قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: "التكوير والتكرير"عندالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام_صفحات من كتاب الجمعة فبراير 12, 2010 12:25 pm | |
| فلسفة التأريخ عند الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام نظرية "التكوير والتكرير"
عامر الفيحـان
وقد وردت الروايات المتواترة عن رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، أن بني أمية يفتحون بـ ( ميم ) و يختمون بحرف ( ميم ) ، وان بني العباس يفتحون بـ ( عين ) ويختمون بـ ( عين ) ، وان أهل بيت النبوة عليهم السلام أولهم محمد ، وأوسطهم محمد ، وآخرهم محمد صلوات الله عليهم .
" إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم"
( ومن كلامه عليه السلام لما عزم على الخروج إلى العراق : " الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله صلى الله على رسوله وسلم ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن منى أكراشا جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم". )
ففي حديث طويل جدا يروي أمير المؤمنين عليه السلام ، بعض ما جرى في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فيقول الإمام علي عليه السلام :
[..... ثم مررت بالصهاكي ( أي ، ابن صهاك : عمر بن الخطاب ) يوما فقال لي : " ما مثل محمد إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة " ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت له ذلك . فغضب النبي صلى الله عليه وآله وخرج مغضبا فأتى المنبر ، وفزعت الأنصار فجاءت شاكة في السلاح لما رأت من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ما بال أقوام يعيرونني بقرابتي ؟ وقد سمعوا مني ما قلت في فضلهم وتفضيل الله إياهم وما اختصهم الله به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم ، وقد سمعتم ما قلت في أفضل أهل بيتي وخيرهم مما خصه الله به وأكرمه وفَضْـله ، مِن سَبْـقِه في الإسلام ، وبلاؤه فيه ، وقرابته مني ، وأنه بمنزلة هارون من موسى ، ثم تزعمون أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة ؟
..... إلى أن قال صلى الله عله وآله :
أيها الناس ، انسبوني من أنا ؟ فقام إليه رجل من الأنصار فقال : نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله ، أخبرنا - يا رسول الله - من الذي آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه وليبر عترته . فقال : انسبوني ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم حتى انتسب إلى نزار ، ثم مضى في نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، ثم قال : إني وأهل بيتي بطينة طيبة من تحت العرش إلى آدم نكاح غير سفاح لم يخالطنا نكاح الجاهلية .
فسلوني ، فوالله لا يسألني رجل عن أبيه وعن أمه وعن نسبه إلا أخبرته به . فقام إليه رجل فقال : من أبي ؟ فقال صلى الله عليه وآله : أبوك فلان الذي تدعى إليه . فحمد الله وأثنى عليه وقال : لو نسبتني إلى غيره لرضيت وسلمت . ثم قام إليه رجل آخر فقال له : من أبي ؟ فقال : أبوك فلان - لغير أبيه الذي يدعى إليه - فارتد عن الإسلام . ثم قام إليه رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار ؟ فقال : من أهل الجنة . ثم قام رجل آخر فقال : أمن أهل الجنة أنا أم من أهل النار ؟ فقال : من أهل النار .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو مغضب - :
ما يمنع الذي عير أفضل أهل بيتي وأخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، أن يقوم فيسألني : من أبوه ؟ وأين هو ، أفي الجنة أم في النار ؟
فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، أعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك ، أقلنا أقالك الله ، استرنا سترك الله ، اصفح عنا صلى الله عليك . فاستحى رسول الله صلى الله عليه وآله فكف .
ثم أقبل علي عليه السلام على القوم فقال : سبحان الله ، مما أشربت قلوب هذه الأمة من بليتهما وفتنتهما ، من عجلها وسامريها .] ([sup][1])[/sup]
([1]) كتاب سليم بن قيس- تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 235 ـ 241 :
إن كل الفترة الزمنية موضوع التحقيق ، التي تتابع تناظر أحداث الغزو القادم من المشرق ( سواء في الدورة التاريخية الأولى ـ التتر المغول ، أو في الدورة التاريخية الثانية ـ الغزو الأمريكي ) ، فان غزوا آخر من المغرب تدور رحى الحرب فيه على المحور الغربي ، وبنفس الشدة والعنف ، وبنفس التطورات وبمتغيرات مجرى الأحداث ذاتها ، ففي حين كان التتر المغول من جهة المشرق ، كان الإفرنج من جهة المغرب ، وذلك في الدورة التاريخية الأولى (القرنين الحادي عشر والثاني عشر ) .
أما في الدورة التاريخية الثانية ( القرنين الثالث والعشرين والرابع والعشرين ) ، فان جهة المغرب تدور رحا حروبها مع عدة أمم غير الإفرنج ، فبالإضافة إلى الإفرنج كان الانجليز ( العدوان الثلاثي على مصر ) والاستعمار الفرنسي لدول المغرب فيما سبق ، والانجليزي لمصر فيما سبق ، وعلى مدى القرن الحادي عشر ، والثالث والعشرين ،
والاهم من كل ذلك على محور المغرب هو الاحتلال الإسرائيلي ، الذي لم تتوقف رحى الحرب فيه بل تدور من بلد إلى بلد .
ولذا فان من خصائص المرحلة الرابعة فان المحورين المشرقي والمغربي يلتقيان في هذه المرحلة ، وهو ما يشير إليه قوله تعالى ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*)([sup][1])[/sup] ، وتتوحد فيه أهداف المحورين ، فيقاتلون كافة ، واليه عيانا وتحديدا يشير قوله تعالى : (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * )
([sup][1])[/sup] .
وفي كنز العمال ، أبي هريرة عن النبي (ص) : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك ، صغار الأعين ، حمر الوجوه ، زلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة.) ([sup][1])[/sup]
وفي فتح الباري : ( عن أبي هريرة " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما كأن وجوههم المجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر". ) ([sup][1]) .[/sup]
* الحسن بن محمد الطوسي في ( المجالس ) معنعن ، عن حذيفة بن اليمان قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " تاركوا الترك ما تركوكم ، فان أول من يسلب أمتي ملكها وما خولها الله ، لبنو قنطور بن كركر وهم الترك) ([sup][1])[/sup] .
وهذه الأحاديث كلها عن الخرجة الثانية ، أي الغزو والاحتلال ، وتمثل هذه المرحلة ، المرحلة الثالثة من الحقبة التاريخية موضوع البحث ، بينما تمثل المرحلة الثانية من "الغاشية" ، وتمثل الحقبة التاريخية كلها " الفتنة الثالثة" من الفتن الأربع التي تمر بها الأمة .
( قال حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عبد العزيز بن صالح عن حذيفة قال : الفتن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة أربع فتن ، فالأولى خمس ، والثانية عشرون ، والثالثة عشرون ، والرابعة الدجال .) ([sup][1])[/sup] .
[ وسيمر بنا قول بيت من الشعر ليحيى بن أعقب (رض ) وهو معلم السبطين عليهما السلام ، بان العشرين الأخيرة هي بالتحديد من سنة ( 1990 ـ 2010 م ) كما ذكرها بالدقة والوضوح ، وسنأتي عليه في " قيام الساعة " وهو يثبت صحة الرواية ودقتها على كل حال . ويعني بها من بداية غزو الكويت عام ( 1990 م ) إلى ظهور الدجال ، الذي هو من الآيات .]
وبدأت هذه المرحلة يوم ( 17 / 3 / 2003 م ) ، وتستمر ستة أعوام تقريبا ، بحيث تشكل مع المرحلة الثانية ـ التي تستمر اثنى عشر عاما تقريبا ـ تشكل معها ، ثمانية عشر عاما بالتمام والكمال .
فكان الغزو الأمريكي بأوامر الرئيس الأمريكي بوش الابن ـ المناظر لهولاكو ـ وتنتهي هذه المرحلة يوم ( 17 / 1 / 2009 م ) ، وسنبين لاحقا : كيف انتهت في هذا التاريخ .
ومقارنة بالتاريخ القمري ، فإنها بدأت يوم ( 17 / محرم الحرام / 1424 هج ) حسب ما يؤرخ به الشيعة ، ويوم ( 18 / محرم الحرام / 1424 هج ) حسب ما يؤرخ به أهل السنة ،
وهذا يجعلنا نفترض أن دخول واحتلال وغزو كل من التتر والأمريكان ، هو في نفس اليوم من نفس الشهر ( السابع عشر ـ على الأرجح ـ أو الثامن عشر) .
قُتل صدام خنقا ( شنقا ) كما قتل المستعصم ، فقد حُكم على صدام بالإعدام شنقا حتى الموت
كما قتل من أبناء المستعصم ولديه الأكبر والأوسط ، ونجا ولده الأصغر وبناته الثلاث ، كذلك كان الأمر مع صدام ، فقد قُتل من أولاده ( عدي و قصي ) إلى لعنة الله ، ونجا ولده الأصغر ( علي ) و بناته رغدة و رنا و حلا ، إلى حين.
4 ـ وكما انتهت سنة 656 هج وليس في بغداد للمسلمين خليفة ولا بداية السنة التالية ، كذلك كان الأمر مع الغزو الأمريكي ، فالحاكم العسكري الأمريكي هو الأول والآخر ، ثم السفير الأمريكي ، ثم تم تشكيل مجلس حكم كارتوني ليس له مهمة سوى إضفاء الشرعية على الاحتلال الذي تم دون موافقة من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ، ثم بعد ذلك جيء بـ ( الشحنكية ) كما سماهم ابن كثير وابن خلدون ، والشحنكية من الشحنة : أي القائمين بالشحن ، وهي العمليات اللوجستية والتجارة والنقل والمواصلات وإدارة شؤون الإفراد ، أما ولاية الأمر ، والحل والعقد ، فهو حقيقة بيد التتر المغول سابقا ، وبيد الأمريكان وبني إسرائيل حاليا .
وكما قال ابن خلدون في عدد القتلى من العراقيين ( ويقال أن الذي أحصى فيها من القتلى ألف ألف وثلثمائة ألف ،
واستولوا من قصور الخلافة وذخائرها على ما لا يحصره العدد والضيبط ) ، فان عدد القتلى حسب الإحصائيات الرسمية ـ وكما أعلن عنه الرئيس الأمريكي بوش الابن في مؤتمره الشهير في بغداد ـ بان عدد الذين قًتلوا من العراقيين ، مليون وثلاثمائة ألف ( ألف ألف وثلاثمائة ألف )
وبناء على حساباتنا لأيام هذه المرحلة بالأيام ، وفي الدورتين التاريخيتين ، أي مابين جنكيز خان وهولاكو ، وما بين بوش الأب وبوش الابن ، فان الفترة هي ( 4444 يوما ) ، آخذين بنظر الاعتبار السنوات الكبيسة بالنسبة للتاريخ الشمسي ، والنسيء بالنسبة للتاريخ القمري .
فان الفترة من 17 / 1 / 1991 ـ 17 / 3 / 2003 م ، تضاف لها ثلاث أيام لثلاث سنوات كبيسة خلال هذه الفترة ، تكون الفترة أربعة آلاف وأربعمائة وأربعة وأربعين يوما ، وبناءا على ما ذكره المسعودي من فرق الأيام بين التاريخين ، فتكون نفس الفترة بالأيام بين المرحلتين الثانية والثالثة ، وفي الدورتين التاريخيتين ، والله العالم .
أما المرحلة الرابعة التي تكون بعد ستة أعوام تقريبا من بداية المرحلة الثالثة ، وبعد ثمانية عشر عاما بالتمام والكمال من بداية المرحلة الثانية ، فكانت بعد يوم ( 17 / 1 / 2009 م ) ، حيث كان هذا اليوم نهاية المرحلة الثالثة .
ولكن تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد للبيت الأبيض لا تتم إلا يوم ( 20 /1 / 2009 ) ، ففي يوم 17 /1 / 2009 م ،
، واستمر لاثنين وعشرين يوما ، بعدد الأيام التي استمر فيها العدوان الأمريكي على العراق للمرحلة الثالثة ، كذلك كان لاثنين وعشرين يوما ، من 17 / 3 / 2003 ـ 9 / 4 / 2003 م يوم سقوط بغداد .
وفي هذا اليوم ( 17 /1 / 2009 م )
فتم التوقيع في هذا اليوم على المعاهدة الأمريكية لإسرائيل و التعهد بنزع أسلحة ( حماس و حزب الله
مميزات المرحلة الرابعة :
وكما قلنا عن هذه المرحلة في الدورة التاريخية السابقة ، فان هذه المرحلة طويلة نسبيا ، لأنها تمثل نهاية حقبة تاريخية وبداية حقبة أخرى تمثل في حقيقتها ردّ الكرة ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) ، ويستمر ردّ الكرة لمدة عام واحد ، بعده تدخل هذه المرحلة إلى حقبة جديدة من حقب التاريخ ، أما أهم خصائص هذا العام الأول :
1 ـ خروج المُلْك ونزعه من الجهة القائدة للغزو والفاعلة فيه ، إلى جهة أخرى أو شخص أخر اضعف ، أو اقل عدوانية ، أو له عقيدة مختلفة وتوجهات مختلفة .
فكما لاحظنا في هذه المرحلة ، سنة ( 662 هج ) بعد ستة سنوات من غزو التتر ، موت هولاكو وانتقال الملك إلى ابغا ، ففي السنة السادسة من الغزو الأمريكي انتهت ولاية آل بوش ومن خلفهم المحافظون الجدد ، ويضعف سلطان الروم كما وصف أمير المؤمنين عليه السلام هذه المرحلة ( وعند ذلك يضعف سلطان الروم ) .
2 ـ يكون ردّ الكرة ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) في هذه المرحلة لمدة عام واحد ، بشمولية واسعة تتجاوز العلاقة بين الفاتح والمفتوح ، أي بين القوات المحتلة والشعب الذي يقع عليه الاحتلال ، إلى ردّ كرّة بين مختلف القوى الداخلية والخارجية ، المحلية والدولية ، ويكون هذا التقدير الإلهي لمدة عام ، تمهيدا لتطور كبير لردّ الكرّة يقع في السنة السابعة بعد الغزو ـ كما سنلاحظ ذلك مفصلا ـ إلا أن جذور التغيير و التطور لحركة التاريخ تعود إلى بناءات وتقديرات العام السادس وما فيه من المقادير .
3 ـ نضوج الرؤى الفكرية وتطور أسلوب التنظيم و العمل السياسي لدى الحركة الوطنية ـ أو القومية ـ التي تطرح البديل .
4 ـ ظهور صحابي مصر ـ ظهور صحابي مصر .
وفي الواقع فان هذا الموضوع ( ظهور صحابي مصر) بحاجة إلى بحث معمق وموسع يجب البدء فيه منذ تأسيس مصر بعد الطوفان الذي حدث على قوم نوح (ع) ، ومجيء مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح إلى هذا البلد مع جده الكاهن فيلمون بتوجيه من النبي نوح عليه السلام ، وما أسس له مصرايم من تأسيس عقائدي ، ووضع أول اُسس عقيدة الانتظار لدولة الإمام المهدي عليه السلام ، من خلال ما اعدّه من عدّة وما ادّخره من ذخيرة لهذا الوعد الإلهي ، ثم توالي هذا الدور إلى يوسف عليه السلام ، ثم إلى بشارة البتول مريم عليها السلام بإسلام أهل مصر وبقائه فيهم إلى يوم الدين ، ثم إلى الثورة على دولة عثمان بن عفان وبني أمية ، مرورا بالدولة الفاطمية في مصر ، ثم إلى ظهور الظاهر بيبرس في هذه المرحلة التاريخية من الدورة التاريخية السابقة في القرن القمري الثاني عشر ، وصولا إلى ما هو موعود قيامه الآن في هذه المرحلة ، ثم إلى سبب اتخاذ الإمام المهدي عليه السلام لمصر منبرا إعلاميا وفكريا بحسب الروايات .
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
( مصر سند المهدي ، ويعظّهم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء ، يسميها اليهود عدوهم الذي بالجنوب .. لهم البشرى بدخول القدس بعدما يسرج الله فيها السراج المنير .. صحابيا يغدو فيها على مثال الصالحين ، ليحل فيها ربقا ويعتق رقّا ، ويصدع شِعْبا ويَشْعَب صَدْعا ، لا يبصره احد وهو معهم ، يلبس للحكمة جنتها ، وهي عند نفسه ضالّته التي يطلبها ، يصبر صبر الأولياء ويرفع الراية السوداء ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه للممهد للمهدي .
وهو عالي القد ، احمر الخد ، مليح الصورة ويغير اسم الجد ، حسن السريرة ، أهدب الشعر ، حديد النظر ، صحيح الفكر .. لحيته بيضاء فيها جمال ونور ، ونصفه العلوي أحسن من السفلي ، معروف للقوم لكنه في خفاء .) .
وهل سيبقى صحابي مصر صامتا خفيا رغم ما يقال ، وقد قيل ( أروى بمصر الفساد ) ؟ وهل سيقبل أهل مصر بـ ( التوريث ) أم سيقتلون أميرهم ؟ ـ كما في الروايات في علامات الظهور : ( إذا قتل أهل مصر أميرهم ) ، ثم ظهور المرواني ( عبد الله عبد الرحمن ) على منبر مصر ؟
ولقراءة ذلك يجب أن نستخلص العبرة والحكمة من فلسفة التاريخ التي يوصلنا لها ويستخلصها لنا هذا البحث
، فقد أخذنا أهم و اخطر الأحداث التي غيرت واقع العالم ومثلت انعطافات خطيرة في مجرى التاريخ في كلا الدورتين التاريخيتين، وهما:
1 ـ غزو التتار ـ أو التتر ـ المغول وما سبقه وما ترتب عليه ، وأوقاته ، ومراحله ، والفترة الفاصلة بين كل مرحلة منه .
2 ـ الغزو الأمريكي لنفس الرقعة الجغرافية ، وما سبقه وما ترتب عليه ، وأوقاته ، ومراحله ، والفترة الفاصلة بين كل مرحلة منه .
وبحسب تقسيم الروايات وواقع الأحداث ، فإننا نستطيع تقسيم هذه الفترة ـ في كل دورة تاريخية ـ إلى أربعة مراحل :
المرحلة الأولى : وهي الفترة التي تدور فيها الفتنة في بلاد الترك إلى أذربيجان ، وتستمر هذه الفترة ثلاثون سنة .
المرحلة الثانية : وهي الفترة التي تطرق فيها الفتنة أبواب العراق وتنشر الخوف والجوع والمرض والفساد ، وتستمر هذه الفترة اثنا عشر عاما .
المرحلة الثالثة : وهي الفترة التي يكون فيها سقوط بغداد وقتل الخليفة أو الرئيس ، واحتلال كامل للعراق ويعم فيها الخراب والدمار والقتل والموت الذريع ، وتستمر هذه الفترة ستة أعوام .
المرحلة الرابعة : وهي مرحلة ردّ الكرة ، وتكون بعد سبع سنين من بداية المرحلة الثالثة .
، فان حركة التاريخ ومسير أحداث التاريخ تجري وفق نظام أو أنظمة مناظرة لحركة الشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات ، ولما كانت هذه النظم متعددة ، فمنها ما يدور في كل أربع وعشرين ساعة دورة كاملة ، ومنها ما يدور في كل ثلاثين يوما دورة كاملة ، ومنها ما يدور في كل ثلاثمائة وخمس وستين يوما دورة كاملة ، ومنها ما يدور في كل ثلاثة آلاف وستمائة عام دورة كاملة ، فان حركة التاريخ ومسرة أحداثه ، تجرى بشكل متوافق ومتناظر مع هذه النظم الكونية ، فتتكرر أحداث التاريخ كتكرار حركة الكواكب ومسيرها في أفلاكها ، وهو الذي يسميه امير المؤمنين عليه السلام بـ ( الاكوار والادوار ) ، وللتاريخ نظام كنظام البروج الذي تنتظم فيه الكواكب والنجوم .
2 ـ إننا لا نعلم جميع هذه النظم ، ولكن بحثنا استطاع العثور على نظامين من هذه النظم ، وهما :
أ ـ النظام الاثنى عشري ، وهو نظام يتوافق مع النظام القمري للتاريخ ، وتتكرر فيه أحداث التاريخ في كل اثنى عشر قرنا قمريا ، وهو في حقيقته تكرار للمقادير الإلهية المقدرة لأثنى عشر قرنا قمريا ، أي أن أحداث القرن الثاني عشر تتكرر في القرون مضاعفات اثنى عشر ـ القرن الرابع والعشرين ، القرن السادس والثلاثين ، وهكذا ـ ، وهذا النظام هو موضوع البحث .
ب ـ النظام التساعي ، وهو نظام يتوافق مع النظام الشمسي للتاريخ ، وتتكرر فيه أحداث التاريخ مع مضاعفات الرقم تسعة للقرون الشمسية ، وسنلاحظ من خلال البحث أن أحداث القرن الشمسي ستتكرر في القرن السادس والثلاثين ، أي بعد ( 3600 ) عام .
والأغرب من ذلك أن كل من النظامين القمري و الشمسي ، ومن ثم كل من النظامين الاثنى عشري والتساعي ، تلتقي عند اتحاد العامل المشترك مع كل من النظامين القمري والشمسي ، أي النظام التساعي والاثنى عشري .
حيث أن أحداث القرن السادس والثلاثين الشمسي توافق في القرن الثالث و الستين القمري ، أي أن كل ( 36 ) قرنا شمسيا ، تلتقي وتتحد مع كل ( 63 ) قرنا قمريا ، فيجمع زمن اتحادهما أحداث كل من التاريخين ، أي ما حدث قبل اثنى عشر قرنا قمريا وما حدث قبل ست وثلاثين قرنا شمسيا ، وتكون الأعوام ـ أو العام ـ الذي يحدث فيه الاتحاد والالتقاء بالنسبة للقرون القمرية ، قد بلغت ثلاث وستين قرنا ، وهو من مضاعفات الرقم تسعة ، وسنشرح كيفية ذلك بالأدلة الواقعية والروائية لاحقا .
4 ـ إن هذه الاستنتاجات يمكن أن تعطينا صورة واضحة عن أحداث السنة القادمة و العام القادم ( 1431 هج ، 2010 م ) بناء على ما حدث سنة ( 663 هج ) ، ويمكن التأكد من صحة هذه الاستنتاجات قريبا ،
ملخص ما وقع هو إن سنة ( 663 هج ) وهي السنة السابعة للغزو كانت سنة شديدة على الغزاة سواء الإفرنج من المغرب ، أو التتر من المشرق ، وكانت هزائمهم متلاحقة ، وعدد القتلى والأسرى كبير جدا ، وانتصارات المسلمين تتعاظم على كل الجبهات .
وانطلاقا من اعتقادنا بنظرية ( التكوير والتكرير ) فإننا نعتقد بان السنة السابعة للغزو ستكون سنة مشهودة تنكسر فيها الغزاة .
ورغم قول ابن خلدون في النص المتقدم عن فترة ولاية هولاكو للعراق ( ثم هلك هلاكو سنة ثنتين وستين لعشر سنين من ولايته العراق) إلا انه لم يختلف مع المؤرخين الآخرين بان الغزو كان سنة ( 656 هج ) فمن الواضح خطأه في تقدير هذه الفترة ، مع أخطاءه الكثيرة الأخرى ، حيث إن الفترة هي ست سنوات ، من ( 656 ـ 662 هج ) .
وهذا يجعلنا نتوقع بان تكون السنة الموعودة لقيام ( ملحمة الملاحم ) أو (الملحمة العظمى) أو ... الحرب العالمية الثالثة ، هي السنة القادمة سنة ( 1431 هج ) والله العالم .
: إن مما انكشف لنا من أسرار هذا التقدير ، هو تكرار المقادير المقدرة لاثنى عشر قرنا قمريا ، وهي الدهر ـ بحسب ما يظهر من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ـ إذ يقول تعالى ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) ، فان ( الإنسان ) هنا في هذه الآية هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة ـ كما أوردنا الروايات المتواترة في ذلك في موضوع " الإنسان و ابن الإنسان "
ط فان المهم في الأمر ، هو أن مجرى التاريخ وإحداثه الواقعة : ـ
منها ما يتكرر بعد كل اثنى عشر قرنا قمريا ، وأننا الآن نعيش ذات المقادير التي قدرها الله لفترة غزو التتر المغول ، وأننا نترقب المستقبل من سنتنا القادمة ، في ضوء أحداث السنة السابعة بعد سقوط بغداد على يد هولاكو في القرن القمري الثاني عشر للهجرة ـ حيث نحن الآن في القرن القمري الرابع والعشرين ـ .
ومنها ما يتكرر بعد كل ثلاثة وستين قرنا قمريا ، وهو الزمن المقدر لمضي أيام الطوفان الذي اهلك الله به قوم نوح (ع) ، وتجتمع في هذا الموعد كل من الذكريتين .
وهذا ملخص نظرية ( التكوير والتكرير) التي اكتشفناها من خطبة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، والتي تطرق لها مرة أخرى وتحدى عليه السلام الدهقان إنْ كان يعلمها :
وهذا ملخص نظرية ( التكوير والتكرير) التي اكتشفناها من خطبة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، والتي تطرق لها مرة أخرى وتحدى عليه السلام الدهقان إنْ كان يعلمها :
(يا دهقان : هذه قضية عيص ، فاحسبها وولدها إن كنت عالما بالأكوار والأدوار ) . وهي التي تمثل فلسفة التاريخ عند الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وبحسب ما اخبر به الإمام علي عليه السلام فان القرن الثاني عشر من الدورة التاريخية الثانية ـ أي القرن الرابع والعشرين ـ والذي نعيش نحن الآن عقده الأخير سيشهد قيام الساعة ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ* ([sup][1])[/sup] ، (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ*) ([sup][1])[/sup] .
ففي غيبة النعماني ، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ما معنى قول الله عز وجل (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ) ؟ فقال لي : ( إن الله خلق السنة اثني عشر شهرا ، وجعل الليل إثنى عشر ساعة، والنهار اثني عشر ساعة، ومنا إثنى عشر مُحَدّثاً، وكان أمير المؤمنين من تلك الساعات . ) ([sup][1])[/sup].
فأما متى تقوم الساعة ؟
فبالإضافة إلى ما تقدم من الأدلة و الاستنباط من الروايات ، من ترجيحنا و توقعنا أن يكون ذلك في محرم سنة ( 1431 هج ) حسب النظام القمري ، فإنها حسب النظام الشمسي تكون وحسب ما اخبر به يحيى بن أعقب ( رض) في عام ( 2010 م ) .
وفي رسالة أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبي بكر ، لما بلغ عنه كلام بعد منع الزهراء عليها السلام فدك : ( .... أما والله لو قلت ما سبق من الله فيكم لتداخلت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوارة الرحا ، فان نطقت تقولون : حسد ، وان سكت فيقال : جزع ابن أبي طالب من الموت ، هيهات هيهات أنا الساعة ، يقال لي هذا وأنا الموت المميت ؟ خواض المنيات في جوف ليل خامد حامل السيفين الثقيلين والرمحين الطويلين ومكسر الرايات في غطامط الغمرات ( ومفرج الكربات عن وجه خيرة البريات إيهنوا . فو الله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل إلى محالب أمه ، هبلتكم الهوابل لو بحت لما أنزل الله فيكم في كتابه لاضطربتم إضطراب الأرشية في الطوى البعيدة ولخرجتم من بيوتكم هاربين وعلى وجوهكم هائمين ... . ) ([sup][1])[/sup] .
فالتفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الى جبرئيل و فقال له : لقد رأيتك ذعرا ، وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك ؟ ! فقال جبرئيل (ع) : يا نبي الله لا تلمني ، أتدري من هذا ؟ قال : لا . قال : هذا اسرافيل حاجب الرب ، ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات والأرض ، فلما رأيته منحطا ظننت انه جاء لقيام الساعة ، فكان الذي رأيته من تغير لوني لذلك ، فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني ونفسي. ثم قال : ما من ملك مقرب ، ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة ) ([1]) .
( وأما معلم السبطين ( رضي الله عنهم ) هو يحيى بن أعقب ، وهو مدفون بمصر القاهرة ، قبره يزار ويتبرك به . وقد قيل : إن جبرائيل ( ع ) جاء إلى رسول الله ( ص ) وهو جالس في المسجد بتفاحتين من الجنة ، فدخل عليه الحسن والحسين ، فناول الواحدة للحسن والأخرى للحسين ، ولما جاءا إلى معلمهما فوهباها له ، فأكلها فانطقه الله تبارك وتعالى بذكر المغيبات ، فقال النبي ( ص ) :" يا ابن أعقب قدم وأخر" . وهذه الحكاية مستفاضة بمصر والشام والحجاز عند الخواص والعام)([1])وكان من المغيبات التي نطق بها يحيى بن اعقب ، حرب صفين ، والطف من ارض كربلاء ، وظهور الإمام المهدي عليه السلام ، ولكنه كما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله ، فانه لم يوضح كل التوضيح ، ولا يفهم كلامه كل من يسمع أو يقرأ ، ولكن كلامه واضح عندنا بفضل الله و منّه ، فيقول القندوزي في الينابيع :
قال يحيى بن أعقب معلم السبطين ( رضي الله عنهم ) شعرا :
فستبـدو عــجائب منكـرات لكرهت الحياة لو كنت حيا
بين آل النبـي واطـول حـزني فتنا هولها يشيب الصــبيا
يوم صـفين لو عقـلت عليـما لقتال يردى الشجاع الكمـيا
وعلـى كـربلا مقـام شـنيـع دهرا ويعز الشام عـزا قويا
وتـرى السيد العـزيز ذليــلا هائل منـكر يـؤذي علـيّا
بعــدها تمـلـك الاعـاريب وترى الوغد مستطيلا قويا
ويـعـمّ الشام جـور إلـى أن يبلغ الشـط والجسور سويا
وبعشرين من مؤرخـة التسعين لا بد أن يظهر الإمام المهديا
فأما قوله :
(وبعشرين من مؤرخة التسعين * لا بد أن يظهر الإمام المهديا )
فذلك لأنه تكلم بالتاريخ الشمسي ، ويعني بـ ( عشرين من مؤرخة التسعين ) أي بعد عشرين عاما من عام ألف و تسعمائة و تسعين ،، وهو العام الذي دار فيه الزمان على حروف ببسم الله ، كما شرحنا ذلك في حل الصحيفات الجفرية في كتاب ( عولمتنا .. دولة الإمام المهدي "ع" ) ، وهو الذي دار فيه الملك على أهل حرف الباء ( بوش وبقية القائمة من أهل الملك ) ، فبعد هذا العام يكون ظهور الإمام المهدي عليه السلام بعشرين عاما ، أي في أواخر عام ( 2010 م ) .
والذي يتوافق بالتاريخ القمري مع سنة ( 1431 هج ) والله العالم ، وهو صادق الوعد ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ ) قال ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( من حديث طويل) :
( إن الإسلام بني على خمسة ، على الولاية والصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج ، فأما الولاية فللّه ولرسوله وللمؤمنين ، الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون " ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون " .
قال ابن عباس ، فقال سلمان : يا رسول الله ، للمؤمنين عامة أو خاصة لبعضهم ؟
قال (ص) : بل خاصة لبعضهم ، الذين قرنهم الله بنفسه و بنبيه في غير آية من القرآن .
قال : من هم يا رسول الله ؟
قال (ص) : " أولهم وأفضلهم وخيرهم أخي هذا ، علي بن أبي طالب ـ ووضع يده على رأس علي عليه السلام ـ ثم ابني هذا من بعده ـ ووضع يده على رأس الحسن (ع) ـ ثم ابني هذا من بعده ـ ووضع يده على رأس الحسين (ع) ـ والأوصياء تسعة من ولد الحسين (ع) واحدا بعد واحد ، حبل الله المتين و عروته الوثقى ، هم حجج الله على خلقه ، وشهداؤه في أرضه ، من أطاعهم فقد أطاع الله و أطاعني ، ومن عصاهم فقد عصى الله و عصاني ، هم مع الكتاب ، و الكتاب معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردا علي الحوض " .) ([sup][1][/sup])[1] كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 246.
.
طبعا الكتاب على مسؤلية الكاتب عقيدة وفكرا ولكننا نقرأ للجميع | |
|