقيق ولكن فيه نظر لأنه يفهم من هذا القول أن لا يكون لتلك الحروف معان وأسرار والنبى عليه السلام أوتى علم الأولين والآخرين فيحتمل أن يكون الم وسائر الحروف المقطعة من قبيل الموضعات المعميات بالحروف بين المحبين لا يطلع عليها غيرهما وقد واضعها الله تعالى مع نبيه عليه السلام فى وقت لا يسعه فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل ليتكلم بها معه على لسان جبريل عليه السلام بأسرار وحقائق لا يطلع عليها جبريل ولا غيره يدل على هذا ما روى فى الأخبار أن جبريل عليه السلام لما نزل
بقوله تعالى { كهيعص } فلما قال « كاف » قال النبى عليه السلام « علمت » فقال « ها » فقال « علمت » فقال « ياء » فقال « علمت » فقال « عين » فقال « علمت » فقال « صاد » فقال « علمت } فقال جبريل عليه السلام كيف علمت ما لم أعلم
قال ابن الشيخ الظاهرأن { المر } كلام مستقل والتقدير هذه السورة مسماة بالمر { تلك } اى آيات هذه السورة { آيات الكتاب } اى القرآن
وفى التأويلات النجمية أن حروف { المر } آيات القرآن . فبالألف يشير الى قوله { الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم } الآية . وباللام يشير الى قوله { له مقاليد السموات والارض } وبالميم الى قوله { مالك يوم الدين } وبالراء الى قوله { رب السموات والارض } كما أن ق اشارة الى { قل هو الله احد } وهو مرتبة الاحدية التى هى التعيين الأول . وص إشارة إلى { الله الصمد } وهو مرتبة الصمدية التى هى التعين الثانى
قوله تعالى { ق } إشارة إلى مرتبة الأحدية التى هى التعيين الأول كما فى سورة الإخلاص المصدرة بكلمة قل المبتدأة بحرف ق وقوله ص اشارة الى مرتبة الصمدية التى هى التعيين الثانى المندرجة تحته مرتبة بعد مرتبة وطورا بعد طور الى آخر المراتب والاطوار
الر يشير بالألف إلى القسم بآلائه ونعمائه وباللام إلى لطفه وكرمه وبالراء الى القرآن يعنى قسما بآلائى ونعمائى أن صفة لطفى وكرمى اقتضت إنزال القرآن وهو كتاب الخ كما فى التأويلات النجمية وقال حضرة الشيخ الشهير بافتاده قدس سره اهل السلوك يعرفون المتشابهات على قدر مرتبتهم فمثل قوله تعالى { ق } و { ن } اشارة الى مرتبة واحدة فى ملك وجوده ومثل { حم } اشارة الى مرتبتين ومثل { الم . الر } اشارة الى ثلاث مراتب
ومثل { كهيعص . وحمعسق } إشارة إلى خمس مراتب . وفى البعض إشارة الى سبع مراتب فقوله عليه السلام «إن للقرآن ظهرا وبطنا » لا يعرفه غير اهل السلوك وما ذكر العلماء تأويله لا تحقيقه فمثل القاضى وصاحب الكشاف سلوكهم من جهة اللفظ لا المعنى
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ { ق } اى فى آخر الخطبة